تغيير حكومي كمقدمة لتسوية جديدة

 

المستقبل :

غدر الإرهاب الوحشي بمصر وشعبها، مستهدفاً مصلين لحظة إنهائهم صلاة الجمعة غرب العريش في سيناء، موقعاً 235 قتيلاً و109 جرحى، في مجزرة هي الأفظع في التاريخ الحديث لهذا البلد العربي المسلم الذي سيذكر هذا اليوم بـ«الجمعة الأسود».

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي أعلن الحداد ثلاثة أيام، قال في كلمة بثها التلفزيون مساء، إن بلاده سترد بكل «قوة غاشمة» على الهجوم الإرهابي.

وشدد السيسي على أن «القوات المسلحة والشرطة المدنية سيثأران لشهدائنا خلال الفترة القليلة القادمة، وسنرد بقوة غاشمة على هؤلاء الشرذمة المتطرفين التكفيريين». أضاف: «ما يحدث في سيناء انعكاس حقيقي للجهود التي نبذلها في مواجهة الإرهاب. نحن صامدون وسنتصدى (للإرهاب) ولن يزيدنا إلا إصراراً».

وقبل الكلمة المتلفزة، عقد السيسي اجتماعاً للجنة الأمنية بمشاركة وزيري الدفاع والداخلية ومديري المخابرات العامة والحربية (أعلى جهازين للاستخبارات بمصر).

وأعلنت الرئاسة المصرية عقب الاجتماع أن «هذا العمل الغادر الخسيس الذي يعكس انعدام إنسانية مرتكبيه، لن يمر من دون عقاب رادع وحاسم». وأضافت: «يد العدالة ستطول كل من شارك وساهم ودعم أو موّل أو حرض على ارتكاب هذا الاعتداء الجبان». وذكر مسؤولون أمنيون لوكالة «فرانس برس» أن مسلحين فجروا عبوة ناسفة في مسجد في قرية الروضة في منطقة بئر العبد خلال صلاة الجمعة، ثم فتحوا النار على المصلين. 

وتقع القرية إلى الغرب من مدينة العريش، مركز محافظة شمال سيناء. وتنشط في المنطقة مجموعات متطرفة.

وجاء في بيان صادر عن مكتب النائب العام أن الهجوم أسفر عن مقتل 235 شخصاً وإصابة 109 آخرين بجروح. وبين الضحايا مدنيون ومجندون في القوى الأمنية. 

وروى شهود أن مرتكبي الهجوم أحاطوا المسجد بسيارات رباعية الدفع وقاموا بزرع متفجرات خارجه.

وقال شاهد «كانت مشاهد أراها للمرة الأولى في حياتي، ولن أنسى مشهد امرأة أخذت جثتي ابنيها الصغيرين على عربة يجرها حمار وتوجهت لدفنهما من دون أن تنطق».

وسارعت القوى العسكرية المصرية إلى استهداف القوى التي هاجمت المسجد بقصف مراكز لها بالمروحيات موقعة 15 قتيلاً ضمن الجماعة المهاجمة، وكذلك قامت مقاتلات مصرية بقصف عنيف على مواقع للإرهابيين حيث يتمركزون في مناطق من رفح حسبما نقلت فضائية العربية.

ومنذ 2013، تدور مواجهات بين القوى الأمنية ومجموعات متطرفة في هذه المنطقة الواقعة في شمال مصر والتي يصعب الوصول إليها. 

واستهدف فرع «داعش» في سيناء خلال السنوات الماضية مراراً دوريات ومواقع عسكرية وأمنية في المنطقة، وقتل المئات من عناصر الجيش والشرطة. كما استهدف في عمليات أخرى مسيحيين وصوفيين.

وقالت قناة العربية ومصادر محلية إن بعض المصلين صوفيون وتعتبرهم تنظيمات مثل «داعش» مرتدين عن الإسلام.

وتبنى «داعش» ذبح إثنين من الشيوخ الصوفيين في سيناء في كانون الأول الماضي. 

وقال زعيم قبلي يقود مجموعة من البدو تقاتل «داعش» في المنطقة، إن المسجد المستهدف يرتاده صوفيون.

وأصدر السيسي توجيهات بصرف تعويض مالي «قدره مئتا ألف جنيه (11 ألف دولار) لأسرة كل شهيد وخمسون ألفاً لكل مصاب». 

وقال التلفزيون المصري إن الرئاسة في البلاد أعلنت الحداد ثلاثة أيام على ضحايا تفجير مسجد بشمال سيناء.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية نقلا عن السفارة الفلسطينية في القاهرة قولها إن السلطات المصرية أرجأت فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة لدواع أمنية بعد هجوم على مسجد في شمال سيناء.

وكان من المقرر فتح المعبر ثلاثة أيام اعتبارا من السبت حتى الاثنين أمام حركة الفلسطينيين في الاتجاهين.

وقد توالت الإدانات الدولية والعربية والإسلامية والغربية للهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجداً بمحافظة شمال سيناء، عقب صلاة الجمعة، وخلّف 235 قتيلاً و109 جرحى، وفق آخر حصيلة رسمية.

ومن داخل مصر، استنكر الأزهر الشريف الهجوم، واصفاً في بيان «ترويع المصلين الآمنين» بـ«الإفساد في الأرض». ودان شيخ الأزهر أحمد الطيب في بيان على موقع الأزهر الإلكتروني «الهجوم الإرهابي البربري». وقال إن «سفك الدماء وانتهاك حرمة بيوت الله (..) يستوجب الضرب بكل شدة وحسم على أيدي هذه العصابات الإرهابية ومصادر تمويلها وتسليحها».

وقال وزير الأوقاف مختار جمعة، في تصريحات صحافية إن «كل الأديان تؤكد على عصمة دماء الآمنين وأموالهم وأعراضهم».

كما أدان الهجوم الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، والكنيسة المصرية الأرثوذكسية، وائتلاف «دعم مصر» صاحب الأغلبية بالبرلمان، ونواب وأحزاب أخرى، في بيانات منفصلة. 

