توعد الرئيس التركي رجب طيب أرودغان، أن تكون منطقة منبج هي الهدف الثاني له بعد الانتهاء من عميلة عفرين العسكرية، التي أطلقها منذ أسبوع بحجة تخليصها من الإرهابيين، في إشارة للمقاتلين الأكراد الذين يسيطروا على منبج في ريف حلب شمالي سوريا.
 

وتقع منبج إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب، بنحو 80 كيلومتراً على أرض فسيحة، وغير بعيدة عن نهر الفرات، الواقع إلى الشرق منها بنحو 25 كيلومتراً، ولا تبعد عن الخط الحدودي بين سورية وتركيا سوى 30 كيلومتراً.

وتتمتع المدينة بموقع جغرافي فريد، فهي واسطة العقد بين آلاف القرى والبلدات والمدن في شمالي وشرقي حلب، وغربي محافظة الرقة، ويتبع لها ما يقرب من ألف قرية وبلدة.

وتفتخر مدينة منبج بكونها أيضاً مسقط رأس الشاعر الكبير البحتري، الذي استقى شاعريته الفذة، وسعة خياله، من مدينته التي قال عنها إنها "طيبة الهواء قليلة الأدواء، وليلها سحر كله. هي برة حمراء، وسنبلة صفراء، وشجرة خضراء".

ووقعت بين أيدي الغازي تيمورلنك، الذي هدمها وارتكب أبشع المجازر بأهلها، في 1401. واحتلها العثمانيون في 1516، واستقبلت بعد ذلك مهاجرين من قوميات أخرى مثل الشركس.

ومن أشهر شخصياتها الشاعر العربي الكبير الراحل عمر أبو ريشة، الذي اشتهر بالقصائد الوطنية والقومية.

وقد طالب الرئيس التركي الأميركيين بإخراج جنودهم من منطقة منبج، وذلك إثر تحذير واشنطن لأنقرة من أن التدخل في منبج قد يتسبب في اشتباك بين القوات الأميركية هناك والقوات التركية.

وبشأن الانزعاج الذي تبديه واشنطن من اعتزام أنقرة التوجه إلى منبج، قال الرئيس التركي إن القوات التركية مصرة على التحرك من عفرين شرقا إلى مدينة منبج بريف حلب الشرقي وصولا إلى مناطق سيطرة الأكراد في محافظتي الرقة والحسكة.

وأكد أن العملية العسكرية التركية في سوريا ستستمر"حتى القضاء على آخر إرهابي"، وموضحاً أن هذا الأمر يجب ألا يزعج أحدا.