ليس زياد عبس مرشحاً عادياً عن مقعد الروم الارثوذكس في دائرة بيروت الاولى، بل هو مرشح المواجهة على محاور عدة: مع مناصري المؤسسة الحزبية في "التيار الوطني الحر" اولاً، ومع مناصري مرشح حزب "القوات اللبنانية" ثانياً، وثالثاً مع التقليديين في تلك الدائرة ممن يتمسكون بخياراتهم لاسباب غير مفهومة. وهكذا سيكون على عبس ان يفوز بعرق جبينه وليس منة من احد، والاصح انه قد يفاجئ الجميع بتحالفاته التي ينسجها بهدوء وروية، تماماً مثلما تعلم فنون الهندسة الكهربائية في الجامعة الاميركية في بيروت.   
هو من الوجوه البارزة في المعارضة الإصلاحية داخل "التيار الوطني الحر". ويقول انه اراد مع رفاقه تحويل "التيار" إلى حزب حديث قائم على المبادئ الديمقراطية. لكنهم واجهوا مقاومة من اولئك الذين يفضلون الطاعة العمياء وحكم الفرد وانتقال السلطة بالوراثة. لكن معركة الديموقراطية والتحديث انتهت العام الفائت بفصل زياد عبس ومجموعة كبيرة من المناضلين من الحزب الذي ساهموا في تأسيسه، واعتقلوا من اجل مبادئه ودفعوا الثمن غالياً لاجله.
شارك زياد في التجمعات الشعبية المطالبة بتحرير لبنان في فترة ١٩٨٩-١٩٩٠. وفي الحقبة المظلمة التي أعقبت هزيمة الحركة الاستقلالية، نظّم زياد وزملاؤه الطلاب حملة واسعة من أجل إجراء انتخابات حرة في الجامعات. ما ساهم في اطلاق  حركة طالبية ناشطة على مستوى البلاد. انتخب زياد ممثلاً لكلية الهندسة في لجنة الطلاب والأساتذة في الجامعة الأميركية  .(USFC) وفي السنة نفسها، مثّل الطلاب في المؤتمر الأول للمعارضة اللبنانية المنعقد في باريس. كما كان جزءاً من المجموعة التي كان يقودها الشهيد جبران تويني والتي أطلقت "نهار الشباب"، الملحق الأسبوعي الذي كانت تصدره جريدة النهار. وقد مثل جامعته، الجامعة الأميركية في بيروت، في هيئة التحرير.
نشط عبس في لجنة الشباب والشؤون الطلابية التي كانت آنذاك طليعة "التيار" ومحركه الفعلي. وشارك في اجتماعات فندق البريستول بين أطراف المعارضة. وقام بزيارة إلى استراليا مثّل خلالها العماد عون، ثم ترشح في العام ٢٠٠٤، للانتخابات البلدية في بيروت، وعلى الرغم من خسارتهم امام اللائحة المدعومة من الرئيس رفيق الحريري، فقد حصل زياد وزملاؤه على نتيجة مشرفة. وهو اعتقل اكثر من ٢٨ مرة من قبل الأجهزة الأمنية السورية واللبنانية، وأمضى ليالٍ كثيرة في السجن. وفي عام ٢٠٠٦، عُهد الى زياد عبس وجبران باسيل بتمثيل "التيار الوطني الحر" في المحادثات التي أفضت إلى ورقة التفاهم مع "حزب الله" وهو يملك الكثير من اسرار تلك المرحلة. 
يكرس زياد عبس منذ العام 2009 معظم وقته وطاقته لخدمة بيروت والأشرفية من خلال مشاركة سكانها في ظروفهم الحلوة والمرة. وأسس بالتعاون مع مجموعة من الشابات والشبان جمعية "لوغوس" التي تقوم بنشاطات تربوية صحة اجتماعية تهدف بشكل أساسي الى تشجيع الشباب على البقاء في أرضهم وتوطيد صلاتهم بمحيطهم. وفي العام 2012 تمّ انتخابه رئيساً لمجلس أمناء نادي الحكمة في الأشرفية لدعم الفريق والتخطيط لرفع شأنه ومكانته الرياضية. وفي العام 2015 أنشأ نادي "شباب الأشرفية" الذي حجز موقعاً متقدّماً بين الأندية المتنافسة، لا سيما في مجال كرة الصالة. 
لكن كل هذه السيرة شيء، والانتخابات شيء اخر والتحدي الاكبر امام زياد عبس ورفاقه سيكون في اثبات الحضور والفاعلية واسقاط منطق الهيمنة الحزبية في دائرة بيروت الاولى، حيث تخوض السبق الانتخابي اكثر من لائحة وثمة تحدي حقيقي امام الجميع وخصوصاً على مستوى الصوت التفضيلي حيث ستتشتت اصوات الناخبين والسباق سيكون على "المنخار".