في تقرير مثير للحرب المقبلة مع حزب الله، إستعرضت صحيفة إسرائيلية مدى نجاعة الضربات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف إرساليات السلاح من إيران إلى حزب الله في لبنان عبر سوريا
 

فبعد الهجمات التي شنتها إسرائيل – وفق مصادر أجنبية – على أهداف عسكرية في مطار دمشق، أصبح من الواضح أن الهجمات الإسرائيلية في سوريا لم تعد تثير أحدا، حتى في الظاهر لم يعد السوريون، وإيران وحزب الله، يتأثرون بها، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
وتساءلت الصحيفة، في افتتاحيتها أمس الأحد التي كتبها الجنرال غيورا آيلاند، الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي: "هل هذا تسليم منهم بنجاح الإحباط الإسرائيلي؟ وهل هم لا يردون لأن الردع الإسرائيلي ما زال ناجعًا؟ أم ان الضغط الروسي يمنعهم من العمل؟". 
وأوضحت الصحيفة أن "أعداء إسرائيل هم على استعداد لأن يضحوا بوسائل أو أهداف تنجح إسرائيل ظاهرا في تدميرها، ولكنهم بالتوازي وجدوا طرقا أخرى لنقل السلاح المتطور من إيران عبر سوريا إلى لبنان"، ولفتت إلى وجود ما أسمته "ثلاث مزايا تمنح إيران إمكان توصيل السلاح إلى لبنان وهي؛ الأولى: طول الحدود السورية اللبنانية التي تصل الى نحو 300 كلم، ومعظمها مناطق جبلية مشجرة، والثانية: مرور مئات الشاحنات من سوريا إلى لبنان يوميًا، والأخيرة: بين طهران وبيروت لا يوجد أي جهة معنية أو قادرة على منع نقل السلاح".
وفي ضوء ذلك، رجحت "يديعوت" أن حزب الله سيستمر بلا عراقيل تقريبا، في بناء قوته العسكرية، مؤكدة أن النشاط الإسرائيلي يركز على محاولة منع حزب الله من تلقي أو إنتاج صواريخ دقيقة، وفق التقارير، حيث أكدت الصحيفة أن هذا من دون شك تفضيل صحيح للأهداف، ورأت أن الفرق بين الأضرار المحتملة للسلاح الدقيق مقابل السلاح العادي هائل، مشيرةً إلى أن مساحة إسرائيل صغيرة، ولديها عدد قليل من المواقع الحيوية والاحتياطي المنخفض، وفي حال تعرض تلك المواقع (محطات الطاقة، والمطارات، والموانئ ومحطات السكك الحديدية) للضرب في الحرب القادمة، فإن الثمن الذي ستدفعه تل أبيب، لا يمكن تحمله، تقريبًا.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى إستنتاجين ينبعان من هذا التغيير الخطير في طبيعة التهديد، الأول؛ من الصواب مواصلة محاولات ضرب الأسلحة الدقيقة التي يجري تحويلها الى حزب الله؛ وبما أن قدرتنا على منع ذلك محل شك، فمن المهم تأكيد الإستنتاج الثاني، وتابعت: في حال تم جرنا الى حرب ثالثة مع لبنان، فيجب ألا نسمح لهذه الحرب بأن تستمر 33 يوما، فالحرب الطويلة ستؤدي إلى إلحاق أضرار لا تطاق بالبنية التحتية العسكرية والمدنية الإسرائيلية، واعتبرت أن السبيل الوحيد لضمان أن تكون الحرب المقبلة قصيرة، هو أن يكون القتال ضد لبنان وليس ضد حزب الله فحسب، مؤكدة أنه يمكن لإسرائيل أن تدمر البنية التحتية في لبنان وكذلك جيشها في غضون أيام قليلة، وبما أنه لا أحد في العالم يريد تدمير لبنان، فستكون هناك ضغوط دولية هائلة للتوصل الى وقف إطلاق النار في غضون أسبوع أو أقل، وهذا هو تماما ما تحتاجه إسرائيل.
ونبهت الى أنه على إسرائيل أن تنقل رسالتها منذ اليوم الأول لسببين، الأول: تحقيق الردع وتجنب الحرب المقبلة، والثاني: في حال نشوب حرب، من المهم أن تفهم مسبقا الدول الغربية وعلى الأقل أميركا، أن إسرائيل اختارت هذه الاستراتيجية في غياب خيار آخر، لكن الصحيفة بينت أن الرسائل التي تبثها إسرائيل معكوسة، حيث أعلن عقب نهاية المناورة العسكرية الضخمة في الشمال وزير الأمن وقادة الجيش أن إسرائيل قادرة على إلحاق الهزيمة بحزب الله، وهو ما دفع "يديعوت" الى تأكيد أن هذا خطأ، لأنه حتى لو استطاعت إسرائيل هزيمة حزب الله، وتواصلت الحرب لنحو خمسة أسابيع، كما حصل عام 2006، فستجد إسرائيل صعوبة في التعايش مع ما ستدفعه من ثمن هائل.