توريط لبنان بعداء مع العالم لمصلحة إيران

 

المستقبل :

من «حبس الأنفاس» إلى «تنفس الصعداء»، انقلبت أجواء البلد على إيقاع إطلالة الرئيس سعد الحريري مساء الأحد بعد أسبوع من «التأمل» السياسي في الرياض ليعلن عزمه العودة إلى بيروت خلال «3 أيام» كحد أقصى. وبفارغ الصبر والانتظار، انطلق منذ صباح الأمس العد الوطني العكسي للعودة على وقع توالي المواقف المعبّرة عن ارتياح داخلي عارم وترقب دولي متزايد لعودة الحريري المأمولة منتصف الأسبوع الجاري. فعلى المستوى الداخلي، برز إبداء رئيس الجمهورية ميشال عون سروره لقرار العودة ولتأكيد الاستمرار في التسوية السياسية القائمة مع الإعراب عن اعتقاده، كما رئيس مجلس النواب نبيه بري، بأنّ أبواب عدول رئيس الحكومة عن الاستقالة لا تزال مفتوحة. في حين كان تقاطع روحي إسلامي – مسيحي أمس حول تكريس أجواء «التفاؤل والارتياح» التي أشاعها خبر عودة الحريري الوشيكة وفق ما أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، سيما وأنّ «الشعب اللبناني كله لن يرتاح إلا بعد عودته» حسبما شدد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي قبيل توجهه في زيارة تاريخية كأول بطريرك ماروني إلى أرض الحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية. 

وفي شريط التعليقات الوطنية على إطلالة الرئيس الحريري، توقفت كتلة «المستقبل» النيابية «بارتياح كبير» أمام الإعلان

عن عودته إلى بيروت في غضون أيام، وهو ما رأت فيه «بشارة طيبة بشأن طبيعة المرحلة المقبلة» مع تثمينها أهمية المواقف التي أطلقها «بشأن المسار المطلوب اتباعه من أجل إخراج لبنان من لعبة المحاور الإقليمية والدولية، وتحديداً لجهة تأكيد التزام سياسة النأي بالنفس عن الصراعات والحروب الدائرة في المنطقة بما في ذلك رفض كل أشكال التدخل الإيراني وأدواته في الشؤون الداخلية لجميع البلدان العربية الشقيقة».

وفي هذا السياق، تأتي الحملة الديبلوماسية التي أطلقها لبنان الرسمي لتأكيد «تقيّد لبنان الدائم بكافة الشرائع الدولية واحترام الاتفاقيات والقرارات الدولية والأعراف الديبلوماسية، وعلى رأسها ميثاق جامعة الدول العربية» كما شدد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في سلسلة الاتصالات التي أجراها خلال الأيام الأخيرة مع عدد من وزراء خارجية الدول الصديقة ومسؤولين دوليين في معرض إيضاح الأسباب التي أدت إلى اعتبار استقالة رئيس الحكومة بالشكل الذي تمت فيه غير مقبولة دستورياً، مؤكداً في الوقت عينه موقف لبنان القاطع في رفض التدخل بشأن أي دولة عربية وأي اعتداء عليها والحرص على أفضل العلاقات الدولية وخصوصاً العربية منها، وذلك بالتوازي مع مطالبة لبنان بعدم التدخل بشؤونه الداخلية والاعتداء على حريته وسيادته ووحدته الوطنية. وعشية لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس للتداول بمستجدات الأزمة اللبنانية، كان تشديد من باسيل ليلاً عبر شبكة «سي أن أن» على كون اللبنانيين ينتظرون «عودة رئيس الحكومة إلى بيروت (غداً) الأربعاء على أبعد تقدير وهو يقرر عندها مسألة البت بالاستقالة والإعلان عما يشاء».

أما على المستوى الدولي، فمروحة واسعة من المواقف سُجّلت أمس تشديداً وتوكيداً على ضرورة عودة الحريري إلى لبنان في أقرب وقت لتعزيز الاستقرار الداخلي بعيداً من أي تدخل خارجي. بحيث رصدت الرئاسة الفرنسية «بعض الانفراج» بعد إعلان الحريري عزمه العودة قريباً غير أنها استطردت في بيان صادر عن قصر الإليزيه بالقول: «نبقى يقظين جداً، سنرى ما سيحصل بالفعل خلال الأيام المقبلة وسنواصل أخذ المبادرات التي نفكر فيها خلال مستقبل قريب، خصوصاً بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة» انطونيو غوتيريس، مع إشارة البيان إلى أنّ «هذه المبادرات تبقى مرتبطة بتطور الأزمة»، وتابع لافتاً إلى أنّ الرئيس الفرنسي تطرق مع غوتيريس إلى «المبادرات التي يتوجب اتخاذها لطمأنة اللبنانيين وضمان الاستقرار في لبنان وحمايته من التأثيرات الإقليمية التي يمكن أن تكون مزعزعة للاستقرار»، مضيفاً: «الخروج من الأزمة الحالية يمرّ بعودة الحريري إلى لبنان وتمكينه من تقديم استقالته إلى رئيس الدولة في حال كان راغباً بالفعل بالاستقالة، ما لم يكن قد غيّر رأيه منذ ذلك الوقت»، مع تجديد موقف فرنسا الرافض «لكل التدخلات التي لا تأتي من بلد واحد» في الأزمة اللبنانية.

وبدوره، حثّ الاتحاد الأوروبي القوى السياسية اللبنانية على «التركيز على لبنان وما يمكن أن يقدّمه لمواطنيه» مناشداً على لسان مسؤولة السياسة الخارجية فيدريكا موغيريني «رئيس الوزراء العودة إلى بلده وحكومة الوحدة للتركيز على إنجازاتها الداخلية»، لتضيف عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في بروكسيل: «نتوقع عدم التدخل الخارجي في جدول الأعمال الوطني هذا، ونؤمن بأن ذلك ضروري لتجنب جلب صراعات إقليمية إلى لبنان». علماً أنّ موغيرني التي أعلنت أنها ستلتقي وزير الخارجية اللبنانية صباح اليوم لفتت إلى أنّ الاتحاد الاوروبي لا يريد أي تدخل خارجي في لبنان ويعتبر «من الضروري إبقاء النزاعات والتفاعلات والتوترات الإقليمية خارج هذا البلد».

