فجر الجرود وصلت اى الحسم الاخير , إنتصارٌ مع تشويش من حلفاء داعش

 

المستقبل :

على مرأى من الرأي العام ارتضاءً بحكمه وقضائه، خضعت حكومة «استعادة الثقة» أمس لجلسة مساءلة عامة برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري واستهلها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بكلمة قدّم فيها «جردة حساب» بإنجازات حكومته وخططها الآنية والمستقبلية، مسبوقة بتقديمه التحية إلى «الإنجاز الذي يكتبه الجيش اللبناني بدماء أبطاله»، مشدداً على كونه «أغلى الإنجازات والعنوان العريض لقرار الدولة والحكومة التصدي للتنظيمات الإرهابية وطرد الفلول التابعة لها من لبنان»، قبل أن يعود ليؤكد مساءً أنّ العمليات العسكرية التي يواكبها اللبنانيون في الجرود بضوء أخضر من مجلس الوزراء هي «أكبر شهادة ثقة بالدولة والحكومة والجيش». أما في مستجدات الميدان، فواصلت «فجر الجرود» تقدمها على الأرض مسجلةً «إنجازاً نوعياً» كما وصفته مصادر عسكرية رفيعة لـ«المستقبل» في معرض تفنيدها نتائج «المرحلة الثالثة» من العملية التي انطلقت أمس ونجحت في تحقيق هدف السيطرة على كامل البقعة الشمالية لجبهة القتال حتى الحدود مع سوريا، مؤكدةً تقهقر إرهابيي «داعش» تحت ضربات الوحدات المتقدمة بين قتيل في أرض المعركة وفار نحو سوريا، ومن تبقى منهم بات محاصراً كلياً في المنطقة الحدودية عند «وادي مرطبيا» حيث يواصل الجيش دكّ آخر معاقلهم داخل الأراضي اللبنانية وتضييق الخناق عليهم بالتزامن مع تفكيك حقول الألغام تمهيداً للتقدم وتوجيه «الضربة القاضية» لهم وإعلان تحرير السلسلة الشرقية من الجرود حتى الحدود.

وإذ أعلنت قيادة الجيش أنّ المساحة المُحرّرة بلغت حتى الأمس نحو 100 كلم2 من أصل 120كلم2، أوضحت المصادر العسكرية أنّ الوحدات البرية تمكنت خلال الساعات الأخيرة من تحرير المنطقة الجردية في الشمال والوسط، ويبقى الجنوب من تلك المنطقة حيث يتحصّن الإرهابيون في البقعة المتاخمة للحدود مع 

سوريا، مشيرةً إلى أنّ هذه البقعة الواقعة في «وادي مرطبيا» هي الأخيرة المتبقية للإرهابيين وتُعتبر من أهم مواقعهم لكونها تشكل طريق إمدادهم من وإلى سوريا. ورداً على سؤال، نقلت المصادر عن قيادة المؤسسة العسكرية أنها «مرتاحة جداً لسير العمليات في الميدان وفق الخطة الموضوعة»، لافتةً في هذا السياق إلى أنّ «التقدم النوعي الذي تحقق في المرحلة الثالثة تم إنجازه بسرعة أكبر مما كان متوقعاً نتيجة دقة التخطيط والتنفيذ في المرحلتين السابقتين من العملية خصوصاً مع القصف الجوي والمدفعي المركّز الذي ضعضع صفوف الإرهابيين وقطع طرق الإمداد في ما بينهم بالإضافة إلى النجاح في السيطرة على التلال الاستراتيجية المطلة على مواقعهم»، مع إشارتها إلى أنه أمام الإطباق المُحكم الذي فرضه الجيش اللبناني على إرهابيي «داعش» والالتفاف المباغت والصاعق الذي اعتمدته الوحدات البرية في دحرهم، لم يعد أمام الإرهابيين سوى المراهنة على حقول الألغام التي زرعوها لتأخير تقدم الجيش «الذي يواصل بتأني فتح الثغرات في هذه الحقول حفاظاً على أرواح العسكريين الذين سقط منهم شهيد جديد أمس وأصيب أربعة آخرون بانفجار نسفية مفخخة».

المساءلة

بالعودة إلى جلسة المناقشة العامة التي تناوب خلالها 22 نائباً على الكلام صباحاً ومساءً، فقد اخُتتمت بكلمة لرئيس الحكومة ردّ فيها على أسئلة وملاحظات النواب، مبدداً بعض اللغط الذي أثير حول عدد من الملفات الحيوية فأكد العزم على المضي قدُماً في مناقصة استئجار الطاقة لتأمين الكهرباء للمواطنين 24/24 «على مدار السنة وليس في الصيف فقط» بموجب المرحلة الطارئة في الخطة الحكومية التي تتطلب تأمين 800 ميغاواط بأسرع وسيلة وبكلفة أقل للحد من العجز القائم، وذلك بالتوازي مع العمل على تنفيذ المرحلتين المتوسطة وبعيدة المدى في هذه الخطة لوقف الهدر والوصول إلى «صفر» في مجال التكاليف التي تتكبدها الدولة لدعم القطاع والتخطيط لما يلزم من كهرباء في البلد في العام 2025. 

