هل كانت رسالة مقصودة ؟
 

حملت الكلمتان اللتان ألقاهما الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الليلة العاشرة من محرم وفي اليوم العاشر منه العديد من الشيفرات والرسائل لدول الإقليم والعالم وبطليعتهم المملكة العربية السعودية.
وعلى الرغم من الكلام الهجومي القاسي الذي شنه نصر الله على السعودية والمذهب الوهابي إلا أن كلامه تضمن رسائل سياسية تريد إيران إيصالها للسعودية عبر حزب الله.
فقد ذكر نصر الله السعودية بمشروعها السياسي المتخبط في المنطقة من سوريا إلى اليمن كما يرى هو وحذرها من المضي في مشروع التقسيم لأنها أكثر دولة مؤهلة لهذا التقسيم ، لكنه إستكمل كلامه في نفس السياق ودعاها إلى الهدوء والتعقل الذي يؤمن مصالح الجميع.

إقرأ أيضا : نصر الله لليهود : غادروا فلسطين المحتلة وعودوا الى البلدان التي جئتم منها
ولا شك أن هذه الكلمات التي ساقها نصر الله في خطابه لها دلالات سياسية مرتبطة بالكلام الأخير لوزير خارجية الجمهورية الإسلامية في إيران محمد جواد الظريف والذي قال أن للسعودية دور كبير في المنطقة وهذا الدور محترم.
فلا شك أن إيران لم تعد تحتمل كلفات المواجهة في المنطقة وقد إستشعرت خطرا عندما ذهب الأكراد إلى التصويت على الإنفصال ورأت أن ما حققته من مكاسب عبر سنين لم يكن سوى مكاسب إعلامية إستنفذت قواها وقوى حلفائها وأن الخطر على عكس ما تروج أصبح على حدودها.
لذلك، رأى العديد من المراقبين أن نصر الله بدعوته لحفظ مصالح الجميع يود إيصال رسالة من طهران للرياض بأن إيران تريد الحل.
وأن يأتي الكلام على لسان نصر الله نفسه فله دلالات كونه يعتبر الرمز الأكثر تهجما على الرياض في المحور الإيراني بالسنوات الماضية وهذا بنظر طهران قد يوحي للرياض بجدية عرضها للحوار.