أفادت دراسة أنّ الشابات اللواتي يعانين نسبة عالية من الدهون في أجسامهن لديهن فرصة أقل في الإصابة بسرطان الثدي قبل انقطاع الطمث، وفقاً لعلماء في المعاهد الوطنية للصحة والمتعاونين معها. وقد تساعد هذه النتائج الباحثين في فهم أفضل للدور الذي تلعبه السمنة في خطر الإصابة بسرطان الثدي.


وقالت الدكتورة دايل ساندلر، مؤلفة مشاركة كبيرة ورئيسة فرع علم الأوبئة في المعهد الوطني للبيئة: "من المعروف أن النساء اللواتي يتمتعن بنسبة عالية من الدهون، وخاصةً بعد انقطاع الطمث، يحملن مخاطر متزايدة لسرطان الثدي بعد انقطاع الطمث. لكننا اكتشفنا أن خطر الإصابة بسرطان الثدي لا يزيد لدى النساء السمينات قبل انقطاع الطمث، بل هو في الواقع يتقلّص، وهذا يشير إلى أن الآليات البيولوجية المختلفة هي المسؤولة عن التسبب في سرطان الثدي لدى النساء الأصغر سناً".

عوامل الخطر


وأضافت أن ظهور سرطان الثدي نادر نسبيا قبل انقطاع الطمث، ووجد الباحثون أنه من الصعب إجراء تقييم كامل لعوامل الخطر في دراسة واحدة. وأن الدراسات السابقة تشير إلى أن عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء الأصغر سناً قد لا تكون عينها لدى النسوة المسنات.


لفهم خطر الاصابة بسرطان الثدي لدى النساء قبل انقطاع الطمث، شكلت ساندلر وغيرها من الباحثين مجموعة جمعت من خلالها بيانات من 19 دراسة مختلفة، تضم 758،592 امرأة من جميع أنحاء العالم. سمح هذا النهج للفريق بتحديد عوامل وأنماط المخاطر التي يصعب اكتشافها مع عدد أقل من النساء.


تراوح عدد المشاركين في الدراسات من 18 إلى 54 في بداية متابعة الدراسة. ملأ المتطوعون لكل دراسة فردية عدة جولات من الاستبيانات، والتي تضمنت الطول والوزن وعوامل أخرى متعلقة بالصحة. ومن خلال هذه المعلومات، قام الباحثون بتقييم خطر الإصابة بسرطان الثدي في ما يتعلق بمؤشر كتلة الجسم (BMI) في الفئات العمرية التالية: 18-24 ، 25-34 ، 35-44 ، 45-54. 


نسب وأرقام


وتوصّل العلماء إلى أن الخطر النسبي لسرطان الثدي قبل انقطاع الطمث انخفض بنسبة 12 إلى 23 في المئة لكل زيادة بمقدار خمس وحدات في مؤشر كتلة الجسم تبعاً للعمر. وقد لوحظ التأثير الأقوى في ما يتعلق بمؤشر كتلة الجسم عند الأعمار من 18 إلى 24 عامًا ، مع احتمال إصابة النساء البدينات جدًا في هذه الفئة العمرية ب 4.2 مرات أقل من الإصابة بسرطان الثدي قبل انقطاع الطمث مقارنةً بالنساء ذوات مؤشر كتلة الجسم المنخفض في نفس العمر.


في حين أن ساندلر وزملاءها غير متأكدين من السبب الذي يحميهن من سرطان الثدي، فإنها تحذر من أنه لا ينبغي على النساء الشابات زيادة الوزن عمداً لخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي.


وختمت ساندلر قائلة: "نأمل أن تكون هذه أول دراسة من العديد من الدراسات تركز بشكل خاص على عوامل الخطر لسرطان الثدي بين النساء الشابات".