كما تطرق الحريري إلى عملية التطوير التي تخوضها الحكومة في قطاع الاتصالات، مؤكداً العمل على وقف الهدر وزيادة دخل الدولة من هذا القطاع، كاشفاً أنّ وزير الاتصالات جمال الجراح سيقدم مشروع آلية لحل موضوع الديون المتراكمة منذ 25 سنة للوزارة ووقف الخطوط الهاتفية المُستخدمة من الوزراء والوزارات والهيئات والأفراد على حساب الدولة. 

وفي موضوع إنهاء خدمات رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر، استغرب الحريري انتقاد البعض لحصول تعيينات وتشكيلات جديدة وفق الأصول الدستورية، مشدداً على أنّ التغيير مطلوب في الإدارة والقضاء والنيابة وفي كل مكان للنهوض بالدولة.

وبينما جزم رداً على تساؤل بعض النواب حول قضية التبادل مع تنظيم «جبهة النصرة» بأنّه «لم يخرج لبناني واحد أو أجنبي واحد محكوم من السجون اللبنانية في معرض هذا التبادل»، ردّ رئيس الحكومة على الكلام الذي أثير في جلسة المناقشة حول عدم تنفيذ برنامج تسليح الجيش، بالإشارة إلى أنّ حكومته أدرجت في مشروع موازنة 2017 مبلغ 337 مليار ليرة المحدد في قانون البرنامج هذا. 

أما في موضوع الرملة البيضاء والدالية، فلفت إلى أنّ «بلدية بيروت تعمل على مشروع يمكّن الناس من الذهاب إلى هناك»، وأردف مؤكداً: «لن تكون هناك أي تسوية. هذا مكان للناس، كان للناس، رفيق الحريري رحمه الله أبقاه للناس وسعد الحريري سيبقيه للناس». وختم متوجهاً إلى من يتحدث عن الفساد بالقول: «كنت أتمنى أن تُقال الأمور كما هي، مشكلتنا أننا نتحدث بالفساد ولا نسمي، نتحدث بالهدر ولا نقول ما هو، وفي حال وجدت ملفات على أشخاص إداريين أتمنى على الزملاء النواب رفع قضايا بحقهم، وإذا كان هناك وزير من «تيار المستقبل» تفضلوا حاكموه لا توجد لدي مشكلة (...) أما الحديث عن الفساد لاكتساب شعبية في مكان ما فأنا ضده لأن ذلك فعلياً يُضعف ثقة الناس بنا».

 

الديار :

انتهت المراحل الاساسية لمعركة فجرالجرود التي اطلقها الجيش مع سقوط جبل الكف  وقد ادى استعمال القذائف الذكية التي اعطاها الاميركيون للجيش دورا اساسيا في التغلب على داعش حيث استخدمت170 قذيفة SMART BOMB  من مدافع 150والتي تحتوي على جهاز يرسل شعاع الليزر على الهدف الامر الذي يمكن الجيش من اصابة اهداف لداعش. واستعملت القذائف الذكية بوتيرة عالية اكثر من الايام الماضية فضلا عن تناوب  طائرتين من دون طيار من نوع SCAN EYE التي قامت بمراقبة منطقة العمليات لمدة 14 ساعة كذلك بمسح اراضي المعركة. وعليه تقدمت وحدات الجيش مزودة بمعلومات وفرتها الطائرات من دون طيار وهذا ما جنب الجيش تكبد خسائر بشرية. وبعد تحرير المنطقة فجر الجيش  قسماً منها واستكشف جزءاً اخر فوجد قسم كبير من الذخيرة وقتلى لداعش اثر ضربات الجيش المكثفة غير ان المؤسسة العسكرية لن تعرض صور القتلى حرصا منها على عدم اثارة حساسية المنظمات الدولية التي تعتبر عرض صور الجثث منافي لمبادئ الانسانية.  وتعتبر منطقة جبل الكف اصعب منطقة لانها عالية جدا وفيها حرف صخري وطبيعتها تتحكم بمسالك الوصول اليها انما خطة الجيش استطاعت تخطي هذه العقبة والوصول اليها دون ان تتكبد المؤسسة العسكرية خسائر بشرية في صفوفها. 
وكان الجيش اللبناني قد حرر 80 كلم مربع من المناطق اللبنانية حتى يوم الاحد والتي حصنها الجيش امس فقد تقدم الجيش 20 كلم لتصبح المناطق المحررة 100 كلم مربع من اصل 120 كلم مربع. واستطاع الجيش فرض سيطرته على المناطق المحررة بعد ان استقدم دبابات وجرافات ضخمة تمهيدا لتحرير جبل الكف .وهنا دارت معارك عنيفة بين الجيش ومقاتلي داعش الارهابي والتي كانت عبارة عن مجموعات صغيرة من مسلحي التنظيم يقاتلون الجيش من اجل تأخير تقدم الجيش بهدف تأمين انسحاب المجموعات الكبيرة من داعش الى الاراضي السورية ويسمى هذا القتال في المفهوم العسكري «قتال تأخيري».
وفي سياق متصل، قالت مصادر عسكرية للديار ان لا اسرى لداعش عند الجيش بل قتلى فقط مؤكدة ان لا قنوات تفاوض بين المؤسسة العسكرية وتنظيم الدولة الاسلامية وان المرحلة باتت تقضي بوضع اللمسات الاخيرة لاعلان نهاية المعركة لان منطقة جبل الكف هي اخر المناطق الواقعة تحت السيادة اللبنانية وفقا للخرائط اللبنانية باستثناء  منطقة مرطبيا والتي هي مطوقة من الجيش من الجانب اللبناني ويقدر عدد المسلحين من التنظيم نحو 200 مسلح.
وبناء على هذه الوقائع، لم يعد هناك داعي لمواصلة العملية الهجومية فقد علمت الديار بان اليوم دخلت المعركة المرحلة الرابعة من عملية فجر الجرود والتي تقضي بمواصلة تطهير المناطق اللبنانية المحررة من سطوة داعش وذلك سيأخذ مدة من الوقت لازالة الالغام والاشراك (عبوات ناسفة).
 