وتلقى السيسي اتصالات وبرقيات تعزية عديدة من قادة وزعماء في العالم، عبّروا فيها عن تضامنهم مع مصر في مواجهة الإرهاب.

ودان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهجوم على موقع «تويتر» ووصفه «بالمرعب والجبان وقد استهدف المصلين الأبرياء العزّل». 

وتلقى السيسي اتصالاً هاتفياً من ترامب الذي أعرب عن خالص تعازي الولايات المتحدة في ضحايا الحادث الإرهابي.

وصرحت رئاسة الجمهورية المصرية بأن الرئيس الأميركي أشار إلى أن قتل الأبرياء خــلال الصلاة يُعد عملاً صادماً ويؤكد مرة أخرى أن الإرهابيين مجردون من القيم والأخلاق الإنسانية.

وأكد ترامب تضامن الولايات المتحدة الكامل مع مصر ودعمها ووقوفها إلى جانبها في حربها ضد الإرهاب، واستعدادها لتعزيز التعاون مع مصر في هذا المجال.

وأجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً بالرئيس المصري، عبّر فيه عن تعازيه ومواساته في ضحايا الهجوم الإرهابي الآثم، الذي استهدف الأبرياء بمسجد في شمال سيناء، وأسفر عن سقوط العشرات من الضحايا والمصابين.

وأكد خادم الحرمين أن هذا العمل الإرهابي يتنافى مع الدين الإسلامي ومع القيم الإنسانية، مجدداً وقوف المملكة مع مصر بكل إمكانياتها، وتقديم ما يلزم من مساعدة في محاربة الأعمال الإرهابية، وتجفيف منابعها.

وعبّر الرئيس المصري عن شكره لخادم الحرمين على مواقفه تجاه بلاده وعلى مشاعره الأخوية النبيلة.

كذلك بعث الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي برقية عزاء ومواساة للرئيس المصري في ضحايا العمل الإرهابي الذي استهدف مسجداً في شمال سيناء.

وأدان ولي العهد «هذا العمل الإرهابي الآثم الذي استهدف أرواح الأبرياء الآمنين في بيت من بيوت الله».

ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الهجوم بـ«الاعتداء المريع»، مقدماً تعازيه الى عائلات الضحايا والسلطات المصرية.

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في تغريدة على موقع «تويتر»، «أشعر بحزن عميق بسبب الاعتداء المروع على مسجد في شمال سيناء»، مقدماً تعازيه إلى كل المتضررين من «هذا العمل الوحشي».

وبعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببرقية تعزية إلى نظيره المصري قال فيها إن الهجوم «يصدم بوحشيته. نرى مرة جديدة أن الإرهابيين لا يمتون إلى البشر بصلة».

واعتبر الناطق باسم الحكومة الألمانية ستيفن سايبرت أن «الهجوم على مصلين في مسجد في شمال سيناء جريمة شنيعة»، مضيفاً «الإرهاب عدونا كلنا».

وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الهجوم. وقال في بيان «الجريمة المروعة تؤكد من جديد أن الدين الإسلامي الحنيف براء ممن يتبنون هذا الفكر الإرهابي المتطرف».

واعتبرت وزارة الخارجية الإماراتية أن «مثل هذه الجريمة الجبانة لن تنال من عزيمة شعب مصر وإصراره على مواصلة التصدي بكل حسم للإرهاب».

واستنكرت دول البحرين والكويت وتونس والأردن وتركيا الهجوم. وعبّر البابا فرنسيس عن تضامنه مع المصريين إزاء «الخسائر البشرية الكبيرة في الاعتداء الإرهابي».

وأعربت وزارة الخارجية الإيرانية عن تعازيها وتعاطفها مع مصر. وقال المتحدث باسمها بهرام قاسمي «لن يدّخر الإرهاب أي وحشية لإثبات وجوده بعدما مُني بهزيمة نكراء في المنطقة».

ونشر وزير المخابرات الإسرائيلي اسرائيل كاتز على تويتر تغريدة جاء فيها «نقف جنباً إلى جنب مع مصر ودول المنطقة والساحة الدولية في الحرب ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف».

وأعلنت رئيسة بلدية باريس آن إيدالغو أنه سيتم إطفاء أنوار برج إيفل عند منتصف هذه الليلة تكريماً لضحايا اعتداء سيناء

 

الديار :

يقوم رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون بمشاورات واتصالات مع كل الاطراف، إضافة الى دراسته الوضع اللبناني والحكومي، وهو تلقى من الرئيس سعد الحريري 3 شروط للاستمرار في الحكم، وتمنى رئيس الجمهورية على الحريري التريث في تقديم استقالته والشروط الثلاثة هي التالية:
أولا : التزام باتفاق الطائف.
ثانيا : النأي في النفس
ثالثا: الحفاظ على العلاقات مع الدول العربية.
وبالنسبة لفخامة رئيس الجمهورية عون فإن البند الأول هو الالتزام بالطائف حاصل ولا يحتاج الى نقاش، والبند الثالث وهو الحفاظ على علاقات لبنان مع الدول العربية هو سياسة لبنان الفعلية.
اما موضوع النأي في النفس، فهو امر يدرسه رئيس الجمهورية، لان مفهوم النأي في النفس له تفسيرات كثيرة وله شروط لتنفيذه، ولا بد من حوار او مشاورات جدية مع تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري واتصالات مع حزب الله وسماحة السيد حسن نصرالله.

