الحريري الى فرنسا غدا وبعدها تبدأ المعركة السياسية

 

المستقبل :

تسارعت خطوات «العودة» بعدما شغلت لبنان والعالم واحتلت صدارة المتابعات على الشاشات والوكالات والصحافة المحلية والعربية والأجنبية، لتغادر بالأمس جادة الشك والتشكيك نحو برّ الجزم واليقين على وقع إعلان الرئاسة الفرنسية مساءً أنّ الرئيس سعد الحريري سيكون غداً في باريس حيث سيستقبله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه. 

وكان الحريري قد استقبل أمس في دارته في الرياض وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لو دريان الذي وصف اللقاء بـ«الودي» مؤكداً في تغريدة أنّ الحريري سيكون قريباً في باريس تلبيةً لدعوة ماكرون، في حين نقلت وكالة «أ ف ب» عن لو دريان قوله إنّ «الرئيس الحريري قَبِل دعوة الرئيس الفرنسي لزيارة باريس وسيتوجه إليها مع أسرته»، مضيفاً: «سيأتي وقد أُبلغ (ولي العهد السعودي) الأمير (محمد بن سلمان) بهذا الأمر». ورداً على سؤال أجاب الوزير الفرنسي: «برنامج عمل الحريري يعود إليه وحده».

توازياً، أعلنت الخارجية الروسية أمس أنّ موسكو تجري اتصالات مع الرئيس الحريري عبر سفارتها في الرياض، مشيرةً على لسان المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا إلى أنّ الحريري كان قد التقى في العاصمة السعودية عدداً من الديبلوماسيين الأجانب ومن بينهم السفير الروسي لدى المملكة، وأضافت: «لبنان يشهد حالياً توحيد المجتمع حيث تُعرب القوى السياسية والطائفية المختلفة عن تمسكها بسيادة دولتها (...) وموسكو تعارض بشدة أي تدخل خارجي في شؤون لبنان»، مشيرةً إلى أنّ «موقف روسيا يظل ثابتاً في دعم حل اللبنانيين جميع المسائل المطروحة على أجندتهم الوطنية، ومعارضة أي تدخل خارجي يُهدد بنسف توازن القوى السياسية والطائفية القائم في لبنان»، مع تنويهها بكون الاستقرار اللبناني «تعزّز بشكل ملحوظ منذ تجاوز الفراغ الرئاسي وتشكيل الحكومة الائتلافية برئاسة الحريري».

عون: انتهاء الأزمة بسلام

وفي لبنان، لاحظ رئيس الجمهورية ميشال عون أمس أنّ الأزمة الوطنية التي نشأت عن غياب الرئيس الحريري وجدت مدخلها نحو الحل مع قبوله دعوة الرئيس الفرنسي لزيارة باريس، وقال: «حرصنا على التدرّج بمعالجتنا للأزمة والحمد لله يبدو أنّ الأمر سينتهي على سلام»، موضحاً خلال استقباله مجلسي نقابتي الصحافة والمحررين أنه ينتظر عودة الحريري إلى بيروت للبحث معه في مسألة استقالته التي لم تُقبل حتى الآن «وعندها يقرر ما إذا كان يريد الاستقالة أو الاستمرار في رئاسة الحكومة». ورداً على سؤال، لفت عون الانتباه إلى أنّ «حكومة تصريف الأعمال يمكن أن تجتمع وتتخذ قرارات إذا ما طرأت ظروف استثنائية»، مضيفاً: «لا تخافوا لن يكون هناك أي حل مقفل أمامنا وكل شيء سيكون قانونياً».

دريان: العلاقة متجذرة مع المملكة

تزامناً، وأثناء استكماله مروحة الاستقبالات الوطنية في دار الفتوى، برز تأكيد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أمس أنّ «العلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية هي علاقة متينة ومتجذرة منذ استقلال لبنان»، مشدداً على ضرورة المحافظة على هذه العلاقة «وصونها وتحصينها وتعزيزها مهما كانت الظروف التي يمرّ بها لبنان الذي هو بحاجة إلى مساعدة كل إخوانه العرب وفي مقدمتهم السعودية لحل الأزمة التي يعيشها بعد استقالة الرئيس سعد الحريري والتمعّن في مضمون الاستقالة»، ودعا دريان في هذا السياق إلى «التروي والهدوء والحكمة والتبصر والبحث بجدية في أسباب استقالة الرئيس الحريري بعيداً عن المواقف والتصريحات المُتشنجة التي لا تخدم وحدة لبنان وأمنه واستقراره». 

.. واسمه مُكرّماً في بيروت

أعلنت دائرة العلاقات العامة في بلدية العاصمة في بيان أنّ المجلس البلدي لمدينة بيروت، وفي جلسته التي انعقدت مساء أمس برئاسة المهندس جمال عيتاني «قرر بالإجماع إطلاق اسم دولة رئيس مجلس الوزراء السيد سعد الحريري على أحد شوارع مدينة بيروت».