وعشية زيارته المرتقبة إلى الرياض بعد غد الخميس، قال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان على هامش اجتماع بروكسيل: «منشغلون بالوضع في لبنان وقلقون بشأن استقراره وسيادته وعدم التدخل في شؤونه»، وأردف: «لكي يكون هناك حل سياسي في لبنان يجب أن يكون لكل من المسؤولين السياسيين بالتأكيد حريته الكاملة في التحرك وأن يكون عدم التدخل هو المبدأ الأساسي». وكذلك شدد وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل على ضرورة عودة الحريري إلى بلده «لأنّ رحيله هزّ لبنان (الذي) يواجه أخطار الدخول في مواجهات سياسية خطيرة وقد تكون عسكرية»، ولمنع هذا الأمر، تابع الوزير الألماني: «نحن في حاجة خصوصاً إلى عودة رئيس الوزراء الحالي وحصول مصالحة في البلاد ومنع التأثير من الخارج». في وقت علق وزير خارجية لوكسمبورغ جو أسيلبورن من أنّ انهيار لبنان سيزيد من زعزعة استقرار الشرق الأوسط المضطرب، مضيفاً رداً على أسئلة الصحافيين حول فرضية تقييد حركة الحريري السياسية: «إذا كان هذا ما يحدث مع رئيس الوزراء اللبناني في السعودية فهو ليس خبراً طيباً للغاية بالنسبة للمنطقة».

وفي إطار التفاعل الإقليمي والعربي مع الأزمة اللبنانية، تلقى عون اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تداولا خلاله في التطورات بعد إعلان الحريري استقالته، فأكد الأخير دعم أنقرة «للجهود التي يقوم بها رئيس الجمهورية لمعالجة الأزمة»، مشدداً على «وقوف تركيا إلى جانب لبنان وسيادته واستقلاله واستقراره». بينما كان أردوغان قد أعلن أمس أنه سيبحث سبل حل الأزمة الخليجية خلال زيارته الكويت اليوم على أن يتوجه غداً إلى الدوحة للغاية نفسها. في وقت تباحث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمس مع وزير الخارجية المصري سامح شكري في التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة ومنها الأزمتان اللبنانية والخليجية، وقال شكري الذي يواصل جولته العربية على الأردن والبحرين والكويت والإمارات والسعودية وعُمان: «الأوضاع في المنطقة تقتضي تكثيف آليات التشاور وتنسيق المواقف بين الدول العربية حفاظاً على الأمن القومي العربي وتجنيب المنطقة المزيد من أسباب التوتر وعدم الاستقرار». وأمس علّق وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على مجريات الأزمة في لبنان، فأكد في حديث لقناة «TRT» التركية أنّ «المسألة اللبنانية ذات حساسية خاصة لتعدد أطيافه»، مشدداً على وجوب «عدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية».

الراعي في السعودية

في الغضون، استرعت الانتباه أمس الزيارة التاريخية التي بدأها البطريرك الماروني إلى المملكة العربية السعودية حيث كان في طليعة مستقبليه عند مدخل قاعدة الملك سلمان الجوية وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان الذي عقد معه لقاءً بروتوكولياً في صالون الشرف في المطار توجه بعده الراعي إلى مكان إقامته ومن ثم انتقل إلى مبنى السفارة اللبنانية فالتقى حشداً من أبناء الجالية اللبنانية خلال مأدبة العشاء التي أقامها على شرفه السفير اللبناني عبد الستار عيسى، مؤكداً أمامهم على كون «علاقات الصداقة بين لبنان والمملكة متجذرة بالتاريخ». 

وأضاف الراعي عشية لقائه المرتقب مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان: «سأشكر الملك وولي العهد على حسن استقبال اللبنانيين»، منوهاً بوقوف «المملكة إلى جانب لبنان في جميع الأوقات، وعلى الرغم من الأزمات تبقى علاقة الأخوة تجمع لبنان والسعودية التي كانت حاضرة دائماً في أزماته الاقتصادية والسياسية»، مع إشارته جازماً بأنّ «لبنان لا يزول طالما أن التعايش الإسلامي - المسيحي قائم».

وإذ من المتوقع أن يلتقيه البطريرك الماروني اليوم، واصل الرئيس الحريري أمس لقاءاته الديبلوماسية في دارته في الرياض حيث استقبل تباعاً رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في السعودية ميكيلي سيرفون دورسو، والسفيرين الألماني ديتر والتر هالر والبريطاني سايمون كولينز.

 

الديار :

طرح الرئيس سعد الحريري الموجود في السعودية انه قام بصدمة إيجابية للشعب اللبناني وللدولة اللبنانية ومؤسساتها عبر استقالته من الرياض، وكان كلام الاستقالة عنيفاً لا بل كان استفزازياً وهجومياً. بينما كانت المقابلة معتدلة وممتازة واعطت الراحة للساحة اللبنانية ولنفوس اللبنانيين.
لكن هل كنا نحتاج الى هذا الإخراج ووضع لبنان بموضع التوتر الكبير عبر هذا الإخراج في الاستقالة، ثم شبه العودة عنها في المقابلة التلفزيونية، وجعل لبنان يعيش حالة عدم استقرار مدة أطول من أسبوع، واهتزاز التسوية السياسية في لبنان وكل الوضع الأمني المستقر على الساحة اللبنانية.
ان طرح مبدأ النأي بالنفس يأتي من سقوط المؤامرة الخليجية - الأميركية - الإسرائيلية على سوريا لاسقاط النظام، وعلى العراق لفتنة سنيّة - شيعية واضعاف الحكومة العراقية التي تعتبرها السعودية موالية لإيران. إضافة الى قيام السعودية بفرض الحصار مع الامارات والبحرين على دولة قطر لعلاقاتها مع ايران.
اما المصيبة الكبيرة للسعودية فهي قيامها بشنّ حرب «عاصفة الحزم» على اليمن وفشل هذه الحرب فشلا ذريعا وانقلاب الأمور الى الوصول الى سقوط صاروخ بالستي على العاصمة الرياض.
هل حافظت اميركا وأوروبا والسعودية ودول الخليج وتركيا وتيار المستقبل عن النأي في النفس عن الحرب في سوريا، ام اشتركت جمعيها بارسال 120 الف تكفيري الى سوريا لشنّ حرب تدميرية إرهابية تخريبية دمّرت المدن والقرى السورية وانهكت الجيش السوري ودفع حلفاء دمشق ثمنا باهظا في القتال ضد التكفيريين، ودفعت سوريا ثمن دمارها الكبير. 
قال رئيس وزراء قطر حمد بن ثاني ان الاتفاق القطري - السعودي - التركي مع الولايات المتحدة كلف دول الخليج 137 ملياراً وأقام غرفة عمليات في الأردن وغرفة عمليات في تركيا لارسال التكفيريين وتمويلهم وتسليحهم لشن حرب على سوريا واسقاط النظام.
 