 الرئيس عون : إيجابيات في خطاب السيد نصرالله 

ويعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان خطاب السيد نصرالله فيه إيجابيات عديدة بالنسبة الى النأي في النفس، فالسيد حسن نصرالله قال ان حزب الله لم يرسل مسدساً الى اليمن وان الحرب في العراق انتهت وحزب الله لم يرسل الا خبراء وكوادر الى العراق وقد يسحبهم.
اما بالنسبة الى سوريا، فالحرب مشتعلة هناك، ولا احد يعرف متى ينسحب حزب الله. وننقل ذلك ليس عن لسان سماحة السيد حسن نصرالله بل «الديار» تقول ان الحرب في سوريا مشتعلة ولو انتصرت سوريا على داعش، لكن الجيش الأميركي قرر البقاء في سوريا وهنالك الغوطة الشرقية حول دمشق مع حرستا وحي جوبر، وهي محاصرة من جيش النظام لكن في الوقت ذاته هذه المناطق تحاصر العاصمة دمشق وفيها احرار الشام واحرار الإسلام وقوى إرهابية إسلامية متطرفة.
هذه هي أجواء بعبدا، اما أجواء الرئيس نبيه بري فهي متفائلة جدا في احتمال انعقاد مجلس الوزراء وبحث الأمور وإقرار بنود فيها، وان التسوية حاصلة بفعل الضغط الدولي الأميركي والاوروبي والعربي وغيره من اجل اكمال التسوية في لبنان، لان الغطاء الدولي يريد الاستقرار في لبنان.

 الأمور ليست في هذه السهولة 

لكن «الديار» ترى ان الأمور ليست بهذه السهولة، وان التفاؤل اللبناني مطلوب، سواء لدى فخامة رئيس الجمهورية او خاصة لدى الرئيس نبيه بري الذي هو متفائل جدا وقال ان القطوع مر بنسبة 90 في المئة، لكن «الديار» ترى ان التصعيد الإيراني - السعودي وصل الى حدود عليا وكبيرة، فالصحافي المشهور الأميركي توم فيدمان الذي اجرى مقابلة صحافية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حيث جاء على لسان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتهام مرشد الثورة الإيراني السيد خامنئي بأنه هتلر المنطقة، وتجنب الصحافي توم فيدمان الحديث عن التحرك الغريب لرئيس الحكومة سعد الحريري سواء لناحية استقالته في الرياض ثم التريث في الاستقالة وانتظار المشاورات.

 محمد بن سلمان :سعد الحريري مسلم سني 

لكن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ذكر ان الرئيس سعد الحريري هو مسلم سنّي ولن يقبل بترؤس حكومة يشترك فيها حزب الله ويسيطر عبرها على لبنان، وهو يتلقى أوامره من ايران.
وبعدما تم نشر كلام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن اتهامه السيد خامنئي بأنه هتلر وبأن الرئيس سعد الحريري مسلم سنّي لن يقبل بمنح حزب الله الغطاء في حكومة حيث يسيطر حزب الله على لبنان وهو حزب يتلقى أوامره من ايران، حتى ظهر على شاشة احدى اهم التلفزة العربية تصريحات لمسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية ومعلقين إيرانيين قالوا فيها ان امراء آل سعود هم عملاء إسرائيل، وان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عديم الخبرة وليس لديه حكمة في الحكم، بل يقوم باتخاذ القرارات برعونة ويقود هو وبعض الامراء من آل سعود المملكة العربية السعودية الى الانهيار.

 السعودية رفضت وساطات دول عربية 

كما قالوا ان دول عربية سعت للحوار بين ايران والسعودية ورفضت السعودية، وان وزير خارجية ايران الدكتور محمد ظريف طرح مبدأ الحوار مع السعودية ورفضت السعودية ذلك، كما ان المانيا حاولت السعي الى الحوار لكن السعودية أيضا رفضت - وفق مصادر إيرانية.
اما من ناحية تحليل «الديار» للوضع الفعلي، فهو ان الوسيط الحقيقي القادر على إقامة حوار بين طهران والرياض يجب ان يكون احدى الدول الكبرى او الاتحاد الأوروبي، فالرئيس الأميركي ترامب يتخذ مواقف ضد ايران، ولن يقوم بدور الوسيط بين ايران والسعودية، خاصة بعد قيام الرئيس الأميركي ترامب مؤخرا بفرض عقوبات متشددة على ايران وحزب الله وهي عقوبات أقرها الكونغرس الأميركي.

 روسيا غير مهتمة بالسعي  لحوار سعودي - ايراني 

وبالنسبة الى روسيا، يبدو انها غير مهتمة للحوار بين ايران والسعودية، كما ان إقامة قمة ثلاثية روسية - إيرانية - تركية أي بحضور الرئيس الروسي بوتين والرئيس التركي اردوغان والرئيس الإيراني روحاني، اعطى رسالة بأن موسكو وعبر الرئيس بوتين يعتبر ان الدول الثلاث روسيا وتركيا وايران الذين بحثوا الحل في سوريا والوضع في المنطقة هم الدول الثلاث التي تستطيع إيجاد الحل، وبالتالي تجاهلت القمة الثلاثية الروسية - التركية - الإيرانية المملكة العربية السعودية التي هي تعتبر نفسها لها دور كبير في سوريا، ولها دور كبير في العراق إضافة الى انها في حرب ضمن اليمن، ولها دور في لبنان، ومع ذلك تم استبعادها عن القمة الروسية - التركية - الإيرانية، وهي رسالة واضحة بأن روسيا لن تقوم بدور الوسيط بين ايران والسعودية، حتى الان على الأقل.
اما الاتحاد الأوروبي فهو حاليا غير جاهز للقيام بدور الوسيط بين السعودية وايران، لان الاتحاد الأوروبي يريد ان توقف ايران انتاج الصواريخ البالستية إضافة الى ان السعودية أظهرت موقفا صارما بأنها لن تقبل بالنفوذ الإيراني في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، إضافة الى نفوذ ايران في قطر والعلاقة بين ايران وقطر وهي تتهم ايران بالتدخل مع شيعة السعودية وشيعة البحرين ضد دول عربية في الخليج.

