أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب ​سمير الجسر​، في حديث لـ"الشرق الأوسط" أن "تيار المستقبل سيخوض الانتخابات في معظم الدوائر بلوائحه الخاصة، ما دام أن ​القانون الانتخابي​ الجديد، القائم على النسبية، يجعل مصلحة كل فريق في خوض الانتخابات من دون تحالفات"، مشدداً على أن "الزمن الذي كان فيه "المستقبل" يوزع المقاعد على الحلفاء والأصدقاء انتهى"، مشيراً إلى أن "مشروع 14 آذار الذي حقق إنجازات، وأرسى توازناً على المستوى السيادي، لم ينته، وهناك قوى أولها المستقبل تعتبر أن استمرار هذا المشروع أكثر من ضرورة".

ورحّب بـ"زيارة الوفد السعودي إلى لبنان نزار المعلولا، التي تبدد كل ما يقال عن ضبابية في علاقات البلدين الشقيقين"، لافتاً الى أن "تيار المستقبل يضع اللمسات الأخيرة على لوائحه الانتخابية في كلّ لبنان، وهذه اللوائح ستكون صافية للتيار في أغلب الدوائر، وسيكون مبدأ التحالف مستبعداً، إلا إذا كانت هناك مصلحة تقضي بمبادلة في مكانٍ ما"، غير مستبعد "تحالفاً مع التيار الوطني الحرّ في دائرة الشمال الأولى عكار، لأنه له حضوره، ولنا حضورنا أيضاً، وقد يكون هناك تبادل بيننا على بعض المقاعد".

وشدد الجسر على أن "العلاقة مع القوات قوية ثابتة، وهناك تلاقٍ معهم في دوائر عدة، فإذا توصلنا في الأيام القليلة المقبلة إلى تفاهم معين، يجب أن يكون التفاهم متوازناً بين الجانبين" معتبراً أن "القانون الانتخابي الجديد لا يفتح الباب على تفاهمات واسعة أعتقد أن مصلحة جميع الجهات في ألا تتحالف مع بعضها بعضاً، لأن النظام النسبي سيفقد الكتل الكبيرة بعض المقاعد، بخلاف النظام الأكثري الذي كانت الأحزاب الكبرى تحصد فيه كل المقاعد أو أغلبها"، مشيراً إلى أن "المعادلة القديمة التي كانت تحتّم على المستقبل توزيع المقاعد على الحلفاء والأصدقاء انتهت، ولن نفعلها في هذه الانتخابات".

أما عن استطلاعات الرأي التي تظهر أن المستقبل سيكون الخاسر الأكبر مع القانون الجديد، ما يجعله يفتقد أكثر من ثلث كتلته النيابية الحالية، رأى الجسر أنه "من الطبيعي أن يخسر تيار "المستقبل" عدداً من المقاعد لأنه القوّة السياسية الكبرى في البلد، لكن ما يسري علينا سيسري على قوى وأحزاب أخرى أيضاً"، نافياً أن "يكون تياره قد تخلى عن حلفائه الأساسيين".

لكنه ذكّر بأن "القانون الانتخابي القائم على النسبية فرض على كلّ حزب أن يخوض المعركة لوحده ليثبت مدى قوته الشعبية، وهذا من مصلحة الجميع، علماً بأن التحالفات على العناوين السيادية ما زالت قائمة، والجميع متمسّك بها"، منوهاً الى أن "التسوية السياسية التي أفضت إلى انتخاب رئيس للجمهورية ​ميشال عون​، وتشكيل حكومة بعد سنوات من الفراغ، ألحقت تصدعاً بفريق (1 آذار، لأن بعضاً من هذا الفريق كان يعارض هذه التسوية، غير أن هذا لا يعني أن مشروع 14 آذار الذي يمثّل تطلعات غالبية اللبنانيين انتهى".

كما أوضح أن "هناك الكثير من القوى، ومنها تيار "المستقبل" التي تعتبر أن استمرار نهج 14 آذار أكثر من ضرورة، وهو سيستمر لأنه حقق الكثير من الإنجازات السياسية والسيادية للبنان، وأرسى توازناً مقبولاً على المستوى السيادي"، متمنياً "إعادة هيكلة 14 آذار بعد ​الانتخابات النيابية​، لاستكمال مشروعها القائم على ثوابت بناء الدولة، وتكريس سلطتها وسيادتها التي يحميها الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الشرعية".

وجدد الجسر تأكيده أن "الاستقرار الأمني الذي ينعم به لبنان هو نتيجة للاستقرار السياسي، والعكس بالعكس"ن معتبراً انه "لا تنمية ولا تقدم إلا بالاستقرار السياسي والأمني الذي سيكون عنواناً لمؤتمرات الدعم الخارجية التي ستعقد سواء في إيطاليا أو في باريس، الذي سيكون له دور كبير في إعادة بناء وتطوير البنى التحتية وتوسعتها، خصوصاً أن معظم الدول لديها رغبة في دعم لبنان الذي يتحمّل أعباء ​النزوح السوري​".

ولفت إلى أن "كل الجهات السياسية ترحب بهذا المؤتمر باريس 4 لأنه يعيد تحريك العملية الاقتصادية، وإن كان البعض متضرراً من هذا المؤتمر الذي يفرض إصلاحات ضرورية لا تناسبه"، مثنياً على "زيارة الوفد السعودي إلى لبنان" معتبراُ انها "مبادرة طيبة تبدد كل الكلام الذي قيل عن ضبابية تسود العلاقات اللبنانية السعودية".

كما أكد أن "التواصل يصب في مصلحة البلدين الشقيقين، خصوصاً أن لبنان يحفظ للمملكة وقوفها الدائم إلى جانبه في كلّ المراحل الصعبة، كما يحفظ لها دعمها المستمر للمؤسسات الشرعية اللبنانية منذ عقود طويلة".

ورداً على سؤال حول أهمية زيارة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ إلى الرياض وانعكاساتها على شعبية الوزير السابق ​أشرف ريفي​ وحظوظه الانتخابية، اكتفى الجسر بالقول "الزيارة أتت تلبية لدعوة رسمية بصفته رئيساً للحكومة اللبنانية، وهي تدحض كل الأقاويل التي زرعت وبثت بقصد النيل من صورة وقوة الرئيس الحريري التي تتمثل في جزء كبير منها بعلاقاته الدولية والإقليمية، وألطف ما يقال عن هذه الأقاويل إنها أوهام، والزيارة تؤثر على مصداقية مطلقي الأقاويل".