 

 

 اين النأي بالنفس؟  


وانطلقت الحرب في سوريا سنة 2011، ولم يتدخل حزب الله في سوريا الا سنة 2013، لكن ما قيمة النأي بالنفس في الحرب السورية اذا كانت احدى اكبر دول العالم مثل روسيا، أرسلت 100 طائرة حربية مقاتلة وجنوداً من الجيش الروسي الى سوريا واشتركت في الحرب ضد التكفيريين، وكادت ان تقع الحرب بين روسيا وتركيا لدى اسقاط الطائرة الحربية الروسية من قبل طائرات حربية تركية، ولولا انذار روسي لدول الخليج وتركيا بإيقاف تدفّق التكفيريين الذين يتم دعمهم بالتمويل والتسليح لتدمير سوريا واسقاط النظام، لانه كان احد دعائم انتصار المقاومة في عدوان 2006 الإسرائيلي على لبنان وقدمت سوريا أسلحة متطورة للمقاومة من صواريخ ضد المدرعات، مما دمّر جزءا هاما من سلاح المدرعات الإسرائيلي، إضافة الى الحاق خسائر كبرى في الجيش الإسرائيلي بشرياً. 
ثم اين النأي في النفس عندما تقوم القوات الأميركية بدعم الجيش السوري الديموقراطي، أي الاكراد في الجزيرة والحسكة ودير الزور والرقة بالطائرات والدبابات والأسلحة، وهل قامت السعودية بالنأي في النفس عن حرب سوريا، وهل قامت السعودية بالنأي في النفس عن حرب العراق، وهل قامت السعودية بالنأي في النفس عن حرب اليمن، وما هو الفرق بين اجتياح صدام حسين للكويت، ثم تحريرها من قبل قوات أميركية وعربية بأنه لا يمكن لدولة عربية اجتياح دولة عربية واحتلالها. والفرق بين اجتياح السعودية عبر عاصفة الحزم وشنّ حرب بكامل أسلحة الدمار من احدث الطائرات واكثر القنابل المتفجّرة الكبيرة على اليمن وايقاع آلاف القتلى في اليمن.
وعلى أي أساس من قرار جامعة عربية او قرار الامم المتحدة قررت السعودية شنّ الحرب على اليمن، وهل التزمت السعودية بالنأي في النفس عن اليمن، وهي دولة مستقلة ذات سيادة، ولماذا لم تترك الشعب اليمني يختار مصيره بنفسه.
ثم نسأل ماذا كان يفعل عقاب صقر في تركيا، وماذا كان يفعل اركان تيار المستقبل عبر إرسال عناصر من الطائفة السنيّة للمحاربة في سوريا ضد النظام السوري، وهل كان هذا نأياً في النفس.
 

 اميركا سلمت بالهزيمة في سوريا والعراق


اميركا سلمت بالهزيمة في سوريا والعراق، وروسيا قامت بدور كبير، والجيش العربي السوري والعراقي قاما مع حلفائهما بحرب انهت وجود داعش والنصرة التي موّلتهما دول الخليج بالأسلحة والمال، لشنّ اكبر مؤامرة على سوريا والعراق، إضافة الى حرب اليمن. فكيف تطالب السعودية والرئيس سعد الحريري بالنأي في النفس، طالما ان أكثرية دول العالم انخرطت في حرب من الخليج الى الشرق الأوسط الى اليمن، في حرب ضروس، كاد ان يتغير فيها وجه المنطقة كلها.
 

 القضية هي فلسطين


القضية ليست قضية استقالة الرئيس سعد الحريري او عودته الى لبنان، القضية الأساسية هي فلسطين، واغتصاب إسرائيل لارض فلسطين، والدعم المطلق الأميركي للكيان الصهيوني واعطائه اكبر ترسانة عسكرية، إضافة الى مصانع التسلح الإسرائيلية لتكون إسرائيل متفوقة على كافة الدول العربية وجيوشها، وتكمل إسرائيل احتلالها لكامل فلسطين بعد ضمّ الجولان في الكنيست الى الكيان الصهيوني واسقاط اتفاق أوسلو واجتياح الضفة الغربية كلها وتهويد القدس وقتل الشعب الفلسطيني وضرب المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وعلى مدى فلسطين المحتلة، فيما يحصل تقارب خليجي - إسرائيلي غير معلن لكن اللهجة الخليجية تجاه إسرائيل وعدوانها باتت خجولة جدا، لا بل ان تصريحات البعض اشارت الى أهمية التعاون مع إسرائيل.
 

 حزب الله: اسقط المؤامرة على سوريا


تريدون البحث في قتال حزب الله في سوريا، فماذا كلف لبنان هذا القتال، وهل اسقط المؤامرة في سوريا أم لا، وماذا لو حكمت داعش والنصرة دمشق، وكيف سيكون وضع لبنان عندها، ولو حكم التكفيريون سوريا، ماذا سيكون وضع المنطقة كلها في ظل حكم تكفيري إرهابي وحشي متخلّف قتل المدنيين وذبح الجنود وذبح آلاف المدنيين ودمّر القرى وفجّر مئات السيارات المفخخة على مدى العراق وسوريا ولبنان، لا بل في السعودية، لا بل في فرنسـا والولايات المتحدة.
ثم انه ما هو حجم تدخل حزب الله في سوريا والطلب اليه بالنأي في النفس عندما تقوم دولة عظمى مثل روسيا بارسال 100 طائرة حربية مقاتلة في قاعدة حميميم وتقيم قاعدة جوية وقاعدة بحرية في طرطوس، وتدخل في عمق الحرب في سوريا، وتضع حدّاً لتركيا وتنذر دول الخليج بعدم ارسال التكفيريين، ومن القادر على توجيه كلمة واحدة الى روسيا وعن تدخلها ومطالبها بالنأي في النفس. ألم يذهب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ثم ملك السعودية الملك سلمان الى روسيا لعقد صفقات تسلّح، واهمها منظومة الدفاع الصاروخية المتطورة الروسية وهي منظومة اس - 400، لان الموقف الروسي اصبح طليعيا في منطقة الشرق الأوسط والخليج والمنطقة كلها، من ايران الى الخليج الى السعودية الى العراق الى سوريا وحتى بصورة غير مباشرة في لبنان.
ومن طلب من الأردن اغلاق غرفة العمليات على أراضيه ضد سوريا، الا زيارة مدير المخابرات الروسية الى الأردن ومقابلته الملك عبدالله الثاني، على مدى 6 ساعات في العاصمة عمان وقيام الأردن باغلاق غرفة العمليات ضد الحرب في سوريا.
 

