الحريري في باريس لبدء مرحلة جديدة

 

المستقبل :

يصل الرئيس سعد الحريري صباحاً إلى باريس آتياً من الرياض التي غادرها بعيد الواحدة بعد منتصف الليل، تلبية لدعوة «ودّية» وجّهها إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يستقبله ظهر اليوم في قصر الاليزيه «كرئيس وزراء بلد صديق لفرنسا»، كما أعلن خلال مؤتمر صحافي أمس في القمّة الأوروبية الاجتماعية التي انعقدت في مدينة غوتبورغ السويدية. وفي معرض التأكيد على الحفاوة التي يريد إحاطته بها قال ماكرون: «أستضيف رئيس الوزراء الحريري مع كل التشريفات التي تليق برئيس للوزراء»، موضحاً «نعم بالتأكيد الحريري مستقيل لكن استقالته لم تُقبل رسمياً في بلاده لأنه لم يعد إليها بعد، وبالتالي فإني في شتّى الأحوال سأستقبله كرئيس للوزراء».

وقبل مغادرته الرياض أكد الرئيس الحريري في ردّ على وزير خارجية ألمانيا سيغمار غبرييل ان «القول انني محتجز في السعودية وغير مسموح أن أغادر البلاد هو كذبة»، مضيفاً «انا في طريقي إلى المطار» .

ولاحقاً أدان الحريري تعرّض ممتلكات مواطنتين سعوديتين للاعتداء في منطقة المصيطبة في تغريدة ذكر فيها: «أقول بوضوح ان الاعتداء على أي مواطن سعودي أو على ممتلكاته هو اعتداء على سعد الحريري وعلى بيت الوسط، مع يقيني بأن المعتدين هم جماعة مشبوهة لا هدف لها إلا الفتنة».

وقبل ساعات من ذلك، غرّد الحريري عبر حسابه على «تويتر» أن إقامته في المملكة العربية السعودية هي «من أجل إجراء مشاورات حول مستقبل الوضع في لبنان وعلاقاته بمحيطه العربي». أضاف أن «كل ما يُشاع خلاف ذلك من قصص حول إقامتي ومغادرتي أو يتناول وضع عائلتي لا يعدو كونه مجرّد شائعات».

وأكد الرئيس الفرنسي أنه سيُجري والرئيس الحريري «حواراً مباشراً وجهاً لوجه وسيلي ذلك غداء ودّي وعائلي لأن عائلته ستكون برفقته في الاليزيه»، خاتماً أن الحريري «سيعود خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة إلى لبنان، وأترك له هو الحديث الخاص بأجندته لكن لا شك عندي في أنه سيقوم بتلك الخطوة».

وحسب تعميم إعلامي من الرئاسة الفرنسية فإن الرئيس الحريري يصل إلى الاليزيه في الثانية عشرة من ظهر اليوم ثم يلتقي الرئيس الفرنسي في الثانية عشرة والثلث، على أن تصل عائلة الرئيس الحريري في الثانية عشرة والنصف ليعقب ذلك حفل غداء يقيمه ماكرون على شرف الحريري وعائلته.

الجبير

وكان وزير الخارجية السعودية عادل الجبير كرّر أمس اتهام «حزب الله» بأنه «إرهابي يختطف الدولة اللبنانية ويرتهن النظام المصرفي لأنشطته في تبييض الأموال». أضاف بعد محادثات أجراها مع نظيره الإسباني أن الحزب «ينخرط في نشاطات إرهابية ويتدخّل في سوريا والبحرين واليمن»، مؤكداً أنه «إذا لم يتخلَّ حزب الله عن سلاحه ويتحوّل إلى حزب سياسي فإن لبنان سيظلّ رهينة بيده وبالتالي إيران، وهذا ليس مقبولاً بالنسبة إلينا ولا بالنسبة إلى اللبنانيين». أضاف أن المملكة «دعمت وتدعم رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري لكننا ضدّ استيلاء حزب الله على لبنان».

باسيل

في الغضون، اعتبر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن استقالة الرئيس الحريري «تُعدّ جزءاً من محاولة لخلق فوضى في المنطقة». وقال في إطار جولته التي شملت دولاً أوروبية وعواصم أخرى وقادته أمس إلى موسكو حيث التقى نظيره الروسي سيرغي لافروف إن لبنان «يملك ما يكفي من قدرة على الردّ»، لكنه عبّر عن أمله في ألاّ يضطر إلى ذلك. وأمل في عودة الحريري إلى بيروت بعد زيارة فرنسا، مضيفاً أن الهدف الأساس الآن هو أن يتمكّن من العودة إلى لبنان من دون شروط أو قيود على حرّيته وأنه بمجرّد عودته يمكنه أن يقرّر إن كان سيتنحّى عن رئاسة الوزراء، معتبراً أن هدف زيارة الحريري لباريس «فقط تأمين عودته إلى بيروت».

 

الديار :

انتهت الأزمة الشخصية على صعيد الرئيس سعد الحريري عما اذا كان محتجزا في المملكة العربية السعودية او كان قيد الإقامة الجبرية بعد قرار سفره من السعودية الى باريس وإعلان قصر الاليزيه من قبل الرئيس الفرنسي ماكرون انه سيستقبل الرئيس سعد الحريري كرئيس حكومة لبنان ويجتمع به ظهرا في القصر الرئاسي الفرنسي.
وفي اللقاء سيقول الرئيس سعد الحريري للرئيس الفرنسي، على ان يكون الامر سرا كبيرا بين الرئيس ماكرون رئيس جمهورية فرنسا والرئيس سعد الحريري رئيس حكومة لبنان، سيقول الحريري للرئيس ماكرون ما حصل معه منذ استدعائه الى السعودية واقامته فيها 15 يوما ويبيح بالسر الخطير الذي يحتفظ الحريري لنفسه، ولن يقوله لأي شخص في العالم غير رئيس جمهورية فرنسا. وعندها سيحتفظ الرئيس الفرنسي بالسر لكنه سيتصرف بعد اشهر على أساسه. وعلى أساس هذا السر الكبير الذي كاد يودي الى اكبر أزمة في لبنان لولا تحرك فرنسا وأوروبا وأميركا وروسيا ودول عربية والغطاء الدولي فوق لبنان واعتبار الاستقرار في لبنان خط احمر لا يستطيع احد ضربه.
وسيأتي الرئيس سعد الحريري مع عائلته الى باريس، ووفق الناطق الفرنسي ذكر، ان الرئيس سعد الحريري قد يمضي أياما او أسابيع في فرنسا وفق ما يريد.
وفي المقابل، علّق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان الأمور أصبحت افضل بانتقال الرئيس سعد الحريري من السعودية الى فرنسا، حيث أصبحت الأمور أوضح، وننتظر عودته الى بيروت لنبحث الأمور.
 

