ما تداعيات إشكال الفرزل بين القوات والتيار؟
 

تُنذرُ حادثةُ" الفرزل"، حيث تواجهت مجموعة من شباب القوات اللبنانية مع أنصار النائب في التيار الوطني الحر ميشال ضاهر لأول مرّة على الأرض في اشتباكٍ ظرفي بعد اتفاق معراب، بأن تُؤدّي إلى بعض التّطوُّرات الخطرة بين الطّرفين المسيحيين الأبرز على الساحة السياسية اللبنانية، فقد تخلّل الحادثة إطلاقُ نارٍ من قبل نجل النائب الضاهر،وما رافق ذلك من تدافع واشتباكٍ بالأيدي مع قوّة عسكرية أعقبها اعتقالات في صفوف القواتيّين.

نقول أنّه تطوُّر خطير ، بعد الاشتباكات السياسية المتواصلة منذ اتفاق معراب الذي ساعد الجنرال عون على اعتلاء كرسي الرئاسة الأولى، بدأت بخلافاتٍ حادّة داخل مجلس الوزراء مع اتّهاماتٍ صريحة لوزير الطاقة وراعيه وزير الخارجية جبران باسيل بمحاولة تمرير صفقة مشبوهة تهدر مئات ملايين الدولارات في قطاع الكهرباء، وجاءت الإنتخابات النيابية ربيع العام الحالي لترسم فاصلة كبرى بين الطرفين ومعارك انتخابية حامية، حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من احتدامٍ عنيف حول الحصص الحكومية لكلّ طرف في الحكومة العتيدة، والتي ما زالت تتعثّر بسبب ذلك، ورغم زيارات قائد القوات ومُساعده الوزير رياشي المتكررة لقصر بعبدا، في محاولاتٍ جادّة ومُخلصة لتأكيد التزام القوات باتفاق معراب وبالتالي دعم العهد بلا خجلٍ أو مُواربة، وذلك حفاظاً على الوحدة داخل الطائفة المسيحية من جانب، والوحدة الوطنية (باعتبار التيار متحالف مع الطرف الشيعي الأقوى في البلد) من جانبٍ آخر، فإنّ التّصلُّب والعناد (غير المفهومين) الذين يُبرزهُما الوزير باسيل يُطيحان بكلّ الجهود المبذولة في سبيل تأليف حكومة جديدة، والانتقال بلبنان إلى فُسحة أمل بمعالجة أزماته الداخلية المتفاقمة والحدّ من الأخطار الإقليمية الراهنة، خاصّةً مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية، وبروز شبح العقوبات التأديبية الأميركية لإيران وحزب الله والتي باتت على الأبواب.

في الفصل الأخير حاول رئيس الحكومة المكلّف منذ أيام أن يعطي جرعة تفاؤل بقرب ولادة الحكومة، فطلع الوزير باسيل صبيحة اليوم التالي ليًطيح بالتّفاؤل والأمل، ثمّ جاءت حادثة الفرزل لتُعمّق الجراح بين التّيار والقوات، حتى بات لسان حال الدكتور جعجع مع رئيس الجمهورية كلسان حال الشاعر:

أُريدُ حياته ويريدُ قتلي

عذيرك من خليلك من مُراد.