 الصراع الى تصاعد 

ولذلك في ظل تصاعد الصراع الإيراني - السعودي عبر تصريحات نارية وعبر حرب غير مباشرة سواء في اليمن ام على النفوذ في العراق ام في سوريا ام الموقف من حزب الله في لبنان فان التسوية اللبنانية التي يتفاءل بها المسؤولون اللبنانيون قد تنجح اذا مارس الاتحاد الأوروبي ومارست واشنطن ضغطا على السعودية كي لا يتخذ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قرارا بإعادة الطلب الى رئيس وزراء لبنان سعد الحريري ودعوته للاستقالة من رئاسة الحكومة وعدم التريث.
اما اذا لم ينجح الغطاء الدولي في ضمان الاستقرار في لبنان، فان الصراع الإيراني - السعودي سينعكس على الساحة وعندها ستقوم السعودية بالطلب الى الرئيس سعد الحريري بالاستقالة، لان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قال بصراحة ان الرئيس سعد الحريري مسلم سنّي وهو لن يمنح الغطاء لحزب الله ضمن الحكومة للسيطرة على لبنان وحزب الله يتلقى أوامره من ايران.
ولو كان الضغط الدولي قد أدى الى نتيجة كبيرة لما كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قال هذا الكلام بالنسبة الى الرئيس الحريري وهو انه مسلم سنّي ولن يقبل بمنح الغطاء لحزب الله الذي يتلقى أوامره من ايران. لذلك تبقى التسوية في لبنان معرضة للخطر في اية لحظة.
والاساس في الموضوع هو تفسير النأي في النفس الذي يدرسه رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون وكيفية تحديد النأي في النفس عن الصراعات الإقليمية.

 إيجابية حزب الله 

واذا كان حزب الله قد اطلق تصريحات إيجابية لاستيعاب عودة الرئيس سعد الحريري وإعطاء حسن النية كي يعود الى رئاسة الحكومة في لبنان واحياء التسوية، فان ما قاله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إضافة الى بيان تيار المستقبل عن انه يريد النأي في النفس ليس من خلال خطابات والفاظ بل يريد ضمانات خطية وملزمة بالنأي في النفس عن الصراعات العربية. وبالتالي، أي ان ينسحب حزب الله من كافة الدول العربية سواء كان له وجود في اليمن ام في العراق ام في سوريا، وحتى ان السعودية ترفض ان يكون سلاح حزب الله له مفعول وتأثير على الساحة اللبنانية.

 السعودية ستسقط التسوية 

وهنا نتوقف عند حرب اليمن، ففي الأيام الثلاثة الماضية، قام الطيران السعودي بعشرات الغارات على مراكز الحوثيين وفي مناطق وعرة وفي جبال واودية، حيث يتمركز فيها الحوثيون ويقيمون فيها قواعد عسكرية، واذا قام الحوثيون بالرد عبر اطلاق صاروخ بعيد المدى او بالستي على السعودية، فمن يضمن ان السعودية لن ترد بعنف على خطوة الحوثيين وتسقط التسوية في لبنان لتقول لأوروبا وأميركا ان السعودية لن تقبل ابدا بتدخل ايران في السعودية، لان برأي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ان الحوثيين وجيش علي عبدالله صالح المخلوع لا يملكون صاروخ بعيد المدى او صواريخ بالستية، بل ان ايران هي التي زوّدت الحوثيين واليمنيين بصاروخ بالستي او بعيد المدى. وإذ ذاك ستطلب السعودية من الرئيس سعد الحريري الاستقالة وتسقط التسوية في لبنان، وعندما سيتصل الأوروبيون او واشنطن بالسعودية لتأمين التسوية في لبنان سترد السعودية بأن حزب الله اللبناني الذي تعتبره السعودية انه إرهابي وتعتبره انه يأتمر بأوامر طهران لا تقبل باشتراكه في حكومة يرأسها الرئيس سعد الحريري الذي هو مسلم سني وفق ما قاله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وقال ان حزب الله يأتمر بأوامر من ايران.

 الحوثيون حصلوا  على صواريخ ايرانية بعيدة المدى 

وفي خبر عن الصحيفة الأميركية «لوس انجلوس تايمز» جاء فيها ان الحوثيين تلقوا صواريخ إيرانية بعيدة المدى، لكنها ليست بالستية، وهي قادرة على الوصول الى الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، وان الحوثيين يتحضّرون لاطلاق الصواريخ البعيدة المدى على العاصمة السعودية الرياض بعد عشرات الغارات السعودية على مناطقهم.
وذكرت صحيفة «لوس انجلوس تايمز» انها تستند الى معلومات مخابراتية وصلت من لندن وواشنطن عن الوضع في اليمن. 
انا اترك المجال للمانشيت التي كتبها الزميل محمد بلوط حيث - وفق وجهة نظره ونقله عن مصادر هامة سواء الرئاسات في لبنان او عن مصادر سياسية ان هنالك تسوية في لبنان ستتم وسيعود الرئيس سعد الحريري عن استقالته وسينعقد مجلس الوزراء وان هنالك رسائل مكتوبة يتم تناقلها بين الأطراف المتنازعة ويتم وضع الملاحظات عليها للوصول الى اتفاق نهائي.
لست متشائما كرئيس تحرير جريدة الديار، لكنني اخذت الوضع الدولي والعربي الذي يريد الاستقرار في لبنان، والصراع الإيراني - السعودي العنيف الذي قد يؤدي الى سقوط التسوية في لبنان. وبالنتيجة أقوم بافساح المجال للزميل محمد بلوط ولمقالته الرئيسية عن الأوضاع الذي كتبها في الصفحة الأولى في الديار.

 

الجمهورية :

ذُهل العالم كلّه من تلك الصورة الدموية التي وضعَت مصر من جديد على مذبح الارهاب، ولعلها مأساة بكل المعاني الحزينة راح ضحيّتها المئات من المصلّين الأبرياء في أحد جوامع سيناء. في هذه المجزرة الفظيعة، قدّم الارهاب صورته البشعة المقزّزة التي اشمَأزّ منها كل العالم، ولم يعد السؤال مُجدياً عن ايّ دين يحللها أو يُجيزها؟ بل عن كيفية اجتماع العالم في حرب جدية لاجتِثاث هذا الارهاب الذي بات يقضّ مضاجع العالم بأسره. هذا المشهد الدموي، إستدعى تَعاطف العالم مع مصر في محنتها، ولبنان المكوي بنار الارهاب، تابعَ المأساة وعَبّر عن تضامنه ومواساته وإدانته لهذه المجزرة التي بالقطع لا تمتّ الى الإنسانية والبشرية بصِلة.

