خرج الى باحة المنزل ليلهو، ربط حبلاً بالدفاع الحديد المثبت على النافذة، قبل أن يقع في مصيدته ويلتف حول عنقه ليفارق الحياة على الفور بعدما "طقّت" رقبته... هو حسين شكر ابن الحادية عشرة عاماً الذي رحل في حادث غريب صدم كل من سمع فيه.

لعبة "الموت"

بعد ظهر يوم الجمعة الماضي عاد حسين من مدرسته الداخلية الى منزله في كفرزبد كي يمكث يومين وسط عائلته، كان سعيداً جداً انه بين افرادها، تبادل واياهم الضحك والمزاح، أطلع والدته على ما قام به خلال الايام التي كان فيها بعيداً من احضانها، استيقظ في اليوم التالي فرحاً كعادته، تناول الفطور مع شقيقته الوحيدة ووالديه، قبل ان يخرج للعب في الباحة، وعلى الرغم من انه ولد واع وذكي الا ان القدر شاء ان يربط حبلاً على حديد النافذة، بدأ يلهو به، التف على عنقه، لفظ آخر أنفاسه قبل ان تخرج والدته وتشاهد فلذة كبدها قد فارق الحياة" بحسب ما قاله خال حسين، علي شهلا لـ "النهار".


"صفعة" الحياة

"صرخت الوالدة المفجوعة فسارعت شقيقته والجيران لمعرفة ما يدور واذ بهم يصعقون بوجه حسين الأزرق والحبل ملتف حول عنقه لينقل الى مستوصف الحريري في الفاعور، الا ان الروح كانت قد فارقت جسده وقد اكد تقرير الطبيب الشرعي ان لا اثار عنف على جسد حسين وان سبب الوفاة اختناقه بعدما طقت رقبته" قال علي، مضيفاً "صدمة جديدة اصابت شقيقتي التي كرّست نفسها لإعالة عائلتها بعد مرض زوجها، الظروف الاقتصادية ابعدتها عن ابنها 5 ايام في الاسبوع نتيجة اضطرارها لتسجيله في مدرسة داخلية قبل ان تصفعها الحياة من جديد لكن هذه المرة بقوة لا تحتملها الجبال وذلك بحرمانها منه الى الابد".

بخطى مثقلة ودّعت عائلة شكر جثمان ابنها الذي ووري في جبانة البلدة، التحف "الصغير" التراب، غادره الاحباب الا ان عزاءه الوحيد انه سيبقى قريباً من منزل عائلته ولن يعد الايام بعد الآن للعودة الى بيته وتمضية ساعات تمر كاللحظات قبل ان ان يضطر الى فراقهم.