اجواء الحرب تسيطر على لبنان وسلاح حزب الله في الواجهة

 

المستقبل :

مُعيداً تصويب بوصلة الحقائق بعيداً عن الانحراف في التحليل ومنعاً للانجراف نحو أي اختلاق أو انزلاق في المقاربة الإعلامية لمسألة زيارته الأخيرة للرياض، شدد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أمس على كون «المملكة العربية السعودية حريصة جداً على الاستقرار في لبنان وكل ما يذكر في الإعلام غير ذلك مجاف للحقيقة». وأكد في مستهل جلسة مجلس الوزراء وفق ما نقلت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنّ هذه الزيارة لم تكن مفاجئة كما أوحى البعض إعلامياً إنما أتت بموجب موعد مسبق كان قد جرى تأجيله إلى الوقت الذي حصلت فيه الزيارة، كاشفاً أنه «ستكون لها نتائج إيجابية وستظهر قريباً خصوصاً على المستوى الإقتصادي»، وختم قطعاً لأي جدل أو تأويل: «اللقاءات التي عقدتُها في الرياض لم يكن لها أي علاقة بالحكومة وبمستقبلها، سيما وأنّ المملكة حريصة على حماية لبنان ومقدّراته ومؤسساته الرسمية».

وليلاً أعلن البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي عبر برنامج «كلام الناس» أنه سيلبي دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة المملكة العربية السعودية «بعد أسبوعين»، موضحاً في ما يتعلق بهذه الزيارة التاريخية باعتبارها الأولى من نوعها

لبطريرك ماروني إلى المملكة، أنها ستكون ليوم واحد يلتقي خلالها الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مع تأكيده رداً على سؤال أنّ خطابه هو «خطاب سلام» وشعاره هو «شعار شراكة ومحبة»، نافياً وضع «أي شروط» عليه للقيام بالزيارة. 

مجلس الوزراء

بالعودة إلى مجلس الوزراء، فقد لفت في أبرز مقررات جلسة الأمس التي عقدت في السراي الحكومي برئاسة الحريري إقرار بند انتاج الطاقة الكهربائية عبر الرياح في منطقة عكار، وأفادت المصادر الوزارية «المستقبل» أنه تقرر تلزيم المشروع لثلاث شركات على أن يرسو التلزيم بعد التفاوض معها عند حدود 10 دولارات و75 سنتاً للكيلواط الواحد، مشيرةً في سياق متصل إلى أنّ وزارة الطاقة ستعمد إلى إعداد مناقصات لاستيراد الفيول والغاز للكهرباء بالتوازي مع تجديد العقود المبرمة مع شركتي سوناتراك الجزائرية ومؤسسة البترول الكويتية واستدراج عروض لأسعار أقل. 

وفي مجريات الجلسة، أثار وزير الخارجية جبران باسيل مسألة الخروق الإسرائيلية للأجواء الوطنية مؤكداً تقديم لبنان شكوى بهذا الخصوص إلى الأمم المتحدة، كما نبّه إلى خطورة ما يُحكى عن مشاريع جرف يعتزم الاحتلال القيام بها في منطقة مزارع شبعا خصوصاً وأنّ ذلك سيشمل سطواً إسرائيلياً على بعض قنوات المياه اللبنانية في المنطقة. كذلك، أشارت المصادر إلى أنّ وزراء «القوات اللبنانية» اعترضوا على مسألة تعيين السفير اللبناني الجديد في سوريا من زاوية رفض تقديم أوراق اعتماده قبل عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية.

 

الديار :


أرجئ اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بدراسة قانون الانتخابات الى اليوم، وسط تأكيد اكثر من مصدر وزاري ان مسألة التسجيل المسبق باتت امرا حتميا. وبانتظار كيفية تعامل التيار الوطني الحر مع هذا المستجد، يغادر رئيس الجمهورية ميشال عون الى الكويت الاحد، تزامنا مع وصول «رسالة» استياء سعودية جديدة الى بعبدا على خلفية مواقف الرئيس الاخيرة من سلاح حزب الله. واذا كان رئيس الحكومة سعد الحريري قد سعى خلال جلسة مجلس الوزراء بالامس الى تعميم اجواء ايجابية حيال زيارته الى السعودية، مجددا التأكيد على حرص المملكة على استقلال لبنان واستقراره الداخلي، فان هذا الارتياح لا ينسحب على ملفات اخرى اذ يسود «الارتياب» لدى رئيس الحكومة من «المفاجآت» غير السارة الآتية من الدوحة، على خلفية قرار قطري متخذ بالذهاب بعيدا في سياسة «نبش القبور»، مع ما يعنيه ذلك من «فضائح» حيال تورط الحريري وفريق عمله في الحرب السورية. والامل الوحيد راهنا، في ان ينجح الاميركيون في وقف «الانهيار»، عبر الضغط على قطر لوقف «مسلسل» «ثرثرة» حمد بن جاسم...
وبحسب اوساط ديبلوماسية، فان هذا التطور «الدراماتيكي» كان جزءا من المحادثات التي أجراها رئيس الحكومة في السعودية، وهو عبّر عن «قلقه» من خطوة الدوحة التي تحمل الكثير من المخاطر، لكنه سمع «تطمينات» غير حاسمة، مفادها ان اتصالات جرت مع الاميركيين لوقف ما يعتبره السعوديون «بالمهزلة»، وقد وعدوهم «خيرا» في هذا الاطار... لكن الحريري لم يسمع وعدا قطعيا في هذا الاطار، بانتظار الحصول على اجوبة اميركية، لم تكن وصلت حتى مساء امس الى بيروت.
وتؤكد تلك الاوساط ان «المعلومات» الاولية التي كشف عنها رئيس الحكومة القطرية السابق حمد بن جاسم، كانت كـ«رسالة» «جس نبض» حملت عناوين عامة عن بعض المتورطين، لافهام «خصومه» الجدد ان الآتي سيكون اعظم، اذا ما استمرت سياسة عزل بلاده. وهذا يشير الى  ان الاتصالات وصلت الى حائط مسدود مع دول «الحصار». والخروج عن الصمت، ربما يكون «آخر خرطوشة» تستخدمها الدوحة قبل اعلان «الطلاق البائن» مع الشقيقة الكبرى السعودية، لتعبيد «الطريق» امام بناءعلاقات متينة مع طهران.
 

