تنشط تجارة الأسلحة في مخيم عين الحلوة إذ تشتريها المجموعاتُ الإرهابية بمختلف مسمياتها من السوق السوداء في المخيم لقاء 500 الى 1000 دولار عن سلاح الكلاشنكوف. ورغم تقهقر هذه المجموعات وخسارتها لحيّ الطيري في المعركة الأخيرة حيث سيطرت حركة «فتح»، إلّا أنّ مجموعة بلال بدر تتحسّب للمرحلة المقبلة وترفض تسليم عناصرها «بالهيّن» كما يتردّد، وترفض كل العروض التي قُدِّمت إليها بالتسليم الطوعي وتتهيّأ للأسوأ الذي ينتظرها
 

أوضح مصدر في «فتح» لـ«الجمهورية»، حول ما يتعلّق بمصادر تمويل جماعة بدر، أنّ «التاجر الفلسطيني أسامة ابراهيم الذي يملك «محلات الأمير» وسنترالاً هاتفياً ويدير أكبر شبكة مولدات كهربائية في الشارع الفوقاني، تولّى في السابق خلال المعركتين اللتين قادهما بدر ضد القوة الفلسطينية المشتركة والأمن الوطني الفلسطيني، تمويله لشراء الأسلحة وقدّم له في معركة نيسان الماضية مبلغ 12 ألف دولار لشراء كمية كبيرة من السلاح الذي تسبّب بتدمير جزئي لحيّ الطيري، واشترى له في المعركة الثانية السلاح أيضاً والذي دمّر الحيّ المذكور بكامله».

وقال المصدر إنّ «علاقة ابراهيم مع بدر بدأت منذ أكثر من 5 سنوات، عندما فتح الأول محلّاً لبيع الأجهزة الخلوية ومستلزماتها وصيانتها وسنترالاً داخلياً عند الشارع الفوقاني في حيّ الطيري، وسرعان ما تطوّرت العلاقة بين الطرفين لتصبح علاقة احتضان وتمويل مادي، حيث أخذت في البداية شكلَ مساعدات مادّية بمبالغ صغيرة»، لافتاً الى أنه «سرعان ما تطوّرت العلاقة الى تكليف كمال بدر، شقيق بلال بدر، بإدارة شبكة المولدات الكهربائية التابعة لابراهيم الذي خصّص مبالغ مالية شهرية لبدر ومجموعته الإرهابية، عبارة عن 750 دولاراً شهرياً لكلّ من بدر والمبلغ نفسه لشقيقه وهو ما ينطبق أيضاً على عمر الناطور وخالد الصفدي وهما من إرهابيّي بدر».

وأشار المصدر الى أنّ «تاجر الأسلحة خالد الصفدي والمنتمي الى مجموعة بدر تولّى شراء الأسلحة وإبرام صفقاتها على أن يغطي ثمنها ابراهيم الذي لم يتوقف دوره هنا، بل أغدق على البارزين في مجموعة بدر بالعطاءات، ومنها شراء مسدّس للإرهابي محمود عزب الملقب بـ«حسن فولز» والذي اغتال سائق التاكسي العمومي «سيمون» منذ قرابة العام، وكذلك اشترى مسدساً للمدعو كمال بدر، فضلاً عن تغطيته ثمن أسلحة وذخائر اشتراها الصفدي لصالح بدر بعد معركة الطيري الاولى في شهر نيسان المنصرم، والتي بلغت قيمتها 12 ألف دولار أميركي وتوفير الطعام الساخن لمقاتلي بدر خلال المعركة، والذي كان يُحضّر في سنترال ابراهيم في المخيم ومنه كانت تأتي المكالمات الهاتفية لبدر للاستمرار بالمعركة، وتحديداً من أمير «النصرة» الإرهابي أبو مالك التلي الذي كان يرسل إليه الأموال ليكون أمير «النصرة» في المخيم، وكان يطالبه بالصمود في المعركة ويعطيه معنويات».

وكشف المصدر أنّ «الدعم على الصعيد الشخصي كان من نصيب بدر، حيث ساعده ابراهيم في بناء منزله الجديد الواقع في حيّ الطيري والمشرف على بستان الطيار الملاصق للحيّ، مقدِّماً كاميرات مراقبة وُضعت في محيط منزل بدر والأزقّة المؤدّية اليه».

واعتبر أنّ «فصول دعم ابراهيم لبدر ومجموعته لم تنتهِ عند هذا الحدّ، بل استمرّت بعد معركة الطيري الثانية، ورغم انتهائها بطرد بدر ومجموعته ومَن يسانده منه، إلّا أنّ ابراهيم استمرّ في تقديم الدعم المادّي لهم عبر الإرهابي ماهر حجير المقرَّب من بدر وابراهيم».

من جهة أخرى، سُمع صباح أمس إطلاقُ نار في الهواء في الشارع الفوقاني للمخيم على خلفية إشكال واحتجاج على منشورات على الانترنت، ما أثار حالاً من الخوف لدى طلاب مدارس وكالة «الاونروا» القريبة من المكان، إلّا أنّ اتصالاتٍ أجراها قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب أدّت الى تسيير دورية للأمن الوطني في محيط المدارس، فعاد الاستقرار والارتياح الى المكان».