"لن يكون "تيار المستقبل" وقوداً لأي نزاع أهلي في البلد، ولن يكون في يوم من الأيام مع اسرائيل ضد أي فريق لبنان، فالأمر من صميم كتاب الشهيد رفيق الحريري وتجربة الحرب المريرة". ثابتة أرادَ الأمين العام لـ"التيار المستقبل" أحمد الحريري الانطلاق منها لشرح مسار الأسبوعين الماضيين العاصفين. 

في تشريح الحريري للأحداث، "اننا حاولنا تحقيق صدمة ايجابية، وكانت طروحاتنا ايجابية تنشد الوصول الى حماية البلد، تزامناً مع بدء الحلول السياسية للأزمات في المنطقة، وفي اعتقادنا ان الأمر لا يتحقق الا من خلال بلورة مفهوم النأي بالنفس وتكريسه".

وقال الحريري في مقابلة تفاعلية بثت مباشرة عبر صفحة "النهار" على "فايسبوك" ان "تريّث الرئيس الحريري لم يأتِ الا بعد أن لمسنا ايجابية من رئيس الجمهورية ميشال عون، كما أن هناك مظلة دولية فوق لبنان ظهرت في الأسبوعين الماضيين تكرس مقولة أن المس بالاستقرار اللبناني خط أحمر".

وأشار الحريري الى "ألا سقف زمنياً للتريث وهناك نوايا ستظهر مع الوقت، ولن نكون أمام طاولة حوار كلاسيكية بل مشاورات يجريها رئيس الجمهورية. هناك نتائج يجب ان تظهر، ما بين يوم وآخر، والأحداث تبيّن اذا كانت السكة ستسلك المسار المطلوب ام لا. ويبنى على الشيء مقتضاه".

وكشف أن "هناك تصوراً حول آلية تطبيق النأي بالنفس قدمها الرئيس الحريري الى الرئيس عون وهدفها حماية لبنان من الأزمات"، رافضاً الافصاح عن تفاصيلها.

الى ذلك، أكدَ الرهان على "قدرة الرئيس عون المعنوية في اقناع حزب الله على ما لم نستطع الاتفاق عليه مع الأخير "، معتبراً ان "

التريث عقلن الأزمة ووضعها في اطارها المؤسساتي السليم".

وأشار الحريري الى انه "من الواضح وجود تدخل فرنسي لايجاد حل في لبنان واليمن، وهناك حركة سياسية غربية روسية سورية مصرية ايرانية لوضع الازمة السورية على سكة الحل السياسي، أضف الى بوادر اعادة اطلاق مبادرة عملية السلام، وبالتالي فان كل الازمات توضع على الطاولة اليوم بما فيها سلاح حزب الله". ولم يستبعد دنو اللحظة التي يصار فيها اعادة تموضع وجود "حزب الله" في سوريا.

واذ رأى في خطاب أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله، "طريقة جديدة في عرض الأمور"، أشار الى ضرورة ترقب الخطوات العملية مؤكداً عدم وجود تواصل او حوار مباشر بين التيار والحزب في حركة المشاورات السياسية الجارية حالياً.

 

العلاقة مع القوات

وفي ردٍ على سؤال حول "الندوب" في العلاقة مع "القوات اللبنانية" التي تعاظمت اثر أزمة الاستقالة الأخيرة، قال الحريري ان "رئيس الحكومة سيجري مشاورات مع جميع الافرقاء ومنهم القوات".

وذكّر بأن "اطلاق فكرة استقالة وزراء القوات اللبنانية من استراليا لم يشاورنا فيها حزب القوات "، متسائلاً "لماذا نحمّل نحن وزر التسوية التي بدأت مع ترشيح الدكتور جعجع للجنرال عون، علماً ان اعلان النوايا في معراب لم يذكر النأي بالنفس".

وقال "نحن اليوم في الوسط و14 آذار ليست حزبا أو تجمع أحزاب، بل هي روحية"، معتبراً "اننا منذ بدء التسوية أمام نهج داخلي جديد مفاده ان الانقسام العمودي لا يؤدي الى مكان".

المحاسبة داخل التيار

أثرنا مع الأمين العام لـ"تيار المستقبل" مسألة الارتدادات الداخلية للأزمة الأخيرة على البيت الأزرق الداخلي وما يحكى عن انقسام بين تيارين ووجود اتهامات لفريق داخلي بنقل معلومات مغلوطة عن الرئيس الحريري والتصريح بما لا يعبّر عن الموقف الحقيقي للتيار.

فردّ الحريري بأن "الملف بات في عهدة الرئيس ويتضمن معطيات ومعلومات عن مواقف منتمين الى التيار، ونتمنى ان تحصل محاسبة والقرار يبقى للرئيس"، مؤكداً "اننا ضد سياسة التشفي بل مع محاسبة كل من أخطأ وطعن في البيت الداخلي".

وقال " ممنوع بعد الآن التباين في الموقف السياسي داخل تيار المستقبل "من يوم ورايح ما بقا في منها".