زيارة الرئيس التركي للقاعدة العسكرية سيزيد من تعميق أزمة قطر التي تعاني من افتقاد الرؤية ويغلق أمامها أبواب العودة إلى مجلس التعاون
 

وصفت أوساط خليجية زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاعدة العسكرية التركية في قطر بأنها خطوة مستفزة للسعودية التي يعمل ما في وسعه للتقرب منها وعرض وساطته عليها.
وقالت هذه الأوساط نقلًا عن صحيفة "العرب اللندنية" إن أردوغان الذي قوبل بلاءات سعودية تحول دون زيارته، استمر في استثمار مخاوف السلطات القطرية من تواصل المقاطعة إلى فترة غير محدودة لإيهام الدوحة بالحماية المباشرة، لكنه بهذه الخطوة سيزيد من تعميق أزمة قطر التي تعاني من افتقاد الرؤية ويغلق أمامها أبواب العودة إلى مجلس التعاون.
وقد زار الرئيس التركي أمس الأربعاء القاعدة العسكرية التركية بقطر، وقام بإلقاء التحية على الجنود الأتراك في مقر كتيبة طارق بن زياد العسكرية القطرية ورافقه في زيارته للقاعدة خالد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع القطري ورئيس هيئة الأركان التركية الفريق أول خلوصي أكار وعدد من الوزراء الأتراك.
وكانت دول المقاطعة الأربع (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) قد اشترطت إغلاق القاعدة التركية في قطر إضافة إلى 12 شرطا آخر قبل وقف إجراءاتها ضد الدوحة.
ويرى متابعون للشأن الخليجي أن أردوغان يمارس الإبتزاز في حق قطر بتخويفها من خيار عسكري سبق أن أكد رباعي المقاطعة أنه خيار غير موجود سوى في أذهان الذين يسعون لتخويف قطر ودفعها إلى شراء المزيد من الأسلحة، والقبول بوجود قوات تركية سيصعب عليها في قادم السنوات إخراجها بيسر، وقد تتحول إلى ورقة ضغط وابتزاز.
ونقلت "العرب اللندنية" أن البرلمان التركي وافق في السابع من يونيو الماضي تحت ضغط من أردوغان على السماح لمئات من القوات التركية بالإنتشار في قاعدة عسكرية في قطر أقيمت ضمن اتفاق وقع عام 2014، وقالت أنقرة إنها ستنشر 3000 من قواتها البرية في القاعدة لتصبح مكانًا لتدريبات مشتركة ولمساندة جهود مكافحة الإرهاب.
ويشير المتابعون إلى أن قطر لم تستفد من زيارة أردوغان، وعلى العكس فقد زادت من تعميق أزمتها خليجيًا، فضلًا عن إغراقها بالاتفاقيات متعددة الأوجه، وقد شهدت العاصمة القطرية الأربعاء توقيع عدد من اتفاقيات شملت أغلب القطاعات الأمنية والاقتصادية والقضائية وغيرها، وذلك بمشاركة أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بعد لقاء ثنائي بينهما، وانعقاد أعمال اجتماع الدورة الثالثة للجنة الإستراتيجية العليا بين البلدين.
وعليه فقد كشف السفير التركي لدى الدوحة فكرت أوزر عن أنه يجري الإعداد لفتح الطريق البحري من قطر إلى إيران، ومنها برًا إلى تركيا، ما يسهل وصول البضائع والمنتجات التركية، وهو ما وصفه مراقبون بأنه محاولة لعزل قطر نهائيًا عن عمقها الخليجي.