الواضح من مسار الامور في المنطقة أنها تسير على خطين متوازيين، تتبدّى في الاول محاولات لإنضاج تسوية سياسية حول الازمة السورية، وتتبدّى في الثاني حال من الغليان الشديد الآخِذ في التصاعد على الخط السعودي الايراني، حيث ظَهّرت الساعات الاخيرة مستوى عالياً جداً من التوتر بين البلدين عَكسته الحرب الكلامية المتبادلة بينهما.

وكان لافتاً في هذا السياق، ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز الاميركية عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث وصفَ المرشد الأعلى للثورة الاسلامية السيّد علي خامنئي بـ«هتلر جديد في منطقة الشرق الأوسط، لكننا تعلمنا من أوروبا أنّ الاسترضاء في مثل هذه الحالة لن ينجح. ولا نريد أن يُكرر هتلر الجديد في إيران ما حدث في أوروبا».

وهو كلام رَدّت عليه ايران عبر وزارة خارجيتها، التي اعتبرت تصريحات ولي العهد السعودي «غير ناضجة وغير موزونة وسخيفة»، ودَعته الى «أخذ العبَر من المصير المحتوم للحكام المُستبدّين المعروفين بالمنطقة».

أمّا البارز لبنانيّاً، في ما نقلته الصحيفة الاميركية المذكورة عن ولي العهد السعودي، فكان تناوله الملف اللبناني وما أحاطَ استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، وكذلك هجومه على «حزب الله»، حيث قالت «نيويورك تايمز»: بالنسبة الى الملف اللبناني، أصَرّ بن سلمان على أنّ خلاصة القضية تتمحور حول أنّ الحريري لن يستمر في توفير غطاء سياسي للحكومة اللبنانية التي تخضع بشكل رئيسي لسيطرة ميليشيا «حزب الله» اللبنانية، والتي بدورها تخضع بشكل رئيسي لسيطرة طهران».

كلام ولي العهد السعودي، شَكّل نقطة اهتمام أساسية في الداخل اللبناني، وأثيرت علامات استفهام حول مضمونه، من قبل مستويات سياسية ورسمية، إقترنت بمحاولات للغَوص في أبعاده والوقوف على مراميه، حيث خلصت بعض القراءات الى اعتبار ما قاله ولي العهد السعودي تأكيداً على الموقف السعودي المعلن منذ إعلان الحريري استقالته في 4 تشرين الثاني الجاري، ومحاولة لرسم «حدود سعودية» من الازمة السياسية الراهنة في لبنان.

مشاورات

يتزامَن هذا الموقف مع انطلاق ورشة مشاورات مكثّفة لتجاوز مرحلة «التريّث»، والتوَجّه نحو مرحلة تفاهمّية على أسس جديدة.
وفيما تُجمع المواقف الرئاسية انّ البلد تخطى قطوع الازمة حالياً، الّا انّ الشغل الأساس منصَبّ على معالجة ذيولها ومسبباتها، التي تتطلب جهداً ووقتاً، وصولاً الى صياغة موحدة ومتّفَق عليها لمعنى «النأي بالنفس» وحدوده.

دعم أميركي

وفيما طَمأنَ رئيس الجمهورية الى انّ «لبنان اجتاز الازمة»، جَدّد رئيس المجلس النيابي نبيه بري الإعراب عن أمله في تجاوز قطوع الازمة الراهنة نهائياً بما يُعيد البلد الى الانتظام في وضع طبيعي وتفاهمي. وأعرب الحريري عن ارتياحه لمسار الامور، ملاحِظاً إيجابيات في الاتصالات الجارية.

وكان اللافت أمس، تَلقّي الحريري دعماً أميركياً لافتاً، عبر اتصال هاتفي تلقّاه مساء امس من مستشار الأمن القومي الأميركي، الجنرال هربرت مكماستر، الذي أكد له «تَمسّك الإدارة الأميركية باستقرار لبنان ودعمها للدولة ومؤسساتها الشرعية».

توجّهات القوى

وعلمت «الجمهورية» انّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنهى جولة الاتصالات الاولى التي قام بها خلال الـ ٤٨ ساعة الفائتة، ويعمل على جَوجلتها وإجراء تقييم أولي لمقاربة العناوين الثلاثة المطروحة للحوار؛ أي: الطائف والنأي بالنفس والعلاقات مع الدول العربية.

وبحسب المعلومات فإنّ رئيس الجمهورية سيباشر بداية الأسبوع سلسلة لقاءات ثنائية لبلورة تصوّر أوّلي للحل، تلتزم فيه كل الأطراف ولا يكون مُجتزأ.

وقالت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات لـ«الجمهورية»: المشكلة الحالية لا تكمن باستقالة الحكومة او تعويمها او تشكيل حكومة جديدة، إنما تكمن في الاتفاق النهائي على النقاط الثلاث هذه، والالتزام بها للسير قُدماً من دون مطبّات جديدة.

ولم تستبعد المصادر أن يكون الحل موثّقاً ومكتوباً وموقّعاً من كل الأطراف، ويتّسِم بوضوح لا يحتمل التأويلات. مؤكدة انّ كل مرجعية من موقعها، قامت بالاتصالات اللازمة مع حلفائها للخروج من الأزمة سريعاً، لكن من دون تسرّع. ونَفت ان تكون هناك اي مهلة زمنية محددة.