 

 

 «معلومات خطيرة»


ووفقا للمعلومات، فان ما تتوعد بكشفه الدوحة خطير جداً، فالاستخبارات القطرية تملك دلائل دامغة على تورط قيادات امنية وسياسية لبنانية في دعم «الثورة» السورية حتى قبل بدئها في العام 2011 حيث كان يجري تحضير البنية التحتية لإسقاط النظام انطلاقا من الحدود التركية، والاردنية، واللبنانية. ولا تملك الدوحة فقط معرفة كاملة «بالوسطاء» اللبنانيين على مستوى القيادات العليا، بل لديها ايضا لوائح بأسماء كل المتورطين في العمل اللوجستي في لبنان، وهم اشخاص كانوا يتقاضون رواتب شهرية بدل انخراطهم في تنظيم عملية ايصال السلاح عبر البحر الى مخازن محددة في الشمال، والخطر انها كانت تنقل بحماية امنية «رسمية» الى نقاط حدودية يجري عبرها تهريبها الى الاراضي السورية.اما لماذا هذه المعلومات التفصيلية بحوزة القطريين، فلان هذا الملف جرى تلزيمه في اول سنتين للدوحة، وكانت السعودية تدفع حصتها من التمويل... ولكن عبر «الوسيط» القطري الذي كان يشرف على الاعمال اللوجستية.
 

 هل اصبحت المعلومات في ايران؟


وبحسب تلك الاوساط، اذا قررت الدوحة فضح كامل «المستور»، فان الرئيس الحريري سيكون في موقف صعب جداً على اكثر من صعيد. فعلى المستوى السياسي سيتعرض لنكسة هائلة، بعد ان بنى كل استراتيجيته في السياسية الداخلية على اتهام حزب الله بالتدخل في الحرب السورية. واليوم، اذا قرر القطريون الخروج عن «صمتهم»، سيتبين ان حلقة التآمر التي شارك فيها مع فريقه، سبقت اندلاع الاحداث. وهذا يحسم بشكل نهائي مسألة من خاطر بتوريط لبنان في «لعبة» تتجاوز قدراته. وسيكون للامر تداعيات على اكثر من صعيد.لكن الاخطر، يبقى المستوى الامني لان الكشف بالاسماء عن الشخصيات المتورطة سيضعها في دائرة الاستهداف، كونها اصبحت «مطلوبة لكل الجهات»، باعتبار انها ستكون «ورقة محروقة»، وباتت عبئا عند من «شغّلها» لديه... اما اكثر ما تخشاه السعودية، فهو قيام الجهات القطرية المعنية «ببيع» تلك المعلومات لايران «كثمن» لاعادة تموضعها في المنطقة. وهذا يعني انهيارا كاملا للمنظومة الامنية والسياسية، التي عملت سنوات طويلة في ادارة الحرب في سوريا...
 

 صقر في «دائرة الضوء»


في هذا الوقت عاد النائب عقاب صقر الى تشديد الاجراءات الامنية حيال تحركاته، بعد ان عاد اسمه الى «دائرة الضوء» من جديد، باعتباره كان يدير غرفة العمليات من «غازي عنتاب» التركية. لكن رئيس الحكومة طلب منه التزام «الصمت» وعدم الاقدام على التعليق على تصريحات حمد بن جاسم، لان المسؤولين السعوديين نصحوه بعدم «استفزاز» الدوحة في هذه المرحلة، بانتظار استكمال الاتصالات مع الاميركيين كي يبنى على «الشيء مقتضاه»، خصوصا ان معلومات الرياض تفيد بأن المسؤول القطري اتصل بأكثر من محطة تلفزة غربية لتحديد مواعيد جديدة لظهوره الاعلامي، وقد تكون هناك اطلالة جديدة منتصف الشهر الجاري، الا اذا نجح الاميركيون في ثنيه عن ذلك او بالحد الادنى منعه من تسريب المزيد من المعلومات...
 

 «استياء» سعودي


وفي سياق متصل بالاستراتيجية السعودية حيال لبنان، اكدت اوساط سياسية مطلعة ان دعوة القائم بالاعمال السعودي وليد البخاري للبطريرك الماروني بشارة الراعي لزيارة المملكة، تأتي في سياق محاولة الامير محمد بن سلمان الترويج لسياسة الانفتاح امام الغرب، وتقديم «صورة» جديدة عن بلاده بعيدا عن «الوهابية» المتشددة. لكن من خلال هذه الدعوة يحاول اصابة «عصفورين بحجر» واحد، فالمملكة «المحبطة» من رئيس الجمهورية ميشال عون تعمل جاهدة على «عزله» ضمن «بيئته الحاضنة». وفي هذا الاطار جاءت الدعوات لسمير جعجع وسامي الجميل باعتبارهما رئيسي اكبر حزبين مسيحيين، بعد التيار الوطني الحر، لزيارة السعودية، واليوم تأتي دعوة البطريرك في هذا السياق...
ووفقا لزوار السفارة السعودية، فان المملكة تلقت بالكثير من «الاستياء» كلام رئيس الجمهورية خلال اطلالته التلفزيونية الاخيرة حيال سلاح حزب الله، واعتبرته ردا مباشرا على تغريدات وزير الدولة لشؤون الخليج تامر السبهان. وهي تعتبر ان مجرد ربط الرئيس حل مسألة سلاح حزب الله بالازمات في الشرق الاوسط، يعتبر «رسالة» سلبية الى المملكة ودعوة لاقفال النقاش حول هذه المسألة داخليا ومع اي طرف خارجي. وهذا يعني بشكل واضح، ان اولوية عون تبقى التمسك بتفاهمه مع حزب الله. وهو يبدو انه غير معني بالوقوف عند «خاطر» المملكة في هذه المسألة. ومن الواضح ايضا ان الضغوط التي مورست عليه منذ مقاطعته، لم تثنه عن تمسكه بمواقفه...
وفي هذا السياق، أبلغت القيادة السعودية الحريري، انها ليست في صدد الانفتاح على رئيس الجمهورية، ما دام انه اختار «طريقه» ومتمسك بعلاقته مع حزب الله، ما يعني ان «الفيتو» عليه ما يزال قائما، لكن ترك السعوديين لرئيس الحكومة تقدير الموقف ازاء علاقته مع بعبدا بما ينسجم مع مصالحه. وقد اكدت اوساط في تيار المستقبل، ان الحريري متمسك بالتسوية الرئاسية، ولا يزال مقتنعا انها السبيل الوحيد لتأمين الاستقرار الداخلي، على الرغم من الخلاف الجوهري مع الرئيس عون في مقاربته لسلاح حزب الله. ويبدو ان السعوديين لا يزالون مقتنعين بأن استراتيجية «ربط النزاع» لا تزال صالحة اقله في المدى المنظور، وقد ابلغهم الحريري انه لا مصلحة في الخروج عن التفاهمات قبل الانتخابات النيابية المقبلة...
 