 

الديار :

انتزعت فرنسا والدول الأوروبية الرئيس سعد الحريري من قلب السعودية بالقوة والضغط، وابلغ الاتحاد الأوروبي، وبخاصة ماكرون ولي العهد السعودي، ان فرنسا والاتحاد الأوروبي سيجمدون كل علاقاتهم مع المملكة العربية السعودية، وان فرنسا ستتخذ موقفا عنيفا جدا، على المستوى الدولي والعالمي كله وعلى مستوى الدول العربية كلها، ان لم تقبل السعودية السماح للرئيس الحريري بالمجيء الى باريس مع عائلته. وان صفقات التسلح السعودية من فرنسا لم تعد تهم باريس، واذا ارادت السعودية الغاء صفقات التسلح بقيمة 40 مليار دولار، ففرنسا لا تسأل عن الموضوع. وان فرنسا لديها من القوة ما يجعلها تقلب الموازين على مستوى الخليج والعلاقات مع ايران والشرق الأوسط، وان الرئيس الفرنسي ماكرون على تواصل وتفاهم مع الرئيس الأميركي ترامب، إضافة الى تحالف كبير مع الحكومة البريطانية في لندن، إضافة الى 27 دولة أوروبية كلها ستدعم فرنسا في موقفها التاريخي ان لم تقم السعودية بالسماح للرئيس الحريري بالخروج من احتجازه والوصول الى باريس.
وقد استطاعت المخابرات الفرنسية الحصول على ورقة صغيرة مكتوبة من احد اهم المقربين للرئيس سعد الحريري، ومكتوب عليها انا محتجز. واستطاعت المخابرات الفرنسية نقلها من ضابط سعودي كبير الى المخابرات الفرنسية حيث تم اطلاع الرئيس الفرنسي ماكرون فأصيب بصدمة كبيرة، وقرر التدخل بقوة مهما كلف الامر.
وهدد بدعم الحوثيين ضد الجيش السعودي في اليمن، وهدد بقلب الطاولة على كل حركة السعودية في الخليج، وبدعم قطر الى اقصى حد، وبإرسال حاملة الطائرات شارل ديغول الى الخليج، مع 8 مدمرات حربية فرنسية. كما ابلغ السعودية ان فرنسا، وهي التي وقفت ضد الصواريخ البالستية الإيرانية ستقوم بغض النظر عن صنع ايران صواريخ بالستية ولتتحمل السعودية المسؤولية، وان فرنسا لن ترضخ لا لواشنطن ولا لغيرها، ففرنسا دولة عظمى ولديها القدرة على تغيير موازين القوى في الخليج والشرق الأوسط والعالم العربي كله.
كما ن الرئيس الفرنسي ابلغ هذه الرسالة الى قادة الدول العربية كلها، مما اجبر السعودية وولي العهد محمد بن سلمان على الخضوع والسماح للحريري بالسفر الى باريس مع عائلته والإقامة فيها المدة التي يختارها. لكن ولي العهد السعودي تمنى على الرئيس الفرنسي ان لا يقوم الرئيس سعد الحريري بإطلاق تصريحات سياسية من باريس، فوافق معه الرئيس الفرنسي. لكن الرئيس ماكرون ابلغ ولي العهد السعودي انه سيعقد اجتماعات مكثفة مع الرئيس سعد الحريري في قصر الاليزيه الفرنسي قصر الرئاسة الفرنسية، ويفهم منه كل شيء، وان فرنسا ستبحث مع الرئيس الحريري العودة عن استقالته وإزالة الضغوط السعودية عنه، وان فرنسا ستعمل على إقامة تعاون بين رئيس جمهورية لبنان العماد ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري، لتجنب استقالة الحكومة او إبقاء الحكومة على قاعدة تصريف الاعمال واجراء الانتخابات النيابية في وقتها، وان فرنسا أبلغت إنذارا الى إسرائيل بأن شن أي حرب على لبنان وعلى حزب الله سيؤدّي الى قطيعة فرنسية كبرى مع إسرائيل، وبالتالي مع الاتحاد الأوروبي كله المؤلف من 27 دولة.
وردت إسرائيل انها لا تعتزم شن حرب على لبنان ولا على المقاومة وحزب الله، وسيقضي الرئيس سعد الحريري بضعة أيام في باريس ويجري مفاوضات مع الرئيس الفرنسي ماكرون رأسا برأس وسيطلع الرئيس الحريري ماكرون عن السر الكبير والعميق لكن ماكرون لن يقوم بإطلاع احد عليه وسيحتفظ بالسر، إضافة الى قيام الرئيس الحريري بإجراء فحوصات طبية للدم وغيره، لان أطباء سعوديين قاموا بمعالجته ولا يمكن معرفة ماذا حقن الأطباء السعوديين في جسم الرئيس سعد الحريري من ادوية، بل يمكن للمستشفى العسكري الفرنسي كشف ذلك خلال 48 ساعة.

 جهود الرئيس عون اثمرت انفراجا داخليا 

على الصعيد الداخلي، اكمل رئيس الجمهورية اجتماعاته، وقال الانفراج بات قريبا من خلال الإعلان عن سفر الرئيس الحريري الى باريس وبعدها سيعود الى لبنان، وسنقوم باجراء المحادثات مع الحريري ونفهم الظروف ونسعى الى إعادة احياء الحكومة والحوار ومعالجة الوضع برمته.
وعلى الصعيد الداخلي اللبناني، ارتفعت شعبية الرئيس الحريري سنيا بشكل لا مثيل له، واصبح يسيطر بنسبة كبيرة على الشارع السني، بدعم سعودي ونتيجة موقفه خلال احتجازه في السعودية، سواء كان محتجزا او مرغما على قول ما صرح به في بيان الاستقالة.
وفي المقابل تعتبر جهات سياسية ان الرئيس سعد الحريري انتهى سياسيا، ولم يعد يصلح لأن يكون رئيس حكومة لبنان، بخاصة بعد احتجازه في السعودية والحادث الذي مر به، وانتزاع فرنسا له من السعودية، إضافة الى وضع السعودية شروط على الرئيس الحريري بعدم اشتراك وزراء من حزب الله في حكومته، إضافة الى قرار لبناني بالإعلان عن النأي في النفس وطلب حكومي رسمي لبناني من حزب الله بالانسحاب من اليمن والعراق والبحرين، مع عدم التحدث عن قتال حزب الله في سوريا.

