تناول المحلل في صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية، ديفيد غاردنر، عملية غصن الزيتون التركية في عفرين، واصفاً إيّاها بالمشؤومة بالنسبة إلى سوريا والأكراد وتركيا والغرب، مشيراً إلى أنّها فتحت جبهة جديدة في سوريا وسلّطت الضوء على 3 مسائل
 

 

- عزم تركيا على الحؤول دون قيام كيان كردي يتمتع بحكم ذاتي في شمال سوريا بمحاذاة حدودها.

- ابتعاد تركيا الشديد عن الولايات المتحدة والغرب.

- تقرّب تركيا من روسيا واعتمادها عليها.

وتحدّث غاردنر عن دور "وحدات حماية الشعب" في قتال "داعش" وتحرير الرقة وعن انتقاد تركيا منذ العام 2014 دعم واشنطن لهذه المجموعة، نظراً إلى أنّها تتهمها بالارتباط بحزب "العمال الكردستاني" الذي تصنّفه إرهابياً.

وأوضح غاردنر أنّ غضب تركيا نفد عندما أعلن التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة أنّه سينشئ قوة أمنية حدودية يبلغ قوامها 30 ألف عنصر وتقودها "وحدات حماية الشعب"، لتتنشر في شمال شرقي سوريا، مذكّراً بتهديد الرئيس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "سنخنق القوة الكردية قبل أن تولد".

وربط غادرنر بين سعي أردوغان وحزبه (العدالة والتنمية) إلى الفوز في الانتخابات وعملية عفرين، معتبراً أنّه يغازل الناخبين "القوميين" عبرها، وذلك من أجل تسريع استئثاره بالسلطة، التي وصل إليها قبل 15 عاماً.

وتناول غاردنر غضب تركيا من الولايات المتحدة "الحقيقي" و"الساطع"، مشيراً إلى أنّه ازداد بعد رفض واشنطن تسليم الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في 2016، وفي ظل اتهام مسؤولين أتراك بالتحايل على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.

توازياً، تحدّث غاردنر عن وجود اتفاق روسي-تركي بشأن عفرين، مؤكداً أنّ العملية التركية بدأت بعد إخلاء موسكو مجال المنطقة الجوي وزيارة مسؤولين أمنيين أتراك العاصمة الروسية الأسبوع الفائت.

كما ألمح غاردنر إلى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهتم بمغازلة "وحدات حماية الشعب" للضغط على واشنطن وأنقرة والتحكم بنظيره السوري بشار الأسد، مرجحاً أن تكون العملية التركية في عفرين محدودة.

في المقابل، حذّر غادرنر من أنّ "شمس الأكراد قد تغيب"، لا سيّما إذا بالغت "وحدات حماية الشعب" في مساعيها إلى تحقيق طموحاتها، مذكّراً بانتهاء الاستفتاء على استقلال كردستان بكارثة.

ختاماً، شدّد غادنر على أنّ روسيا لا ترغب وحدها في أن تلعب تركيا دوراً في ملف إدلب، متحدّثاً عن احتمال وجود معادلة "عفرين مقابل إدلب" بين كلّ من أنقرة وموسكو، وناقلاً عن الباحث الروسي ديميتري ترنين، مدير مركز "كارنيغي" في موسكو قوله: "مع تقدّم الأتراك باتجاه عفرين، يتجه الجيش السوري بدعم روسي نحو إدلب".