 

  انجازات نوعية للجيش السوري ومجاهدي المقاومة


وفي الجانب السوري، حقق الجيش العربي السوري ومجاهدو المقاومة انجازات نوعية. وسيطروا على 44 كلم مربعاً في اليوم الرابع من عملية ان «عدتم عدنا». وتابعوا تقدّمهم الميداني في جرود القلمون الغربي، وجاء الإنجاز النوعي إثر عملية إطباق واسعة، انطلقت من بعد ظهر امس، هدفت إلى السيطرة على عددٍ من المعابر الحدودية المهمة (سن فيخا، وميرا، والشيخ علي)، بين سوريا ولبنان.
كما شهدت المحاور الثلاثة (المحور الشمالي، والشرقي، والجنوبي) في القلمون الغربي مواجهاتٍ عنيفة ضد إرهابيي تنظيم «داعش»، تخللها رميٌ مباشرٌ للقنابل اليدوية، أسفرت عن مقتل عدد منهم وإصابة آخرين، بالتوازي مع غاراتٍ لسلاح الجو السوري، استهدفت تجمعات ونقاط انتشار الإرهابيين في «مرتفع حليمة قارة»، و«القريص»، ومعبري مرطبية والروميات.
وبلغت المساحة المحرّرة ــ امس ــ 44 كيلومتراً مربعاً، حيث التقت القوات المتقدّمة من المحور الشرقي، وتحديداً من جهة «مرتفع الموصل» «سن فيخا» غرباً، بتلك المندفعة جنوباً من المحور الشمالي، وتحديداً من «مرتفع عجلون الكبير» ، عند «شعبة الراسي»، لتبسط سيطرتها مباشرةً على معبر سن فيخا المُعبّد، والذي يصل جرود البريج السورية، بجرود القاع اللبنانية.
وسقطت اكثر من 26 تلة ومرتفعاً وموقعا بيد الجيش السوري ومجاهدي المقاومة بمجرّد الاطباق على مسلحي «داعش»، في تلك المنطقة من القلمون الغربي.
وساهم تقدّم القوات ــــ صباح امس ـــ في «مرتفع شعبة عجلون الكبير»، الواقع على بعد كيلومتر واحد جنوبي «مرتفع قرنة عجلون»، في تحرير معبر سن فيخا، حيث تواصل مجموعات الهندسة عملها في تمشيط المعبر لتفكيك العبوات الناسفة، والألغام التي زرعها إرهابيو التنظيم.
كما تم السيطرة على 75 بالمئة من مساحة معبر ميرا، الواصل بين جرود قارة السورية وجرود عرسال اللبنانية (يتصل أيضاً بمعبر سن فيخا) في ظل انهيار معنويات الإرهابيين وانسحابهم إلى خطوطهم الخلفية، وذلك بعد استعادة مرتفعات «سن ميري الجنوبي»، و«ضليل حسن»، و«خربة ميري الفوقا».
وكان لافتاً ما عثرت عليه القوات خلال تقدّمها في المحور الجنوبي، وتحديداً في منطقة الزعرورة (الواقعة بعد قرنة شعبة عكو الاستراتيجية)، حيث وجدت في إحدى غرف الإشارة الميدانية التابعة للتنظيم أجهزة اتصالات لاسلكية مشفّرة، بعضها متطوّر، إضافةً إلى أسلحةٍ متوسطة وثقيلة، في وقت تستمر فيه الاشتباكات المتقطعة ضد الإرهابيين في «قرنة شعبة البحصة».
أما في المحور الشرقي، فقد سيطرت القوات ــــ صباح امس ـــ على «مرتفع شعبة صدر بيت بدران» غربي «مرتفع الموصل» الاستراتيجي، إضافةً إلى «وادي شعبة حرفوش»، و«شعبة البطيخ»، و«المصطبة». كما تقدّمت القوات باتجاه «أرض ضهر علي»، و«خربة مشقتة»، و«مرتفع سن وادي الكروم» المشرف على معبر «الشيخ علي»، حيث بسطت سيطرتها عليه ظهراً. وتكمن أهمية المعبر في وصله جرود قارة السورية، وتحديداً عند مرتفع حليمة قارة، بجرود عرسال اللبنانية.
 