 ننتظر دراسة قيادة الجيش


يطرحون موضوع سلاح حزب الله، ولدينا قيادة جيش على رأسها العماد جوزف عون وهو من اهم ضباط الميدان والقتال، إضافة الى قيامه بدورات تدريبية في الولايات المتحدة على مدى 3 سنوات ونصف. ولدينا في قيادة الجيش اللبناني من اهم الادمغة العسكرية الخبيرة بالميدان والاستراتيجية العسكرية. فلماذا لا توجّه الحكومة ومجلس الدفاع الأعلى سؤالا الى قيادة الجيش تسأله عن استراتيجية دفاعية وهل الجيش اللبناني قادر على ردع إسرائيل، ام ان هنالك حاجة الى سلاح المقاومة، إضافة الى قوة الجيش اللبناني للدفاع عن لبنان، وخصوصا حيازة لبنان عبر المقاومة اكثر من 100 الف صاروخ تهدد الكيان الصهيوني بكامله، والان حصل عنصر جديد خطير وأصبحت الجبهة جبهتين ضد إسرائيل، وحزب الله زرع عشرات آلاف الصواريخ على الأراضي السورية لاطلاقها من لبنان ومن سوريا هذه المرة على إسرائيل، وسيكون على الطيران الإسرائيلي قصف مساحات شاسعة في سوريا وفي لبنان وخاصة في سوريا لاسكات الصواريخ، ولن يكون بمقداره اسقاط الصواريخ وعدم ضربها الكيان الصهيوني، الا انه طبعا سيقوم الطيران الإسرائيلي بتدمير لبنان تدميرا كبيرا بتحريض الشعب اللبناني على المقاومة، إضافة الى انه سيضرب دمشق عاصمة سوريا، والقصر الجمهوري وكل مراكز الجيش السوري في سوريا. 
ولننتظر دراسة قيادة الجيش اللبناني، وهل تطالب قيادة الجيش اللبناني بسحب سلاح المقاومة، ام تقول انه حاجة لردع إسرائيل، وإعلان دراسة قيادة الجيش اللبناني بالنسبة للسياسة الدفاعية عن لبنان امام الشعب اللبناني كله. وقائد الجيش ماروني وليس شيعياً ورئيس الأركان درزي وليس شيعياً، ومدير المخابرات في الجيش اللبناني ماروني وليس شيعياً، ونقول ذلك لان البعض قد يقول ان تأثير حزب الله على الجيش سيجعله يطالب بسلاح المقاومة، والعماد جوزف عون قائد الجيش زار 3 او 4 مرات القيادة العسكرية الأميركية في واشنطن وزادت واشنطن من دعمها العسكري وتزويده بالسلاح. فلماذا عدم الطلب الى الجيش اللبناني وضع دراسة عن السياسة الدفاعية وعن نظرته الى سلاح المقاومة، وعندها يُبنى على الشيء مقتضاه.
 

 

 

الجمهورية :

إنشغلَ اللبنانيون في تقييم المقابلة التلفزيونية لرئيس الحكومة سعد الحريري، وفي محاولةِ قراءة ما بين سطورها، فيما الأجواء الداخلية بدأت تسلك مساراً تراجعياً لجوّ الاحتقان السياسي والشعبي الذي ساد لبنان منذ «سبتِ الاستقالة»، والذي ترافقَ مع تخوّفات من آثار جانبية سلبية للاستقالة وخصوصاً على الوضع المالي والاقتصادي. وإذا كانت العودة المرتقبة للحريري هي العنوان الأساس الذي انضبَط تحته الوضع الداخلي بشكل عام، إلّا أنّ اللافت للانتباه فيه، هو أنّ الإيجابية بدأت تتسلّل إلى مواقف أركان الدولة، وظهر ذلك جليّاً في الأجواء التفاؤلية التي يمكن لحظُها في المقرّات الرئاسية والتي صارت تتحدّث عن عودة وشيكة للرئيس المستقيل، وضمن سقفِِ زمنيّ لا يتعدّى أياماً قليلة. وتتقاطع مع حركة دولية صبَّت كلّها في اتّجاه الدفع نحو تبريد الأزمة الراهنة والنأي بلبنان عن أيّ توتّرات، وسط حديثٍ فرنسي عن مبادرات تَخدم هذا المنحى، ولكن من دون أن يكشف عن ماهية هذه المبادرات، ولا عن زمان إطلاقها.

عشرة أيام مرّت على إعلان الحريري استقالته، فيما الداخل اللبناني تحرّكَ في الساعات الاربع والعشرين الماضية على وقع ما اعلنَه في مقابلته التلفزيونية من الرياض.

واللافت للانتباه في هذا السياق، كانت المقاربات الايجابية لِما قاله، وهو ما عكسَه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتوقفِه باهتمام عند قوله بـ«أنّ التسوية السياسية لا تزال قائمة»، وكذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قرأ في كلام الحريري إيجابيات، إلّا انّ الاهمّ في نظره هو ان يعود الرئيس الحريري ليُبنى على الشيء مقتضاه، مع تفضيله عودتَه عن استقالة، حيث قال: «العدول عن الاستقالة فيه عدالة».

فيما بَرز موقف كتلة «المستقبل»، الذي اكّد على مواقف زعيمه على مبدأ النأي بالنفس، ورفض كلّ أشكال التدخّل الإيراني وأدواته في الشؤون الداخلية لجميع البلدان العربية الشقيقة. وتقاطع ذلك مع مواقف داخلية دعَت الى وجوب انسحاب «حزب الله» من أزمات المنطقة.