 مجلس الوزراء


في هذا الوقت، انعقد مجلس الوزراء في جلسة عادية في القصر الحكومي، حيث حرص رئيس الحكومة سعد الحريري على اطلاع الوزراء على نتائج زيارته الى السعودية، مؤكدا حرص المملكة على استقرار الساحة اللبنانية... وقد اثار وزراء القوات اللبنانية خلال الجلسة نقاشا وصفته اوساط وزارية في 8 آذار بأنه مجرد «مزايدات»، حول مسألة تقديم السفير اللبناني الجديد في سوريا اوراق اعتماده الى الرئيس السوري بشار الاسد... وبعد ان اقر تبديل سفيري الارجنتين والفاتيكان، شهدت الجلسة نقاشا بين وزير الداخلية نهاد المشتوق ووزير الخارجية جبران باسيل، بعد ان اثنى عدد من الوزراء على قرار الاول السماح للبلديات بمنح رخص بناء لا تتجاوز الـ150 متراً دون الحاجة الى الرجوع للتنظـيم المدني.
 وقد سجل الوزير جبران باسيل اعتراضه على القرار، باعتباره غير قانوني ويحتاج الى تعديل قانون البناء، فرد عليه وزير الداخلية بان التيار الوطني الحر وحده هو من يعارض القرار، وقد حسم الجدل بتاليف لجنة وزارية لدراسة هذا الملف. وقد جمع الرئيس الحريري وزيري الداخلية والخارجية على مادبة غداء مع عدد آخر من الوزراء لـ«غسل» القلوب،  بعد سلسلة مواقف متشنجة بينهما، واتفق على ادارة الخلافات دون اللجوء الى التصعيد في المواقف...

 

 

الجمهورية :

العاصفة التي كانت قد أثارَتها مواقفُ وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، كبَحها رئيس الحكومة سعد الحريري بإقفال النوافذ في وجهها فور إغلاق باب قاعة مجلس الوزراء، إذ بادرَ إلى التأكيد أنّ زيارته للمملكة العربية السعودية «كانت إيجابية جداً»، ناقلاً «حِرصَ المملكة على استقرار لبنان»، وقائلاً للوزراء: «كلّ ما سمعناه من تحليلات وتأويلات لا أساس له من الصحة، فالمملكة ليست في وارد زعزعةِ التوافق اللبناني الداخلي، لا بل على العكس، ستتأكّدون من كلامي خلال الأيام المقبلة التي ستثبتُ عكس كلِّ ما قيل». وقد قطعَ الحريري بهذا الكلام الطريقَ على أيّ نقاش في هذا الأمر، إلى درجة أنّ أيّ وزير لم ينبُس ببِنتِ شفَة في هذا المجال. وفي هذا الوقت، برز موقف متقدّم للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، منتقداً «منطق المحاصصات والإستئثار في التعيينات وإلغاء غير الحزبيين». ودعا «الأسرتين العربية والدولية إلى المساعدة لحلّ مسألة سلاح «حزب الله»، رافضاً ربطَ حلِّه بحلِّ أزمة الشرق الأوسط».

إستناداً إلى التجارب السابقة، ظلّ احتمال بقاء مجلس الوزراء في منأى عن العواصف السياسية متقدماً وتحوّلَ واقعاً، وذلك بعد انقضاء 4 ساعات من جلسة الأمس في السراي الحكومي، وما تلاها من دردشات خلال «ممالحة» غير مبرمجة كان السمك طبقَها الرئيسي على مائدة رئيس الحكومة سعد الحريري، ونجماها الوزيران اللدودان جبران باسيل ونهاد المشنوق، برعاية «حريرية»، وحضور الوزيرين علي حسن خليل وبيار بوعاصي، بعدما أطاح تأخّر الجلسة واستمرار الخلاف، اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة تطبيق قانون الانتخاب فأُرجئ الى اليوم، واستعِيضَ عنه بـ«لجينة» عرَضت لكلّ شيء، الّا ما تردَّد على مسامع اللبنانيين في الساعات الماضية من تصريحات ناريّة متبادلة بين المشنوق وباسيل، وكأنّ «ما حدا سمع».

تشكيك بجدّية الدولة

وفيما برّرت مقرّرات جلسة مجلس الوزراء الرسمية إرجاء اجتماع لجنة قانون الانتخاب الى ظهر اليوم بـ«أسباب تقنية»، قالت مصادر سياسية لـ«الجمهورية»: «بعد المماطلة التي شهدها ملف وضعِ قانون الانتخاب قبل حسمِه، واستغرقت اشهراً، تشهد البلاد اليوم مماطلة في التحضير لهذه الانتخابات لجهة الاتفاق على الآلية التنفيذية للقانون.

والتعبير عن ذلك يتمّ من خلال امور عدة ابرزُها التأجيل المتكرر لاجتماعات لجنة قانون الانتخاب، وعندما تنعقد، تشهد خلافات كبيرة، ما يَدفع الى التشكيك بجدّية الدولة في اجراء الانتخابات النيابية في موعدها على رغم كلّ تأكيدات المسؤولين، إذ انّ هذه التأكيدات يجب ان يُعبَّر عنها باتّفاق، والغريب انّ قانون الانتخاب اذا كان مشروع تسوية، فإنّ آلية الانتخاب التي هي قانونية، تستلزم ايضاً تسوية».

وأشارت المصادر الى «أنّ الامر نفسَه ينسحب على موضوع اعادة النازحين السوريين والذي تُعقد لأجله اجتماعات واستدعاءات لسفراء، لكن عملياً لا يُسجّل أيّ تقدّم لإعادة نازح واحد، علماً أنّ هذه المواضيع يفترض ان تكون في طليعة اهتمامات العهد في بداية سنتِه الثانية، خصوصاً انّ رئيس الجمهورية التزَم إجراء الانتخابات النيابية وإعادة النازحين الى بلادهم».