مصادر وزارية

وقالت مصادر وزارية بارزة لـ«الجمهورية» ان لا شيء مستبعداً في حركة المشاورات والاتصالات، وكذلك في الحوار الذي قد يجري في وقت قريب بين الفرقاء السياسيين برعاية رئيس الجمهورية.

فالوضع في لبنان أثبتَ خلال الازمة الاخيرة أنه يعاني هشاشة كبيرة تتطلّب تحصيناً وعملية إنقاذية يشترك فيها الجميع، وعلى وَجه الخصوص القوى السياسية الكبرى التي عليها مسؤولية ان تساهم إيجاباً على طريق بلوغ التسوية والتفاهم، وثمّة علامة إيجابية تتبدّى في انّ أداء هذه القوى خلال الازمة، أوحى بأنها تنحى في اتجاه المعالجة.

وإذ اشارت المصادر الى انه حتى الآن لم يتبلور شكل الحوار الذي سينطلق، سواء على طاولة موسّعة على غرار الجولات الحوارية السابقة، او طاولة رئاسية ثلاثية مُطعّمة بعدد مُختار من السياسيين، او طاولة محصورة بالقوى السياسية الكبرى.

لفتت الى ما وَصفته بالأمر الاساسي، وقالت: ليس المهم شكل طاولة الحوار او طولها او عرضها، بل انّ الأهمّ هو ان يتفاهم «حزب الله» وتيار المستقبل على أي صيغة على أيّ طاولة ثنائية كانت او موسّعة او حتى بالواسطة، وساعتئذ تنتهي المشكلة، علماً انّ الوضع الداخلي لا يحتمل المزيد من الانتظار».

تغيير الحكومة وارد ؟

وعلمت «الجمهورية» من مصادر موثوقة «ان لا فيتو سياسياً على أي طرح او فكرة تؤدي الى التفاهم المنشود، وبالتالي لا شيء مستبعداً. وهنا ثمّة فكرة مطروحة تفيد بأنّ الاقرب مدى للمعالجة يكون بإعادة إحياء الحكومة الجالية ودَفعِها الى العمل من جديد.

ولكن اذا ما اضطرّ الامر الى تعديل الحكومة، او حتى تغيير الحكومة على رغم عمرها القصير لأقلّ من ستة اشهر ربطاً بموعد اجراء الانتخابات النيابية في ايار المقبل، فليكن اذا كان هذا الامر سيخدم الوصول الى تفاهم. على ان يجري النص على «التفاهم السياسي الجديد» في البيان الوزاري للحكومة الجديدة.

وبحسب المصادر نفسها لا توجد اي تحفظات او موانع لدى ايّ من القوى السياسية، اذا ما نَحا الخيار في اتجاه تغيير الحكومة كسبيل لمعالجة الازمة الراهنة.

«التيار»

وفيما اكدت اوساط التيار الوطني الحر لـ«الجمهورية» انّ التيار لن يشكل عقبة في طريق المعالجة، أيّاً كان سبيلها. وهو امر اكّد عليه مرجع سياسي بقوله لـ»الجمهورية»: المعالجة السليمة هي الاساس، وكذلك عدم الاصغاء لمنطق المزايدين والمبالغين الذين حشروا أنفسهم في الزاوية ولن يكون لهم أي تأثير.

«حزب الله»

قال مصدر قيادي في «حزب الله» لـ«الجمهورية»: انّ الحزب مع كل ما يؤدي الى ترسيخ الاستقرار الداخلي وتأكيد الجو التضامني والوحدوي الذي تجلّى في الآونة الأخيرة، وهذا ما أكدناه للجميع».

«المستقبل»

وقال احد وزراء تيار المستقبل لـ«الجمهورية»: انّ الرئيس الحريري حَدّد من بعبدا المسار الذي يفترض ان تسلكه الامور للخروج من الازمة. والتريّث الذي أبداه رئيس الحكومة يَفترِض ألّا تكون فترة الانتظار طويلة.

عون

وقال النائب الان عون لـ«الجمهورية»: نحن حالياً في مرحلة العودة المتدرّجة الى ما كنّا عليه من ناحية عودة الامور الى نصابها على صعيد المؤسسات. ثمة ممر إلزامي عبر حوار يعيد صياغة تفاهم مشترك لمنطق النأي بالنفس. وما هو مهم حالياً هو أننا بحاجة الى تحمّل مسؤولية من قبل الجميع، فالوقت ليس وقت تسجيل انتصارات ولا مزايدات ولا شيء من هذا القبيل، بل السعي الجدي والمسؤول لإنتاج هذا التفاهم الجديد.

وردّاً على سؤال، أكّد على اهمية وضرورة تحصين التسوية السياسية، مشيراً الى انّ رئيس الجمهورية متحمّس لإعادة الامور الى نصابها في اقرب وقت ممكن، خصوصاً انّ البلد لا يحتمل اي نوع من الانتظار. فما يَهمّ الرئيس هو التوصّل الى معالجة نهائية للأزمة تُرَسّخ الاستقرار وتحصّن التسوية السياسية القائمة.

«القوات» و«المستقبل»

من جهة ثانية، تتراكَم الغيوم الداكنة في أجواء حزب «القوات اللبنانية» وتيار المستقبل، وسط تأكيد الطرفين على جو سلبي بينهما. وفيما اكد المستقبل على لسان اكثر من مسؤول فيه، وكذلك وزير الداخلية نهاد المشنوق على انّ هناك ما انكسَر بين الطرفين. وقالت مصادر «القوات» لـ«الجمهورية» انّ حرصها على أفضل العلاقات مع تيار «المستقبل» لم يبادل بالمثل من قبل بعض قيادات التيار، الذين عمدوا في المجالس الخاصة أو عبر اعتماد أسلوب التسريب أو في الإطلالات الإعلامية إلى شَن حملة من الافتراءات على «القوات»، بالتوازي مع الحملة التي يشنّها إعلام محور الممانعة ضد «القوات».

