قطر تمتلك مقومات صمود أكثر من لبنان
 

أحب البعض في لبنان الإستخفاف بالذي يحصل في البلد بعد إستقالة الرئيس سعد الحريري من الحكومة اللبنانية من خارج البلاد عبر الإيحاء بأن السعودية لن تستطيع فعل أي شيء للبنان أو التأثير عليه كما حصل مع قطر حيث عجزت السعودية عن ترويضها بحسبهم.
وبغض النظر عن النقاش  بالنتائج التي حصلت بفعل الحصار الخليجي على قطر وتداعياته فإن المقارنة بين وضع لبنان ووضع قطر صعب جدا بل مستحيل للأسباب التالية :
1- لا يوجد على الأراضي القطرية تنظيم عسكري خارج عن إرادة الدولة ويشكل عنصر إنقسام بين القطريين الذين يلتفون بأجمعهم حول قيادتهم بعكس لبنان الذي ترى فيه شريحة واسعة من الشعب والنخب والأحزاب أن سلاح حزب الله غير شرعي وهو مشكلة أمام بناء الدولة الحقيقية وبالتالي هناك إنقسام في الشارع اللبناني يضعف الموقف الرسمي.
2- هناك علاقات وثيقة بين قطر والولايات المتحدة الأميركية ويوجد أكبر قاعدة عسكرية أميركية على الأراضي القطرية ما يعطي القطريين هامش للمناورة والتفاوض وتسجيل النقاط أما في لبنان هناك قرار أميركي واضح بضرورة محاربة حزب الله وفرض عقوبات إقتصادية عليه.
3- تمتلك قطر صناديق إستثمار سيادية داخل وخارج البلاد تقدر بمئات المليارات من الدولارات إضافة للعديد من الأصول والممتلكات التي تعطيها قدرة على الصمود لفترات معينة بعكس وضع لبنان الإقتصادي الذي لا يتحمل أي حصار أو ضغوطات إقتصادية.
4- لا يوجد إلى جانب قطر جغرافيا دولة كإسرائيل تحرض عليها إقليميا ودوليا لكن في لبنان الوضع مغاير حيث أن التحريض على حزب الله والحكومة اللبنانية من قبل إسرائيل مستمر إضافة إلى أن إسرائيل على حدود لبنان وتهدد بالعمل العسكري.
5- تمتلك قطر ذراع إعلامي طويل يصل إلى قلب واشنطن ويمكنه نقل وجهة النظر القطرية وله تأثيرات كبيرة وواسعة كقناة الجزيرة بعكس لبنان الذي تقتصر وسائل الإعلام فيه على المستوى المحلي أو العربي بأقصى الحدود، كذلك هناك لوبي قطري قوي داخل واشنطن متوافق مع الموقف الرسمي للدولة القطرية بعكس اللوبي اللبناني الذي يرى بالسياسة الخارجية اللبنانية والموقف الرسمي لها تابعا لحزب الله ولمصلحة إيران لا لمصلحة الشعب اللبناني وبالتالي تختلف توجهاته .

إقرأ أيضا : أغنية تضامنية مع سعد الحريري تجتاح السوشيال ميديا
هذه العوامل وعلى الرغم من أنها كانت لصالح قطر وساعدتها في أزمتها المتواصلة مع الخليج إلا أن قطر اليوم مرهقة وتحاول البقاء واقفة وصامدة .
فكيف سيكون الوضع في لبنان الذي لا يملك أصلا هذه العوامل ؟
لا نقول هذا تهويلا أو إنتقاصا من قيمة وطننا بل تحذيرا للخطر القادم على بلدنا جراء سياسة " العنتريات " في الحكم الذي يؤدي إلى سوء رؤية وضعف في تقدير الموقف الصحيح.