لا يزال مقعد المنية السنّي يشغل بال القوى السياسية المتنافسة، التي تنتظر بعضها على كوع تبنّي المرشحين. وهو المقعد الذي اعتاد تيار المستقبل أن يضعه في جيبه في الاستحقاقات السابقة، مستفيداً من القانون الأكثري والجمع الذي كان يحصل سابقاً بين المنية والضنية، ويشغله حالياً النائب كاظم الخير.

وإنْ كانت أسماء مرشحي العائلات باتت شبه محسومة، إلا أن تبني هؤلاء من قبل القوى المتنافسة لا يزال ينتظر لحظة إعلان التيار الأقوى (المستقبل) عن مرشحه، لتختار باقي القوى مرشحيها من عائلات أخرى، على اعتبار أن أي مرشح على أي لائحةٍ كانت تُجمع حوله خيارات العائلة.

تقسّم مصادر محلية عائلات المنية من الأكبر للأصغر على الشكل التالي؛ "علم الدين، زريقة، خير، ملص، وذهيبي". وترى أن القانون الجديد زاد من تحكم العائلات بمسير الانتخابات كون الصوت التفضيلي سيكون له الكلمة الفصل في تحديد الفائز بمقعد المنية التي هي حالياً دائرة صغرى ضمن الدائرة الكبرى التي تضم لجانب المنية، كل من طرابلس والضنية.

أما القوى المتنافسة على مقعد المنية فهي "تيار المستقبل، ورئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي ويتوقع أن يكون في تحالف موحد مع الوزير السابق فيصل كرامي، وفي الجهة الثالثة يظهر حديثاً من خارج جناح المستقبل اللواء أشرف ريفي، والذي سيأخذ أصواته من حصة التيار الأزرق".

لم يحسم تيار المستقبل بعد خياره في المنية، ويعيش حتى الساعة حالةً من الحيرة تجاه إعادة ترشيح نائبه الحالي أو الاستعاضة عنه بوجه جديد.

علماً أنه وبحسب ما توضح مصادر محلية لـ"ليبانون ديبايت" هناك سخط كبير من أهالي المنية على تيار المستقبل منذ انتخابات 2010 الفرعية، عندما قام رئيس الحكومة سعد الحريري بتسمية النائب الخير عن المقعد السني في المنية من خارج إرادة عائلة علم الدين وأهالي المنية. وهو الذي جاء خلفاً للنائب المتوفي هاشم علم الدين، ما أدى إلى صب بأصوات عائلة علم الدين ومعظم أهالي المنية لصالح مرشح 8 آذار كمال الخير، إذ فاز النائب الخير بفارق ضئيل هو 220 صوتاً عن مرشح 8 آذار الذي حصد 14110 أصوات. 

أما سخط أهالي المنية على النائب كاظم الخير يعود لأنهم "يعتبرونه وريث المخابرات السورية وسياسته امتداد لسياسة والده الذي كان نائباً باسم السوريين".

وترجّح المصادر نفسها، بحسب معلومات تواترت من مقربين من المستقبل، عدم تبني تيار المستقبل لترشيح الخير مجدداً. وتفسير ذلك بمؤشرَين اثنين، أولهما أنه خلال احتفال تكريم مدير ثانوية المنية يوم الأول من أمس وأثناء كلمة النائب الخير، لم يأتِ الأخير على ذكر تيار المستقبل، أو رئيسه سعد الحريري، واكتفى بالإشارة عرضاً إلى أنه ابن مدرسة رفيق الحريري، على عكس كلماته السابقة التي كان يستهلها بالتهليل للتيار ورئيسه. 

وثانيهما أنه خلال اللقاء الذي جمع الحريري بـ26 شخصية من فعاليات المنية في 8 شباط الحالي، نصح معظم من كان في هذا اللقاء الحريري بعدم ترشيح الخير مجددا، وأخذ العبرة من أرقام انتخابات 2010 الفرعية. 

وتتوقع المصادر في حال تخلّى المستقبل عن الخير في المنية أن يتوجه لتبني أحد مرشحي آل علم الدين الذين يشكلون وحدهم 2700 صوتاً، من أصل 37 ألف ناخب في المنية، إذ من الضروري اختيار مرشح قوي بوجه كمال الخير الذي لديه خدمات عديدة لأهالي المنطقة، على الرغم من أنه اسم استفزازي لأهالي المنية كونه يرفع شعار المقاومة والنظام السوري.

وعن اللائحة التي سينضم لها كمال الخير، تقول المصادر إنه من المرجح أن يكون على لائحة ميقاتي ـ كرامي، لا سيما أن الأخير زاره منذ أيام.

ومن أسماء مرشحي المنية إلى جانب النائب الحالي، وكمال الخير، أحمد الخير وهو مقرب من الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، وكذلك فادي الخير. وتستبعد المصادر تبني المستقبل لأحد هذين المرشحَين لأنهما من العائلة التي ينتمي لها نائب المستقبل الحالي.

ومن المرشحين العميد عادل زريقة، وحظوظه قليلة على اعتبار أن آل زريقة أخذوا حصتهم في التمثيل السياسي في كل من رئاسة البلدية وعضوية المكتب السياسي لتيار المستقبل.

ومن مرشحي عائلة علم الدين مدير كلية الحقوق في الشمال محمد علم الدين، وحظوظه قوية لدى تيار المستقبل كونه من الشخصيات الوفية للتيار وسبق وتمت تسميته في 2005 و2009 قبل سحب ترشيحه والاستقرار على اسم النائب المتوفي هاشم علم الدين.

ومن المرشحين ذوي الحظوظ لدى المستقبل أيضاً المهندس رجل الأعمال عبد القادر علم الدين الملقّب بـ"الدوري". وإلى جانبهما المرشحان الأقل حظاً من العائلة نفسها: المهندس رضوان علم الدين وشقيق نائب المنية المتوفي عثمان علم الدين، علماً أن الأخير ليس خالص الوفاء للمستقبل بل هو متقلب المزاج السياسي بين المستقبل، وميقاتي، وريفي.

أما مرشّحا آل الذهيبي هما أحمد الذهيبي، وحظوظه قليلة كونه مرشح جديد، ويعتبر هاوٍ في الحياة السياسية، بالإضافة إلى أنه يميل لقوى 8 آذار، يقابله من نفس العائلة المرشح هاني الذهيبي وهو مستقل.