الكتائب لـ«الجمهورية»

وتساءلَ مصدر كتائبي مسؤول عبر «الجمهورية»: «كيف تتباهى السلطة بما تَعتبره إنجازاً لنفسِها بالتوصّل الى قانون الانتخاب وأركانُها مختلفون في الوقت نفسه على هذا القانون وطرقِ تطبيقه؟ وأيّ إنجاز هذا الذي لا يمكن الحكومة التي وضَعته ان تجد آليّةً لتطبيقه؟

وكيف يتحدثون عن إنجاز وهم غارقون في البحث عن افخاخ تَسمح لهم بمصادرة حقّ الناخب اللبناني في اختيار من يمثّله بحرية، تارةً ببطاقة تسمح للسلطة بالتحكّم في إصدارها عبر تسجيل منحِها لمن تريد وحجبِها عن معارضيها، وتارةً اخرى ببدعةِ التصويت خارج مكان القيد بحجّة تسهيل عملية الاقتراع، في حين انّ حقيقة ما تسعى اليه السلطة من هذا الطرح هو الحؤول دون مراقبةٍ جدّية لهوية الناخبين بواسطة المندوبين من ابناء المنطقة بما يسمح بتنخيبِ اشخاص لا يحقّ لهم الانتخاب أو بهويات وبطاقات يحملها غير اصحابها الاساسيين؟».

وشدّد المصدر على «أنّ بدعة الاقتراع خارج اماكن القيد بحجّة تسهيل عملية الاقتراع تخفي في طيّاتها عملية تهجير سياسي لأبناء الاطراف عبر قطعِ اتصالِهم السياسي وتفاعلِهم المباشر مع بيئتهم السياسية، بما يَسمح للقوى المسيطرة في الاطراف إحكامَ قبضتِها على تلك المناطق».

«التيار»

ومِن جهتها، ذكرت مصادر «التيار الوطني الحر» لـ«الجمهورية» أنّ نقاشاً حصل في مجلس الوزراء حول مذكّرة المشنوق المتعلقة بالتراخيص الممنوحة للبلديات في شأن إعطاء تراخيص بناء 150 متراً مربّعاً، فاعتبر باسيل انّها «مخالفة للقانون وتمحو جمالية قُرانا وبلداتنا وتهدّد السلامة العامة، خصوصاً انّها لا تمرّ على التنظيم المدني.

فأقرّ المشنوق في الجلسة انّ جميع القوى السياسية طلبوا منه العمل بمذكّرة الـ 150 متراً ما عدا «التيار الوطني الحر» الذي اعترض وزراؤه على الموضوع. فقرّر المجلس تشكيلَ لجنة وزارية تضع مشروع قانون يُرسَل الى مجلس النواب لمعالجة هذا الامر، خصوصاً في البلدات والقرى التي فيها شيوع، ولكي لا يتمّ إصدار تعاميم ومذكّرات تؤدي الى خلقِ مشكلات في البلدات التي لا شيوع فيها».

وأشارت المصادر الى انّ المجلس اقرّ وللمرّة الاولى، الترخيصَ لثلاث شركات إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح وتوزيعها، من دون ايّ اعتراض، واقرّ بند استيراد المحروقات لزوم كهرباء لبنان، ووافقَ على طلبِ وزارة الطاقة استدراجَ عروض لاستيراد النفط بعد نقاش طويل.

فدعا الوزير مروان حمادة الى إتمام الامر في ادارة المناقصات، وأيّده الوزير يوسف فنيانوس. فما كان من وزير الطاقة سيزار ابي خليل إلّا ان قال بنبرة عالية: «كفى ترداداً ببّغائياً لأسطوانة قانون المحاسبة العمومية والذهاب الى إدارة المناقصات، وكفى تضليلاً للرأي العام ولا يزايدنَّ احدٌ على وزارة الطاقة في موضوع إدارة المناقصات والعمل وفقَ القانون، فالقانون يحدّد أيّ مناقصات تذهب الى ادارة المناقصات، وأيّ مناقصات تجريها الادارات والمؤسسات العامة، كما انّ هيئة التشريع والاستشارات أعطت رأيَها القانوني في الموضوع».

وفي نهاية النقاش الذي لم يشاركوا فيه، طلبَ وزراء «القوات» الاطّلاع على رأي هيئة التشريع والاستشارات، فردّ الحريري أنّ الرأي موجود لدى رئاسة الحكومة. وانتهى الموضوع بإقرار البند».

وتساءلت مصادر «التيار»: «كيف مرَّ موضوع إنتاج الكهرباء من الرياح بسلاسةٍ لافتة؟ هل لأنّ ذلك «ما بيجيب كهرباء قبل الانتخابات بينما مناقصة البواخر بتجيب كهرباء قبل الانتخابات؟».

«القوات»

بدورها، قالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية» إنّ وزراءها طالبوا «بوضع دفتر شروط جديد وإجراء مناقصة جديدة عبر إدارة المناقصات لاستيراد الفيول والغاز خلال الفترة التي تمّ فيها التمديد للشركتين الكويتية والجزائرية، إلّا انّ الوزير سيزار ابي خليل قال أن لا حاجة لإدارة المناقصات بحجّة انّ هيئة التشريع والاستشارات أعطت إجازة لوزارة الطاقة بأن تتولى المسألة، الأمر الذي دفع وزراء «القوات» إلى مطالبة ابي خليل بالاطّلاع على كتاب هيئة التشريع والاستشارات، خصوصاً انّ مناقصة بمبالغ طائلة تستدعي الذهابَ إلى إدارة المناقصات، فاستمهل الوزير حتى اجتماع الحكومة المقبل لإطلاعها على كتاب الهيئة».

وأشارت المصادر من جهة ثانية الى «أنّ وزراء «القوات» سجّلوا من خلال وزير الإعلام ملحم رياشي اعتراضَهم على تقديم السفير اللبناني المعيّن في سوريا سعد زخيا أوراقَ اعتماده لبشّار الأسد، مقترحين ان يبقى السفير الجديد في لبنان وأن يتولى القائم بالأعمال تصريفَ الأعمال، ومتصدّين للمنطق القائل انّ عدم تعيين سفير يُفقد لبنان حقّه في السيادة والتبادل الديبلوماسي. وتفاجأت «القوات» بوقوفها وحيدةً داخل الحكومة التي انقسمت بين فريق صامت وفريق آخر تصدّى بقوّة لطرحها».