ولفتت المصادر الى انه في وقت كانت «القوات» تؤكد على عمق العلاقة الاستراتيجية التي تجمع بينها وبين «المستقبل»، في سياق قضية مشتركة هدفها قيام دولة فعلية في لبنان، كانت بعض قيادات «المستقبل» تستغلّ غياب الرئيس الحريري من أجل إطلاق سهامها ضد «القوات» في حملة غير مفهومة ولا تخدم سوى «حزب الله» الذي لم يوفر وسيلة منذ العام 2005 إلّا واستخدمها بغية الفصل بين «القوات» و«المستقبل» تمهيداً للإطباق على القرار السياسي اللبناني.

أضافت: وإذا كان ليس جديداً على «القوات» تعرّضها لحملات من هذا النوع منذ تأسيسها ربطاً بدورها كرأس حربة المشروع السيادي في لبنان، فإنّ المستغرب، ويا للأسف، أن تتعرّض لحملات مشبوهة من قبل قوى يفترض ان تكون حليفة، كما يفترض ان تكون مُدركة لخطورة سلوكها وتصرفاتها وأن تتحلى ببُعد النظر، لأنّ هدف «حزب الله» في نهاية المطاف استفرادها وضرب الخط السيادي في لبنان، كما لا يفترض ان يَسهو عن بالها انه في حال نجح بفصل العلاقة بين «القوات» و«المستقبل»، ولن ينجح، سيدفعها إلى خيار من خيارين: إما الاستسلام لشروطه أو إخراجها من المعادلة السياسية.

وقالت المصادر انّ الحملة التي تتعرض «القوات» لها مرفوضة شكلاً ومضموناً، فليس «القوات» مَن تُحيك المؤامرات او تستخدم أسلوب الوشايات، لأنها لا تتكلم سوى لغة واحدة في الغرَف المقفلة وفي العلن، وتُبدّي باستمرار القضية على اي عنوان آخر، وهمها الأساس الوصول إلى نأي فعلي للبنان ودولة فعلية.

ولفتت الى أنه إذا قرّر البعض الخروج من الخط السيادي فهذا شأنه، ولكن لن تسمح له «القوات» باستهدافها تحت عناوين مُغرضة ومفبركة ومسيئة وتضليلية وكاذبة من أجل إثارة الغبار تبريراً لتوجهاته المُستجدة، وإذا كان هذا البعض يريد ان يقدّم خدمات مجانية لـ«حزب الله» أو دفعات على الحساب للحزب لأغراض وحسابات خاصة، فلن تسمح له «القوات» بالتطاول عليها.

وأكدت المصادر انها تنتظر من الرئيس الحريري ان يضع حداً لهذا البعض داخل تيار «المستقبل»، والذي يُسيء بسلوكه إلى تحالف سيادي استراتيجي، ويساهم عمداً أو عن جهل بخدمة مشروع «حزب الله» وأهدافه.

وخَتمت المصادر بالدعوة إلى التركيز على الأسباب الموجِبة التي دفعت الرئيس الحريري إلى الاستقالة، بدلاً من حَرف النقاش عن تلك الأسباب كما يفعل «حزب الله»، هذه الأسباب التي أعاد الحريري التشديد عليها من القصر الجمهوري لجهة الالتزام الفعلي باتفاق الطائف، والذي يستدعي من «حزب الله» تسليم سلاحه للدولة ضمن فترة معقولة، كما يستدعي خروجه من أزمات المنطقة وصولاً إلى تحييد فِعلي للبنان، ومنع استخدام لبنان كمنصّة لاستهداف الدول الخليجية والعربية، فضلاً عن انّ هناك فرصة ذهبية لانتزاع تنازلات جوهرية من الحزب تَصبّ في خانة تعزيز مشروع الدولة وتحصين الواقع اللبناني. وبالتالي، من المعيب على قوى يفترض ان تكون حليفة وفي قلب المشروع السيادي أن تكون في موقع المساهِم في ضرب «لبنان أولاً» و«الدولة أولاً».

 

 

اللواء :