 دول عربية ستتصدى للسعودية في اجتماع الجامعة العربية 

ويوم الاحد القادم ستشنّ السعودية عبر اجتماع وزراء الخارجية العرب اكبر هجوم على حزب الله لتتهمه بالقيام بجرائم وتفجيرات في الكويت وفي البحرين وفي السعودية واليمن والعراق وغير ذلك، إضافة الى قتال حزب الله في سوريا. لكن العراق سيتصدى للهجمة السعودية، كذلك تم إعطاء أوامر الى الوزير جبران باسيل بالوقوف في وجه السعودية، وهو لم يكن يريد تحدي السعودية بشكل كبير. لكن أوامر صدرت اليه باتخاذ مواقف عنيفة في القاهرة اثناء اجتماعات الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية.
كذلك فان مصر ستقوم بدور معتدل وتخفف من لهجة السعودية. كما ان قطر ستقف في وجه السعودية، لكن السعودية مصممة على هجوم عنيف من الجامعة العربية ضد حزب الله بالتحديد وضد ايران أيضا، وضد ضرب صاروخ بالستي على الرياض تتهم فيه السعودية ايران بإطلاقه مع حزب الله. 
وذكرت معلومات صادرة عن المخابرات السعوديةو أن الوزير عادل جبير وزير خارجية السعودية سيعرض فيلم فيديو يظهر الإيرانيين وحزب الله وهم يحضّرون لاطلاق الصاروخ البالستي من اليمن باتجاه عاصمة السعودية - الرياض، لكن هذا الامر لم يتأكد، رغم ان السعودية تقوم بفبركة فيديو عن الصاروخ البالستي الذي اطلقه الحوثيون على العاصمة السعودية - الرياض.

 300 مليون دولار للوقوف في وجه حزب الله 

على الصعيد الداخلي، وزعت السعودية حوالى 300 مليون دولار على الطائفة السنيّة وعلى زعماء فيها وعلى عشائر سنّية وعلى فاعليات غير سنية متحالفة مع السعودية وتيار المستقبل، وذلك من اجل الوقوف في وجه حزب الله، بخاصة ضج الرئيس العماد ميشال عون رئيس الجمهورية، وان وزير خارجية السعودي الجبير شن هجوما عنيفا على رئيس جمهورية لبنان الرئيس عون، متهما إياه انه يتكلم باسم حزب الله. فيما كان رئيس جمهورية لبنان العماد ميشال عون يوجه كلاما عنيفا للسعودية بأن لبنان لن يقبل مس سيادته، ولن يقبل مس وحدته، وانه عاجلا ام آجلا سيستطيع إعادة الرئيس سعد الحريري الى لبنان، وان السعودية تخالف قرارات فيينا الدولية، وان رئيس الجمهورية اللبنانية، لو لم يتم السماح للرئيس الحريري بالسفر الى فرنسا مع عائلته كان سيدعو مجلس الامن لاتخاذ قرار بشأن ادانة السعودية، عبر احتجاز الحريري والطلب الى الدول الكبرى فك الاحتجاز عن الحريري، واعادته الى لبنان، واتخاذ إجراءات صارمة في حق السعودية.
اما بالنسبة الى حزب الله فهو مرتاح الى الامر، ويعتبر ان السعودية انهزمت عبر الرعونة في اتخاذ المواقف، بخاصة موقف محمد بن سلمان الصهيوني وعميل الموساد. وهو الذي سيصبح ملك المملكة العربية السعودية ومؤتمناً على المقدسات الإسلامية. وفي هذا الوقت هو عميل للموساد الإسرائيلي، وصهيوني من الطراز الأول. 
وبالنسبة الى حزب الله، فإنه أعدّ العدّة لحرب ضارية مع إسرائيل، كانت ستكلف الكيان الصهيوني ضعضعة وجوده، وهزّه من جذوره. وكانت الصواريخ التابعة لحزب الله والمقاومة ستنطلق من جبهة لبنان ومن جبهة سوريا وصولا الى بادية سوريا حيث ستضع الطائرات الإسرائيلية في مرمى الصواريخ البعيدة المدى لحزب الله التي تصل الى 1000 كلم وتطلقها المقاومة وحزب الله على الكيان الصهيوني، وبخاصة على تل ابيب، أي بمعدل 100 صاروخ على تل ابيب ومطار بن غوريون ومرفأ حيفا، إضافة الى ضرب عشرات آلاف الصواريخ على المدن الإسرائيلية والتي تحمل في رؤوسها 500 كلغ من المتفجرات الشديدة الانفجار والمحرقة. 

 حكومة تصريف اعمال 

اما على الصعيد الداخلي في لبنان، فالازمة الى انحسار وعودة الرئيس سعد الحريري ستكون قريبة، واذا استقال الرئيس الحريري ستقوم الحكومة بتصريف الاعمال حتى اجراء الانتخابات النيابية. وبعد اجراء الانتخابات سيتم تشكيل حكومة قوية وحكومة وحدة وطنية ويشترك حزب الله فيها، دون السؤال عن رأي السعودية، ودون الاخذ في عين الاعتبار موقف محمد بن سلمان الصهيوني ولا كل آراء المسؤولين السعوديين.

 

الجمهورية :

أن يعلنَ قصر الإليزيه أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستقبل الرئيس سعد الحريري غداً السبت، فذلك يعني أنّ الرَجل سيغادر الرياض إلى باريس في أيّ وقت، ما يعني أنّ الأزمة الناشئة عن استقالته التي أعلنَها من العاصمة السعودية قبل أكثر من عشرة أيام بدأت تتماثل للحلّ، خصوصاً وأنّه سينتقل من العاصمة الفرنسية لاحقاً إلى بيروت، حيث ينتظره رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لسماعِ الأسباب التي أملت عليه إعلانَ هذه الاستقالة، وفي ضوء ذلك يَبني على الشيء مقتضاه في شأن مصير هذه الاستقالة. في وقتٍ أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ أزمة الاستقالة انتهت لتبدأ أزمة السياسة.