بعبدا

إلى ذلك، أبدى عون سروره لإعلان الحريري عن قرب عودتِه الى لبنان، وقال بأنه ينتظر هذه العودة للبحث معه في موضوع الاستقالة وأسبابها وظروفها والمواضيع والهواجس التي تحتاج الى معالجة، لافتاً الى انّ الحملة الوطنية والديبلوماسية التي خاضها لبنان من اجلِ جلاءِ الغموض حول وضعِ الرئيس الحريري في المملكة العربية السعودية أعطت نتائجها الإيجابية.

وتوقّفَ عون عند ما اعلنَه الحريري من انّ التسوية السياسية لا تزال قائمة، وأنّ مسألة عودته عن الاستقالة واردة من ضِمن خياراته.

وأبلغت دوائر قصر بعبدا «الجمهورية» ارتياحَ رئيس الجمهورية الى حصيلة المشاورات التي قام بها على اكثر من مستوى سياسي وديبلوماسي.

وعبّرت عن حِرص عون على مبادلة الحريري مشاعرَه الشخصية تجاه رئيس الجمهورية، وهو ما دفعَه الى المزيد من مواقف الدعم، معتبراً أنّ عودته هي الأولوية التي لا تتقدّم عليها ايّ قضية، لِما لها من أبعاد وطنية تتجاوز الملفّات الأخرى أياً كانت اهمّيتها.

وقالت هذه الدوائر إنّ عون سيواصل اليوم مشاوراته مع الهيئات الحزبية والسياسية، فيلتقي عدداً من التجمّعات السياسية والوطنية قبل ان يخصّص يوم الأربعاء للملفّ الإعلامي بلقاءات تشمل النقابات الإعلامية ومنها نقابة محرّري الصحافة اللبنانية.

بيت الوسط

وتزامُناً مع إبقاء جلسات كتلة «المستقبل» ووزرائها مفتوحة لمراقبة التطورات المحيطة بالمساعي المبذولة لمواكبة عودة الحريري، عبّرت اوساط بيت الوسط لـ«الجمهورية» عن ارتياحها المطلق الى شكلِ المقابلة المتلفزة ومضمونِها، لِما شكّلته من عامل اطمئنان لدى جمهوره خصوصاً واللبنانيين عموماً.

ونفَت الكثير ممّا ذكر حول الأوضاع السياسية والحزبية الداخلية في «التيار»، ورأت في معظم ما نشِر فبركات وأوهام لم تكن مطروحة للحظةٍ في هذه الأزمة ولا قبلها ولن تكون مطروحة بعدها. وأكّدت انّ مواقف الحريري هي السقف الأعلى لمواقف «التيار» بكامل هيئاته القيادية وعلى مختلف المستويات السياسية والحزبية والشعبية.

وقالت الأوساط إنّ الحديث عن امور تتصل بغير عودة الحريري الى بيروت ليس أوانها، وإنّ هذه العودة مفتاح النقاش في الكثير من القضايا المثارة بما فيها من تسريبات وروايات لا أساس لها من الصحّة على الإطلاق.

مرجع مسؤول

وقال مرجع مسؤول لـ«الجمهورية» إنّ السقف الزمني لعودة لحريري الى بيروت ثلاثة ايام، وهناك اجواء إيجابية تؤكد هذه العودة ضمن هذه الفترة، ونحن ننتظر عودته ليُبنى على الشيء مقتضاه. وأضاف: هناك إيجابية كبيرة في كلام الحريري وينبغي التوقّف عندها.

وعمّا إذا لم يعد الحريري من الآن حتى نهاية الاسبوع الحالي، أجاب: «الأجواء التي لدينا مشجّعة والجوّ الدولي مشجّع، من الاميركيين الى البريطانيين الى الفرنسيين وكذلك الألمان، وهذا الجو يجعلنا نقتنع بأنّ الرئيس الحريري سيأتي وآملُ قبل نهاية الاسبوع.

وسُئل لو أنّ الحريري لم يعُد من الآن وحتى نهاية الاسبوع، فأجاب: ساعتئذٍ لكلّ حادثٍ حديث، الأجواء الداخلية اكثر من مشجّعة خصوصاً على مستوى التضامن الداخلي، وهو الأمر الذي يحصل في لبنان نكاد نقول للمرّة الاولى في تاريخه حيال قضية داخلية، وهذا الأمر يساعد اكثر على تمتينِ الداخل ومنعِ اختراقه من أيّ كان.

وردّاً على سؤال قال المرجع: يجب أن يكون معلوماً أنّ لبنان لا يستطيع ان يغرّد وحده ولا يقع ضمن صحراء وحده. لبنان ضمن الخريطة العربية وضمن المجموعة العربية وضمن العائلة العربية، وهو يريد افضلَ العلاقات مع كلّ العرب وفي مقدّمها السعودية.

تطمينات

وبالتوازي مع التطمينات الأمنية التي تؤكّد عليها المراجع الامنية، تطميناتٌ اقتصادية، وهو ما عكسَته مراجع معنية لـ»الجمهورية» بقولها: لبنان تجاوَز قطوعاً مالياً نتيجة المخاوف من انعكاس الاستقالة على الوضع المالي واتّخذت إجراءات حمائية نجحت في استيعاب المشكلة.

وعلمت «الجمهورية» أنّ اجتماعاً موسّعاً سيُعقد الخميس للقطاعات العمالية والاقتصادية بهدف تحصين الوضع الاقتصادي ومنعِ ايّ محاولة لاختراقه والتأكيد على متانتِه.

والملاحظ في هذا السياق أنّ الاسواق تجاوبَت مع المناخ الإيجابي الذي ولّدته إطلالة الحريري ومضمون كلامه الهادئ، وانعكسَ الامر من خلال تراجعِ الضغط السلبي على السندات اللبنانية في الاسواق الخارجية، وارتفاع أسعار الأوراق اللبنانية التي كانت قد تراجعَت الى مستويات قياسية في الأسبوع الماضي.

ويُعتبر ارتفاع أسعار السندات بمثابة إشارة الى توقّفِ حركة البيع وارتفاع الطلب مجدّداً بما يعني عودةَ الثقة بالوضع اللبناني.

