في إنتخابات ٦ أيار ٢٠١٨ ، من المتوقع أن ترتفع نسبة الإقتراع في الطوائف كافة في بعلبك الهرمل كون القانون الجديد يعتمد النسبية ويُعطي كل ذي حقٍ حقّه
 

 

دائرة البقاع الثالثة أو كما تُعرف بدائرة بعلبك الهرمل هي من أكثر الدوائر الإنتخابية إثارة للجدل وسُلّطت عليها الأضواء في الأشهر الماضية كونها تُعتبر البيئة الحاضنة الأقوى ل ( حزب الله ) والتي أخذت من إهتمامه الكثير ، ما جعلت أمينه العام السيد (حسن نصر الله ) يُعلن أنّه قد يضطر للنزول إلى الدائرة والتجول بين قراها وأزقتها لإستنهاض الجماهير لإنتخاب لائحة الأمل والوفاء المحسوبة عليه.

تضم هذه الدائرة ١٠ مقاعد نيابية موزّعين على الشكل التالي :

- ٦ مقاعد للشيعة .
- ٢ للسنة .
- ١ للموارنة .
- ١ للكاثوليك.
وتُعتبر الطائفة الشيعية الأكبر بين الطوائف في الدائرة ، يليهم السنة والموارنة.

في إنتخابات ٢٠٠٩، إستطاع تحالف الثنائية الشيعية مع الحزب السوري القومي الإجتماعي وحزب التضامن وحزب البعث الإستحواذ على المقاعد ال ١٠ في الدائرة.

وصوّت حينها ٥٦.٩٪؜ من الشيعة و ١٦.٦٪؜ من الموارنة، ٣٠٪؜ كاثوليك  و ٤٢.٨٪؜ سنة .

أما في إنتخابات ٦ أيار ٢٠١٨ ، فمن من المتوقع أن ترتفع نسبة الإقتراع في الطوائف كافة كون القانون الجديد يعتمد النسبية ويُعطي كل ذي حقٍ حقّه.

وإستنادا لإنتخابات ٢٠٠٩ ، فإن اللائحة التي ستفوز بمقعد نيابي بحاجة إلى الحصول على حاصل إنتخابي يُعادل ال ١٥،٠٠٠ وهو رقم من السهل تحصيله ، وبالتالي إمكانية الخرق سهلة .

إقرأ أيضا : مؤتمر سيدر ١ يؤكّد الحقيقة المُفجِعة ... لبنان إقتصاديا كزيمبابوي

 

وتتنافس في هذه الدائرة 5 لوائح هي كالآتي :

١- لائحة الأمل والوفاء المدعومة من الثنائية الشيعية وحزب التضامن والحزب السوري القومي الإجتماعي ، وهي لائحة مكتملة.

٢- لائحة الكرامة والإنماء المدعومة من المعارضة الشيعية وبتحالف مع تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية ، وهي مكتملة أيضا.

٣- لائحة المستقلة المدعومة من فايز شكر ، وهي مكتملة.

٤- لائحة الإنماء والتغيير المدعومة من علي صبري حمادة ، وتتألف من ٧ مرشّحين.

٥ - لائحة الأرز وطني وتتألف من 10 مرشحين .

وقد أثارت عدة ترشيحات في الدائرة ريبة لدى القواعد الجماهيرية حتى داخل الثنائية ، كترشيح اللواء جميل السيد والذي سبّب إشكالات وإمتعاض لدى قواعد حركة أمل وحزب البعث.

يُضاف ، أن هناك حالة غضب وإستياء كبيرة من أهالي بعلبك الهرمل ضد أداء نواب ووزراء الحزب بسبب تدني مستوى الخدمات وإرتفاع معدلات الحرمان والبطالة وغياب مؤسسات الدولة، ما ساهم في خلق حالة إستياء كبيرة ورافضة للتجديد لنواب الحزب وبالأخص للوزير حسين الحاج حسن .