السفير في سوريا

وكان السفير زخيا قد توجّه صباح امس الى دمشق وقال بعد وصوله اليها: «أنا مسرور لأنني أتسلّم مركز عملي في دمشق، وسعيد لأنني في بلدي وبين أهلي». مضيفاً: «سنعمل لمصلحة البلدين والشعبَين».

أمن المخيّمات والحدود

على صعيد آخر، حضَر مساء امس الهمّ الأمني في «بيت الوسط» في لقاء الحريري مع كلّ من قائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم حيث اطّلع منهما على التطورات الأمنية في البلاد وعلى الحدود، وعلى التدابير الأمنية المتّخذة في بعض المناطق.

وعلمت «الجمهورية» انّ البحث تركّزَ حول امنِ المخيمات ومحيطها تحديداً على وقعِ الاتصالات الجارية بين ابراهيم وممثلي الفصائل الفلسطينية وما قطعَته التحضيرات الجارية بالتنسيق مع ممثليها لتسليم بعض المطلوبين بجرائم مختلفة بهدفِ ضمان امنِ المخيّمات ومحيطها وأمن لبنان عموما. وشدّد الحريري الذي التقى ايضاً حاكمَ مصرف لبنان رياض سلامة على أهمّية استمرار التعاون بين الأجهزة الأمنية وتعزيز كلّ اشكال التنسيق القائمة بينها بما يضمن حماية الوضع الأمني في الداخل وعلى الحدود.

لقاءات عون الكويتية

من جهةٍ ثانية وُضِعت أمس اللمسات الأخيرة على مواعيد اللقاءات التي سيعقدها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال زيارته للكويت والتي ستستمر يومين، من صباح الأحد وحتى بعد ظهر الإثنين المقبلين، وهي ستشمل، الى امير الكويت، رئيسَ الحكومة ورئيسَ مجلس الأمّة الكويتي ووزير الخارجية ورئيس الصندوق الكويتي للتنمية. كذلك سيلتقي ابناءَ الجالية اللبنانية مساء الأحد في لقاء موسّع.

الراعي

وكان البطريرك الراعي قد انتقد خلال إطلالته مع الزميل مارسيل غانم أمس، بعض الممارسات التي تحصل في العهد، وأسف لأنه «لا يوجد عندنا دولة عادلة اليوم»، مستغرباً «عدم تنفيذ بعض قرارات مجلس شورى الدولة، لأنّ هناك اعتراضاً من هذا او ذاك». وإذ أكد ثقته بالقضاء، لفت إلى أنّ «السياسيين لا يطبقون بعض القرارات».

ورفض أن «تكون التعيينات من لون واحد»، مشدّداً على وجوب «أن تراعي الحكومة مكونات المجتمع اللبناني، لأنه لا يجوز تعيين الحزبيّين فقط، لأنّ هناك الغاء لغير حزبيين».

من جهة ثانية، أكّد أنّ «أيَّ شروطٍ لم توضَع علينا لزيارة السعودية»، داعياً الأسرتين العربية والدولية إلى المساعدة لحلّ مسألة سلاح «حزب الله»، ورافضاً ربطَ حلِّه بحلِّ أزمة الشرق الأوسط».

وقال: «وضعُ «حزب الله» مرتبط بواقع اقليميّ ودولي، وعلى المنظمات الدولية الاهتمام بالموضوع، وليس من الطبيعي ان يكون هناك سلاح بيدِ حزبٍ لبناني خارج سلاح الدولة»، معتبراً أنّه «مِن غير الطبيعي وجود «حزب الله» بهذا الشكل، ولا بدّ مِن اخذِه بإطاره العربي والدولي وعدمِ رميِ حَلِّه على اللبنانيين».

إضراب واعتصام
على صعيدٍ آخر بدأ الكباش الحاصل، بين إدارات المدارس والأساتذة والأهالي، نتيجة تداعيات إقرار السلسلة، يأخُذ منحىً جديداً، فرغم دعوةِ وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة نقابةَ معلّمي التعليم الخاص إلى عدمِ الإضراب، إلّا أنّ معظم الأساتذة أضربوا أمس، ولازَم الآلافُ من التلاميذ منازلهم. وفي المقابل يَعقد اتّحاد المؤسسات التربوية الخاصة اجتماعاً اليومَ لتحديد خطواتِه المرتقَبة، أمّا لجان الأهل فتستعدّ للمرّة الأولى إلى الاعتصام عند الرابعة بَعد ظهر بعد غدٍ في ساحة ساسين رفضاً لأيّ زيادةٍ.

في هذا السياق، أسفَ رئيس اللجنة الأسقفية المطران حنا رحمة إلى ما آلت إليه الظروف، قائلاً لـ«الجمهورية»: «الإضراب لم يكن ضربة معلّم، ودعسةً ناقصة لا تقود إلى حلّ»، معتبراً أنّ «في القانون 46 مجموعة من الأمور الغوغائية غير الواضحة ويتعذّر المضيُّ بها، كالحديث عن المفعول الرجعي»، مؤكّداً في الوقت عينِه: «أنّه يَصعب طمأنةُ أحدٍ أنّه ما مِن زيادة على الأقساط ما لم تُبادر الدولة إلى دفعِ الزيادات»

 

 

اللواء :

قطع الرئيس سعد الحريري، خلال جلسة مجلس الوزراء أمس، دابر أي تأويل خاطئ، واستنتاجات متسرعة، عندما تحدث وبصورة رسمية عن محادثاته في المملكة العربية السعودية، وقال: ان السعودية حريصة جدا على الاستقرار في لبنان، وكل ما يذكر في الاعلام غير ذلك مجافٍ للحقيقة.

ويأتي هذا التأكيد، بالتزامن مع ما كشفه البطريرك الماروني مار بطرس بشارة الراعي من انه سيلبي الدعوة الرسمية لزيارة المملكة العربية السعودية خلال أسبوعين، مشيرا إلى انه تلقى دعوة في شباط 2013 لزيارة المملكة لكن ظروفا غير مؤاتية حالت دون ذلك، مؤكدا انه يذهب إلى هناك كرجل حوار وسلام، ومعه شعاره «شركة ومحبة» رافضا ربط معالجة سلاح «حزب الله» بالحل في المنطقة، مطالبا بمبادرات عربية ودولية لإيجاد حل لمشكلة «حزب الله»، مؤكدا ان هناك تأثيرا ايرانيا على لبنان.. وأن موضوع «حزب الله» ليس لبنانيا محضا، وقال: يمكن ان يستغرق الحل في الشرق الأوسط مائة سنة، فهل ننتظر مائة سنة لإيجاد حل لمشكلة سلاح الحزب؟

ولاحظت مصادر سياسية ان هذا الموقف يُشكّل ردا على ما أعلنه الرئيس ميشال عون، في الاطلالة التلفزيونية التي أعلن فيها ان مصير سلاح «حزب الله» مرتبط بالحل في الشرق الأوسط..