 

 انتهى الشخصي وبدأت الازمة السياسية


واذا كانت الأزمة الشخصية للرئيس سعد الحريري، بالنسبة لاحتجازه او الإقامة الجبرية او غيرها قد انتهى بسفر الرئيس الحريري الى باريس فإن الازمة السياسية بدأت الان، لان الرئيس سعد الحريري يحمل مطالب منقولة من المملكة العربية السعودية الى الساحة اللبنانية، وهذه المطالب عجزت عنها اميركا وإسرائيل والسعودية وعجزت عن تنفيذها، فجاء الرئيس سعد الحريري الان ليطالب بها ويطالب بتنفيذها وتطبيقها على حزب الله، فاذا كانت دولة كبرى مثل اميركا ودولة بحجم العدو الإسرائيلي وترسانة أسلحته، وحجم السعودية بثروتها المالية ودورها عبر طاقة النفط والغاز وغير ذلك، لم تستطع تنفيذ ما ارادته ضد حزب الله والمقاومة في لبنان. فكيف يستطيع رئيس تيار المستقبل او رئيس حكومة لبنان تطبيق المطالب المنقولة والتي حمّلته إياها المملكة العربية السعودية باسم اميركا وإسرائيل ليعود الى بيروت ويطالب بتطبيقها. 
لن يكون أمام الرئيس سعد الحريري عندما يعود الى بيروت الا تقديم استقالته الى رئيس الجمهورية، وسيجري رئيس الجمهورية مشاورات نيابية لتكليف شخصية لرئاسة الحكومة، ومن خلال تحالف بري - جنبلاط وتيار المستقبل وفرنجية والقوات اللبنانية والكتائب سيتم إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة، لكن الشرط السعودي الذي قاله وزير خارجية السعودية عادل الجبير، وهو العميل الإسرائيلي من الدرجة الثانية بعد العميل الإسرائيلي الأول محمد بن سلمان، ان أي حكومة مقبلة لا يجب ان تضم أعضاء من حزب الله، وان رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون هو اسير حزب الله، فكيف يستطيع الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة من دون وزراء ينتسبون الى حزب الله، وأية حكومة ستنشأ من دون وزراء حزب الله، وهل يستطيع رئيس المجلس النيابي الأستاذ نبيه بري الاشتراك في الحكومة دون وزراء حزب الله؟ عندها ستسقط الحكومة، لان التمثيل الشيعي لن يكون فيها، وتكون خارجة عن الميثاق الوطني الذي يقول بالتعايش المشترك بين كافة المكوّنات للشعب اللبناني. وهذه المكوّنات هي الطائفة المارونية والسنية والشيعية والدرزية وروم الكاثوليك والارثوذكس وغيرها. فاذا تم استبعاد الطائفة الشيعية عن الحكومة فإن الرئيس سعد الحريري لن يستطيع تشكيل الحكومة وابعاد حزب الله عنها. 
 

 النأي بالنفس مستحيل


ثم ان الشرط الثاني الذي ينقله الرئيس سعد الحريري معه من المملكة العربية السعودية يقول بالنأي عن النفس، والنأي بالنفس يعني ان لبنان قرر ان يكون في حيادٍ سلبي بين العدو الإسرائيلي والدول العربية والشعب الفلسطيني وقوى الممانعة التي تقف في وجه إسرائيل، ويعني أيضا النأي في النفس في العمق، ان لبنان يذهب الى التطبيع مع إسرائيل في السنوات المقبلة. ويعني النأي في النفس ان حزب الله الذي لبّى دعوة القيادة الشرعية لسوريا بالقتال الى جانب الجيش العربي السوري ضد التكفيريين الذين ارسلتهم السعودية ودول الخليج الى العراق وسوريا وأمّنت لهم تركيا الممر الآمن، وقامت دول الخليج وأميركا بتمويل التكفيريين من داعش الى جبهة النصرة الى فتح الإسلام الى احرار الشام الى جيش الإسلام وغيرهم، وقامت بتسليحهم دول الخليج مع اميركا وصرفت 137 مليار دولار باعتراف رئيس وزراء قطر السابق حمد بن ثاني الذي كان شريكا مع السعودية في ارسال التكفيريين واعلن ندمه على ذلك. فكان اشتراك حزب الله في الحرب على التكفيريين مبادرة تاريخية أدت الى اسقاط المؤامرة وضرب التكفيريين والحاق الهزيمة بهم، سواء في سوريا ام في العراق، كذلك ناصر حزب الله شعب اليمن المظلوم ضد حرب شنتها السعودية عليه، واصيبت السعودية بالهزيمة في اليمن وهي لا تسيطر الا على منطقة ليس فيها الا 11 مليون يمني، فيما هي تحاصر 28 مليون يمني وهم يموتون جوعا ومرضا من الكوليرا وتقوم الطائرات السعودية بقصفهم وقتل المدنيين والأطفال وتدمير قرى ومدن اليمن، وتقوم بذلك فقط لانهم لم يقبلوا بفرض هيمنة آل سعود على اليمن، ولانهم اعتبروا ان اليمن دولة ذات سيادة ودولة قوية، وواقع الامر ان اليمن الحق الهزيمة بالجيش السعودي رغم امتلاك الجيش السعودي 300 طائرة من طراز «اف - 15» وهي احدث طائرات القتال والقصف الجوي، إضافة الى امتلاك السعودية اهم قنابل التدمير وتملك السعودية حوالى 100 الف قنبلة من هذا النوع، ولم تستطع الدبابات السعودية ولا المدفعية السعودية اجتياز حدود السعودية مع اليمن، لا بل انتقلت الأمور من قصف سعودي على اليمن الى شبه سقوط صاروخ بالستي على عاصمة السعودية - الرياض، حيث دبّ الذعر في آل سعود وفي قيادة امراء آل سعود للجيش السعودي وفي طليعتهم العميل الإسرائيلي محمد بن سلمان، وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية. 
وماذا سيفعل الرئيس سعد الحريري عندما سيطالب بالنأي في النفس، عندما سيقول له الشعب الممانع والمقاوم اننا لا نقبل الا بالقتال ضد المؤامرة الإسرائيلية الصهيونية - الخليجية - الأميركية، واننا لن نعود الى الوراء، وان الدول التي تقيم حلفاً مع إسرائيل ستسقط لوحدها، لمجرد ان قوى الممانعة والمقاومة انتشرت على مدى المشرق العربي كله وصولا الى الخليج. 
 

