تجدد السجال بين حركة أمل والتيار الوطني الحر. فالوزير جبران باسيل، في اطلالته الأخيرة، تمسّك بمواقفه التي أطلقها بحق الرئيس نبيه بري، واتهم وزير المال علي حسن خليل بعرقلة مشروع دير عمار، ومنع تحقيق 24 ساعة تغذية في الكهرباء. وجاء رد خليل: "أفتخر بتعطيل المشروع لأن فيه محاولة سرقة وهدر وفساد". وقد دخل الوزير سيزار أبي خليل على خط السجال، متوجهاً إلى وزير المال بالقول: "ما أبلغ علي حسن خليل عندما يزوّر الحقائق ويحاضر بالعفة". لا يمكن لهذا السجال المتوتر بين الطرفين، الوصول إلى تفاهمات انتخابية بينهما، وفق المنطق بالحدّ الأدنى.

قبل أيام حاول البعض من جانب رئيس الجمهورية ميشال عون جس نبض الرئيس بري، لإصلاح العلاقة مع باسيل، وتليين الموقف، لكن المسعى جبه بالرفض القاطع من بري، الذي يرفض أي مصالحة مع باسيل بعد الإساءة التي تعرّض فيها باسيل إلى بري عبر وصفه بالبلطجي، والتي على ما يبدو بقي وزير الخارجية مصراً عليها في إطلالته الأخيرة، وإن باتخاذ موقف أكثر ليونة. من شأن هذه الخلافات زيادة الشرخ الانتخابي بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وهذا ما تجلّى بشأن الوضع الانتخابي في دائرة كسروان جبيل، حيث يرفض التيار الوطني الحر التحالف مع مرشح حزب الله الشيخ حسين زعيتر، وقد رفض باسيل ضمّه إلى لائحة التيار. ويعتبر باسيل، وفق مصادر متابعة، أن ترشيح زعيتر سيؤدي إلى ضرر في الساحة المسيحية، أولاً لكون الرجل من خارج القضاء، وثانياً لأن هناك أجواء يتم تشييعها بأن من يتحالف مع زعيتر قد تشمله العقوبات الأميركية.

تخطى الخلاف بين الطرفين هذه الدائرة، ووصل إلى بعلبك الهرمل، إذ لوح حزب الله بإعادة ترشيح النائب إميل رحمة، بدلاً من انتظار تسمية مرشح التيار الوطني الحر. ما استدعى رداً من التيار بالذهاب إلى مفاوضات مع الرئيس السابق حسين الحسيني، على أن يتحالفا في تلك الدائرة، مقابل تبني التيار لمرشّح من آل الحسيني في جبيل، يكون مدعوماً من رئيس مجلس النواب السابق.

لا شك أن هذا الخلاف سيؤدي إلى مزيد من الشرخ بين الحزب والتيار، لا سيما في ظل تقارب التيار مع المستقبل والقوات اللبنانية، بحيث يحكى عن تبلور تحالف بين الأفرقاء الثلاثة في دائرة صيدا- جزين، عبر خوض الانتخابات في لائحة واحدة تضم النائب بهية الحريري مع مرشح سني آخر، ومرشح القوات عجاج الحداد عن المقعد الكاثوليكي، ومرشحي التيار المارونيين النائبين زياد أسود وأمل أبو زيد. في المقابل، وفي ظل بعض المعلومات التي تفيد بأن المستقبل سيخوض الانتخابات في دوائر عدة وحيداً وبلا تحالفات، فهناك من يعتبر أن هناك امكانية للتحالف بين الحزب والتيار الوطني الحر، بحيث لم ينته البحث بشأن دائرة البقاع الغربي، أو بعبدا، فكل الاحتمالات لا تزال مفتوحة. وفي زحلة قد تتجدد امكانية إحياء التحالف بينهما، في ظل الحديث عن تقارب قواتي مستقبلي وإمكانية التفاهم مع الكتلة الشعبية.

وقد عُقد لقاء بين باسيل ومسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، للبحث في تحسين وضع العلاقة، وفي امكانية التفاهم الانتخابي بشأن عدد من الدوائر، لا سيما في بيروت الثانية، بعدما رفض الحريري التخلي عن مقعد الأقليات لمصلحة التيار. بالتالي، فإن التيار يبحث اماكنية الانضمام الى اللائحة المدعومة من حزب الله، مقابل الاستمرار في التقارب مع المستقبل في بيروت الأولى. وقد أكد صفا لباسيل استعداد الحزب للتفاهم مع التيار حيث تدعو الحاجة، لا سيما أن الحزب ينطلق من حساب أنه حين يستفيد حليفه فهو يستفيد.