غزت صور المرشحين واللافتات الموجّهة انتخابيا شوارع عكار وزواريبها، حتى يخال لزائر المحافظة أن "تسونامي انتخابي" حطّ رحاله في المحلّة وقرر عدم مغادرتها قبل تاريخ السادس من أيار المقبل.

خمسون مرشحاً عكارياً حتى الساعة أعلنوا نيتهم الترشح على سبع مقاعد تتوزع بين (3 سنة، 2 أرثوذكس، 1 علوي، و1 ماروني) ويشغلهم سبع نواب حاليين ينتمون جميعهم لكتلة تيار المستقبل.

بلغ عدد الناخبين في انتخابات 2009: 224046، فيما ارتفع العدد في آخر أرقام عرضتها وزارة الداخلية إلى 276938 ناخب. أما نسبة الاقتراع بلغت عام 2009: 54 في المئة، ما يعني أن الحاصل الانتخابي سيكون 21300، وهي نسبة مرشحة للارتفاع في حال ارتفاع نسبة الاقتراع.

كثيرة هي القوى اللاعبة على الساحة العكارية، وتتمثل في تيار المستقبل الذي يتحالف للمرة الأولى مع التيار الوطني الحر، والقوى المعارضة لهذا التحالف وما أكثرها.

لا يعرف حتى نواب المستقبل أنفسهم إن كان سيعاود تيار المستقبل ترشيحهم للانتخابات المقبلة أم لا، فـ"الأمر بيد رئيس الحكومة سعد الحريري حصرا. وحده النائب هادي حبيش يمسك بالملف الانتخابي العكاري"، على حدّ تعبير أحد نواب عكار.

وتؤكد مصادر عكارية لـ"ليبانون ديبايت" أن "المستقبل" يتجه لتبني ترشيح وليد البعريني نجل النائب السابق وجيه البعريني، على لائحته المشتركة مع التيار الوطني الحر، وذلك لتحصين اللائحة وشق صفوف القاعدة الشعبية للبعريني الأب، مقابل أن يتخلى الوطني الحر عن ترشيح مسؤول التيار الوطني في عكار جيمي جبور، لتأثير الأخير على حبيش، لأن هناك مقعداً مارونياً وحيد في عكار.

كما يُجري المستقبل مفاوضات مع وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي لإقناعه الترشح كونه قيمة مضافة للمستقبل لما له، على عكس نواب عكار، خدمات تجعل منه محبوباً. "هو من سهّل افتتاح فرع للجامعة اللبنانية في عكار، وعمل على مرسوم الأوتوستراد العربي، وتوقيع مراسيم لـ13 مهنية في عكار"، بحسب المصادر.

وترفض مصادر المستقبل وصف وضع التيار الأزرق بالمحرج في هذه الدائرة، وترى أن "حسابات البيدر تختلف عن حسابات الحقل"، أو بما معناه أن المستقبل وإن خسر بعض المقاعد في عكار سيكون هو الرابح الأكبر.

وتصب لصالح المستقبل أصوات العشائر العربية في عكار، ولديها الكثير من المرشحين أبرزهم محمد سليمان وكرم الضاهر، وهما يقولان إنهما الأوفر حظاً لدى المستقبل. 

وعُرف من مرشحي الوطني الحر حتى الساعة كل من جبور عن المقعد الماروني، وأسعد درغام عن المقعد الأرثوذكسي.

وبالانتقال للضفة المقابلة، أي المعارِضة لتيار المستقبل، هناك تحالف لقوى 8 آذار قوامه لائحة عُرف من مرشحيها: "النائب السابق وجيه البعريني (التجمع الشعبي العكاري)، والنائب السابق محمد يحيى وهو محسوب على العشائر العربية التي كانت موالية للسورين قبيل 2005. بالإضافة إلى النائب السابق كريم الراسي وهو مقرّب من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والنائب السابق مخايل الضاهر، ومحمد حسين عن المقعد العلوي، كان مع المستقبل وانقلب عليهم في آخر دورتين انتخابيتين، والدكتور سعود اليوسف كان مرشح على لائحة 8 آذار في دورة 2009".
كما يحاول مسؤول تيار العزم في عكار الدكتور هيثم عز الدين طرح نفسه كمرشح على اللائحة نفسها.

ويتجه النائب خالد الضاهر للتحالف مع اللواء أشرف ريفي، وتنفي المصادر أن يكون للضاهر حظوظ في الخرق، كونه شكّل قوة في عكار تحت غطاء المستقبل لا خارجه. "فهو ينتمي لقرية ببنين التي تحسب جغرافيا على منطقة القيطع في عكار التي تحتوي على ثلثَي الأصوات العكارية. وفي هذه القرية عدة عائلات أبرزها آل السبسبي ودعمها عادة ما يكون لتيار المستقبل وليس للضاهر. كما وعلى الأغلب أن تصب الأصوات الكتائبية في عكار لصالح تحالف الضاهر – ريفي.

بينما تصب أصوات الحزب الشيوعي، والقومي السوري الاجتماعي، والنائب السابق عصام فارس ومن يمثل، لصالح لائحة 8 آذار، من دون أن يكون لهم مرشحون.

وتخوض الجماعة الإسلامية الانتخابات النيابية بالمرشح محمد شبيب، ولم تحسم خيار تحالفاتها بعد. وكذلك حزب القوات اللبنانية الذي سيكون مرشحه في عكار مستشار رئيس حزب القوات سمير جعجع العميد المتقاعد وهبي قاطيشا.

وعن الخارطة الانتخابية المتوقعة لعكار، ترى المصادر أن القوى المعارضة للمستقبل في حال خاضت الانتخابات بلوائح موحدة سيكون لديها حظوظ بتحقيق خرق يصل إلى 3 مقاعد. وفي حال العكس سيقتصر الخرق على مقعد واحد لا يقدّم ولا يؤخر، ولا يشكل حرجاً للمستقبل.