 المطالب السعودية تمهّد للفتنة


الان انتهى الشقّ الشخصي بالنسبة للرئيس الحريري واصبح حرا طليقا في باريس، وهو سيكون حرا طليقا عندما يعود الى بيروت، لكن كل مطالبه التي سينقلها من السعودية ستسقط ولن يستطع تنفيذ شيء منها، وعندما سيعود رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ويقوم بتكليفه لرئاسة الحكومة الجديدة فهو لن يستطع تشكيلها وسيعيش لبنان حكومة تصريف اعمال برئاسة الرئيس سعد الحريري حتى اجراء الانتخابات النيابية في مطلع أيار المقبل. وسيكون الوضع الأمني في لبنان مضبوطا الى اقصى الحدود مع وجود قيادة عسكرية قوية و75 الف جندي من نخبة الجيوش العربية والعالمية واسلحة أرسلتها اميركا الى الجيش اللبناني إضافة الى تدريبها اكثر من 800 ضابط سنويا من الجيش اللبناني في الولايات المتحدة، وهم من نخبة الضباط الذين حتى تفوقوا على ضباط اميركيين، اثناء دوراتهم في الولايات المتحدة كما ان جهاز المديرية العامة للامن العام وجهاز شعبة المعلومات في الامن الداخلي ومديرية المخابرات وجهاز امن الدولة سيسيطرون كليا على الوضع وان حدث أي حادث امني سيكون محدودا وعلى كل حال الشعب اللبناني لا يخاف من إرهابيين يفجرون انفسهم ا يرسلون سيارات مفخخة، لكن هذا الامر لن يحصل باذن الله، الا اذا حصل حادث او بعض الحوادث.
 

 الوضع الامني اللبناني مستقر كليا وحرب تصريحات


وبالنسبة للوضع السياسي فلن تحصل مواجهات ميدانية عبر مظاهرات او غيرها، بل سيكون لبنان مسرحا لتصريحات سياسية منها من يهاجم السعودية وأميركا وإسرائيل والحلف الثلاثي السعودي - الأميركي - الإسرائيلي، ومنهم من يهاجم المقاومة اللبنانية وسوريا وايران، ولن تخرج الأمور عن تصريحات سياسية بعضها ضد البعض. 
اما بالنسبة الى الوضع الاقتصادي، فسيتم معالجته ضمن حدود معينة ويلعب مصرف لبنان دوره في تعاميم للمصارف اللبنانية، لادارة القطاع المصرفي والقيام بتسليفات تسمح بعدم هبوط النمو اللبناني تحت 2 في المئة، كما ان السوق اللبنانية مرتاحة جدا ولم تجر سحوبات من المصارف كذلك لم يجر الطلب على الدولار الأميركي والليرة اللبنانية محصنة بفضل حاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة الذي قام بهندسات مالية أدت الى تأمين احتياط بقيمة 43 مليار دولار لحماية الليرة والقطاع المصرفي، إضافة الى ودائع في المصارف بقيمة 160 مليار دولار.
 

 الشعب اللبناني يجوع


اما على الصعيد المعيشي، فان أكثرية كبيرة من الشعب اللبناني باتت تجوع وباتت جائعة، وباتت ينقصها المواد المعيشية لتعيش، وهنالك عائلات من 6 اشخاص واكثر تعيش بمدخول 400 دولار او 500 دولار، وذلك لا يكفي لمصروف شخص واحد خلال شهر. بينما تعيش عائلات على هذا المدخول، وان لم يقم رئيس الجمهورية بسرعة عبر الهيئات الاقتصادية وعبر مصرف لبنان والقطاع المصرفي وعبر القطاع التجاري والصناعي والزراعي بالتعاون مع الوزراء المختصين ورئيس الحكومة الذي يقوم بتصريف الاعمال باجراءات اقتصادية فانه يا فخامة الرئيس نقول لك ان شعبك يجوع وان شعبك يعيش ازمة معيشية خطرة، ونقول للرئيس الحريري والوزراء قوموا بتسهيل الأمور، ولكن لا تتركوا شعبكم يجوع، ولا تتركوا الاقتصاد ينهار، واوقفوا الفساد واوقفوا الصفقات، وكيف يجوز ان يكون مستشار الوزير جبران باسيل مسؤولا عن صرف ومناقصة مليار و800 مليون دولار باستئجار باخرتين من تركيا لتأمين 4 ساعات كهرباء، ومعروف ان وكيل الباخرتين التركيتين هو المهندس سمير ضومط وهو من اتباع تيار المستقبل، فيما ثمن استئجار سفينتين تركيتين في كل العالم هو مليار و100 مليون دولار، فأين ستذهب 700 مليون دولار والى اية جيوب ستذهب وتوضع في حسابات سرية في سويسرا والخارج. 
ثم اين ضرب الفساد ولم يدخل فاسد واحد الى السجن، ثم اين التفتيش المركزي ثم اين التفتيش المالي، ثم اين التفتيش القضائي، ثم اين النيابة العامة المالية، ثم اين المحاكم ضد الفاسدين، ثم كيف تمضي سنة كاملة من العهد الذي جاء من اجل الإصلاح والتغيير وتمضي سنة ولم يجر الإصلاح المطلوب. 
ونقول ان الوضع السياسي مضبوط ضمن التصريحات ولا مظاهرات في الشارع، ونقول ان الوضع الأمني مضبوط بواسطة الجيش والأجهزة الأمنية، ونقول ان مؤسسات الدولة تعمل برئاسة رئيس الجمهورية ودور الرئيس سعد الحريري في تسيير الاعمال عبر حكومته، ودور الرئيس نبيه بري في إدارة مجلس النواب وتشريع الموازنات حيث بعد 12 سنة نقف ونقول ان ميزانية 2017 تم المصادقة عليها، والان امام مجلس النواب موازنة 2018 وهذا يحصل للمرة الأولى منذ عقود. إضافة الى تشريع مجلس النواب لسلسلة الرتب والرواتب وتشريع مجلس النواب لمشروع قانون الانتخابات النيابية الجديد على قاعدة النسبية وإقرار مشاريع أخرى. وليس هنالك مشكلة من ناحية تسيير مؤسسات الدولة.
ونعود الى نقطة البداية، وهي ان الحل الشخصي للرئيس سعد الحريري قد تم تأمينه ونشكر الرئيس الفرنسي والاتحاد الأوروبي وواشنطن وروسيا ودول عربية على لعب دور كبير في تحرير الرئيس سعد الحريري وسفره الى فرنسا وننتظر عودته الى لبنان.
 

