عزّزت الجبهة الشعبية القيادة العامة، برئاسة أحمد جبريل، من تمركزها في مخيم عين الحلوة بقوات النخبة برئاسة المسؤول العسكري والأمني للجبهة في لبنان العميد «أبو راتب»، بتوجيهات من رئيس الدائرة العسكرية والأمنية في الجبهة اللواء خالد جبريل.
 

أكدت مصادر الجبهة لـ«الجمهورية» صحة المعلومات، مشيرةً الى أنّ هذه القوات هي لاجتثاث الحالات الإرهابية التكفيرية في المخيم طالما أنها لم تمتثل لأوامر وإجماع الفصائل الفلسطينية بتسليم نفسها الى الدولة اللبنانية ومخابرات الجيش والقوى الأمنية اللبنانية.

وقالت المصادر إنّ «القيادة العامة استقدمت 60 عنصراً عسكرياً وأمنياً للحالات الساخنة، وطلبت الى قوات النخبة في قاعدة الناعمة التابعة للقيادة العامة البقاء في جهوزية عالية للاستعداد لحماية مخيماتنا والحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه المخيمات، لا سيما عين الحلوة»، مشيرةً الى أنه «على الجماعات الإرهابية الاستسلام وإلّا يجب القضاء عليها لأنها مجموعات تدميرية للمخيم لا يقبل بها النسيج الفلسطيني الموجود فيه».

من جهته، أكد رئيس الدائرة العسكرية والأمنية في القيادة العامة اللواء خالد جبريل لـ«الجمهورية» الخبر، وقال: «لقد عزّزنا حضورنا في مخيم عين الحلوة بقوات النخبة عسكرياً وأمنياً، لأنّ العمل الأمني هو المطلوب اليوم لمواجهة التكفيريين الإرهابيين، ونرى أنّ في مخيم عين الحلوة قنابل موقوتة جاهزة للإنفجار فيه، وهذا ما دفع الجبهة «القيادة العامة»، وحتى لا يتكرّر ما شهده مخيم نهر البارد ولكي لا يتورّط الجيش اللبناني البطل الذي نحترمه، ولكي لا تكون المعركة على حسابه، الى إرسال مجموعات عسكرية من النخبة الى غالبية المخيمات، ولكن هناك خصوصية عالية في مخيم عين الحلوة.

ونحن في الاشتباكات الاولى كنّا أرسلنا الى المخيم مجموعات عسكرية، ولكن للأسف لم يكن هناك إجماع فلسطيني ووجدنا أنفسنا مع بعض الأخوة الفلسطينيين نقاتل وحدنا في تلك الاشتباكات، وإن كانت أعدادنا قليلة، حتى أننا لم نجد من يستقبلنا في ذلك الوقت، وقد قرّرنا تعزيز وجودنا السابق في المخيم، عبر قوات النخبة عسكرياً وأمنياً لكي نقضي على العصابات الإرهابية بطرق أمنية».

وأوضح: «اننا موجودون في لبنان من أجل تصويب بندقيتنا الى فلسطين، ونحن على قناعة تامة بأنّ الشعب اللبناني والقيادة اللبنانية يَعيان أنّ فصيل القيادة العامة آخر الفصائل الفلسطينية التي انجَرّت الى معركة الحرب الأهلية في لبنان وسحبنا مقاتلينا ولم نؤيّد ما كان يقوله أبو أياد إنّ طريق فلسطين يمرّ عبر جونية، إنما نقول إنّ طريق فلسطين يمر عبر جنوب لبنان وعبر فلسطين، وأبلغنا في طاولة الحوار الأخوة اللبنانيين أننا مستعدون لإخلاء كل مواقعنا الموجودة في الخلف مقابل إعطائنا 1 كلم2 على الحدود اللبنانية - الفلسطينية من أجل مقاومة إسرائيل».

وأضاف جبريل: «لسنا هواة لحماية الأحراش والجبال، لذلك فإنّ السلاح الفلسطيني خارج المخيمات كان سلاحاً منضبطاً أكثر من السلاح الموجود داخل المخيمات، وأكبر دلالة كانت ظاهرة شاكر العبسي التي حصلت في نهر البارد وبدأت في مخيمات شاتيلا ثم انتقلت الى الشمال اللبناني.

وظهر جلياً للشعب اللبناني وللأخوة في الجيش اللبناني أنّ السلاح الذي كان يُنظر إليه على أنه سلاح معادٍ خارج المخيمات في مواقع الجبهة الشعبية القيادة العامة، كان سلاحاً منضبطاً ولم تحصل حادثة إلّا حادثة واحدة في موقع الناعمة، وتمّ تداركها وتسليم مطلق النار الى الجهات اللبنانية لإخضاعه للقضاء الذي كان عادلاً».