من حق الرئيس الحريري أن يمارس هواياته بالسيلفي لكن ليس كإستغلال إنتخابي
 

الحملات الإنتخابية في الدول الراقية تقوم على مبدأ واضح وصريح وحقيقي وهو البرامج الإنتخابية لكل مرشح تتضمن هذه البرامج كل ما يهم المواطن من خدمات معيشية وإنمائية نظير الحد من الضرائب ورفع البطالة والحرمان ووضع الحلول اللازمة للإخفاقات الإقتصادية في الدولة وتحسين ظروف المعيشة والمكتسبات التي تعتبر ضرورية لأي مجتمع.
في لبنان اتخذت شعارات الحملة الإنتخابية في الآونة الأخيرة منحًا كوميديًا مضحكًا تجاوز حدود المنطق واللياقات السياسية وكان آخرها الوعد الذي أغدقه الرئيس سعد الحريري على مناصريه في حفل إنتخابي في مجدل عنجر بأنه سيأخذ صورة سيلفي مع كل واحد منهم.

إقرأ أيضًا: الخطاب الإنتخابي يكشف هشاشة الواقع اللبناني؟
من حق الرئيس الحريري أن يمارس هواياته بالسيلفي وغيرها لكن هذه الهواية من حقه أن يمارسها كشخص له حياته الخاصة ولقاءاته الخاصة ولكن أن تكون هذه الهواية كشعار إنتخابي فإن ذلك يعتبر إستغلال لعواطف الناس ومشاعرهم فيما الواقع المتردي للمواطن اللبناني وخصوصًا أولئك الذين حضروا في هذا المهرجان يتطلب أن تكون الوعود الإنتخابية بمستوى آمال وتطلعات هؤلاء المواطنين من تحسين فرص العيش الكريم ووضع الحلول الملائمة للأزمات الأساسية التي يعاني منها المواطن اللبناني وخصوصًا في منطقة البقاع مجدل عنجر حيث أقيم المهرجان.
والمؤسف أكثر في هذا السياق هو المواطن اللبناني نفسه الذي ينساق بتلقائية وعفوية خلف الزعيم ويهلل لصورة السيلفي أكثر مما يفعل للمطالبة بحقوقه وأكثر مما يفكر بمحاسبة هذه الطبقة السياسية التي قضت على كل موارد البلاد والعباد ولم يبق للمواطن اللبناني من خيرات البلاد أي شيء.

إقرأ أيضًا: بعلبك الهرمل ترفض التحريض ضد أبنائها المرشحين ... فليكن التنافس لأجل مصلحة المنطقة
المواطن اللبناني ما زال بعيدًا جدًا عن مواطنيته وحتى عن قضاياه حيث يتمكن الزعيم من فرض خياراته السياسية والإنتخابية على المواطن دون أن يهتم لدوره كمواطن في المحاسبة والتدقيق والتغيير وكأنه أذعن لمقولة "ما تفكر نحنا منفكر عنك".
هذا الكلام ينطبق على كل الكيانات الحزبية في المجتمع اللبناني والتي أصبحت كيانات خاصة بهذا التيار السياسي أو ذاك، بهذا الحزب أو ذلك، وقد نجحت الزعامات في استقطاب المواطن لخياراتها في ظل غياب الوعي الجماهيري وفي ظل غياب المواطنية من أذهان عامة المواطنين.