نجَحت الديبلوماسية الفرنسية بعد دخولها بقوّة على خط معالجة الأزمة الناشئة من استقالة الحريري، فأثمرَت وساطتها مع المسؤولين السعوديين «اتفاقاً» على انتقال الحريري الى باريس في الساعات المقبلة، في وقت أعلنَ قصر الإيليزيه أنّ الرئيس الفرنسي سيستقبله غداً السبت. علماً أنّ ماكرون الذي كان قد دعا الحريري وأسرتَه إلى زيارة فرنسا أكّد أنّ هذه الدعوة «ليست عرضاً لمنفى سياسي وإنّما بدافع الصداقة».

وبَرز هذا التطوّر بعد محادثات أجراها ماكرون في الرياض في التاسع من الجاري مع وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأعقبَتها مفاوضات خاضَها أمس وزير خارجيته جان - إيف لودريان مع وليّ العهد السعودي أمس.

وقالت مصادر عاملة على خط الاتصالات القائمة لـ«الجمهورية» إنّ موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والموقف الدولي معطوفين على المسعى الفرنسي أدّت إلى اتفاق بين ماكرون وولي العهد السعودي على خروج الحريري وعائلته من السعودية غداً السبت إلى باريس لينتقلَ منها لاحقاً إلى بيروت قبل عيد الاستقلال الذي يصادف الأربعاء المقبل.

وكشَفت هذه المصادر أنّ الفرنسيين بَعثوا عبر القنوات السرّية برسالة إلى الرياض تشرَح موقفَ المجتمع الدولي المشدِّد على وجوب عودة الحريري إلى لبنان. وأشارت المصادر إلى أنّ الجميع في لبنان ينتظرون ما سيقوله الحريري، والأمر يعود له في ما سيقول وما سيَفعل، وعندها سيُبنى على الشيء مقتضاه».

وأكّدت المصادر «أنّ لبنان أبلغَ إلى المملكة العربية السعودية وأيضاً عبر القنوات نفسِها أنّه حريص على أحسنِ العلاقات بينه وبينها، وليس في وارد أيّ مواجهة معها، وإنّ ما يريده هو عودة الحريري فقط والخروج من حالة الغموض المرافِقة لظروف استقالته».

لودريان
وكان لودريان قد زار الحريري في مقر إقامته في الرياض أمس، وقال إنّ الرَجُل مدعوّ إلى زيارة فرنسا مع أسرته متى يرى ذلك مناسباً، و«سنستقبله صديقاً». وقال في تغريدة عبر «تويتر» مصحوبةً بصوَرٍ للقائهما إنّه «اجتماع ودّي مليء بالثقة مع سعد الحريري الذي سيأتي إلى باريس قريباً تلبيةً لدعوة الرئيس».

أمّا الحريري الذي فضّل عدمَ الإجابة على أسئلة للصحافيين حول موعد ذهابه إلى فرنسا، فقال: «سأعلن عن موعد ذهابي إلى فرنسا في وقتٍ لاحق».

وعَقد لودريان قبَيل لقائه مع الحريري مؤتمراً صحافياً مع نظيره السعودي عادل الجبير شدّد فيه على ضرورة «حفظِ استقرار وسيادة لبنان وإبعاده عن التدخّلات الخارجية». وقال «إنّ فرنسا تعمل على إعادة الأوضاع في لبنان إلى طبيعتها».

الجبير
مِن جهته، أكّد الجبير أنّ الحريري يعيش في السعودية بإرادته، وهو قدَّم استقالته، أمّا عودته إلى لبنان فتعود له ولتقييمِ الأوضاع الأمنية.
وتعليقاً على اتّهام عون للسعودية باحتجاز الحريري، قال الجبير: «هذه ادّعاءات باطلة، فالحريري مواطن سعودي كما هو لبناني، وعائلتُه تعيش هنا وهو يعيش هنا بإرادته، ويستطيع المغادرة متى يشاء».

عون
وإلى ذلك، أملَ عون في أن يشكّلَ قبول الحريري دعوةَ ماكرون لزيارة باريس مع أفراد عائلته، مدخلاً لحلّ الأزمة. وتحدّثَ خلال استقباله مجلسَي نقابة الصحافة والمحررين أمس عن اجتماعه بالقائم بأعمال السفارة السعودية في بيروت الوزير المفوّض وليد البخاري والنقاطِ التي تمّ طرحها، لافتاً إلى أنّه طلب إيضاحات رسمية عن وضعِ الحريري في المملكة في ضوء المعلومات التي كات ترِد وما كانت تتناقله وسائل الإعلام. وقال: «مضَت ستّة أيام من دون أن يأتيَنا الجواب، فكان الموقف الذي أعلنّاه في الأمس».

وأضاف: «نحن لا نتجنّى على أحد، لكن من البديهي أن يسأل رئيس الجمهورية عن وضعِ رئيس حكومته الذي تناوَلته كلّ وسائل الإعلام المحلية والعالمية وتقول إنّه محتجَز، لأنّ للبنان كرامتَه وسيادته واستقلاله، وهذه المعايير هي فوق كلّ اعتبار(...) لقد حرصنا على التدرّج في معالجتنا للأزمة لكي يطّلعَ اللبنانيون جميعاً على الأمر بحجمه الطبيعي، والحمد لله يبدو أنّ الأمر سينتهي بسلام».

برّي

ومِن جهته رئيس مجلس النواب نبيه برّي أبدى ارتياحَه الى دخول أزمة الاستقالة وعودة الحريري في مرحلة الحلول، وقال أمام زوّاره أمس: «أزمة الاستقالة وعودة الحريري انتهت، ولكن الأزمة السياسية بدأت».