 الحريري محرج جدا بسبب المطالب السعودية


اما بالنسبة الى الازمة السياسية، فليس امام الرئيس سعد الحريري الا ارسال بالبريد المضمون المطالب التي نقلها من المملكة العربية السعودية الى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع الشكر على المطالب التي لن تتحقق ولا تتحقق، ولن يقوم لبنان بالنأي في النفس، بل سيكون رأس حربة في القتال ضد إسرائيل وضد التكفيريين وضد اسقاط المؤامرة عبر المحور السياسي الخليجي - الأميركي - الإسرائيلي. ولن تكون حكومة دون اشتراك المقاومة فيها.
 

 محمد بن سلمان لا يعرف تركيبة لبنان


ونحن اذ نراهن، نراهن على ان لبنان قوي ولم يكن لديه أي مشكلة، وفجأة تم استدعاء الرئيس سعد الحريري وذهب 15 يوما الى السعودية مما اثار التوتر السياسي والمشاكل في لبنان. ولولا رعونة محمد بن سلمان واستدعاء الرئيس سعد الحريري لما كان هنالك من مشكلة على الساحة اللبنانية بل كانت الحكومة تعمل ورئيس الجمهورية يعمل ومجلس النواب يعمل وكل شيء يسير على احسن ما يرام، سواء زار بعض الوزراء سوريا ام قاطعها أكثرية الوزراء. وسواء قاتل حزب الله في سوريا ام لم يقاتل فإن الساحة اللبنانية كانت بألف خير، والحرب لا تجري على ارض لبنان، ولبنان بألف خير من ناحية المؤسسات والحكومة  ومجلس النواب والجيش اللبناني والأجهزة الامنتية وكنا ننتظر خطة اقتصادية كان سيقوم بها، خاصة الرئيس سعد الحريري لولا استدعائه الى السعودية لان لدى الرئيس سعد الحريري قدرة على التخطيط الاقتصادي ورفع النمو الاقتصادي في لبنان من 2 في المئة الى 5 في المئة. لكن المملكة السعودية ارادت نقل لبنان من ساحة آمنة ومستقرة الى ساحة مواجهة ومشاكل وتوتر، وكل ذلك نتج عن فشلها في اليمن والحاق الهزيمة بها، من قبل جماعة الرئيس علي عبد الله صالح والحوثيين، وهذه ليست مشكلة لبنان انها مشكلة السعودية التي شنت حربا على اليمن وفشلت فيها.
 

 الحل بعودة لبنان الى ما قبل استقالة الحريري


اما بالنسبة الى الصراع الإيراني - السعودي على الساحة اللبنانية، فالواضح ان الطائفة السنية تدين بالولاء للسعودية، والواضح أيضا ان معظم الطائفة الشيعية خاصة المقاومة تدين بالولاء لإيران، فيما يبقى المسيحيون بعضهم على علاقة مع السعودية، وبعضهم على علاقة مع المقاومة، فالتيار الوطني الحر على تحالف مع المقاومة، والقوات والكتائب على علاقة مع السعودية. ونحن امام قرارات مصيرية، إما ان يبقى لبنان موحدا كما كان قبل استقالة الرئيس سعد الحريري او فلنقل، طالما ان الطائفة السنية هي للسعودية، ومعظم أكثرية الشيعة هي لإيران، والمسيحيون يعيشون خارج الصراع الفعلي الإيراني - السعودي فلنذهب الى الفيدرالية، وتعيش كل طائفة كما تريد، ولكن هذا لن يؤدي بلبنان الا الى الخراب. والحل الحقيقي هو في عودة لبنان كما كان قبل استدعاء السعودية للرئيس سعد الحريري، وتفجير قنبلة على ارض لبنان من قبل المحور السعودي - الأميركي  الإسرائيلي، عبر رعونة محمد بن سلمان الذي هو على علاقة مع الموساد ومرتبط بصهر الرئيس ترامب الإسرائيلي ويتخذ قرارات مجنونة مثل شن الحرب على اليمن منذ 3 سنوات وحتى الان، مثل اعتقال الامراء بالعشرات والطلب من الامراء التنازل بنسبة 70 في المئة من ثرواتهم، ومثل تنازل مصر عن جزر تيران وغيرها لصالح السعودية ليقيم فيها محمد بن سلمان اكبر مدن تتصل بمصر وإسرائيل والسعودية والاردن.
ومثل قيام محمد بن سلمان بارسال التكفيريين الى لبنان وتمويلهم ودعمهم، بالاشتراك مع الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا. 
 

 فشل السعودية في اليمن وقطر والعراق وسوريا سيحصل في لبنان


وفي النهاية نقول كل المطالب السعودية ستسقط ولن ينفذ منها لبنان حرفا واحدا، ونقول للمملكة العربية السعودية، كفّي عنا، ولا تتدخلي في شؤون لبنان بل عليك معالجة امورك، سواء من ناحية حصار قطر، ام من ناحية حربك مع ايران، ام من ناحية حربك على اليمن، ام لناحية اضطهاد شعبك في الداخل، ام لناحية اعتقال عشرات الامراء وعشرات رجال الاعمال، ام لناحية دفع 200 مليار دفعة واحدة للرئيس الاميركي ترامب وهي أموال الشعب السعودي وليست أموال محمد بن سلمان او الملك سلمان.
فبالله عليك يا سعودية ارحلي عنا ولا تتدخلي في امورنا. ونحن اذ نقول هذا الكلام نقول أيضا لإيران لا تتدخلي في شؤوننا، وليس لك الحق في التدخل في الحكومة او في الجيش او الأجهزة الأمنية او مؤسسات لبنان واذا كنت تدعمين المقاومة بالسلاح والمال فنحن نشكرك على ذلك، لكن لا نريد تدخل لا السعودية ولا ايران في امورنا الداخلية، بل نحن قادرون كشعب لبناني بعد 40 سنة من الحرب على التفاهم بين بعضنا البعض وحل مشاكلنا.

