تل أبيب تحب بيروت، وهل أحب الإسرائيليون لبنان يومًا من الأيام؟، وإن أحبت تل أبيب بيروت، فبيروت لن تنسى ولن تحب تل أبيب!!
 

"تل أبيب تحب بيروت"!! وهل أحب الإسرائيليون لبنان يومًا من الأيام؟!، بالفعل تل أبيب تحب بيروت!، ولأنها تحبها دمرت طائرات العدو الإسرائيلي مبانيها وطرقاتها وشوارعها في عملية عناقيد الغضب وحرب تموز، ولأنها تحب بيروت قتلت أطفالها ونسائها، وافتعلت المجازر وغرقت بيروت بدماء أبنائها وشهداءها.... فهكذا أحبت تل أبيب بيروت!!!

وهذا "الحب الوقح" تصدر موقع "تويتر" الأحد الماضي تحت هاشتاغ "تل أبيب تحب بيروت"، بعد أن أطلقه الإسرائيليون الذين نشروا صورًا ومقاطع فيديو تُظهر "حبهم" للبنانيين، وما يجمع المدينتين من قواسم مشتركة.
ما دفع المغردين اللبنانيين إلى رفضهم لهذا الهاشتاغ، والتعبير عن إنزعاجهم، مستذكرين تاريخ الصراع بين إسرائيل ولبنان، باعتبار أن هذا الهاشتاغ لا يُمثل سياسة إسرائيل الحقيقية تجاه لبنان، مفضلين عدم الإنخراط في نقاش مع الإسرائيليين حول هذا الموضوع على موقع "تويتر".

أما قصّة انتشار الهاشتاغ بدأت عندما نشرت مجلة "فوربس" الأميركية مقالاً بعنوان "بعض المفاجآت العالمية: ثماني وجهات مفضلة للسفر في الخريف والشتاء"، ومن بينها بيروت وتل أبيب.

إقرأ أيضًا: سرايا المقاومة تلاحق كل من شارك في أحداث حي السلم الأخيرة
بعدها قام المستثمر الإسرائيلي مارك ليبوفيتش بمشاركة النص، ذاكرًا حساب شركة Beirut City Guide التابع لموقع beirut.com، والذي يقدّم معلومات عن العاصمة اللبنانية، وأبرز الأنشطة والأماكن فيها والحساب الرسمي للسياحة في تل أبيب.
وفي المقابل سارع  موقع شركة  Beirut City Guide إلى تسجيل اعتراضه، متوجّهًا إلى ليبوفيتش في سؤال "أيمكن استبعادنا من هذا الموضوع؟"، ما أدى إلى قيام الإسرائيليين بإطلاق هاشتاغ #TelAvivLovesBeirut بالإنكليزية بهدف انتقاد طلب الشركة، وتسليط الضوء على التشابه بين المدينتين المطلتين على البحر المتوسط أي بيروت وتل أبيب.
وتحول الهاشتاغ إلى معركة تغريدات بين اللبنانيين والإسرائيليين، وبدوره الموساد الإسرائيلي، إنتقد شركة Beirut City Guide باعتبار أنها رفضت ذكر إسمها في المقال المذكور ونشر صورة تحمل عبارة "Because We Care"، وحاول إستفزاز اللبنانيين عبر توتير مغرّدًا تحت هاشتاغ TelAvivLovesBeirut قائلاً: "فليعلموا أن تل أبيب تحب بيروت"، كما وأعاد نشر صورة ملكة جمال لبنان السابقة سالي جريج التي التقطت صورة مع ملكة جمال اسرائيل.

في وقت بررت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية "أن ما قام به الإسرائيليون واليهود ليس سوى حملة عفوية للتعبير عن مشاعرهم الدافئة تجاه باريس الشرق الأوسط، إلا أن هذه المشاعر لم تُبادل بالمثل، بل بالهجوم والشتائم"، فما الذي كان يتوقعه الإسرائيليون من الشعب اللبناني؛ أن ينسى دماء الشهداء، وأشلاء الأطفال؟ أن ينسى كيف اجتاح العدو الإسرائيل بيروت والجنوب؟ كيف اغتصب فلسطين؟ فمهما أحبت تل أبيب بيروت، فبيروت لن تنسى ولن تحب تل ابيب.