وتوقّفت مراجع مسؤولة عند الأسباب التي أنهت الأزمة بانتقال الحريري من الرياض إلى باريس، وردّت حماسة الفرنسيين في التدخّل على خط المعالجة إلى الأسباب الآتية:

1- إنّ الحريري يحمل الجنسية الفرنسية.

2- القلق من انفلاتِ الوضع في لبنان.

3- إنّ قسماً كبيراً من قوات «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان هم من الفرنسيين.

4- موضوع النازحين السوريين، حيث يَخشى الفرنسيون من أن يؤدّي انفلات الوضع في لبنان إلى أضرار سلبية على قوات «اليونيفيل» وعلى الفرنسيين العاملين فيها ضمناً، والخشية الكبرى من موضوع النازحين، حيث يمكن أن يؤدي انفلات الوضع إلى تدفّقِ النازحين السوريين في اتّجاهات مختلفة، ومنها أوروبا، وهذا من شأنه أن يزيد أعباءَ على هذه الدول وأخطاراً مِن تَزايُدِ الأعمال الإرهابية فيها.

القاهرة
في غضون ذلك تسارَعت التحضيرات عربياً استعداداً لاجتماع وزراء الخارجية العرب الاستثنائي الذي سيَنعقد في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، للبحث في «انتهاكات» إيران في الدول العربية، وذلك بناءً على طلبٍ سعودي. ويترقّب الجميع ما سيكون عليه الموقف اللبناني في هذا الاجتماع، الذي استبَقه الجبير بتوجيه رسالة إلى إيران من خلال قوله: «طفَح الكيل».

وقال لـ»رويترز» إنّ بلاده تردّ على ما وصَفه «سلوك إيران العدائي» في لبنان واليمن. وأضاف «كيفما نظرتَ للأمر وجدتَ أنّهم الذين يَعملون بطريقة عدائية. نحن نردّ على ذلك العداء ونقول طفحَ الكيل». كذلك شدّد على وجوب «نزع سلاح «حزب الله» الذي هو فرع لـ»الحرس الثوري الإيراني»، وأن يصبح حزباً سياسياً من أجل استقرار لبنان»، لافتاً إلى أنه يُجري التشاور «مع الحلفاء في شأن وسيلة الضغط» على الحزب «وسيكون هناك قرار في الوقت المناسب».

وقالت مصادر ديبلوماسية لبنانية لـ«الجمهورية» إنّ تحضير ملفّ لبنان ووفدِه إلى إجتماع القاهرة كان قد اكتمل قبل أن يبدأ وزير الخارجية جبران باسيل جولته الأوروبية، وهو الذي سيرأس الوفد على الأرجح. وقالت هذه المصادر إنّ الشكوى في الأساس تتّصل باتّهام السعودية إيران بتزويد الحوثيين الصواريخَ البالستية التي انطلقَ أحدُها من اليمن في اتّجاه مطار الملك خالد بن عبد العزيز في الرياض، وإنّ لبنان ليس على عِلم بتعديل الشكوى لتكونَ ضدّ أيّ فريق لبناني.

وانتهت المصادر إلى القول «إنّ القرار النهائي في تشكيلة الوفد ينتظر عودة باسيل من جولته الخارجية ليُبنى على الشيء مقتضاه، وإنّ لبنان لن يصوغ موقفَه في المؤتمر إلّا بالتشاور مع مختلف الأطراف ليكون موقفاً لبنانياً جامعاً».

وكان الجبير قد هاجَم في مؤتمره الصحافي المشترَك مع لودريان «حزب الله» بعنف، وتحدّث عن وجود «إجماع عالمي» على أنه «منظمة إرهابية من الطراز الأوّل»، داعياً إلى نزع سلاحه، معتبراً «أنّ الأزمة في لبنان أساسُها «حزب الله» لأنه اختطف النظام اللبناني، ويحاول فرضَ سلطتِه ونفوذه على لبنان، وهو يعرقل العملية السياسية ويستمرّ في التدخّل في عددٍ من الدول العربية، وهو أداة في يد «الحرس الثوري الإيراني» لبسطِ نفوذه». ونبَّه إلى أنّه «إذا استمرّ الحزب بهذه السياسة والنهج، فسيَستمرّ لبنان في عدم الاستقرار، ما يَجعل الوضعَ خطيراً».

الاستقالة
في هذا الوقت، يتصرّف لبنان الرسمي على أساس أنّ استقالة الحريري «كأنّها لم تكن»، إذ أعلنَ عون أن لا قبولَ لهذه الاستقالة الآن، وأنّه عندما يأتي الحريري «له أن يقرّر الاستقالة أو البقاء كرئيس للحكومة»، معتبراً «أنّ حكومة تصريف الأعمال يمكن أن تجتمع وتتّخذ قرارات إذا ما طرأت ظروف استثنائية». مطمئناً إلى أنه «لن يكون هناك أيّ حلّ مقفَل أمامنا، وكلّ شيء سيكون قانونياً».

ريفي
مِن جهته، أكّد الوزير السابق اللواء أشرف ريفي لـ«الجمهورية» أنّ «إستقالة الحريري دستورية ولا يَشوبها أيّ عيب من عيوب الرضى، بل إنّ الكلام الذي قيلَ عن تقييد إرادته وأنّ هناك ضغوطاً مورسَت عليه لا يعدو كونه هرطقةً دستورية وقانونية، بل هو اجتهاد ساذج في معرض النص، فتسمية رئيس الحكومة إنّما تمّت مِن قبَل الشعب بواسطة ممثليه النواب، وإذا كانت المادة 53 (الفقرة 2) من الدستور اللبناني قد ألزَمت رئيس الجمهورية بتسمية من تختاره الغالبية النيابية لتشكيل الحكومة، فإنّ المادة 69 (الفقرة الأولى -البند أ) لم تلزم رئيس الحكومة بأيّ شكل، أن يقدّم استقالته لرئيس الجمهورية، كونه استمدّ هذه السلطة من الشعب وبقوّة الدستور».

