مرحلة ما بعد إستقالة الحريري ليست كما قبلها
 

في بيان إستقالته الشهير من الرياض ، أعلن الرئيس سعد الحريري أن الظروف الحالية التي يمر بها لبنان تشبه مرحلة ما قبل إغتيال الرئيس رفيق الحريري.
فلو أجرينا مقارنة سريعة بين اليوم ومرحلة ما قبل 14 شباط 2005 سنرى بالفعل أوجه شبه كبيرة ومشتركات بين المرحلتين.
قبل إغتيال الحريري الأب كان هناك نقاش حامي في البلد حول قانون الإنتخابات وكانت الإنتخابات مقررة في ربيع ال 2005 واليوم هناك جدل كبير وملاحظات عديدة تبديها القوى السياسية حول القانون الجديد لإنتخابات ربيع العام 2018.
وقبل 14 شباط 2005 إنقسم البلد بشكل جذري وقوي وعامودي بين المعارضة التي مثلها لقاء البريستول والسلطة التي تمثلت بلقاء عين التينة وإن كان حينها الرئيس الراحل رفيق الحريري قد حاول الإبتعاد بالظاهر عن هذا الإصطفاف إلا أنه كان يميل للمعارضة حينها.
وقبل إغتيال الحريري شهد البلد ضغوطات دولية لتطبيق القرار 1559 الرامي لنزع سلاح حزب الله وباقي الميليشيات داخل وخارج المخيمات في ظرف دولي يشبه الظرف الحالي حيث بدأت تكثر الدعوات إلى نزع سلاح حزب الله .
وحينها أيضا كان رفيق الحريري قد خرج من السلطة والحكومة كحال نجله سعد الحريري اليوم الذي قدم إستقالته منذ أيام.
أيضا كان يسكن في البيت الأبيض في ال 2004 و ال 2005 رئيس أميركي من صقور الجمهوريين هو جورج دبليو بوش واليوم يرأس أقوى دولة في العالم صقر آخر من صقور الجمهوريين هو دونالد ترامب.

إقرأ أيضا : وصول طائرة الرئيس سعد الحريري الى مطار بيروت
لذلك تبدو ملامح المرحلتين متقاربة جدا إلا أنه ليس بالضرورة أن تكون النتائج نفسها لعدة أسباب وهي :
- لم تكن السعودية حينها حادة لهذه الدرجة مع حزب الله وكانت هناك علاقات ثنائية وجيدة
- العلاقات الإيرانية - السعودية اليوم متوترة بعكس تلك الفترة
- النظام السوري حينها كان أقوى من اليوم
- حزب الله اليوم يعتبر ميليشيا طائفية بنظر العرب والمسلمين وشريحة مهمة من اللبنانيين بعكس عام 2005 حيث كان يعتبر مقاومة ضد المحتل الإسرائيلي
- إسرائيل كانت العدو الرقم واحد بنظر العرب والمسلمين أما اليوم فأصبحت إيران هي العدو بعد تدخلاتها في دول المنطقة
- حزب الله متهم اليوم  بإغتيال رفيق الحريري لكن حينها كانت أصابع الإتهام موجهة للنظام السوري من دون ذكر حزب الله
- حزب الله لم يكن مشاركا في الحكومة أما اليوم فهو مشارك
- حزب الله كان نفوذه السياسي والأمني أضعف في تلك الفترة مما هو الآن داخل الدولة اللبنانية.
كل هذه الأسباب أو المعطيات التي تغيرت تفرض على المشهد المحلي والإقليمي نتائج مغايرة لما حصل من نتائج وتأثيرات منذ ما بعد إغتيال رفيق الحريري وحتى إستقالة سعد الحريري من الرياض.