لا يمتلك الحوثيون أي مشروع سياسي أو حضاري أو إقتصادي لليمن وهذا يؤكد على أنهم ليسوا أكثر من حلقة في المشروع الإيراني التوسعي
 

المتحدث الرسمي بإسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أوضح أن"  قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي رصدت يوم الثلاثاء الماضي إنطلاق صاروخ باليستي من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أراضي المملكة العربية السعودية "مشيرا إلى أن " الصاروخ كان يستهدف مناطق سكنية مأهولة بالسكان في العاصمة الرياض وتم اعتراضه وتدميره دون وقوع أي خسائر". 
ومن الطبيعي فإن إطلاق هذا الصاروخ تم وضعه في خانة العدوان السافر من جماعة الحوثيين على السعودية وقوبل بتنديد شديد وواسع واستنكار عربي وإسلامي ودولي  حيث اعتبره الأردن عملا عدوانيا مرفوضا في حين دعت مصر إلى محاسبة من يثبت تورطه في هذه الإعتداءات ، بينما اعتبرت مملكة البحرين أن الهجوم يؤكد الدور الخطير الذي تقوم به إيران في المنطقة  وكذلك فإن دولة الإمارات العربية المتحدة أكدت وقوفها التام إلى جانب السعودية. 
ومن جهته وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أكد أن بلاده تدعم بقوة التحقيقات الجارية في الأمم المتحدة لمعرفة أصول هذه الصواريخ.
 في ذات الوقت استنكره وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل واعتبره عملا عدوانيا. 
لا شك أن هذه الصواريخ الباليستية بعيدة المدى التي تطلقها جماعة الحوثي في اليمن الموالية لإيران باتجاه السعودية لا تحمل في مخزونها فقط مواد متفجرة بل أيضا تحمل في طياتها رسائل سياسية تكشف عن مدى الإنزعاج الإيراني من تصميم السعودية وحزم قادتها تجاه قضايا المنطقة والأزمات المشتعلة فيها. 

إقرأ أيضًا: الحريري بين شاقوفي الحلفاء والخصوم
وبهذا فإن طهران ومن خلال إطلاق هذا الصاروخ  التي تدرك جيدا بأنه سيتم تفجيره في الجو قبل وصوله إلى الهدف  فإنها ترسل إشارة واضحة إلى الرياض فحواها   بأن " هذا ما ينتظركم إذا فكرتم بالحرب معنا ". ذلك أن الايرانيين يحملون على محمل الجد ويأخذون بعين الإعتبار التصريحات السابقة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي إعتبر أن الصواريخ الحوثية تشكل عدوانا مباشرا من إيران ضد المملكة وأن تزويد إيران حلفاءها الحوثيين بهذا النوع من الصواريخ يعتبر حربا على السعودية،  مع ما تتضمنه هذه التصريحات من تلويح بالرد بالمثل على هذه الإعتداءات. 
وتعليقا على إطلاق هذه الصواريخ فإن مراقبين للشأن الخليجي يلفتون إلى أن الحوثيين يعيشون وضعا صعبا على الأرض وفي ميادين القتال في اليمن بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتوسع مروحة الإحتجاجات على طريقة الإغتيال التي تبنتها جماعة الحوثيين وما أعقبها من محاولات إستهداف للمقربين من صالح وتدمير لمنازلهم بعد عمليات السلب والنهب لمحتوياتها  ويترافق ذلك مع مؤشرات كثيرة توحي بأن قوات التحالف العربي بدعمها للقوى الشرعية في اليمن تسرع من عملية الحسم العسكري في العاصمة صنعاء لمصلحتها. 
ومن الواضح أن لجوء الحوثيين إلى إطلاق هذا الصاروخ على الرياض يعطي فكرة عن الحال من التخبط والإفلاس السياسي التي أوصلوا أنفسهم إليها  والتي يعانون منها.
 إذ أنه لم يعد أمامهم غير التصعيد في كل الإتجاهات خارج اليمن وداخله ليقولوا للعالم أنهم موجودون وأنهم لم يصلوا إلى طريق مسدود. مع الإشارة إلى أنهم لا يمتلكون أي مشروع سياسي أو حضاري أو إقتصادي لليمن  وهذا يؤكد على أنهم ليسوا أكثر من حلقة في المشروع الإيراني التوسعي  الذي حولهم إلى شوكة في خاصرة أمن الخليج  مما فرض على الدول الخليجية سلوك الخيار العسكري من أجل حماية أمنها .