 

 

اللواء :

هل صحيح ان الأزمة انتهت، وفتح باب الحل، مع وصول الرئيس سعد الحريري، المرتقب غداً إلى العاصمة الفرنسية، في إطار تلبية دعوة الرئيس عمانويل ماكرون للمكوث أيام هناك، مع عائلته، قبل عودته هو شخصياً إلى بيروت وتقديم استقالته إلى الرئيس ميشال عون، خطياً منهياً لغطاً يختتم السبت اسبوعاً ثانياً بالتمام والكمال؟

الانطباعات المتكونة عمّا هو معلن في بعبدا والاليزيه، والرياض، يصبّ في هذا الاتجاه، لكن معطيات سياسية ودبلوماسية أخرى تتحدث عن طي صحفة، وفتح صفحة جديدة، في دفتر الأزمة المفتوحة على خلفية الحملة على حزب الله، ودعوة الحكومة اللبنانية لإخراجه منها، والحؤول دون ما تسميه ادواراً خارج لبنان، وتدخلات عسكرية في الأزمات اللبنانية.

ذهاب الرئيس الحريري إلى باريس أولاً، ثم إلى بيروت لتقديم الاستقالة، يطوي مرحلة ويفتح الباب لمرحلة جديدة، في ضوء تداعيات الاستقالة، والأسباب التي أعلنت فيها، وأزمة الثقة التي ولدت بين بعبدا والمملكة العربية إذ ردّ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على ما قاله الرئيس ميشال عون ان «الحريري محتجز في السعودية» مؤكداً: انها اتهامات وادعاءات باطلة، فالحريري شخصية سياسية حليفة للمملكة، وهو مواطن سعودي كما هو مواطن لبناني.

أما في ما يتعلق بحزب الله، فأكد رداً على سؤال أن حزب الله أساس المشكلة في لبنان، لأنه اختطف النظام اللبناني، واستمراره في التدخلات في عدد من الدول العربية، سيؤزم الوضع في لبنان. وأضاف أن تلك الميليشيات سلاح في يد إيران، وذلك باعتراف أمين عام «حزب الله» نفسه.

كما لفت إلى أن حزب الله يهدد استقرار المنطقة ولبنان على حد سواء. وأضاف أنه يجب إيجاد وسائل للتعامل مع حزب الله وهناك خطوات فعلية في هذا الصدد.

وأشار إلى أن إيران تستخدم حزب الله لمد نفوذها في المنطقة وهزِّ استقرارها. ولفت إلى أن مواصلة حزب الله لنهجه تعرض لبنان لمخاطر كبيرة.

ويأتي الموقف السعودي هذا في وقت يتحرك فيه وزير الخارجية جبران باسيل عبر عواصم أوروبية واقليمية، محذراً في محطته الأخيرة أمس، بعد لقاء في برلين سبق اجتماعه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من ان «يكون للاضطراب السياسي في بلاده (لبنان) الناتج عن الأزمة مع السعودية عواقب على أوروبا عبر التسبب بموجات جديدة من الهجرة».

التطور الأبرز

التطور البارز أمس، كان أعلان قصر الاليزيه، بأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيستقبل الرئيس الحريري غداً السبت في قصر الاليزيه، فيما نقلت وكالة «فرانس برس» عن الرئيس الحريري، لدى استقباله وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان في منزله في الرياض، قوله انه سيغادر العاصمة السعودية إلى فرنسا قريباً جداً، مضيفاً بأنه «يفضل الإعلان عن موعد مغادرته في حينه».

وعقبت مصادر رئيس الجمهورية ميشال عون لـ«اللواء» على هذا التطور، بقولها ان زيارة الحريري إلى باريس هي أوّل خطوة على طريق معالجة الأزمة المتصلة بوضع الرئيس الحريري واستقالة حكومته، مشيرة إلى ان الخطوة التالية، يجب ان تكون عودة الرئيس الحريري إلى بيروت للبت بموضوع الاستقالة، وتقرير ما إذا كان سيستمر بها لتسلك الأصول المتبعة، وبالتالي اجراء استشارات وتكليف شخصية لتأليف الحكومة الجديدة، أو يتراجع عن الاستقالة.

وأكدت المصادر ان هذا كلّه مرهون بقرار الحريري.

ولاحظت ان الافساح في المجال أمام الحريري للعودة يزيل الضغط الذي كان ربما من العوامل التي حالت دون توضيح الكثير من المواقف.

وجزمت ان لا إمكانية لدعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد من دون رئيس الحكومة، اما إمكانية دعوة المجلس للانعقاد في ظل حكومة تصريف الأعمال وبوجود رئيس حكومة يصرف الأعمال، فهي واردة وهناك أمثلة على ذلك.

وفي أوّل إشارة إلى توتر العلاقة بين الرئيس عون والبطريرك الماروني بشارة الراعي في أعقاب إعلان الأخير بأنه مقتنع باسباب استقالة الحريري، كشفت مصادر بعبدا ان الاتصال الهاتفي الذي اجراه البطريرك الماروني من روما بالرئيس عون تناول عموميات زيارته للمملكة، من دون أي تفاصيل، مكتفيا باسماع عون كلاما طيبا، وافاده بأنه عرض على الرئيس الحريري عندما التقاه في الرياض العودة إلى بيروت لكن الأخير لم يقبل.

وعندما سئل الرئيس عون أمس، عمّا إذا كان اطلع على نتائج زيارة الراعي إلى السعودية، ردّ الرئيس قائلا: «انه اطلع على تصريح البطريرك».

واضاف معقبا، إذا أراد ان يعلمني بأي نتيجة إضافية فإن أبواب قصر بعبدا مفتوحة دائما له ساعة يشاء».