وعلى قاعدة ان الشيء بالشيء يذكر، فقد تحدثت معلومات عن ان قيادة التيار الوطني الحر ورئيسه الوزير جبران باسيل لديهم ملاحظات، وتقييم سلبي للاطلالة التلفزيونية، لمناسبة مرور سنة على عهد الرئيس ميشال عون.

وتتعلق الملاحظات ليس بالمواقف التي أطلقت وإن كان بعضها اثار إشكالات، مع المجلس النيابي، ومع أطراف لا تتفق بالرؤية حول «حزب الله» لبنانيا وعربيا، وحتى دوليا وحسب، بل ايضا بإدارة الإطلالة منذ ان كانت فكرة إلى التنفيذ، فضلا عن الأسئلة المحرجة، والتي كانت تقتضي ظروفا أخرى لطرحها، وفي غير مناسبة.

وفي ما خص التباين الداخلي حول «حزب الله»، وسط احتدام المواجهة بعد الاستهدافات المتكررة من الجيش الإسرائيلي لمواقع أو شاحنات أسلحة تابعة لـ«حزب الله»، في سوريا، أو تتعلق بالنظام، ذكرت مصادر تؤكد دبلوماسية بارزة في بيروت ان الدول التي تواجه «حزب الله» سياسيا واقتصاديا وفي مقدمها الولايات المتحدة الأميركية لا تستهدف لبنان حكومة ومؤسسات بشكل خاص إنما تستعمل الحزب كمنصة لتوجيه الرسائل إلى إيران للضغط عليها في المفاوضات حول الملف السوري.

مجلس الوزراء

على ان اللافت بعد جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت أمس في السراي، غداء المصالحة بين الوزيرين نهاد المشنوق وجبران باسيل، إلى مائدة الرئيس الحريري، بعد انتهاء الجلسة التي تخطت الوقت المحدد لها، فطار اجتماع اللجنة الوزارية لتطبيق قانون الانتخاب الذي كان موعده في الثانية والنصف بعد الظهر وارجيء إلى اليوم، وطار معه ايضا اجتماع اللجنة الوزارية الاقتصادية الذي كان محددا في السادسة مساء، وارجيء دون تحديد موعد جديد لها.

وبحسب مصادر وزارية، فإن الرئيس الحريري استهل الجلسة بكلام مقتضب عن زيارته للمملكة العربية السعودية، فشرح نتائجها، مؤكدا حرص المملكة على استقرار لبنان ووقوفها إلى جانبه، لافتا إلى ان اللقاءات التي أجراها هناك، ولا سيما مع ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان كانت إيجابية، آملا بأن يكون لها انعكاسات قريبا على لبنان، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي.

اما غداء المصالحة، فلم تشأ المصادر ان تضعه حصرا بالوزيرين المتخاصمين، على اعتبار ان وزراء آخرين شاركوا في الغداء، بينهم الوزير علي حسن خليل ووزيرا القوات اللبنانية غسّان حاصباني وبيار بوعاصي، وقالت ان الرئيس الحريري تمنى على الوزراء بعد انتهاء الجلسة تناول الغداء معه، فبقي من بقي، ووصفت الأجواء بين المشنوق وباسيل خلال الغداء بأنها كانت عادية جدا.

وحرص باسيل، لدى مغادرته السراي على نفي توتر العلاقات بينه وبين المشنوق، لكنه أوضح انه اعترض على مذكرة وزير الداخلية بخصوص السماح للبلديات إعطاء رخص بناء على مساحة 150 مترا، باعتبارها مخالفة للقانون، وهناك مرسوم لا يمكن الغاؤه بمذكرة بل بمرسوم، لافتا بأن الاشكال انتهى بتشكيل لجنة وزارية للبحث في الملف ومتابعته.

وإلى جانب هذا الخلاف الذي ادرج في سياق الخلاف بين الوزيرين، لم يخل مجلس الوزراء من بعض التوتر على خلفية تعيين سفير لبناني في سوريا، خلال طرح البند الثالث من جدول الأعمال المتعلق بطلب وزارة الخارجية اجراء تعديل على نقل وتعيين سفيرين اثنين، حيث تمت الموافقة على تعيين السفير في الارجنتين انطونيو عنداري في الفاتيكان ونقل السفير المعين فيها جوني إبراهيم إلى الارجنتين، إذ طلب وزير الإعلام ملحم رياشي الكلام مقترحا باسم وزراء القوات على التحاق السفير اللبناني المعين في سوريا سعد زخيا بمركزه في دمشق، وعلى تقديم أوراق اعتماده إلى الرئيس بشار الأسد، مطالبا بتأجيل ذلك إلى حين عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية على الأقل، مذكرا بأن سفراء عربا كثرا لم يقدموا اوراقهم إلى الأسد منذ بدأ الأزمة، الا ان اعتراض القوات لم يؤخذ بالاعتبار، بعد نقاش طويل شارك فيه أكثر من وزير، وبينهم الوزير باسيل الذي أشار إلى ضرورة استمرار العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا، وأن تكون بديلا للتعاطي السابق من خلال المجلس الأعلى اللبناني - السوري وأيده في ذلك عدد من الوزراء.

تجدر الإشارة إلى ان السفير زخيا وصل أمس إلى دمشق، وقال في تصريح لمحطة «المنار» الناطقة بلسان «حزب الله» بأنه «مسرور لاستلامه مركز عمله في دمشق». وأنا سعيد لانني في بلدي، وبين أهلي، مؤكدا «انه سيعمل لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين».

وفي سياق ديبلوماسي، متصل، كشف تلفزيون «المستقبل» ان السعودية وافقت على تعيين السفير الجديد لديها فوزي كبارة، بعد ان كان الأمر مبهما في السابق، بحسب تعبير المحطة المذكورة.

