هل بإستطاعة أحد تصور ما قد يحصل في البلد لو أن الحريري عبر بقسوة في مقابلته عن شروط التسوية ؟
 

إنتهت مقابلة الرئيس المستقيل سعد الحريري وبدأت المقارنات بينها وبين بيان الإستقالة الشهير الذي أعلنه من الرياض ، ورجح عدد من المراقبين أن الحريري تراجع وبدأ بالتنازل كإنعكاس لتراجع وفشل السعودية في التعاطي مع الملف اللبناني بحسبهم.
فبيان الإستقالة كان عنيفا من حيث المصطلحات والمحتوى والمكان، وهو توجه لحزب الله وإيران بكم هائل من الإنتقادات اللاذعة من دون أقنعة بل بوضوح علني لا شك في قساوة وجدية مفرداته.
لكن في المقابلة الأخيرة مع الإعلامية بولا يعقوبيان بدا الحريري هادئا ويختار كلماته بعناية ولم يستخدم نفس مصطلحات البيان الوزاري.

إقرأ أيضا : الحريري : أنا بألف خير يا جماعة
فهل حقا تراجع الحريري؟
بالطبع لاء، لكن في زمن الشعبوية و "الولدنات الفايسبوكية" حيث يأتي التحليل جاهزا قبل حتى نهاية المقابلة وتجرى المقارنات بعيدا عن المهنية والأصول لا شك أن التحليلات ستكون معطوبة.
فأولا أصول المقابلة تختلف عن أصول وبروتوكولات إلقاء بيان خصوصا إذا ما كان البيان إفتتاحيا لمرحلة جديدة وما يتطلبه هذا من لغة قوية وصارمة.
ثانيا الإرهاق الذي بدا على الحريري هو شيء طبيعي في أوضاع يعيشها حيث أن حياته مهددة بالقتل ويمتلك تقارير في هذا الشأن.
أما محتوى المقابلة فإنه لا يختلف عن البيان لناحية الرسائل السياسية،  فالحريري كان واضحا وحازما بأن لا عودة عن الإستقالة دون قيام التسوية الحقيقية مع حزب الله في الشق الإقليمي وإتباع سياسة النأي بالنفس.
هذا المحتوى هو نفسه في المقابلة وبيان الإستقالة لكن جرى التعبير عنه بأسلوبين مختلفين وظروف وتطورات مختلفة.
فهل بإستطاعة أحد تصور ما قد يحصل في البلد لو أن الحريري عبر بقسوة في مقابلته عن شروط التسوية؟