حزب الله أخرج الدواعش بباصات مكيّفة، وقيل تندّراً إنّه وزع البوظة والبزورات عليهم، لزوم التسالي على الطريق الطويلة إلى دير الزور. أما خصومه من الشيعة المعارضين تحديداً، في الجنوب والبقاع وبيروت، ومن بقية اللبنانيين في كلّ المناطق والمذاهب، فمهددون بالقتل أيّا كانت مواقعهم ومناصبهم
 

هذا ليس مقالاً، بل تذكيراً وتجميعاً. لنرَ كيف أنّ حزب الله "دينه" يمنعه من قتل الدواعش في الجرود، بعدما فجّروا وقتلوا وذبحوا اللبنانيين، بنسائهم وأطفالهم وأعراضهم، في الضاحية والبقاع والجرود، و"الدين" نفسه، يسمح بقتل "رؤساء أحزاب ونواب ووزراء ومسؤولين في مؤسسات الدولة وأساتذة جامعات ومدارس وأطباء ومهندسين ومحامين"، قتلهم بـ"بندقية المقاومة"، تحديداً.

في 24 تموز 2017، كتب رئيس تحرير جريدة "الأخبار" الزميل ابراهيم الأمين مقالا يهدّد خصوم حزب الله بالقتل بـ"بندقية المقاومة". بالحرف كتب التالي: "أليس هؤلاء بعملاء، حتى ولو حملوا بطاقات عضوية في أحزاب موجودة داخل الحكومة أو المجلس النيابي، وحتى لو كتبوا طوال الليل والنهار في صحف ومواقع إلكترونية، أو احتلوا الشاشات المحلية أو العربية، حتى ولو كانوا رؤساء أحزاب أو نواباً أو وزراء أو مسؤولين في مؤسسات الدولة الرسمية والسياسية والأمنية والعسكرية والاجتماعية، وحتى ولو كانوا أصحاب مصارف أو متاجر كبيرة، أو كانوا من رجال الأعمال وأصحاب الشركات الكبرى، أو أساتذة جامعات أو مدارس أو أطباء أو مهندسين أو محامين أو خلاف ذلك. لا تهمّ مواقعهم، ولا وظيفتهم في الحياة، ولا طائفتهم ولا مذهبهم ولا منطقتهم... هم عملاء وخونة وليس أي شيء آخر. وليس علينا سوى التعامل معهم على أساس أنهم عملاء وخونة! غير ذلك، ستلاحق المقاومة كل تافه وحقير وتكفيري وعميل، وكل جندي أميركي وإسرائيلي، وكل مرتزق عربي أو إسلامي يعمل مع الاحتلال، وستقتلهم بندقية المقاومة في كل بلاد العرب وحيث أمكن الوصول، أما من لديه رأي آخر، فليبلِّط البحر بعد أن يشرب ماءه!".

إقرأ أيضًا: الجريح سيبوه غيراغوسيان: أرمني أسقط خرافة حزب الله في عرسال

في 28 آب 2017 خرج علينا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، قائلاً إنّه سيلتزم بالعهد الذي قطعه لتنظيم "داعش"، وقال نصر الله بالحرف: "ذهبنا واتفقنا، لما اتفقنا تبيّن أن الشباب شهداء ووجدنا مدافنهم، الآن يخرج أحد ويقول لماذا يجب أن ندعهم يذهبون، يجب أن نقتلهم، يجب أن نعدمهم. على مهلك، هنا نحن نختلف، طبعاً نختلف، نحن عقدنا اتفاقاً، واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة ستة، أنت فكر كما تريد، نحن أناس لدينا دين، ديننا وأخلاقنا، المفترض القانون يقول هذا أيضاً، ديننا وأخلاقنا يقول وقرآننا يقول “وأوفوا بالعقود”، المؤمنون بالحديث الشريف عندنا “المؤمنون عند شروطهم”، لا نغدر ولا نطعن في الظهر ولا نحتال ولا نلعب على أحد، أقول لكم شيئاً، الإسلام يوصي مثلاً في موضوع الأمانة وحفظ الأمانة، من أجل أن تعرفوا الإسلام أين وداعش أين، وهذه النماذج الذين أتى بها أوباما وهيلاري كلنتون والدول الإقليمية التي معهم. علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) الذي أُسر في كربلاء وسبي مع النساء في كربلاء وعُذّب وقتل أبوه وأخوته وأبناء أخوته وأبناء عمومته أمامه، يقول ما مضمونه: لو أن قاتل أبي الحسين وضع عندي السيف الذي قتل به أبي الحسين أمانة لرددته إليه. هذا الدين، هذا الإسلام، نحن جهة أجرينا اتفاقاً، الطرف الآخر أوفى بالشروط المطلوبة منه، نحن مطلوب منا أن نوفي بالشروط المطلوبة منا".

إقرأ أيضًا: نصر الله يطالب بجعل يوم الخيانة الوطنية الكبرى عيد تحرير للوطن !!

إنتهى الاقتباسان. معروف أنّ ابراهيم الأمين هو "سرّ" حزب الله، ومنصّة توجيه الرسائل الأمنية والسياسية، ويجالس مسؤوليه الأعرف والأدرى. ومعروف من هو السيد حسن نصر الله.

حزب الله أخرج الدواعش بباصات مكيّفة، وقيل تندّراً إنّه وزع البوظة والبزورات عليهم، لزوم التسالي على الطريق الطويلة إلى دير الزور، أما خصومه من الشيعة المعارضين تحديداً، في الجنوب والبقاع وبيروت، ومن بقية اللبنانيين في كلّ المناطق والمذاهب، فيهدّدهم الأمين بالقتل أيّا كانت مواقعهم ومناصبهم.

ونِعمَ الانتصارات.

لا تعليق أكثر.