هل حزب الله على حق؟
 


قرأ العديد من العلماء والباحثين في التاريخ سيرة الإمام الحسين ( ع ) وواقعة كربلاء، وإنقسمت الآراء حولها ليس لناحية صوابية خروج الحسين والتي أجمع كل الباحثين أن الحسين كان على حق في ذلك بل إنقسموا حول معنى الإنتصار والفشل لمشروع الإمام الحسين.
والشيعة بالتحديد رأوا بأن الحسين إنتصر في النهاية على الرغم من إستشهاده وكرسوا شعار " إنتصار الدم على السيف " أي إنتصار الحق على القوة.
وتعتبر هذه القضية من الأمور الجدلية بل والفلسفية حول تحديد مفهوم القوة والحق والربط بينهما.

إقرأ أيضا : أميركا تفرض عقوبات قاسية على حزب الله ... هل الحزب المتضرر الوحيد في لبنان ؟
فثمة من يعتبر أن مجرد أن ينتصر طرف فهذا يعني أنه على حق وهذا تخالفه سيرة الحسين الذي لم يحقق النصر  عسكريا لكنه كان على حق.
وبين رأي آخر يرى أن المعيار هو الحق وليس الإنتصار حتى لو فشل صاحب الحق وهذا يثبته إنتصار يزيد العسكري  وهو على باطل على الإمام الحسين ( ع ) الذي يمثل الحق بأكمله.
لذلك أتباع الإمام الحسين ومحبيه خصوصا في أوساط حزب الله يخلطون بين الحق والقوة ويعتبرون أن حزب الله على حق لأن مشروعه إنتصر  ( حسب رأيهم بالتأكيد )  وهذا ما تخالفه سيرة الحسين كما ذكرنا.
أضف أن التناقضات التي وقع فيها حزب الله ورافقت أداؤه منذ الربيع العربي بالتحديد وإندلاع الثورات تثبت أن حزب الله إشتغل سياسة على أساس المصلحة وأسباب القوة لا على أساس الحق.
وإلا فكيف سيفسر حزب الله تضامنه وتأييده لثورات مصر واليمن والبحرين وتونس وليبيا وإعتبارها ثورة المظلوم ضد الظالم وهي محاكاة لثورة الإمام الحسين ومن ثم رفضه الإعتراف بالثورة السورية ومحاربتها لاحقا بحجج واهية؟!
عند هذا السؤال الجوهري بدأت تتحدد سياسة حزب الله في السنوات الماضية، في ظل سياسة إنتصر فيها لتمتعه بعناصر القوة ( عتاد ، تدريب ، تمويل ... ) لا لأنه على حق ( المعيار الثابت في دعم كل الثورات والمظلومين من دون إستثناء ).