هذه الإزدواجية في المعايير كافية لتأمين مبررات لمفهوم العمالة في لبنان
 

العمالة للخارج في لبنان تكاد تكون وجهة نظر أو حرية رأي وتعبير لما يسودها من إنقسام عامودي بين الشعب اللبناني.
فتحديد العدو مختلف عليه بين اللبنانيين وإن كانوا يجمعون على العدو الإسرائيلي فقط لكن هناك من يرى أن كل من تعدى على لبنان هو يدخل في باب العداء أيضا وأن تهديد الأمن القومي اللبناني من قبل الأجنبي وتعامل أي لبناني معه يدخل في باب العمالة.
لكن هناك قسم من اللبنانيين لا يوافقون على هذا التوصيف ويرون أن العمالة هي فقط حال من يتعامل مع العدو الصهيوني ويسهل عليه أمره ويؤمن له معلومات قد تساعد في إلحاق الضرر بمصالح لبنان.
ويترتب على هذا الإنقسام سلوك أخلاقي معين يظهر فجا في بعض الأحيان وقد تناوله الزميل رياض قبيسي على صفحته في الفايسبوك كاتبا : " لما انلقط ميشال سماحة ومعه المتفجرات ومعه مخططه الاجرامي موثقا بالصوت والصورة والصبير ، في ناس كتير بلغت فيها الوقاحة تحط صورة سماحة بروفايل بيكتشر تضامنا. لمن نلقط زياد بتهمة التعامل مع العدو ، لم يحتاج حتى اقرب المقربين منه الى فيديو وصبير لإدانة جريمة زياد . كان كافيا ان يتأكدوا من اعترافه حتى ينبذوه . هذا هو الفارق بين نوعين من الناس . وهذا ليس تفصيلا."

إقرأ أيضا : كيف علقت عائلة العيتاني على توقيف ابنها؟


فقضية ميشال سماحة ومحاولة شريحة واسعة من اللبنانيين تبرير فعلته أو التخفيف منها كانت دليلا كافيا على طريقة تعاطي هؤلاء بإستنسابية مع قضية العمالة فهم يعتبرون أن من يكون معهم في نفس الخط السياسي مبرر له القيام بأي شيء.
لكن بالمقابل هناك شريحة واعية من اللبنانيين ترفض التبرير لمنطق العمالة حتى لو كان هذا العميل من لحمهم ودمهم أو خطهم السياسي والثقافي وهذا ما جرى في قضية الممثل زياد عيتاني والذي سارع صديقه يحيى جابر وعدد كبير من أصدقاءه لنبذه وإدانته حتى أن عائلة العيتاني أصدرت بيانا جاء فيه:"القاصي والداني يعرف أن آل العيتاني عائلة بيروتية مناضلة مشهود لها بوطنيتها وحرصها على إتباع تعاليم ديننا الحنيف وتُعتبر رمزاً من رموز الاعتدال في هذا البلد، وللعائلة تاريخ مُشرّف في القضايا الوطنية والقومية وقد سقط لها شهداء كثر في الدفاع عن استقلال لبنان والقضايا العربية وفي مقدمها القضية الفلسطينية.

إن جمعية بني العيتاني التي صُدمت بالشبهات التي اُثيرت حول أحد أفراد العائلة بالتواصل مع العدو الصهيوني، ترى من واجبها أن تعلن ما يأتي:
 
1- تعتبر الجمعية التواصل مع العدو الصهيوني، وبأي صفة كانت، عمل مدان ومرفوض في جميع المقاييس.
 
2- تعتبر الجمعية أن القضاء اللبناني هو الجهة الوحيدة الصالحة لإثبات التهم أو نفيها، وأن كل ما نُشر حول الممثل المسرحي زياد عيتاني يبقى رهناً بما يقرره هذا القضاء الذي نثق به.
 
3- نتمنى على الجميع عدم تداول الأخبار غير الموثقة وغير المستقاة من الجهات الرسمية منعاً لتغليف الحقائق بالشائعات."

لذلك هذه الإزدواجية في المعايير كافية لتأمين مبررات لمفهوم العمالة في لبنان.