ها هو البرغوث اليوم يُبرغث في معقل الرئيس بري، وبالأمس كان يبرغث في رميش والنبطية، يحاول أن ينال نصيبه من دم هذا الشعب الطيب
 

 

أولاً: هيمنة الثنائية الشيعية على الجنوب

 

استطاعت الثنائية الشيعية (حزب الله وحركة أمل) من السيطرة على مفاصل الحياة السياسية في لبنان انطلاقاً من جنوبه، الذي وفّر الأرضية الصالحة لانطلاق المقاومة وسيادة منطقها وموجباتها ونتائجها، بفعل وجود الاحتلال الإسرائيلي ومقاومته وتحرير الأرض.

لا تزال هذه الثنائية (بعد الإنسحاب الإسرائيلي) تمدُّ سلطانها على أرض الجنوب امتداداً نحو العاصمة والجبل والبقاع وبلاد جبيل، واضعةً يدها على المناصب التمثيلية (مجلس النواب والبلديات والمخاتير)، والمناصب الوزارية ، مضافاً لها بالاستتباع المناصب القضائية والأمنية والإدارية، وسمحت اتفاقية مارمخايل بين الحزب والتيار العوني عام ٢٠٠٦ بتوفير التغطية المسيحية اللازمة لهيمنة الثنائية الشيعية على لبنان بأكمله، إلاّ أنّ ما يُنغّص على الثنائية هناءتها وراحة بالها هذه الأيام، قيام الوزير جبران باسيل "بالبرغثة" في دائرة الرئيس نبيه بري الانتخابية (والتعبير للرئيس بري بالأمس )، وهذا يُذكّرنا بقصة القملة والبرغوث في كليلة ودمنة لانطباق حالهما على حال الرئيس والوزير.

إقرأ ايضا : بري عن باسيل : كان يُبرغت في دائرتنا اليوم

 

ثانياً: القملة والبرغوث

 

قال دمنة: زعموا أنّ قملةً لزمت فراش رجلٍ من الأغنياء دهراً، فكانت تُصيبُ من دمه وهو نائمٌ لا يشعر، وتدُّبُّ دبيباً رفيقاً، فمكثت كذلك حيناً حتى استضافها ليلة من الليالي برغوث؛ فقالت له: بت الليلة عندنا في دمٍ طيّب وفراشٍ ليّن، فأقام عندها، حتى إذا أوى الرجل إلى فراشه، وثب عليه البرغوث فلدغهُ لدغةً أيقظتهُ؛ وأطارت النوم عنه، فقام الرجل وأمر أن يُفتّش فراشه، فنظر فلم ير إلاّ القملة، فأُخذت فقُصعت وفرّ البرغوث.

ها هو البرغوث اليوم "يُبرغث" في معقل الرئيس بري، وبالأمس كان يبرغث في رميش والنبطية، يحاول أن ينال نصيبه من دم هذا الشعب الطيب، ويستلقي على فراشه اللّين، طالما يسمح اتفاق مارمخايل بذلك، من وراء ظهر الرئيس ورغماً عن رغبته وإرادته.