دعا نائب رئيس «الائتلاف الوطني السوري» ورئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا أمس الدول العربية إلى «تطبيق فعلي» لقرار القمة العربية في الدوحة مد المعارضة السورية بالسلاح، لافتاً إلى أن تزويد السوريين بوسائل «الدفاع عن النفس» يسرع في إسقاط النظام السوري.

وقال صبرا في حديث إلى «الحياة» في الدوحة إن «هناك دولاً عربية مستعدة لدعم المعارضة بالسلاح»، لافتاً إلى أن قياديين في «الائتلاف» سيزورون واشنطن «قريباً» تلبية لدعوة رسمية، إضافة إلى وجود دعوة أخرى تلقاها «الائتلاف» من موسكو.

ووصف صبرا قرار القمة العربية في الدوحة بمنح مقعد سورية للمعارضة بأنه «حدث تاريخي في كل المقاييس وانتصار للشعب السوري، لأنه أعاد الأمور إلى نصابها، فمنذ عامين ينتحل النظام السوري القاتل صفة الممثل للشعب السوري، وهو لا يستحق التمثيل لأنه وضع نفسه في موضع العداء للشعب».

وقال إن «النظام الذي يرسل آلات القتل في هذا الشكل وتحت سمع العالم وبصره في كل يوم لا يمثل الشعب السوري (بل) يمثل العدو. والآن عادت الأمور إلى نصابها لمن يستحق اسم ممثل الشعب السوري».

وأضاف صبراً أن شغل مقعد سورية «سيمكننا من أن نأخذ منبراً حقيقياً بين أخوتنا العرب لنشرح للذين لم تتضح لهم الرؤى بعد أن ما يجري في سورية ثورة ذاهبة إلى الانتصار، وأن لا مصلحة لأحد أن يتعلق بأذيال نظام ذاهب إلى مزبلة التاريخ. العلاقة مع الشعب السوري إذا أرادها إخواننا العرب فلتكن مع الممثلين الحقيقيين للشعب السوري». وأضاف أن قياديي «الائتلاف» التقوا في الدوحة عدداً من القادة العرب وكان «القاسم المشترك» في هذه اللقاءات «دعم الشعب السوري والثورة السورية وإن كان في شكل متفاوت». وسئل عن «أولويات» المعارضة بعد قمة الدوحة، فأوضح أنها تكمن بضرورة تطبيق الدول العربية «فعلياً ما ورد في البيان الختامي، وأعني على وجه حصري أن أي دولة عربية تريد أن تقدم دعماً حقيقياً للشعب السوري بما فيه الدعم العسكري، وأركز على ذلك. نريد أن نرى تطبيقاً على الأرض لما تقرر (في القمة العربية)، ونحن في حاجة اليوم قبل الغد إلى الدعم العسكري من إخوتنا العرب الذين يقفون موقفاً مخلصاً معنا منذ اليوم الأول للثورة السورية».

واعتبر صبرا أن قمة الدوحة «فتحت باب التسليح» لمن يريد من «الدول العربية التي تريد أن تقدم هذا الدعم والمساعدة. ونعتقد بأن بين إخوتنا العرب من هو مستعد أن يقدم لنا هذه المساعدة، لأننا نحتاجها بالفعل. ولا نحتاجها نحن فقط، بل يحتاجها السلم والأمن في الشرق الأوسط أيضاً».

وأوضح صبرا أن رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب «جمد» استقالته ويمارس مسؤولياته الطبيعية، موضحاً أن «الجهة الوحيدة المخولة أن تقول الكلمة الفصل في استقالته هي الاجتماع المقبل للهيئة العامة للائتلاف، حيث ستناقش الاستقالة وتبت فيها قبولاً أو رفضاً»، مشيراً إلى أنه «سيعقد الاجتماع في القريب العاجل، وربما لا يتعدى أسبوعاً أو عشرة أيام».

وسئل عن موعد تشكيل غسان هيتو «الحكومة الموقتة»، أوضح أن هيتو «في مرحلة الاستشارات الأولية مع الكتل السياسية والقوى في الداخل. وهو دخل قبل أيام إلى البلاد في مهمة استكشافية مع الجيش الحر، ومع قوى الثورة في الداخل والمجالس المحلية. وأعتقد أن لديه وحده الجواب الكافي عن المدة الزمنية التي يحتاجها لولادة هذه الحكومة». وأضاف أنه يجب ألا تكون الحكومة «حكومة محاصصة. هذه الحكومة لها مهمات وحيدة، وهي أن تدير الحياة العامة في المناطق المحررة، وأن تلبي حاجات السوريين داخل البلاد وفي مخيمات اللجوء في الدول المجاورة. والجهة الوحيدة المخولة في إعطاء الثقة لهذه الحكومة وأجهزتها هي الهيئة العامة لقوى الثورة والمعارضة السورية»، مؤكداً أن «هذه الحكومة هي حكومة الائتلاف».

وتابع أن دول مجلس التعاون الخليجي لعبت «دوراً أساسياً» في منح المعارضة مقعد سورية في القمة العربية، موضحاً: «ليس سراً أن دول الخليج العربي عموماً والمملكة العربية السعودية ودولة قطر والإمارات العربية المتحدة أعلنت منذ اليوم الأول للثورة انحيازها الكامل والكلي وتقديم كل أشكال الدعم لنا».

وزاد أن «الائتلاف» تلقى دعوة رسمية من الإدارة الأميركية لزيارة واشنطن، وأن وفداً رسمياً سيقوم بالزيارة. وأضاف أن «هناك دعوة وجهتها موسكو للائتلاف لزيارة روسيا وستتم أيضاً». وسئل عن زيارة طهران، فأجاب :»لا أعتقد بأن هناك دعوات، وحتى لو وجهت فستكون لها مناقشة أخرى وحسابات أخرى».

وسئل عن سيناريو الأحداث ومصير الرئيس السوري بشار الأسد، فأجاب أن مصير الأسد هو «الرحيل ومزبلة التاريخ هو ونظامه»، معتبراً أن توقيت ذلك «يعتمد على حجم الدعم الذي يمكن أن نتلقاه من إخوتنا العرب والمجتمع الدولي»، لافتاً إلى أن «المشاريع والحلول السياسية قتلها النظام واحدة بعد الأخرى، وتبين للجميع أنه لا يستطيع أن يدخل في أي حل سياسي».

وأضاف صبرا: «نحن الآن ننتظر حقنا في الدفاع عن أنفسنا، وحقنا في التزود بما يمكننا من استخدام هذا الحق. والسوريون كفيلون بإسقاط النظام. وها هي الحرب تجري في شوارع دمشق، والمطارات تسقط في يد الجيش الحر واحداً بعد الآخر».