على رغم الإقبال الكثيف الذي يشهده لبنان والعالم على عيادات أطباء التجميل، لا سيما في ما يخصّ الحقن للتخلّص من التجاعيد، إلّا أنه قد غاب عن كثيرين اهمية تجميل الجبين والحواجب ودورهما على أصعدة متنوّعة، منها سهولة الانخراط في المجتمع. فمتى يكون جبينكم بحاجة للتجميل؟ وما هو الدور الاساسي الذي تلعبه الحواجب؟
 

للجبين دور اساسي في إظهار الجمال وعكس صورة الشخص وسهولة انخراطه في المجتمع أو حتّى سرعة تقبّله من الغير، ما يفسّر إقبال قادة الرأي من السياسيين وغيرهم على هذا النوع من التجميل. ولكن غالباً ما يهمل كثيرون هذا الموضوع ويركّزون فقط على ضرورة التخلص من التجاعيد، الامر الذي لا يبرز لوحده الجمال الحقيقي لوجه الشخص.

في هذا السياق، كان لـ«الجمهورية» حديث خاص مع الإختصاصي في الأنف والأذن والحنجرة وفي الجراحة والتجميل الدكتور إبراهيم الأشقر الذي قال إنّ «4 حالات تدعو كل شخص الى التفكير بضرورة تجميل جبينهم: الجبين الصغير، الجبين الكبير، الجبين الذي تتوسّطه فجوة ما، والجبين الذي تكون جوانبه متّجهة الى الداخل. ولكلّ حالة من الأربع طريقة علاج معيّنة تختلف بحسب تركيبة وجه كل فرد».

تصغير الجبين
يُعتبر الجبين المستدير والواسع معياراً للجبين المثالي، وقلّة من الأفراد تعاني من الجبين الواسع جداً والمزعج وغالباً يكون بسبب تساقط الشعر، وبحسب د. الاشقر «عندما ينزعج اصحاب الجبين الكبير من ذلك، نعمد الى تصغير الجبين من خلال استئصال جزء من الجبين قرب شعر الرأس ونعمد بعدها الى تقطبيها فلا تترك أيَّ أثر، كما يمكننا زرع الشعر من الامام، اضافةً الى امكانية رفع الحواجب قليلاً».

الفجوة وخلل في الجوانب
من المزعج بالنسبة لخبراء التجميل أن لا يكون الجبين مستديراً ولكن من المزعج اكثر أن تتواجد في وسطه فجوة والتي يعتبرونها أسوأ بكثير من التجاعيد. ويوضح د. أشقر أنه «عند المعاناة من هذه الحالة نلجأ الى تعبئة الفجوة، إمّا بواسطة زرع الدهن الذي يحتوي على الخلايا الجذعية والذي يستخرج من جسم الانسان نفسه، أو عن طريق حقن الفيلير. كذلك الامر بالنسبة للأشخاص الذي يعانون من اتّجاهٍ جانبي جبينهم الى الداخل، فنعمد الى تعبئة الجانبين ايضاً بالدهن او الفيلير لتوسيعه وفتح مدى العين.

وتجدر الاشارة الى أنّ للخلايا الجذعية الكثير من الفوائد لاسيما تعبئة الجبين وتحسين نوعية الجلد واستمرار النتيجة لمدّة طويلة جدّا الّا أنّ كلفتها مرتفعة، كما يحدّ زرع الدهن من حاجة تطبيق الفيلير الّا أنه لا يلغي البوتوكس الذي يعالج تشنّج العضلات».

تكبير الجبين
في المقابل، تتعدّد وسائل تكبير الجبين وتلعب كفاءة الاختصاصي دوراً مهماً في الحصول على نتيجة طبيعية ومتناسقة، ويشير د. الاشقر الى أنّ «الطريقة الاسهل هي ازالة الشعر الذي يصل الى الجبين بواسطة الليزر، مع المحافظة على مظهرٍ طبيعيٍّ بشكل لا يكون الخط الفاصل بين الشعر والجبين مستقيماً. اضافةً الى الليزر يمكن اللجوء الى البوتوكس والفيلير بهدف التكبير ايضاً».

دور الحواجب
يقسم الوجه في طبّ التجميل الى 3 مناطق وهي منطقة الفم، منطقة الخدود والأنف ومنطقة الجبين. وبالتالي يجب أن يتناسق تكبير أو تصغير أو أيُّ تحسين على مستوى الجبين مع الوجه ككل وبالأخص مع العيون والأنف. من جهة أخرى تُعتبر الحواجب عاملَ جمال أساسي جداً، واذا خضعت للتجميل الخاطئ او لوشم غير مناسب فستقبح الوجه وستزيد من عمر الشخص. في هذا الاطار يشرح د. الاشقر أنه «عند تجميل الجبين من المهم الأخذ في الاعتبار الحواجب، فللبوتكس دور اساسي بتغيير شكل الحاجب لانه يعمل على ترخية عضلات الجبين.

وفي التفاصيل، اذا قمنا بحقن البوتكس في الجبين سينخفض مستوى الحاجب من الامام، لذلك مَن يعاني في الاصل من هذا الانخفاض، يفضل أن لا يلجأ الى هذه الطريقة، بل أن يحاول الاعتماد على الفيلر فقط، مع العلم أنّ النتيجة لن تكون فعالة كثيراً في ما يخصّ التجاعيد. وفي حال قمنا بحقن البوتوكس بين الحاجبين سيؤدي ذلك الى ارتفاع مستواهما، بينما اذا تمّ الحقن حول العين فيساهم ذلك في فتحها ورفع مستوى الحاجب».

وشمُ الحاجب
الى ذلك، تُعتبر العين المثالية والجملية تلك التي تكون فتحتها متوازية مع الحاحب. كما لرسمة الحاجب دور اساسي في ابراز جمال العين أو العكس. ويتعجب د. الأشقر من بعض الاشكال التي تعتمدها النساء لاسيما تلك التي يبدأ فيها الحاجب جالساً ليعود ويرتفع بشكل غريب، ويقول: «ليس صحيحاً أبداً أنه كلما ارتفع مستوى الحاجب، ارتفعت معه العين وأصبحت جميلة! لا بل إنّ العكس هو الصحيح، فكلما زاد الفراغ بين العين والحاجب زادت القباحة معه. وأشدّد على أن ليس كل ما هو شائع يعني أنه جميل، فالتناسق أمر اساسي، وبعضهنّ قد تنسابهن الحواجب المنخفضة والرفيعة، بينما بعضهن الآخر تليق بهن الحواجب المرتفعة والعريضة».

أبرزوا جمالكم الشخصي
لا يمكن اعتماد الطريقة نفسها لتجميل جميع الراغبين في ذلك، فلكل شخص تركبية وجهه وملامح خاصة به فقط. ويُنهي د. الاشقر حديثه ناصحاً «بضرورة أن يحافظ الجميع على هويّته وملامحه، وأن يكون التحسين طبيعياً وبعيداً من المبالغة، لا سيما أنه بتنا نرى غالبية الوجوه المعروفة فنّياً أو إعلامياً أو غيرها، تتمتّع بملامح وجه ثابتة، فتغيب التعابير عنهم وتكاد لا تتحرّك في وجههم سوى قرنية عينهم. وهذا أمر غير مقبول، وادعو الناس أن لا تتأثر بهذا الأمر الشائع وأن لا تقارن جمالها بأيِّ شخص آخر أو أن تحاول تقليده، فلكل فرد على وجه الارض جماله الخاص وهدفنا كاختصاصيّي تجميل إبرازه له دون تشبيهه بأحد».