عون

وكان الرئيس عون أمل في ان يُشكّل قبول الرئيس الحريري دعوة الرئيس الفرنسي ماكرون لزيارة باريس مع أفراد عائلته مدخلا لحل الأزمة التي نشأت عن استقالة رئيس الحكومة من الرياض، مع ما اكتنف ذلك من غموض حول وضعه.

وأكّد عون، خلال استقباله مجلسي نقابتي الصحافة والمحررين، انه سينتظر مجيء الرئيس الحريري إلى بيروت للبحث معه في مسألة الاستقالة «التي لم تقبل حتى الآن»، مشيرا إلى انه «عندما يأتي (الحريري) يُقرّر ما إذا كان يريد الاستقالة أو الاستمرار في رئاسة الحكومة، لأن الاستقالة يجب ان تقدّم في لبنان وعليه البقاء فيه حتى تأليف الحكومة الجديدة، لأن تصريف الأعمال يفترض وجود رئيس الحكومة في البلاد».

وأوضح ان التسوية السياسية التي انتجت العهد الجديد، كانت «داخلية»، ولم تكن وليدة تقاطع دولي، بل تقاطعاً لبنانيا أوجد حلا لمشكلة الشغور الرئاسي التي دامت سنتين ونصف السنة، لكنه استدرك بأن يكون قد حصل توازن دولي، الا ان هذا التوازن كان خارج ارادتنا، ولم نبلغ عنه، من دون ان يُشير الى ان زيارته إلى السعودية، والتي افتتح بها جولاته الخارجية، كانت بمثابة إشارة إلى السياسة الخارجية المعتدلة التي يفترض ان ينتهجها، بعيدا عن صراع المحاور الإقليمية، ومع ذلك أكّد عون ان التسوية ما تزال قائمة.

واللافت هنا ان الرئيس عون، أكّد التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس، ولا سيما في الخلافات بين الدول العربية، الا انه لم يُشر إلى صراع المحاور، مع ان سياسة النأي بالنفس، كانت أبرز الأسباب التي دفعت بالرئيس الحريري إلى الاستقالة.

وقالت مصادر بعبدا ان كلام عون عن النأي بالنفس كان ردده أكثر من مرّة ولا سيما في كلمته امام جامعة الدول العربية في القاهرة، أثناء زيارته الأخيرة لها.

النأي بالنفس

وفي تقدير مصادر متابعة، ان عون استبق اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد، بالتأكيد على الالتزام بالنأي بالنفس، مع ان دعوة المجلس للانعقاد جاء بدعوة من السعودية للبحث في الموقف من إيران، وما قد يستتبعه من إثارة المواضيع المتصلة بـ«حزب الله».

وفي هذا السياق، اشارت معلومات مصادر رسمية إلى احتمال كبير لمشاركة وزير الخارجية جبران باسيل شخصياً في اجتماع القاهرة وليس عبر موفد أو مندوب لبنان الدائم لدى الجامعة، لافتة إلى الوزير باسيل سينهي اليوم جولته الأوروبية بزيارة موسكو ولقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف، على أن يعود السبت إلى بيروت، تمهيداً للانتقال إلى القاهرة، بعدما كان زار أمس أنقرة والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو، آملاً بحل المسألة المتعقلة بقضية الحريري حتى لا نضطر إلى تصعيد موقفنا الدبلوماسي لتأمين عودته إلى بلده.

وقال من أنقرة، ان مسألة الحريري تتعلق بسيادة لبنان وكرامة اللبنانيين، وهو يتمتع بصفة لبنانية تعلو على أي صفة أخرى.

وأوضحت مصادر المعلومات، ان مشاركة باسيل في اجتماع القاهرة سيكون لسببين: أولهما شرح موقف لبنان الرسمي من استقالة الحريري والتمسك بعودته، والثاني: توفير جو عربي واسع لضمان الاستقرار، في ضوء التحذيرات والتلميحات من احتمال حصول زعزعة للاستقرار السياسي والأمني فيه.

ولفتت إلى ان موقف لبنان الرسمي في الجامعة حول إيران سيكون شيئاً، فيما الموقف من «حزب الله» كمكوِّن لبناني مشارك في البرلمان والحكومة سيكون شيئاً آخر، علماً ان الموقف اللبناني العام سيختلف إذا كان الرئيس الحريري في بيروت.

 

 

الاخبار :

بعد تلويح لبنان برفع قضيّة احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري في السعودية إلى الأمم المتحّدة ومجلس الأمن الدولي، والإعلان عن مبادرة فرنسية للإفراج عن الحريري، انعكست أجواء الاطمئان في بيروت مع قرب الإفراج عن الحريري وانتقاله إلى فرنسا ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غداً.