 

 

الجمهورية :

طويَت صفحة انتقال الرئيس سعد الحريري من الرياض إلى باريس، وفيها ستكون له محطة أولى اليوم في اللقاء المقرّر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إنه سيستقبل الحريري كرئيس لوزراء لبنان «لأنّ استقالته لم تُقبَل في بلاده بما أنه لم يعُد إليها». تعقبها استراحة يفترض أنّها موَقّتة لإجراء مشاورات حول الوضع المستجدّ، قبل أن يُشغّلَ محرّكات طائرته ويتوجّه إلى بيروت، التي تترقّب وصوله خلال الأسبوع المقبل. فيما يقف البلد على باب أزمةٍ سياسية مفتوحة ومعقّدة تصعب معها إمكانية إعادةِ لحمِ البناء الحكومي الحالي أو الوصول إلى بناءٍ حكومي جديد نظراً للتعقيدات الكثيرة المحيطة بالأجواء الداخلية والإقليمية، وهو أمرٌ شغلَ المستويات السياسية والرسمية التي بدأت تتداول في المخارج الممكنة، ولعلّ أحدَها تقريب موعد الانتخابات المقبلة. يتزامن ذلك، مع أجواء ساخنة على خط السعودية ـ «حزب الله» في ظلّ الموقف اللافت لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير من «أنّ لبنان لن ينعمَ بالسلام إلّا بنزعِ سلاح «حزب الله». معتبراً أنّ الحزب «اختَطف النظام المصرفي ويقوم بتهريب الأموال والمخدّرات، وهذا غير مقبول»، وفيما طلبت السفارة السعودية في لبنان ليل أمس «من المواطنين الزائرين والمقيمين في لبنان المغادرة في أقرب فرصة ممكنة نظرا للأوضاع»، يصل السفير السعودي الجديد وليد اليعقوبي الاثنين المقبل الى بيروت لتسلم مهماته الجديدة.

إنتقلَ الحريري من السعودية إلى فرنسا، وقد سبقَ انتقاله بتغريدة توضيحية عبر حسابه على «تويتر»، قال فيها: «إقامتي في المملكة هي من أجل إجراءِ مشاورات حول مستقبل الوضع في لبنان وعلاقاته بمحيطه العربي.

وكلّ ما يُشاع خلاف ذلك من قصصٍ حول إقامتي ومغادرتي أو يتناول وضعَ عائلتي لا يعدو كونه مجرّد شائعات». ليضيف ليلاً في تغريدة ثانية: «القول إنني محتجز في السعودية وغير مسموح أن أغادر البلاد هو كذبة، وأنا في طريقي إلى المطار».

وفي وقتٍ أكّدت الأوساط القريبة من الحريري أنه سينتقل في وقتٍ لاحِق من باريس إلى بيروت، ولكن من دون أن تحدّد زمانَ هذا الانتقال، قال النائب عقاب صقر إنّ الحريري «لن يعود إلى لبنان فوراً من فرنسا، بل سيقوم بـ»جولة عربية صغيرة قبل ذلك».

أمّا ماكرون فأكّد أنّ «الحريري، الذي يصل إلى باريس مساء الجمعة من الرياض، ينوي، على ما أعتقد، العودةَ إلى بلاده في الأيام أو الأسابيع المقبلة».

وقال إنّه «سيستقبل الحريري غداً (اليوم) بالتشريفات المخصّصة لرئيس حكومة، مستقيل بالتأكيد، ولكن استقالته لم تُقبَل في بلاده بما أنه لم يعُد إليها»، وقال: «إنها دعوة صداقة للتباحثِ واستقبال رئيس حكومة بلدٍ صديق». وأشار إلى أنه «لن يكون هناك استقبالٌ رسمي للحريري عندما يصل إلى فرنسا، لأنه يقوم بزيارة عائلية».

إرتياح رسمي

وعلمت «الجمهورية» أنّ المستويات الرسمية تنظر بارتياح إلى انتقال الحريري إلى باريس، وإنها ترى أنه من الطبيعي أن يأخذ الرئيس المستقيل استراحةً لبعض الوقت، يمكن اعتبارها فترةً طبيعية، ولكن شرط ألّا تتعدَّى ثلاثة أيام على أبعد تقدير، إذ ثمّة ضرورة أكثر من ملِحّة لعودته، والتباحث معه في كلّ ملابسات ما حصَل، بالإضافة إلى عرض الأسباب التي استند إليها لإعلان استقالته، على حدّ ما قال أحدُ المراجع لـ«الجمهورية».

وأضاف: «بمعزل عن هذا الأمر، ثمّة أمرٌ أكثر من ضروري ويوجب عودتَه إلى لبنان قبل عيد الاستقلال للمشاركة في الاحتفال الذي سيقام في المناسبة إلى جانب الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي، عِلماً أنّ بقاءَه في الخارج قد يكون محرِجاً، أو من شأن ذلك أن يؤدّي إلى إدخالِ تعديلٍ على الاحتفال، يصل إلى حدّ إلغائه في حال استمرّ الحريري غائباً. وهي فكرة تمّ تداوُلها بين مستويات رفيعة في الدولة خلال الأيام القليلة الماضية».

ووفقَ المرجع نفسِه، فإنّ «فترة السماح» الممنوحة للحريري من شركائه في الدولة، لا تتعدَّى منتصَف الأسبوع المقبل، ذلك أنّ تأخُّره عن العودة قد يَدفع إلى مزيد من الإرباك الداخلي، سواء إذا كانت هناك موانعُ قهرية للعودة، أو موانع إرادية التي سيكون من نتائجها أنّ الجوّ التعاطفي معه الذي ساد خلال فترةِ وجودِه في السعودية، وما رافقه من ملابسات حول الاستقالة وما يتّصل بها، قد يتراجع وينقلبُ في اتّجاهٍ آخَر، خصوصاً وأنّ عودته باتت أكثرَ مِن ضرورة في ظلّ الوضع الأكثر مِن دقيق، لا بل الخطير، الذي يمرّ به البلد في هذه المرحلة. في أيّ حال، نحن ننتظر الحريري، ونأمل في أن يعود قريباً ولا يتأخّر أكثر».

في هذا الوقت، انتقلَ العديد من القريبين من الحريري إلى باريس في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وتحكم هذا الانتقال أولوية جلاء الغموض الذي رافقَ استقالة الحريري وما تلاها، بالإضافة إلى جلاء الصورة حول سلسلةٍ مِن المواقف التي صَدرت عن أكثر مِن مصدر داخلي وخارجي، بالإضافة إلى رسمِ خريطة المرحلة المقبلة تبعاً لِما جرى، وفقَ ما كشفَ لـ»الجمهورية» أحدُ وزراء تيار «المستقبل».

