ليس بالتغريد فقط يُرفع الحرمان عن بعلبك الهرمل يا جميل
 

 

منطقة بعلبك الهرمل ، الأبرز إعلامياً في الأشهر الأخيرة وحديث البلد ويوميات المواطن اللبناني .


فالتقارير التي أُعدّت عن المنطقة كثيرة والتي سلّطت الضوء على واقع الحرمان والتمييز الذي تُعانيه المنطقة منذ ولادة الكيان اللبناني.


ورغم التضحيات التي قدمتها المنطقة في معركتي تحرير الجنوب اللبناني والبقاع الغربي من العدو الإسرائيلي  وتحرير الجرود من الإرهابيين في الأعوام الماضية ، فإن هذا الكمّ من التضحيات لم يشفع لها لأن تنال حقوقها أسوة بباقي المناطق لا أكثر ولا أقل .


وهذه المنطقة التي تُعتبر الحاضنة الشعبية لأقوى تنظيم مسلّح في الشرق الأوسط أي " حزب الله " والذي قهر الجيش الإسرائيلي ، إلاّ أن الحزب ظهر عاجزاً وفاشلاً في آن في قهر الحرمان وتأمين الأمن والإنماء للمنطقة ، عن قصد أو دون قصد .


قبل الإنتخابات النيابية الأخيرة ، إحتل واقع الحرمان في المنطقة العناوين الأساسية لنشرات الأخبار وبرامج المرشحين ، حتى أن السيد " حسن نصر الله " وعد بأن يزور المنطقة حي حي وبيت بيت في حال أحسّ بإنخفاض نسبة التصويت للوائح الأمل والوفاء .


وبعد الإنتخابات ، لم يمر يوم إلا ووقعت أحداث أمنية من عمليات خطف وسلب وقتل ومواجهات عسكرية وإطلاق نار ، وسُجِّل وقوع جرحى وقتلى في هذه الأحداث .


في فترة التجهيز للإنتخابات النيابية برزت أصوات معارضة من نسيج المجتمع البعلبكي طالبت برفع الحرمان عن المنطقة ، وكان لموقع لبنان الجديد الشرف في الإضاءة على هذا الحرمان ووجع الناس .


لكن هذه الأصوات والشخصيات تعرّضت لحملات تخوين  وتكفير وترهيب وفبركة ملفات وتعدّي على منازلهم وإطلاق النار عليهم كما حصل مع أبرز الشخصيات البعلبكية المطالبة بالإصلاح الشيخ عباس الجوهري.


وأُعدّت ملفات كاملة وتحقيقات مكتملة عن واقع الحرمان ، وكانت أبرز النقاط في برامج هذا التيار البعلبكي الإصلاحي ، ورغم ذلك تعرّض هذا التيار لأبشع أنواع التخوين والسباب وفبركة الملفات.


لكن المُضحك المُبكي اليوم ، أنّ نفس الشعارات التي رفعها هذا التيار الإصلاحي وخوّنه " حزب الله " وجماعته ، تبناه اليوم الحزب وجمهوره ونوابه وحلفائه في المنطقة .


أبرز هؤلاء الحلفاء النائب جميل السيد ، الذي ركب موجة الغضب الشعبي البعلبكي التي إجتاحت السوشيال ميديا بالأمس والتي عبّرت عن إنزعاجها من طريقة توزيع نسب التوظيف وإستمرار واقع الحرمان والفقر وإعداد خطة أمنية أساءت للواقع الإقتصادي لأنها لم تلحظ إستراتيجية إنماء متكاملة ومكمّلة لخطة الأمن .

 

 

إقرأ أيضا : ولعت بين جميل السيد وشاعر السيد حسن

 

 


تمثيلية جميل السيد بالأمس وتحريضه ومتاجرته بوجع البقاعيين جعل أهالي البقاع يذكرونه بماضيه مع أهالي المنطقة ، حيث هو نفسه كان يرفض إستقبال العديد من أهالي المنطقة ويشارك نفس الطبقة السياسية الحاكمة في زمن الوصاية السورية خططها لإستهداف بعلبك الحرمان وتكريس واقع الحرمان وتحريض الناس على بعضها البعض. 


لكن المفارقة هذه المرة ، أن الشاعر علي عباس وهو أبرز المقرّبين من  سماحة السيد "حسن نصر الله " لم يصدّق تمثيلية جميل السيد ودعاه من دون أن يسميه أن لا يتاجر بوجع الناس لأجل رفع شعبيته وتكريس زعامته ، ما إقتضى رداً من جميل السيد .


والسؤال اليوم موجَّه لجميل السيد ، إذا كانت المطالبة برفع الحرمان والتمييز بحق أهالي بعلبك قبل الإنتخابات خيانة ، لماذا  أصبحت منقبة وشرف اليوم ؟


هذا التناقض يؤكد حقيقة ناصعة وجلية ويقينية ، وهي أن جميل السيد بتمثيليته بالأمس دخل رسمياً نادي الطبقة السياسية التي مارست كافة أنواع الظلم والتمييز بحق بعلبك الهرمل وكرّست الحرمان في تلك المنطقة .


تلك الطبقة التي تكتفي بالشعارات الرنّانة والوعود الكاذبة من أجل زعامات وهمية ، لكن على جميل السيد أن يعرف بأن الشعب في بعلبك الهرمل إستيقظ ، ولم تعد تنطلي هذه التمثيليات عليه .


فجميل السيد قبل الإنتخابات كان لواءاً سابقاً وشخصية جدلية ، وبعد الإنتخابات تحوّل لعنصر في هذه الطبقة السياسية لا تجيد سوى لغة التغريدات.


وليس بالتغريد فقط يُرفع الحرمان عن بعلبك الهرمل .