واقر المجلس، من ضمن جدول أعماله، موضوع إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح، حيث سيتم إعطاء ثلاث رخص لشركات خاصة لانتاج الكهرباء باستخدام اراض في عكار، كما وافق على عرض وزارة الطاقة لموضوع تزويد مؤسسة كهرباء لبنان بحاجاتها من مادتي الفيول والغاز اويل، بعد ان أخذ هذا الموضوع نقاشا مطولا من قبل الوزراء استغرق أكثر من ساعة ونصف الساعة، خصوصا وأن عقود النفط تجدد دون دراسة مسبقة أو استدراج العروض منذ العام 2011، علما ان الدولة تدفع أكثر من ملياري دولار سنويا على عقود استيراد المحروقات لزوم مؤسسة الكهرباء.

وأعلن الوزير سيزار أبي خليل لـ «اللواء» بعد الجلسة، انه تمّ تخفيض حوالى 100 مليون دولار من الفاتورة النفطية، وانه وضع امام الوزراء مجموعة خيارات، من بينها اجراء مناقصة أو الاستمرار بتجديد العقود، وبالنهاية تمّ التوافق على اجراء المناقصة.

لجنة قانون الانتخاب

إلى ذلك، علمت «اللواء» ان اجتماع لجنة قانون الانتخاب حدّد عند الثانية عشرة ظهر اليوم، حيث سيركز النقاش على نقطتي الخلاف وهما: التسجيل المسبق والبطاقة البيومترية، حيث ما زال الوزير باسيل متمسكا برفض التسجيل المسبق للناخبين باعتبار انه يحد من حرية الناخب، ويصر ان تكون البطاقة البيومترية متاحة امام جميع الناخبين، وهو الأمر الذي يرأى فيه الوزير المشنوق نوعا من الصعوبة، لعدم تمكن الوزارة من إنجاز أكثر من ثلاثة ملايين بطاقة في الفترة المتاحة قانونا لاجراء الانتخابات في أيّار من السنة المقبلة، واقترح لذلك الخطة «ب» التي تقضي بتأمين حوالى 500 ألف بطاقة شرط ان يتم تسجيل مسبق لمن يرغب بأن يقترع خارج مكان قيد نفوس، ضمن المراكز العشرة التي ستنشأ لهذه الغاية وتدعى «ميغاسنتر».

وعشية اجتماع اللجنة، أوضح مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، في دردشة مع الصحافيين أمس، ان الوقت بات مداهما للجميع، لافتا إلى ان لا موقف مبدئيا لتيار «المستقبل» حيال التسجيل المسبق، مؤكداً انه مع الحل الذي يسهل تطبيق القانون.

ولم تستبعد مصادر مطلعة أن يتم الاتفاق بنهاية المطاف على إجراء الانتخاب بموجب الهوية المعتمدة حالياً أو جواز السفر، طالما أن قانون الانتخاب يجيز ذلك، إذا لم ير إلى اعتماد البطاقة البيومترية.

زيارة الراعي إلى السعودية

في هذا الوقت، أعلن البطريرك الماروني بشارة الراعي، انه سيلبي الدعوة لزيارة السعودية بعد أسبوعين، وانه سيكون أول بطريرك ماروني يزور المملكة، علماً ان بطاركة آخرين من الروم الارثوذكس كانوا زاروا السعودية في مناسبات سابقة، أهمها قمّة الرياض العربية التي شاركة فيها البطريرك الراحل هزيم.

وكشف الراعي، في مقابلة مع تلفزيون المؤسسة اللبنانية للإرسال lbc، ضمن برنامج «حديث الناس» انه سبق ان تلقى دعوة مماثلة في شباط من العام 2013 من الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز لزيارة المملكة، لكن الوقت لم يكن مناسباً لتزامنه مع انتخاب بابا جديد للفاتيكان،، ثم جاء الفراغ الرئاسي، وخلاله توفي الملك عبد الله، وأنه فضل عدم القيام بالزيارة، خشية أن تعطى لها أبعاداً ومفاهيم غير مستحبة.

وأوضح ان الزيارة ستكون ليوم واحد، وسيرافقه فيها مطران ووفد اعلامي، وانه بعد أسبوع سيتبلغ برنامج الزيارة، ومبدئياً ستكون له لقاءات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ومع ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان، نافياً أن تكون للزيارة شروط، موضحا ان خطابه في ظل التوتر السائد في المنطقة سيكون خطاب توافق وسلام، وانه ليس سياسياً حتى تكون محادثاته سياسية.

ولفت إلى ان موضوع «حزب الله» ليس موضوعاً لبنانياً صرفاً، وإنما هو مرتبط بقضايا وشؤون إقليمية، موضحاً انه يخالف وجهة نظر الرئيس عون الذي ربط حل سلاح «حزب الله» بانتهاء أزمة الشرق الأوسط، على اعتبار ان حل هذه الأزمة قد يحتاج إلى سنوات عديدة، بينما هو يقول ان حل أزمة سلاح حزب الله مسؤولية دولية وعربية، التي يفترض أن يكون لها دور ، ملاحظاً أن هناك فرقاً بين رأيه وبين رأي الرئيس عون بانتظار حل أزمة المنطقة، مشدداً على ان مسألة القدس من الطبيعي أن تكون ضمن المحادثات التي سيجريها، لأن القدس تعنينا كمسيحيين في الدرجة الأولى.

عون في الكويت

ومن المقرّر أن يتوجه الرئيس ميشال عون يوم الأحد المقبل الى الكويت في زيارة رسمية تستمر يوماً واحداً، يلتقي خلالها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وكبار المسؤولين الكويتيين، ويجري معهم محادثات تتناول العلاقات بين البلدين والوضع في المنطقة، بالإضافة إلى أزمة النزوح السوري.

وسيرافق الرئيس عون في هذه الزيارة الوزراء: باسيل، جمال الجراح، عناية عز الدين، بيار رفول، أيمن شقير ورئيس مجلس الإنماء والاعمار المهندس نبيل الجسر.

وأفادت معلومات ان أبرز ملفات البحث ستتركز على خطة لبنان لإعادة النازحين السوريين ومشاريع الصندوق الكويتي للتنمية في لبنان، مشيرة إلى ان مسألة «خلية العبدلي» غير مطروحة للبحث، وكذلك مسألة تعيين سفير لبنان في الكويت، على اعتبار أن الخارجية لم ترسل أوراق اعتماد السفير المعين ريان سعيد بعدما تبلغت الاعتراض على تعيين شيعي في هذا الموقع في الكويت.

من ناحية ثانية، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللــواء» أن ما من معطيات حول قيام أي تواصل بين الرئيس عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع. 