وعبّر رئيس الجمهورية ميشال عون عن هذا الاطمئنان، آملاً أن تكون هذه الزيارة لباريس مدخلاً لحلّ الأزمة، بينما عبّر الرئيس نبيه برّي عن ارتياحه لهذه الخطوة، مؤكّداً أن أزمة احتجاز الحريري شارفت على نهايتها. ومع استمرار الحركة الفرنسية، وزيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان للرياض ولقائه الأمير محمد بن سلمان والحريري، تابع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل جولته الأوروبية، والتقى أمس وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل في برلين، قبل أن ينتقل إلى تركيا ويلتقي الرئيس رجب أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو.
برّي الذي يتناغم موقفه مع موقف رئيس الجمهورية، لا يزال يرفض البحث في ما بعد عودة الحريري إلى بيروت قبل أن تتمّ هذه العودة والاستماع من الحريري إلى ظروف استقالته. إلّا أنه أكّد لزواره، مساء أمس، أن عودة الحريري باتت شبه أكيدة، وأن «أزمته الشخصيّة انتهت تقريباً»، إلّا أنه رأى أن «الأزمة السياسية بدأت الآن».
أمّا عون، فسرد أمام وفدٍ من مجلسي نقابة الصحافة والمحرّرين تفاصيل ما جرى من إعلان الحريري استقالته، مؤكّداً أنه سينتظر مجيء الحريري الى بيروت للبحث معه في «مسألة الاستقالة التي لم تقبل حتى الآن، وعندما يأتي يقرر ما إذا كان يريد الاستقالة أو الاستمرار في رئاسة الحكومة، لأن الاستقالة يجب أن تقدم في لبنان، وعليه البقاء فيه حتى تأليف الحكومة الجديدة، لأن تصريف الأعمال يفترض وجود رئيس الحكومة في البلاد». وكشف عون، أثناء حديثه عن لقائه القائم بالأعمال السعودي في بيروت وليد بخاري، أنه طلب إيضاحات رسمية عن وضع الحريري في المملكة في ضوء المعلومات التي كانت ترد، ومضت ستة أيام من دون أن يأتينا الجواب، فكان الموقف الذي أعلناه»، مضيفاً: «نحن لا نتجنّى على أحد، لكن من البديهي أن يسأل رئيس الجمهورية عن وضع رئيس حكومته، الذي تتناوله كل وسائل الاعلام المحلية والعالمية، وتقول إنه محتجز، لأن للبنان كرامته وسيادته». وقال عون، ردّاً على سؤال عمّا إذا كانت حكومة تصريف الأعمال يمكن أن تجتمع وتتخذ قرارات إذا ما طرأت ظروف استثنائية: «لا تخافوا، لن يكون هناك أي حل مقفل أمامنا، وكل شيء سيكون قانونياً». كذلك قال، ردّاً على سؤال إن كان البطريرك بشارة الراعي قد وضعه في أجواء زيارته للسعودية، إنه اطّلع على التصريح الذي أدلى به البطريرك في السعودية، و«إذا أراد أن يعلمني بأيّ نتيجة إضافية فإن أبواب قصر بعبدا مفتوحة دائماً لاستقبال البطريرك».
من جهته، كرّر وزير الخارجية الألماني مواقف بلاده القاسية بحقّ السعودية، على خلفية أزمة احتجاز الحريري، مؤكّداً بعد لقائه باسيل في برلين اهتمام ألمانيا «اهتماماً كبيراً بوحدة لبنان واستقراره، ونقف الى جانب لبنان والذين يريدون المحافظة على وحدة البلد وسيادته»، موجّهاً رسالة للسعوديين من دون تسميتهم بالقول: «نطالب سياسيّي المنطقة بالتصرف بحكمة في ما يتعلق بهذا النزاع».


 


وشدّد غابرييل على أن «وجود مليون ونصف مليون لاجئ يشكلون عبئاً جسيماً على لبنان يضاف الى أعباء الحروب الاقليمية، وهذا البلد يستحق الدعم والمساعدة السياسية والاقتصادية، ونحن مستعدون لذلك». بدوره، قال باسيل إن «سياسة لبنان واضحة، لأنه يعتمد النأي بلبنان عن مشاكل الخارج وعدم الاعتداء على أي دولة لكونها لا تعتدي علينا، ونطالب بأن تساعدنا الدول الصديقة على وقف السياسات الخاطئة والمتهورة التي تؤدي إلى تعزيز التطرف والارهاب، لأن التطرف يطال كل دول العالم، بما فيها أوروبا، ويغيّر معالمها السياسية». وتابع أن محاربة لبنان بأي شكل أتت، «إن كان على شكل تعطيل لحياتنا السياسية أو فرض إجراءات أو عقوبات على اقتصادنا، ستكون النتيجة مباشرة على النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وعلى اللبنانيين الذين ستضعهم في وضع هشّ ينقلهم إلى حالات أخرى، ومنها اللجوء إلى أوروبا وخلق أوضاع غير مستقرة، كما حصل في الأزمة السورية وما عانت منه ألمانيا وأوروبا».
ومن تركيا، أكّد باسيل أنه «اعتمدنا سياسة ضبط النفس في قضية الحريري، ولم نتخذ خطوات تصعيدية، آملاً أن لا نضطر إلى تصعيد موقفنا لتأمين عودة رئيس حكومتنا الى بلده»، مشيراً إلى أن «اللبنانيين متفقون على سياسة خارجية تقوم على إبعاد لبنان عن الأزمات»، فيما أكّد أوغلو أن «تركيا تساند الوحدة والتماسك والاستقرار في لبنان ونعارض كل الامور التي تخاطر به»، مشيراً إلى أنه «يهمنا عودة الحريري الى لبنان، ونؤمن بأنه سيتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون وسيتخذ القرار السليم ونقدّر موقفه».

 

الجبير يهاجم المقاومة

وفيما أكّد الحريري، بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسي، أنه سيذهب إلى فرنسا في وقتٍ قريبٍ جدّاً، كان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لا يزال ينفي احتجاز الحريري في الرياض، مؤكّداً أنه «موجود في السعودية بإرادته، وعودته إلى لبنان تعود له ولتقييم الأوضاع الأمنية»، مع إشارته إلى أن الحريري «مواطن سعودي كما هو مواطن لبناني». إلّا أن الجبير شنّ هجوماً على المقاومة، متذرّعاً بأن «الأزمة في لبنان أساسها حزب الله الذي اختطف النظام اللبناني، وهو أداة في يد الحرس الثوري الإيراني». وزعم أن «هناك شبه إجماع في العالم على أن حزب الله منظمة إرهابية ويجب عليه احترام الطائف ونزع سلاحه»، مضيفاً أنه «يجب إيجاد وسائل للتعامل مع حزب الله، وهناك خطوات فعلية في هذا الصدد».