ما بعد العودة

وعلى خطٍ موازٍ، بدأت الاستعدادات السياسية وكذلك الرسمية، وتحديداً ما بين القصر الجمهوري وعين التينة، في إعداد العدّة لمرحلة ما بعد عودة الحريري. وقالت مصادر مواكِبة لهذه الاستعدادات لـ«الجمهورية»: إنّ الأجواء السائدة على الخطوط السياسية والرئاسية، باتت مسلّمةً بأنّ فرضية عودة الحريري عن استقالته منعدمة، بل إنّ الأجندة التي سيعود بها متضمنة بنداً وحيداً وهو الإصرار على استقالته ولن يتراجع عنها على رغم أنه أوحى بذلك في مقابلته التلفزيونية.

على أنّ ما هو غير واضح أمام المستويات الرئاسية، بحسب المصادر المذكورة هو ما إذا كان الحريري سيكتفي بالإصرار على استقالته فقط، ويترك نفسَه مرشّحاً لترؤسِ الحكومة المقبلة، أو أنه سيَقرن إصرارَه على الاستقالة بإعلانه أنه ليس مرشّحاً لرئاسة الحكومة، وهذا معناه أنّ البلد أمام أزمة كبيرة من الصعب الخروج منها.

أزمة مفتوحة

ومِن هذا الباب، جاء إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ أزمة الحريري الشخصية انتهت، وأنّ الأزمة السياسية بدأت. وقالت مصادر سياسية لـ«الجمهورية»: «الأزمة مفتوحة، وثمّة مفتاح وحيد لها يتمثّل بعودة الرئيس الحريري عن استقالته، إلّا أنّ هذا الأمر مستبعَد مِن قبَل المستويات الرئاسية والسياسية، وحتى ولو بقيَ الحريري مرشّحاً لرئاسة الحكومة وتمّت تسميتُه من جديد لتأليف الحكومة الجديدة، وحتى ولو تمّ تكليف شخصية بديلة، فلن يتمكّن الرئيس المكلف، أياً يكن هذا الرئيس، من تأليف حكومة، في حال ظلَّ الجوّ السياسي على ما هو عليه الآن، أو في حال طرأت عليه ظروف جديدة فرَضت خطاباً أكثرَ حدةً وقصفاً سياسياً مباشراً مِن بعض المراجع في اتّجاه «حزب الله»، انسجاماً مع العناوين التي تضَمّنها بيان الاستقالة.

برّي

وكرّر بري تأكيده أهمّية عودة الحريري على اعتبار أنّ فيها عدالةً وأنّها مفتاحُ الحلّ وتحقنُ جرعة اطمئنان في الجوّ الداخلي. وقال لـ«الجمهورية»: «حتى الآن، نحن ننتظر أن يعود الرئيس الحريري إلى بيروت، لنرى ما لديه، وساعتئذ نَبني على الشيء مقتضاه».

وحول الوضع الأمني، قال بري: «كلّنا «شايفين» الوضع الأمني ممسوك، والأجهزة الأمنية تقوم بعملها، هذا لا يعني أنه لا يجب الانتباه، إذ إنّ الانتباه واجبٌ في أيّ وقت».

وجدّد بري القول أنْ لا خوف على الانتخابات، وقال: «الانتخابات في موعدها، وليس هناك أيّ مانِع من إجرائها في موعدها».

وحصول الانتخابات في موعدها، وكذلك حالُ الاستقرار، أكّد عليهما أيضاً وزير الداخلية نهاد المشنوق خلال الزيارة اللافتة للانتباه في مضمونها وتوقيتها لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون لشُكره على «شجاعته وحكمته في إدارة الأزمة».

إلى ذلك، وفيما قالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» إنّ عدم عودة الحريري سريعاً قد تؤثّر على مشاركة لبنان في الاجتماع الوزاري العربي في الجامعة العربية، وكذلك على حجم ومستوى هذه المشاركة»، علمت «الجمهورية» أنّ هذا الأمر سيتمّ البتّ به مع عودة وزير الخارجية جبران باسيل الذي اختتم جولته الخارجية المتعلقة بأزمة الاستقالة والملابسات التي رافقتها.

ورجّحت المصادر أن تكون مشاركةً فاعلة ولكنْ من دون أن تؤكّد أو تنفي مشاركة وزير الخارجية شخصياً. مع الإشارة إلى أنّ باسيل قال ردّاً على سؤال عن حضور لبنان في اجتماع وزراء الخارجية: «نريد أن نرى الحريري في بيروت.وعلى هذا الأساس، تُبنى الكثير من الأمور».

وفي هذا السياق، قال مرجع كبير لـ«الجمهورية»: «ليس ما يَمنع أبداً مشاركة لبنان في الاجتماع، بل نذهب ونشارك ونقول موقفَنا بكلّ صراحة ووضوع حول كلّ المسائل التي ستُطرح».

المصري لـ«الجمهورية»
إلى ذلك، توقّعَ الأستاذ في القانون الدولي الدكتور شفيق المصري أن ينحصرَ البحث في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة في التدخّل الإيراني في الدول العربية، ولا سيّما في السعودية، مستبعداً التطرّقَ إلى مواضيع أخرى تعني لبنانَ كونها شأناً لبنانياً.

ورجّح المصري في حديث لـ«الجمهورية» عدمَ مشاركة وزير الخارجية في هذا الاجتماع، بل أن يتمّ تكليف السفير هناك وذلك لأسباب عدة، أبرزُها:

أولاً: لبنان يتحدّث مع دولٍ أوروبّية عِلماً أنني كنتُ أفضّل أن يبدأ الحديث مع الدول العربية.

ثانياً، لا يملك ضمانةً أنّ أيّ دولةٍ عربية ستُسانده في وجهِ السعودية التي تؤيّدها دولُ مجلس التعاون الخليجي.

ثالثاً: بَعد انتقاد إيران لفرنسا واتّهامها بالانحياز لن تدافع أيُّ دولة عربية عن طهران، خصوصاً أنّ باريس تتحرّك من أجل لبنان.

رابعاً: إذا شاءَ باسيل الذهابَ فأيّ موقفٍ سيُعلنه؟ هل المواقف التي سبقَ أن أعلنَها رئيس الجمهورية قبل محاولات تعديلِها؟ لذا، مِن الأفضل تكليفُ السفير في الجامعة تمثيلَ لبنان، لأنّ ذلك يبقى أقلَّ إحراجاً للبنان».