في الموازاة، جاءت تطمينات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لترفعَ منسوبَ التفاؤل في الاسواق. وكرّر سلامة تأكيداته السابقة أنّ سعر الليرة مستقرّ وسيبقى كذلك. وأعاد التأكيد كذلك انّ البلد يواجه أزمة سياسية لكن لا وجود لأزمة نقدية.

الحريري والراعي

يأتي ذلك، في وقتٍ عكسَت أخبار الرياض نشاطاً ملحوظاً للحريري، تجلّى في لقاءات أجراها مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في السعودية ميكيلي سيرفون دورسو، والسفير الألماني في المملكة ديتر والتر هالر، والسفير البريطاني في الرياض سايمون كولينز.

وفي سياق متصل علمت «الجمهورية» انّ تواصُلاً تمّ بين الحريري وبعض القريبين منه في بيروت خلال الساعات الماضية، فيما ينتظر ان يُعقد لقاء بين الحريري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي وصَل الى الرياض أمس، حيث يلتقي اليوم الملك سلمان بن عبد العزيز ووليَّ العهد الامير محمد بن سلمان الذي سيقيم مأدبة غداء على شرفه والوفد المرافق.

وأكّد الراعي في كلمة امام الجالية اللبنانية في السعودية، على أنّ «علاقات الصداقة بين لبنان والمملكة متجذّرة بالتاريخ». موضحاً أنه «على الرغم من الأزمات تبقى علاقة الاخوة تجمع لبنان والسعودية، التي كانت حاضرةً دائماً في أزمات لبنان الاقتصادية والسياسية، ولبنان لا يزول طالما أنّ التعايش الإسلامي - المسيحي قائم».

وعن دور «حزب الله» وإيران قال: «الحريري تحدَّث عن النأي بالنفس ويجب أن يتناولَ هذا الموضوع مع الرؤساء»، متمنياً أن «يعود الحريري الى بيروت في أقرب وقت».

الحركة الدولية

إلى ذلك، برز الاهتمام الدولي الواسع بما يجري في لبنان، وفيما أكّد المتحدت باسمِ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أنّ «ما من طريقة لنؤكّد طبيعة وجود الحريري في السعودية»، أعلنَت الرئاسة الفرنسية أنه «سُجّل بعض الانفراج بعد مداخلة الحريري على التلفزيون مساء الأحد».

واضاف بيان الاليزيه: «نبقى يقِظين جداً، سنرى ما سيحصل بالفعل خلال الايام المقبلة، وسنواصل أخذ المبادرات التي نفكّر فيها خلال مستقبل قريب، خصوصاً بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة».

وتابعَ البيان: «إنّ هذه المبادرات تبقى مرتبطة بتطوّر الأزمة، والأمور تتحرّك كثيراً». ولفتَ الى انّ «ماكرون وغوتيريس تطرَّقا الى المبادرات التي يتوجّب اتّخاذها لطمأنةِ اللبنانيين، وضمانِ الاستقرار في لبنان وحمايته من التأثيرات الاقليمية التي يمكن ان تكون مزعزعةً للاستقرار».

واعتبَر البيان: «أنّ الخروج من الأزمة الحالية يمرّ بعودة الحريري الى لبنان، وتمكينِه من تقديم استقالته الى رئيس الدولة في حال كان راغباً بالفعل بالاستقالة، ما لم يكن قد غيَّر رأيه منذ ذلك الوقت». وأشار الى انّ «فرنسا ضدّ كلّ التدخّلات في الأزمة اللبنانية، وأنّ هذه التدخّلات لا تأتي فقط من بلد واحد».

باسيل

ومِن المقرّر أن يستقبل ماكرون اليوم وزيرَ الخارجية اللبناني جبران باسيل الذي يزور باريس ضمن جولة تقوده الى بريطانيا، المانيا، بلجيكا، روسيا والإتحاد الأوروبي فتركيا، ناقلاً إليها الموقفَ اللبناني ورسائلَ خاصة من رئيس الجمهورية.

وحضَر الملف اللبناني في محادثات وزراء خارجية ودفاع الدول الأوروبية في بروكسل، وكان إجماع على الدعوة إلى عدمِ التدخّل بشؤون لبنان، وحماية دستوره. فيما أعلنَ المتحدّث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد محجوب أنّ بغداد تتواصل مع السعودية ولبنان لحلّ أزمة الاستقالة، كما اعلنَ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أنّ بلاده لا تتدخّل في شؤون لبنان، وأنّ بلاده تتمنّى عودة الحريري إلى بيروت في أسرع وقت.

 

 

اللواء :

بعد المقابلة التلفزيونية التي أطلق خلالها الرئيس سعد الحريري مواقف ادرجت على وجه الاجمال بأنها «ايجابية»، وانعشت الآمال بإمكانية معالجة استقالة الحكومة، التي حدّدت مكامن الداء في الأداء الرسمي، سواء في توازنات التسوية السياسية، أو النأي بالنفس، والابتعاد الفعلي عن الأزمات العربية، والنأي بالنفس، لا سيما بالنسبة لحزب الله الذي يتولى بالنيابة عن إيران «ادارة معارك» أو المساهمة مباشرة بالعمليات العسكرية، من سوريا إلى العراق إلى اليمن، عبر إطلاق الصواريخ على الداخل السعودي، وتهديد المصالح الحيوية للمملكة، بقصف مطار الملك خالد الدولي، وتهديد مصافي النفط والمنشآت المدنية والاقتصادية.

ما قاله الرئيس الحريري في مقابلته كان واضحاً وجازماً: التسوية السياسية قائمة، والعودة إلى بيروت قريبة، وتقديم الاستقالة سيحصل وفقاً للأصول، لكن المرحلة السابقة لا يمكن الاستمرار بها..

وما لم يوضحه الرئيس الحريري مباشرة، اوضحه عضو كتلة «المستقبل» النائب عقاب صقر الذي أشار إلى ان التسوية الماضية تغيرت تماماً، وانتهت شروط تسوية الدوحة، وعلينا ان نبحث عن تسوية جديدة، والرجوع عن الاستقالة ممكن بتوفر شرطين في سلاح حزب الله: يكفي التصريح بأنه سينسحب من العالم العربي عسكرياً وامنياً ويبدأ الخطوات، وأنه سيعلن العودة إلى طاولة الحوار لبحث قضية سلاحه.