وأفادت المصادر أن أي تواصل يحصل يعلن عنه.

 إلى ذلك رأت المصادر أن الرئيس يدفع في اتجاه التركيز على الملف الاقتصادي انطلاقا من الورقة التي يعمل عليها وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري بعد إقرارها في مجلس الوزراء في الجلسة التي انعقدت في قصر بعبدا مؤخراً .

في شـأن حياتي يومي شهدت شوارع العاصمة بيروت زحمة سير خانقة طوال ساعات نهار يوم أمس، اشتدت مع ساعات الليل الأولى، لا سيما عند المدخل الشمالي للعاصمة ما بين فندق فورسيزنز وبيال، ما أدى إلى اصطفاف طوابير السيّارات في المحلة، وحبس المواطنين فيها لساعات طويلة وتعطل أعمالهم.

 

 

الاخبار :

في خطوة تعدّ مؤشراً الى تعديل في سياسة الادارة الاميركية تجاه الملف السوري، استقبلت دمشق، قبل أيام، أول موظف أميركي رسمي، زارها بصورة غير معلنة، ممثلاً لأحد أبرز الأجهزة الأمنية الأميركية.
وعلمت «الأخبار» أن المسؤول الذي يشغل منصباً رفيعاً جداً رتّب لزيارته عبر اتصالات مع أصدقاء مشتركين مع سوريا.

وهو وصل الى بيروت مطلع الاسبوع الجاري، وتوجّه براً، بمرافقة أمنية لبنانية الثلاثاء الماضي، الى العاصمة السورية حيث أمضى ساعات عدة في ضيافة مسؤول أمني سوري رفيع، قبل أن يعود الى بيروت.
وبحسب المعلومات، فإن الموفد كان يتابع اتصالات أجراها مسؤولون أمنيون أميركيون، من بينهم مدير الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) مايكل بومبيو، مع رئيس مجلس الامن القومي السوري اللواء علي مملوك. وتتعلق هذه الاتصالات بمتابعة ملفات تخصّ مفقودين أميركيين في سوريا، يُعتقد أن من بينهم عملاء للاستخبارات العسكرية الاميركية، وهو ما تريد الولايات المتحدة التثبّت منه، بعدما وصلها ملف رسمي فيه معطيات واسعة عن هؤلاء.
وتفيد المعلومات بأن القيادة السورية تعاملت مع الزيارة بحذر. ويبدو أن دمشق قررت تحديد مستوى المسؤولين الذين التقاهم الضيف الاميركي، من دون حماسة لاستقباله من قبل قيادات سياسية رفيعة، خصوصاً أن التجربة مع الجانب الاميركي غير مشجعة، إذ إن موفدين جاؤوا إلى دمشق سابقاً من دون أي نتائج لزياراتهم. كذلك يبدو أن دمشق غير راغبة في حصر التواصل معها عبر القناة الأمنية، إضافة الى الاقتناع بأن وجود القوات الاميركية على الاراضي السورية يشكل عامل احتلال.


 


وعُلم أن الموفد الامني الذي عرف باسم «ديفيد» أبلغ المسؤول الامني السوري الذي قابله أن الوجود العسكري الاميركي على الاراضي السورية له طابع استشاري، وأن عمل القوات الأميركية محصور بمحاربة تنظيم «داعش»، وأكد أن الولايات المتحدة وجيشها ليسا في وارد الاصطدام عسكرياً بأي جهة أخرى في سوريا. كذلك كان لافتاً تأكيده أن حكومته لا تنوي الإبقاء على أيّ قاعدة عسكرية أو وجود عسكري في سوريا بعد التخلص من «داعش»، وأن واشنطن لم تتعهد لأيّ جهة من المعارضة السورية بالبقاء في الاراضي السورية، في إشارة الى «قوات سوريا الديموقراطية» عموماً، والأكراد خصوصاً.
ونقلت المعلومات أن الموفد الامني الاميركي تحدث باستخفاف عن قدرات المجموعات المسلحة المعارضة للنظام، وشدد على أن بلاده لا تثق بقدرة هذه المجموعات على تحقيق سيطرة دائمة على أي منطقة ولا على تحقيق الاستقرار. كذلك أكد أن واشنطن تسعى مع موسكو لوضع ترتيبات لمرحلة ما بعد «داعش»، تستند الى موافقة النظام السوري.
وفيما رفضت مصادر لبنانية وسورية التعليق على الخبر، أفادت المعلومات بأن ملفات أثيرت خلال اللقاء الأميركي ـــ السوري تتطلب متابعة لاحقة بين الطرفين. لكن دمشق لا تظهر استعداداً أو حماسة للتعاون الأمني، من دون إعلان واشنطن تغييرات واضحة في سياستها.
يشار الى أن عضو الكونغرس تولسي غابارد زارت دمشق منتصف كانون الثاني الماضي، والتقت الرئيس بشار الاسد. وبعد عودتها الى واشنطن انطلقت ضدها حملة انتهت الى قرار من لجنة خاصة في الكونغرس بإخضاعها لجلسات تحقيق، انتهت قبل شهر الى أنها لم تخالف القوانين الاميركية.
غابارد التي كانت قد التقت الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل زيارتها لسوريا وحملت منه رسالة الى الاسد، قدمت الى البيت الابيض تقريراً عن زيارتها وملفات إضافية تمت إحالتها الى الاجهزة الامنية الاميركية للتدقيق والمتابعة. وهو ما حصل، رغم أنه نقل عن مسؤولين في البيت الابيض قولهم إن ترامب لم يكن بمقدوره متابعة الملف، وإن المحيطين به انتقدوا تسرّعه في هذه الخطوة، وفي إعلان أن لا مشكلة مع بقاء الرئيس السوري في منصبه.

 

الأسد: الحرب لم تنته

وفي السياق نفسه، نقل زوار دمشق عن الرئيس السوري رفضه كل محاولة من جانب أي جهة في العالم لطرح حلول سياسية تستند الى تخلّي السلطة المركزية، ولو بصورة مؤقتة، عن سلطتها الكاملة والمطلقة على كامل الاراضي السورية. وقال الزوار إن الأسد أبلغ حلفاء دمشق وأصدقاءها أنه ليس في وارد القبول بأي طروحات ترد ضمن مساعي الحل السياسي، تقضي بترك مناطق سورية تحت وصاية تركيا أو الولايات المتحدة أو الاردن،