باسيل
إلى ذلك، رأى باسيل في عشاء هيئة قضاء بعبدا في «التيار الوطني الحر» مساء أمس، أنّ «هناك مفهوماً واحداً للسيادة، ورئيس حكومتنا هو عنوان سيادتنا»، لافتاً إلى أنّ «فرنسا عادت لتلعب دورها كحامية للحقوق والمبادئ والحريات في العالم». ولفت إلى أنّ «جزءاً كبيراً من مستقبلنا يرسم اليوم وخيارنا واحد امام المفترق الذي وضعنا أمامه ومسؤوليتنا الأولى وحدة لبنان واللبنانيين».

وأكد أنّ «لا عيد استقلال في لبنان وكرسي رئيس الحكومة شاغر، فكل لبنان الرسمي تصبح كراسيه شاغرة في حال شغور كرسي رئيس الحكومة»، مضيفاً: «إمّا ان نعيّد كلنا مع رئيس حكومتنا في ٢٢ تشرين الثاني او كلنا في الشوارع بعيد استقلال شعبي».

العراق و«داعش»
إقليمياً، أعلن العراق استعادةَ مدينة رواة من أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية»، وهي آخِر معقلٍ للتنظيم الإرهابي، حيث كانت تتواجد فيها هيكلية حاكمة وعسكرية وإدارية على الأراضي العراقية. لكن لا تزال هناك جيوب أخرى فرّ إليها عناصر التنظيم في المناطق المجاورة.

وهو بالتالي يبقى قادراً على شنّ هجماتٍ على طريقة حرب العصابات من المناطق التي انكفأ إليها، كما كان الأمر عليه قبل العام 2013، وفق ما يقول خبراء.

وشرَعت القوات العراقية في عمليات تطهير المناطق الصحراوية على طول الحدود مع سوريا لدحرِ آخِر الجهاديين.

وقال المتحدث باسمِ قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول: «عسكرياً انتهى التنظيم، لكنّنا سنستمرّ في ملاحقة ما تبَقّى من الفلول ونُنهي وجودهم»

 

 

اللواء :

ان الحدث، كما بات معلوماً، اليوم، هو استقبال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للرئيس سعد الحريري، بوصفه رئيساً لمجلس الوزراء اللبناني حسب بيان قصر الأليزيه.

يبلغ الترقب ذروته اليوم، نظراً لموقع هذه الخطوة، حيث سيقيم الرئيس ماكرون مأدبة غداء على شرف الرئيس الحريري بحضور عائلته، ومن أوجه هذا الترقب، وفقا لمصادر سياسية رفيعة المستوى في بيروت ان ما سيعلنه الرئيس الحريري، على أي نحو سيحمل مؤشرات لمسار الوضع اللبناني، بصرف النظر عن مآل الاستقالة التي قدمها، وسيقدمها رسمياً إلى الرئيس ميشال عون فور عودته، إلى بيروت، والتي لا يبدو انها ستكون سريعة.

ورسم الحريري عشية مغادرته ليل أمس المملكة العربية السعودية اطارا لمحادثاته مع الرئيس ماكرون، وتصوره لمرحلة ما بعد مغادرته، وعناوين الحركة السياسية التي يزمع القيام بها، عندما غرّد قائلاً: «اقامتي في المملكة هي من أجل اجراء مشاورات حول مستقبل الوضع في لبنان وعلاقاته بمحيطه العربي، وكل ما يشاع خلاف ذلك من قصص حول اقامتي ومغادرتي أو يتناول وضع عائلتي لا يعدو كونه مجرّد شائعات.

وهو في طريقه الى المطار، قال الحريري: القول بأنني محتجز وغير مسموح أن أغادر البلد هو كذبة.

وتحدثت معلومات عن اجتماع عقده الرئيس الحريري مع ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان، وصف بالممتاز، والبالغ الأهمية تناول الوضع في لبنان والمنطقة.

وفي موقف هو الأوّل من نوعه قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان «المملكة دعمت وتدعم رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري ولكننا ضد استيلاء حزب الله على لبنان».

واعتبر الجبير، ان حزب الله اختطف النظام المصرفي، ويقوم بتهريب الأموال والمخدرات وهذا غير مقبول،وأكّد ان السعودية كانت دائما داعما للبنان ولاتفاق الطائف وكل القرارات الدولية التي شجعت لبنان على العودة إلى الساحة الدولية مشيرا خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الاسباني الى ان السعودية من أكبر المانحين للبنان، ولدينا جالية كبيرة فيه، وعدد كبير من رجال الأعمال اللبنانيين الذين يعيشون في السعودية، متهما حزب الله بوضع العراقيل في طريق الرئيس الحريري مؤكدا انه «لا يمكن السماح لحزب الله بالعمل خارج إطار القانون، ويجب ان يتخلّى عن سلاحه. (الخبر في مكان آخر).

باسيل

في هذا الوقت، عاد وزير الخارجية جبران باسيل من جولته الأوروبية التي قادته إلى 7 عواصم أوروبية، اختتمها بلقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو.

وكشف باسيل، خلال عشاء هيئة قضاء بعبدا، لأول مرّة عن اتجاه لإلغاء العرض العسكري لمناسبة عيد الاستقلال الذي كان يفترض اقامته يوم الأربعاء المقبل في جادة شفيق الوزان في وسط بيروت، بسبب شغور كرسي رئيس الحكومة في الاحتفال، بما يعني احتمال ان لا يكون الرئيس الحريري في بيروت بالعيد.

وقال باسيل: لا عيد استقلال في لبنان وكرسي رئيس الحكومة شاغر، فكل لبنان الرسمي تصبح كراسيه شاغرة في حال شغور كرسي، رئيس الحكومة، وأشار إلى اننا امام أزمة كبيرة، لكننا يمكننا تحويلها إلى فرصة، مشددا على ان هناك مفهوما واحدا للسيادة ورئيس حكومتنا هو عنوان سيادتنا.

وكان باسيل طلب من موسكو بعودة رئيس الحكومة إلى لبنان من دون أي قيد ليتخذ القرار الذي يناسبه في بيروت، معتبرا ان ما حدث امرا غير طبيعي ويشكل سابقة على مستوى العلاقات الدولية وغير مقبول للبنان لأنه يمس بكرامة اللبنانيين.

الحريري في الاليزيه اليوم

وكان قصر الاليزيه، أعلن أمس في بيان، ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيستقبل عند الثانية عشرة من ظهر اليوم السبت، الرئيس الحريري، ويجري معه محادثات عند الساعة الثانية عشرة والدقيقة 20، على ان تصل عائلة الرئيس الحريري عند الثانية عشرة والنصف إلى القصر، ثم يتناول الرئيس الفرنسي الغداء مع الرئيس الحريري وعائلته.