كيف تعاملت بعبدا مع الموقف الجديد؟

الأوساط السياسية سجلت تعاطياً سلبياً مع المنحى الذي فتحته مقابلة الرئيس الحريري، تقول الأوساط نفسها لـ«اللواء»: بدل ان يلاقي فريق رئيس الجمهورية الأجواء الهادئة والإيجابية للمقابلة وتوجهات من كان يتكلم خلالها، والذي وجّه إشارة طيبة للرئيس ميشال عون، عند منتصف الطريق، ويعلن الاستعداد للبحث في اسبابها وتدارك الضرر الذي يصيب لبنان من تأزم العلاقات مع محيطه العربي لا سيما الخليجي والسعودي، ذهب باتجاه صادم، طرح أسئلة حول المصلحة الوطنية في توريط البلد مع المملكة العربية السعودية؟

فزوار بعبدا ينقلون عن رئيس الجمهورية ان «الحملة الوطنية والدبلوماسية التي خاضها لبنان من أجل جلاء الغموض حول وضع الرئيس الحريري في المملكة العربية السعودية اعطت نتائجها الايجابية».

وتساءلت الأوساط ماذا يتضمن هذا الموقف: هل يتضمن إشارة، وصفتها الأوساط العربية، بأنها «استفزازية» للمملكة، ان الضغط عليها نجح، وهي كانت «تحتجز رئيس الحكومة؟».

وهذا مجاف للحقيقة، ولا يتفق مع معطيات الاستقالة التي تحدث عنها صاحبها في البيان الذي اذاعه مباشرة عبر شاشات التلفزة..

وتتساءل هذه الاوساط: لماذا يدفع فريق الرئيس إلى استكمال الحملة ضد المملكة؟ وما المصلحة الفعلية في ذلك؟! وتقول هذه الأوساط بدل ان يُطلق فريق الرئيس المبادرة بحكم علاقته المتينة مع «حزب الله» للبحث في وقف تدخله في اليمن وغيرها، تراه يمضي في طريق لا يخدم معالجة الاستقالة ولا ظروفها أو مسبباتها..

وعشية سفره اليوم إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون، عاد الوزير جبران باسيل إلى الحديث عن عودة الرئيس الحريري بحرية إلى لبنان حيث يمكنه الإعلان عمّا يشاء، في إيحاء غير بريء بأن ما أعلنه الرئيس الحريري في المقابلة التلفزيونية لم يكن من زاوية «حريته الكاملة» في إعلان ما يشاء، وهذا تعريض إضافي بالمملكة..

ولم يقف باسيل عند هذا الحد، بل حدّد غداً الأربعاء موعداً لعودة الحريري، وهو الأمر الذي يقرره حصراً الرئيس الحريري..

وهذه التساؤلات العربية المقبلة، لم تخفها دوائر بعبدا التي فضلت «التريث»، معتبرة ان «السعوديين لم يقولوا كلمتهم بعد»، خالصة إلى ان الأزمة لم تنته بعد، على الرغم مما وصفته بالايجابيات التي تتقدّم على السلبيات.

 

وفيما رجحت مصادر مطلعة ان يعود الرئيس الحريري إلى بيروت قبل نهاية الأسبوع، اتجهت الأنظار إلى اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية الأحد المقبل في القاهرة لمناقشة التدخلات الإيرانية في القضايا العربية، واتخاذ موقف من هذا التدخل، والموقف الذي يمكن ان يتخذه لبنان، لجهة «النأي بالنفس» أو امتناع وزير الخارجية عن حضور الاجتماع تجنباً للاحراج، والاكتفاء بإرسال مندوب.

وسيكون هذا الموضوع مدار مناقشة بين الرئيسين عون والحريري قبل انعقاد الاجتماع.

تجدر الاشارة إلى ان «حزب الله» لم يعلن موقفاً مما قدمه الرئيس الحريري من مخارج للأزمة، والحزب معني بها بصورة مباشرة.

ترقب.. وارتياح

وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان أولوية الأولويات لدى الرئيس عون في هذه المرحلة هي عودة الرئيس الحريري، مشيرة إلى انه (أي عون) ذكر ذلك منذ اليوم الأوّل وأصر عليه، وهو ينتظر الآن عودة الحريري التي قال انها ستكون قريبة للبحث معه في ملف إعلان الاستقالة.

وفيما توقعت المصادر السياسية، ومنها وزير الخارجية جبران باسيل، ان تتم هذه العودة قبل العرض العسكري المركزي في وسط بيروت، في حضور الرئيس عون وأركان الدولة، فإنها سجلت ارتياح رئيس الجمهورية لما ورد في مضمون كلام الحريري، ولا سيما بالنسبة للتمسك بالدستور بما خص تقديم الاستقالة، وما ألمح إليه في ما خص العودة عن الاستقالة، كما بالنسبة لاستمرار التسوية، في حين ان الكلام عن النأي بالنفس يحتاج إلى توضيح، وهو ما سيكون حاضراً في لقائهما.

وفي عين التينة، اكتفى الرئيس برّي بالقول في معرض رده على إمكانية عودة الحريري عن استقالته ان «العدول عن الاستقالة فيه عدالة»، معرباً عن انطباعه بأن الرئيس الحريري سيعود إلى بيروت وسيكون بين أهله وشعبه.

اما كتلة «المستقبل» التي اجتمعت استثنائياً أمس في «بيت الوسط» برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة فقد توقفت بارتياح كبير امام إعلان الحريري عن عودته إلى بيروت في غضون الأيام المقبلة، ورأت في ذلك بشارة طيبة بشأن طبيعة المرحلة القادمة بما يجعلها تتطلع إلى ان تكون في مصلحة لبنان، ولا سيما لجهة التقدم على مسار تصحيح علاقات لبنان الخارجية مع أشقائه العرب.

ورأت الكتلة كذلك، بحسب ما جاء في البيان الذي أصدرته، في اطلالة الرئيس الحريري، اطلاقة رجل دولة، كونها أعادت تأكيد مكانته المميزة في المعادلة الوطنية اللبنانية، فضلاً عن انها رسمت خطوطاً واضحة ومسؤولة بشأن المسار المطلوب اتباعه من أجل إخراج لبنان من لعبة المحاور الإقليمية والدولية، وتحديداً لجهة التأكيد على الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات والحروب الدائرة في المنطقة، بما في ذلك رفض كل اشكال التدخل الإيراني وادواته في الشؤون الداخلية لجميع البلدان العربية الشقيقة.