في الوقت الذي كان الرئيس سعد الحريري، يتلقى اتصالاً من مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال هربرت مكمانستر، يُؤكّد فيه تمسك الإدارة الأميركية باستقرار لبنان ودعمها للدولة ومؤسساتها الشرعية، ويتبلغ من سفير روسيا الاتحادية في لبنان الكسندر زاسبكين دعم بلاده للمشاورات، حيث «يجب الوصول الى اتفاقات للحفاظ على العمل الطبيعي للحكومة ومؤسسات الدولة»، وتعلن رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن، بعد لقاء رئيس مجلس الوزراء ان الاتحاد يُشدّد على «أهمية استقرار البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها وسيادتها»، مشيدة «بجهود الرئيس الحريري لصون استقرار لبنان وأمنه»، كانت الأوساط الرسمية والأمنية منشغلة في التدقيق بالمعلومات التي تجمعت لدى جهاز أمن الدولة، حول تورط أفراد قيد الاعتقال، ابرزهم الممثل زياد عيتاني «المتهم بجمع المعلومات» تحضيراً لمحاولة اغتيال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق.
وفي المعلومات لدى الوزير المشنوق والفريق الأمني الذي وضع يده على المعلومات ان المحاولة ستتبعها خطوات أخرى لإيجاد فتنة في بيروت، تؤدي إلى صدامات داخلية، وتطيح بالتسوية والاستقرار اللبناني.
ولم يشأ الوزير المشنوق الخوض في هذا الموضوع، وقالت أوساطه لـ«اللواء»: لا نملك معلومات حول الحيثيات والتفاصيل، وهذا الموضوع متروك لجهاز أمن الدولة الذي يتبع مباشرة لرئاسة الحكومة وليس لوزارة الداخلية.
وكانت مديرية أمن الدولة قالت في بيان لها امس انها «اوقفت الممثل والمخرج زياد أحمد عيتاني للاشتباه بأنه قام بالتخابر والتواصل والتعامل مع اسرائيل».
وجاء في بيان المديرية «قامت وحدة متخصصة من أمن الدولة، بعد الرصد والمتابعة والاستقصاءات على مدار شهور داخل الأراضي اللبنانية وخارجها.. بتثبيت الجرم فعلياً على المشتبه عيتاني».
وكشف البيان ان الموقوف وفي التحقيق معه، ومواجهته بالادلة والبراهين اعترف بما نسب إليه، من مهام، منها:
1- رصد مجموعة من الشخصّيات السياسّية رفيعة المستوى، وتوطيد العلاقات مع معاونيهم المقرّبين، بغية الاستحصال منهم على أكبر كمّ من التفاصيل المتعلّقة بحياتهم ووظائفهم والتركيز على تحركاتهم .
2- تزويدهم بمعلومات موسعة عن شخصيتين سياسيتين بارزتين، سيتم الكشف عن هويتهما في بياناتنا اللاحقة.
3- العمل على تأسيس نواة لبنانية تمهّد لتمرير مبدأ التطبيع مع إسرائيل، والترويج للفكر الصهيوني بين المثقفين.
4- تزويدهم بتقارير حول ردود أفعال الشارع اللبناني بجميع أطيافه بعد التطورات السياسية التي طرأَت خلال الأسبوعين الفائتين على الساحة اللبنانية.
وقالت المعلومات ان الوزير السابق عبد الرحيم مراد هو الشخصية اللبنانية الثانية التي كانت مستهدفة بالاغتيال.
واتصل الرئيس عون بالمشنوق مهنئاً بالسلامة.
وكشف النقاب عن ان المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، سيعقد الأسبوع المقبل مؤتمراً صحفياً للحديث عن توقيف عيتاني وتواصله مع إسرائيل.
مواقف الحريري
والأبرز، كان سلسلة المواقف التي اعلنها الرئيس الحريري امام عائلات وشخصيات بيروتية، إذ أكّد:
1- نطالب بالنأي بالنفس قولاً وفعلاً.
2- استكمال مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري المبنية على الإنماء والاقتصاد والأمن والاستقرار.
3- نعيش في منطقة مشتعلة وهناك تدخلات كثيرة.
4- ستحصل مشاورات، معرباً عن أمله في ان يكون موقف الأفرقاء واضحاً فعلاً وليس قولاً.
وإلى جانب الحركة الدبلوماسية، ظل «بيت الوسط» مقصداً لعدد كبير من الوفود الشعبية والدينية والسياسية، ومن بينهم وفد كبير من مفتي المناطق والمحافظات برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مع رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا القاضي الشيخ محمّد عساف والمستشارين وقضاة الشرع ورؤساء دوائر الأوقاف وأئمة وخطباء المساجد والمشايخ، جاء لاعلان تأييده لمواقف الحريري الوطنية والاعراب عن تفهم دار الفتوى لأمر الاستقالة وأسبابها، ودعمها أيضاً لقرار التريث، لإعطاء فرصة لجميع الأفرقاء للتشاور والتحاور في أسباب الاستقالة بما يؤدي إلى حماية أمن واستقرار لبنان»، بحسب ما أكّد المفتي دريان.
وشدّد الرئيس الحريري، في ردّه على مواقف وفد أصحاب العمائم البيضاء، على ان «خيار التريث يتيح في مكان ما فرصة لجميع الأفرقاء السياسيين التأكد من ان النأي بالنفس عن كل ما يحصل حولنا هو السياسة التي تحمي لبنان من أي مشاكل في المنطقة»، مؤكدا علىان هذا الخيار (التريث) هو لمصلحة البلد».
وقال: «علينا ان نتحاور جميعا لكي نصل إلى بر الأمان ونحافظ على سلامة هذا البلد وسلامة اللبنانيين، وعلى علاقاتنا مع كل الدول العربية الشقيقة التي لديها الحق ايضا في ان تحافظ على أمنها، ونحن نريد أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية».
اضاف: «ما يهمني هو وحدتنا، وأن يبقى أهل السنّة موحدين، من اجلنا جميعا واجل البلد»، لافتا إلى ان التحديات كبيرة لكنها غير مستحيلة، موضحا ان قرار التريث اتخذه بالنظر الى إصرار رئيس الجمهورية، مطالبا بأن تكون سياسة النأي بالنفس بالفعل وليس بالكلام فقط، ويجب ان لا تكون هذه السياسة على حساب اشقائنا العرب، والا فإنه سيكون لنا موقف آخر».
إطلاق الحوار
وتترقب الأوساط الدبلوماسية المشاورات الجارية لتنظيم حوار داخلي بين القوى اللبنانية حول النأي بالنفس والتمسك باستقرار لبنان وتعويم التسوية السياسية.
وفيما أكدت مصادر وزارية واسعة الاطلاع لـ «اللواء» ان الفرصة مؤاتية للحوار أكثر من أي وقت مضى، قالت مصادر رسمية ان بعبدا بدأت مشاورات متعددة لتظهير ما نجم عن الاستقالة وعودة الرئيس الحريري، وقراره بالتريث بتقديمها إلى رئيس الجمهورية.

وفي معلومات ان الرئيس ميشال عون الذي سيتوجه إلى روما الثلاثاء المقبل، يفضل المشاورات الثنائية، والضيقة للتوصل إلى نتائج مضمونة، فيما علمت «اللواء» من مصادر دبلوماسية ان موسكو نصحت بأن تكون المشاورات شاملة لمختلف المكونات اللبنانية.
وأوضحت المصادر ان رئيس الجمهورية يجوجل الأفكار ويقيم التطورات ويتلقى اتصالات خارجية وداخلية، حول النقاط الثلاث التي اوردها الرئيس الحريري في بيان التريث، والذي يُبدي بدوره تعاونا ملحوظا.
وتبلغت الإدارة الرئاسية والدبلوماسية اللبنانية، في هذا السياق، من العاصمة الفرنسية، ان باريس تبحث في استضافة اجتماع (ربما وزاري) لمجموعة الدعم الدولية الخاصة بلبنان، وتشمل بري<