وأعلن الرئيس ماكرون، في حديث للصحافيين في ختام قمّة أوروبية في مدينة غوتنبرغ السويدية انه سيستقبل الرئيس الحريري اليوم بصفته رئيساً لحكومة لبنان، لأن استقالته لم تقبل في بلاده، بما انه لم يعد إليها.

وأوضح ان الحريري الذي يصل إلى باريس مساء الجمعة من الرياض، ينوي. على ما اعتقد، العودة إلى بلاده في الأيام أو الأسابيع المقبلة، لافتا إلى انه «سيستقبل الحريري اليوم بالتشريفات المخصصة لرئيس حكومة مستقيل بالتأكيد، لكن استقالته لم تقبل في بلاده لأنه لم يعد اليها»، وقال: «انها دعوة صداقة للتباحث واستقبال رئيس حكومة بلد صديق».

وأشار إلى انه لن يكون هناك استقبال رسمي للحريري عندما يصل إلى فرنسا، لأنه يقوم بزيارة عائلية.

وذكرت معلومات ان إجراءات أمنية معززة اتخذت حول منزل الرئيس الحريري في العاصمة الفرنسية.

وفي السياق ذاته، اعرب الرئيس الفرنسي عن استعداده للحوار مع إيران التي اتهمت باريس بأنها منحازة، بعد الانتقادات التي تحدثت فيها فرنسا عن «محاولات الهيمنة الإيرانية في الشرق الاوسط؛.

وقال ماكرون ان «رد الفعل الإيراني اساء تقدير الموقف الفرنسي، وأن الجميع لديهم مصلحة في السعي إلى الهدوء».

واضاف: ان فرنسا تتمسك بخط يتمثل لبناء السلام وعدم التدخل في أية نزاعات محلية أو إقليمية، وعدم الوقوف مع فريق ضد آخر، في وقت يريد كثر استدراج القوى الغربية إلى مواجهة تزداد حدة بين السنّة والشيعة».

وتابع: «ان دور فرنسا هو التحدث مع الجميع لأن لديهم مصلحة في السعي إلى الهدوء».

وأضاف ماكرون الذي أعلن انه ينوي زيارة طهران في العام 2018: «نتمنى ان تتبع إيران استراتيجية في المنطقة أقل هجومية (عدائية) وأن تتمكن من توضيح استراتيجيتها الخاصة ببرنامج الصواريخ الباليستية التي يبدو انها لا تخضع لضوابط.

وكانت الخارجية الإيرانية ردّت على تصريحات وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان من الرياض والتي انتقد فيها طهران على «نزعة الهيمنة الإيرانية في المنطقة، فاتهمت باريس «بالانحياز»، معتبرة ان سياستها تؤدي إلى تفاقم الأزمات في الشرق الأوسط.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في تصريحات نقلتها وكالة أبناء (ايرنا) الرسمية: «للاسف يبدو ان لفرنسا رؤية احادية الجانب ومنحازة تجاه الأزمات والكوارث الإنسانية في الشرق الأوسط، وهذا النهج يُساعد عمداً أم عن غير قصد في تفعيل الأزمات الكاملة».

وقال موجها حديثه إلى لودريان: «مخاوفكم غير مطابقة للوقائع الإقليمية وتقودكم في الاتجاه الخاضع».

الاستقالة قائمة

وتوقعت مصادر سياسية متابعة لـ «اللواء» ان يكون اللقاء اليوم بين الحريري وماكرون فرصة لتوضيح الكثير من الالتباسات والظروف التي أحاطت بإعلان استقالته من الخارج، وكذلك سيكون مناسبة لكشف الكثير من معالم المرحلة المقبلة، سواء على صعيد عمل المؤسسات الدستورية، أو الأزمة الداخلية، بعد ان تمت محاولات عدّة لتدويلها.

وبحسب المصادر نفسها، فإنه من المتوقع ان يضع هذا الاجتماع الكثير من النقاط على الحروف فيما خص موضوع الاستقالة، وبالتالي الأزمة السياسية التي نتجت عنها، ولا سيما وأن موعد الاليزيه يتزامن عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب، مع العلم ان كل الأجواء تُشير إلى ان زيارة الحريري إلى فرنسا ستليها عودة إلى بيروت من أجل تقديم الاستقالة بشكل رسمي إلى رئيس الجمهورية، وحينها سيتم إزالة كل اللغط حولها، وخاصة نظرية «الاقامة الجبرية» التي سينفيها الرئيس الحريري جملة وتفصيلاً، ويؤكد تمسكه بمضمون بيان الاستقالة، إلا أن المصادر اشارت الى ان لا لقاء للحريري مع الإعلاميين بعيد استقباله في الاليزيه ، لافتة إلى احتمال إرسال موفد رئاسي فرنسي إلى بيروت للقاء الرئيس ميشال عون، عارضاً مبادرة تسوية لإنهاء الأزمة ووضع حدّ لارتداداتها السلبية على علاقة لبنان بالمملكة وسائر الدول العربية.

وأبرز بنود هذه التسوية، بحسب محطة mtv الحفاظ على الاستقرار في لبنان، ضرورة اجراء الانتخابات النيابية التي ستفرز حجم القوى الجديدة التي ستتشكل منها الحكومة، دعم الرئيس الحريري بأي خطوة يقوم بها سواء بالعودة عن الاستقالة أو التشديد عليها، والحصول على تفويض خطي من «حزب الله» بألا يقوم بأي عمل عسكري خارج الحدود اللبنانية، وإطلاق طاولة للحوار الوطني حول سلاح الحزب.

 عون - المشنوق

وللمرة الأولى منذ انفجار أزمة الاستقالة في 4 تشرين الثاني، خلا النشاط الرسمي المعلن للرئيس عون، من أية إشارة إلى موضوع هذه الأزمة، أو وضع الرئيس الحريري، وكأنه اطمأن إلى ان هذا الوضع سلك طريقه نحو الحل، مؤكداً انه «مهما كانت طبيعة الأزمة السياسية التي يعيشها لبنان، فإن الانتخابات النيابية ستجري في موعدها، وهو الموقف الذي نقله عنه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي زار الرئيس عون أمس في بعبدا، وبحث معه التطورات السياسية ومرحلة ما بعد إعلان الاستقالة.

وأوضح المشنوق ال<