لم تعد تنفع مع اللبنانيين شعارات مذهبية أو طائفية ولم يعد سلاح المقاومة أداة فعالة للإستثمار السياسي والإنتخابي
 

يوما بعد يوم يقترب موعد الإنتخابات النيابية المحدد في أيار 2018 وبدأ اللبنانيون يتحدثون في مجالسهم اليومية وعبر السوشيال ميديا عن أداء النواب الحاليين وما هو مطلوب من المرشحين العازمين على خوض التجربة الإنتخابية.
ولا شك أن حاجات اللبناني كثيرة اليوم وهو مصاب بخيبة أمل كبيرة من نواب الأمة الحاليين الذين مددوا لأنفسهم ثلاث مرات بحجج واهية تراوحت بين الخطر الأمني والبطاقة الممغنطة ، غير أن السبب الحقيقي والتي أثبتته الأيام هو أن الخوف لدى بعض القوى السياسية من هذه الإنتخابات كانت السبب في تأجيلها لأكثر من مرة كما حصل أيضا في الإنتخابات الفرعية التي تم إلغاؤها.
وعلى أحزاب السلطة اليوم أن يدركوا حقيقة مطالب اللبنانيين الذين أصبحوا اليوم أكثر نضجا بخياراتهم وإختياراتهم فلم تعد تنفع معهم شعارات مذهبية أو طائفية ولم يعد سلاح " المقاومة " أداة فعالة للإستثمار السياسي والإنتخابي ولا التجارة بدماء الشهداء وتربيح الناس " جميلة " حمايتهم والدفاع عنهم.

إقرأ أيضا : هل ستعترض المعارضة اللبنانية على القوانين المقترحة في جلسة الإثنين ؟
كل هذه الشعارات سقطت ولم تعد تنفع مع اللبنانيين الذين يطالبون اليوم بأمور أخرى أكثر أهمية بالنسبة لهم.
فهم يريدون من المرشحين للإنتخابات النيابية أن يبنوا لهم دولة القانون وإحترام الحريات وأن يؤمنوا لهم الكهرباء 24/24  والمياه والإنترنت السريع والطرقات المعبدة والبنى التحتية المتطورة ومجانية التعليم والضمان الصحي وخلق فرص عمل جديدة وتخفيض نسب البطالة وغيرها.
بإختصار ، يريد اللبناني من المرشح للإنتخابات النيابية حفظ كرامته بتأمين لقمة العيش والحياة الكريمة لا أن يتذلل المواطن على أبواب المستشفيات ويموت عطشا وجوعا أو بردا ثم يأتي حضرة النائب في جنازته ويقول :" نحن رفعنا لكم كرامتكم ".
كرامة الشعب اللبناني يا حضرة النواب تتأمن بفرص العمل لا الشعارات الفارغة والمملة!