وأبرز من ساهم في خلق هذه الحالة والتعبير عنها هو رئيس المركز العربي للدراسات الشيخ عباس الجوهري ، الذي قدّم خطابا معارضا ومعتدلا ساهم في السماح للناس بكسر حاجز الخوف وطرح أسئلة جريئة للحزب بشهادة مراقبين ، عُبّر عنها في الحسينيات ووسائل التواصل الإجتماعي وبيانات بعض الأهالي والشخصيات .

بل إن خطاب الشيخ الجوهري ، ساهم في إنجاح تشكيل لائحة للمعارضة الشيعية ، واضحة الأهداف والسياسة، وأنتجت عن عقد تحالف بين المعارضة الشيعية والقوات اللبنانية وتيار المستقبل ، وتتمثّل بلائحة الإنماء والكرامة التي يرأسها المرشح يحيى شمص ذات الحيثية الشعبية الكبيرة في المنطقة والمحبوب جماهيريا لتاريخه الطويل في مساعدة الأهالي وتقديم الخدمات .

لكن الشيخ الجوهري الذي كان مرشّحا للإنتخابات ، عاد وسحب ترشيحه بسبب رفض تيار المستقبل أن يُزعج الحزب بتبنيه شخصية من المعارضة الشيعية .

فالمستقبل الذي يُواجه حالة إعتراض واسعة في قواعده الجماهيرية قرّر في فترة من الفترات عدم التحالف حتى مع القوات اللبنانية في بعلبك الهرمل ، لكنه عاد وتحالف معهم بعد أن إكتشف أَن تحالف القوات مع المعارضة الشيعية بوجوده أو بغيابه سيخرق اللائحة المنافسة .

مع هذا قرّر الشيخ عباس الجوهري الإنسحاب من المعركة وسحب ترشيحه كي لا يكون عائقا أمام نجاح هذا التحالف ولرفع نسبة نجاحه ، لكنه في الوقت عينه إستمر في دعم اللائحة وهو يُقدّم كل إمكانياته وقدراته لصالحها وسيُّجيّر كل الأصوات لمصلحتها من أجل إنجاحها.

إقرأ أيضا : بيان صادر عن اجتماع لأهالي وعشائر من مدينة الهرمل

 

وفي إتصال مع الشيخ عباس الجوهري ، دعا الشيخ لائحة الإنماء والتغيير المدعومة من المرشح الأستاذ علي صبري حمادة إلى الإنسحاب من المعركة ودعم لائحة الكرامة والإنماء التي يرأسها الأستاذ يحيى شمص، كون الهدف والمطالب واحدة ، وهذا يُساعد في رفع حظوظ نسبة نجاح لائحة المعارضة بدل تشتيت الأصوات المعترضة.

بالمقابل ، دعا الشيخ الجوهري لائحة المستقلة المدعومة من الأستاذ فايز شكر للإستمرار في المعركة والتنافس لمصلحة أهالي بعلبك الهرمل.

أما على صعيد الخروقات ، فمن شبه المؤكد أن لائحة المعارضة الشيعية ستخرق ب ٣ مقاعد في حال إستمر الزخم المعارض كما هو حاليا ، أي بالمقعد السني والشيعي والماروني ، وهناك إمكانية لحصول خرق رابع في المقعد السني الثاني في حال إرتفعت نسبة الإقتراع في الوسط السني أكثر .

والرهان بشكل عام ، هو على رفع نسب الإقتراع بين الموارنة والكاثوليك والسنة بالأخص ، لأن الجو العام السائد في أوساط هذه الطوائف هو معاكس لمزاج الحزب .

ولو أُضيف عليها المزاج الشيعي المعترض بشكل قوي في الدائرة ، فإن إمكانية الخرق بأكثر من مقعدين هو تحصيل حاصل .

بالمحصّلة ، تبدو إنتخابات بعلبك الهرمل نموذجا عن واقع الإعتراض والمحاسبة في صناديق الإقتراع ، وهي جميلة وتُعبّر عن واقع الديمقراطية اللبنانية في حال خفّ منسوب الخطاب التخويني والترهيبي لأهالي الدائرة.

فالمنافسة الشريفة داخل البيت الواحد هي أكبر ردّ على كل المؤامرات ، ووحدها كفيلة في تحصين دعائم هذا البيت .