ولوحظ ان بيان الكتلة تجنّب الإشارة إلى الاستقالة أو العودة عنها، لكن مصادر في تيّار «المستقبل» أبلغت «اللواء» ان لا عودة عن الاستقالة طالما ان الأمور ما تزال كما هي بالنسبة لسلاح «حزب الله» وتدخلاته في عدد من الدول العربية، مشيرة إلى ان لبنان لم يعد باستطاعته الاستمرار بقبول بقاء سلاح «حزب الله» متفلتاً في الداخل، ولا يمكن السماح لإيران بعد الآن بأن تتعامل مع لبنان وكأنه منصة وقاعدة لها لمحاربة العالم العربي.

وفي دار الفتوى، اعتبر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي خص الرئيس الحريري بتحية، ان حديث الحريري المباشر من بلده الثاني في المملكة العربية السعودية شكل ارتياحاً لدى اللبنانيين وتفاؤلاً بعودته قريباً خلال الأيام المقبلة، ودحض كل الإشاعات والتأويلات التي انتشرت في لبنان والعالم وهو بين أهله وإخوانه في الرياض».

الراعي في الرياض

في هذه الاثناء، حط البطريرك الماروني بشارة الراعي، في أرض المملكة في زيارة تاريخية، بحسب وصف القائم بالأعمال السعودي في بيروت وليد بخاري، باعتباره أوّل بطريرك ماروني يزور المملكة منذ تأسيسها، حيث سيلتقي اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ثم ولي عهده الأمير محمّد بن سلمان الذي سيقيم مأدبة غداء على شرفه والوفد المرافق، كما سيلتقي الرئيس الحريري قبل ان يغادر الرياض متوجها إلى روما.

وخلافاً للتوقعات، لم يكن الرئيس الحريري في استقبال الراعي لدى وصوله إلى قاعدة الملك سلمان الجوية في الرياض، كما لم يحضر حفل الاستقبال الذي أقيم على شرفه في السفارة اللبنانية وذلك لأسباب بروتوكولية، في حين كان في استقباله وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان الذي عقد مع الراعي لقاء ثنائياً، قبل توجهه إلى مقر اقامته.

واعرب الراعي في مطار بيروت عن اطمئنانه وارتياحه لما قاله الحريري في اطلالته التلفزيونية، معتبرا انه أجاب على كثير من التساؤلات لدى اللبنانيين، وفتح افاقاً جديدة ومهمة، آملاً ان تتحقق هذه المواضيع بأسرع ما يمكن.

ووصف الصداقة بين المملكة ولبنان بالتاريخية وقال ان المملكة لم تخذل لبنان مرّة، وهي وقفت إلى جانب لبنان في جميع الأوقات، موضحا انه على الرغم من الأزمات تبقى علاقة الأخوة تجمع لبنان والسعودية التي كانت حاضرة دائما في أزمات لبنان الاقتصادية والسياسية، مؤكدا ان لبنان لا يزول طالما التعايش الإسلامي - المسيحي قائم.

الجامعة العربية

في سياق دبلوماسي، نفت مصادر رسمية لـ «اللواء» ما يتردد حول الضغط لسحب عضوية لبنان من جامعة الدول العربية، بشكل قاطع، ولاحظت انه بالعكس لما يتردد فإن اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الأحد، قد يكون جزءا من مسار عربي مواز للنأي بلبنان عن الصراع الحاصل في المنطقة، عبر تلقف الوزراء العرب للأزمة الحالية ومباشرة العمل على حلها، بما يعني ان مواجهة إيران، حسب ما تطالب به السعودية لوقف تدخلها في شؤون المنطقة، ستكون انطلاقا من الجامعة العربية وبموقف عربي موحد.

ارتياح أوروبي ومبادرات

على ان الارتياح الذي اشاعته مواقف الرئيس الحريري في مقابلته التلفزيونية أمس الأوّل، لم تقتصر على الداخل اللبناني رسميا وسياسيا وشعبيا، بل شمل ايضا المنتديات الدولية ولا سيما الأوروبية، حيث حضر الوضع اللبناني في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل التي يزورها الوزير باسيل اليوم للقاء نظيرته الأوروبية فيديريكا موغريني، بعد ان يستقبله اليوم ايضا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه في باريس.

وعشية اللقاء، أصدرت الرئاسة الفرنسية بيانا سجلت فيه بعض الانفراج بعد مداخلة الرئيس الحريري مساء الأحد، مشيرة إلى ان الخروج من الأزمة الحالية يمر بعودة الحريري إلى لبنان وتمكينه من تقديم استقالته إلى رئيس الدولة، في حال كان راغباً بالفعل بالاستقالة، ما لم يكن قد غير رأيه منذ ذلك الوقت.

وشدّد البيان على ان فرنسا ضد كل التدخلات في الأزمة اللبنانية، خاصة وأن هذه التدخلات لا تأتي فقط من بلد واحد.

ولفت بيان الاليزيه إلى انها ستبقى يقظة جداً، وسنرى ما سيحصل بالفعل خلال الأيام المقبلة، وسنواصل أخذ المبادرات التي نفكر فيها خلال مستقبل قريب، خصوصا بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة.

الا ان البيان لم يشر إلى طبيعة هذه المبادرات التي قال انها «تبقى مرتبطة بتطور الأزمة طالما ان الأمور تتحرك كثيرا، علما ان موضوع التوجه إلى مجلس الأمن «لم يتم بعد الدخول في تفاصيله».

وجاء البيان الرئاسي الفرنسي في أعقاب اجتماع الرئيس ماكرون بالامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس، اللذين تطرقا، بحسب الاليزيه، إلى المبادرات التي يتوجّب اتخاذها لطمأنة اللبنانيين وضمان الاستقرار في لبنان وحمايته من التأثيرات الإقليمية التي يمكن ان تكون مزعزعة للاستقرار، فيما أعلن المتحدث باسم غوتيرس انه لا توجد طريقة لتأكيد طبيعة وجود الحريري في السعودية.

وكان وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان قد دعا من بروكسل إلى «عدم التدخل في شؤون لبنان».