هل ينجح الإيرانيون في إستيعاب الضغوط في المرحلة القادمة؟
 

لم يستطع "حزب الله" في لبنان أن يفوز بمناقصة الرد على إسرائيل من الأراضي اللبنانية ذلك لأن اللعبة أصبحت واضحة بأن اللبنانيين غير معنيين بالتصعيد بين إيران والغرب وبين إيران وإسرائيل، لذلك لجأ الإيرانيون إلى البريد السوري أي الأراضي السورية حيث استطاعت إيران بمساعدة الروسي تنظيفها من التظيمات الأصولية السنية وحتى المدنية منها، وبذلك تصبح اللاعب الأقوى على الأرض السورية، ومن هنا ومع تزامن خروج المقاتلين من "الغوطة" و "دوما" و "اليرموك" وسواها بدأ الحديث في الأروقة الدولية عن ضرورة تحجيم الوجود والنفوذ الإيراني في "سوريا"، وفي ظل صمت روسي ربما يخفي الكثير من الرضى حيث لم نعد نسمع بالنظام الدفاعي الجوي الروسي، وبدأت الطائرات الإسرائيلية تجوب الأجواء السورية في طلعاتها بالتنسيق مع القيادة العسكرية الروسية، حيث قامت بتنفيذ ضربات جوية عدة من بينها استهداف مقر القيادة الجوية الايرانية في مطار T4 والذي ذهب ضحيتها كبار ضباط "الحرس الثوري" بالاضافة إلى قائد الوحدة، ولجأت "إيران" إلى التصريحات بدل الرد الفوري على إسرائيل التي استهدفتها مباشرة ما جعل الإيرانيين يتفاجأون باعتبار أنهم كانوا يملكون ضمانات بعدم التعرض الاسرائيلي لهم وقد حصلوا على هذا الموقف غير المعلن في سياق استدراجهم إلى المستنقع السوري.

إقرأ أيضًا: الأيديولوجيا القاتلة للإخوة
أما وقد انتهت "روسيا" من استعمال "إيران" و "الحزب" بعد إنهاء الوجود المسلح للتنظيمات المعارضة للنظام السوري فقد بدأ دور الإيراني والمنظمات المندرجة تحت لوائه بالتراجع، وهذا ما يشير إلى بدء مرحلة جديدة من المواجهة بين "إيران" و "إسرائيل" من جهة و "إيران" والمجتمع الدولي من جهة ثانية، كل ذلك يترافق ذلك مع موقف ترامب من الملف النووي الايراني ونيته التغيير في بنوده ليتضمن من جديد وضع آلية لتفكيك البنية الصاروخية البالستية الإيرانية وإدخالها إلى المفاوضات التي تكفّل الأوروبيون التحضير لها تحت ضغط إقتصادي أميركي وذراع إسرائيلية في الميدان.
فهل ينجح الإيرانيون في إستيعاب الضغوط في المرحلة القادمة؟ وهل يلجأ الإيراني إلى استعمال الحزب من خلال الأراضي اللبنانية أم أن اللعبة ستقتصر على الأراضي السورية؟
وبذلك يمكن أن تتقدم "إسرائيل" بريا لتؤمن شريطا حدوديا للجولان تجعل منه صندوق بريد للعبة القادمة ويبقى السوريون بموقف المتفرج على القوى المتصارعة على أراضيهم، وهم لا يستطيعون أن ينبسوا ببنت شفة كون الطرف الآخر هو إسرائيلي، فهم اليوم أمام خيارات جديدة قوى أجنية على تتقاتل على تتقاتل على أرضم في حدود اللعبة المسموح بها، وبالتالي يخرج الإيرانيون ومعهم الحزب منتصرين في معركة الشعارات ويخرج معارضوهم مصنفين بالعمالة لإسرائيل تلقائيا.