 الجلسة النيابية


وبالتزامن مع انجازات الحدود، كان اللبنانيون يستمعون عبر النقل التلفزيوني المباشر الى مناقشات جلسة مجلس النواب الهادئة والرتيبة في جزء كبير منها، ولم تلامس حجم المشاكل المحيطة بالبلد وتحديداً على صعيد القضايا الاقتصادية، كما لم يتخللها نقاش فوق العادة، المعارضون القلائل فشوا خلقهم والموالون الكثر تبادلوا الشطارة بتسجيل بعض الانتقادات والردود تحت سقف التوافق.
العنوان البارز في جلسة امس، كان الاجماع على الجيش ودوره في معركته ضد الارهاب. اما المواضيع الخلافية مثل الزيارات الى سوريا فلم يكن موضع اثارة بين المشاركين في الحكومة والنواب والرئيس الحريري لم يتناوله مطلقاً، وانفرد «قلة» من المعارضين بطرحه من باب سؤال الحكومة عن رأيها كالنائبين سامي الجميل وبطرس حرب.
اما العناوين التي اثيرت هي عناوين متوقعة مثل مواضيع الكهرباء حيث دافع الحريري عن خطة الحكومة ومشروع البواخر الذي لوحظ وجود تباين حوله، واثيرت في كلمات بعض النواب مسائل هدر في وزارة الاتصالات مثل النائب حسن فضل الله، بمئات المليارات اللبنانية من مكالمات لوزارات ومؤسسات ووزراء واشخاص.
الرئيس الحريري رد انها وردت في الموازنة، وهذه شفافية وستعالج، الرئيس بري لم يبذل جهداً في ضبط الجلسة التي كانت هادئة كلياً، ووعد بجلسة تشريعية بعد عيد الاضحى، قائلاً للنواب «نراكم بعد الاعياد».
الجلسة لم تستغرق يومين كما كان محدداً بل يوماً واحداً لاقتصار عدد المتكلمين على 22 نائباً، لوحظ ان اكثرية المتكلمين كانوا من كتلتي حزب الله والتيار الوطني الحر. بينما اكتفى الرئيس بري بالنائبين علي بزي وقاسم هاشم وكتلة المستقبل على النائب محمد الحجار ولوحظ ان الرئيس السنيورة لم يتحدث، كما تحدث عن القوات اللبنانية انطوان زهرا وكان التناغم واضحاً بين التيار الوطني الحرّ والمستقبل وتخاطب ايجابي كما كان سابقاً بين حزب الله والرئيس الحريري.
 

 تمايز بين بري وفياض


في غضون ذلك، طالب النائب علي فياض بتظهير الارقام في قانون السلسلة وتفعيل الخدمات لتلبية حاجات المواطن اللبناني غير ان الرئيس بري رد عليه بان الارقام موجودة وعلنية.
 

 تماهي بين  الحريري والمشنوق


الى ذلك، اشاد رئيس الحكومة سعد الحريري بانجاز وزير الداخلية نهاد المشنوق على الصعيد الامني حيث كشف خلية ارهابية كانت تخطط لتفجير طائرة اماراتية. واعتبر الحريري ان ذلك يؤكد على انتاجية الحكومة الحالية وعلى قدرتها على تحقيق الكثير من الانجازات.
كما مدح الرئيس سعد الحريري الانجازات التي قام بها وزير الطاقة سيزار ابي خليل مؤكدا على ان المناقصة حول توريد الكهرباء ستكون شفافة ولا شيء يدعو للتشكيك بذلك. 
ولاحظت اوساط سياسية ان العلاقة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر بلغت اوجها من ناحية التنسيق والتعاون والتماهي في المواقف حيث رأت هذه الاوساط ان الحريري يتبع نهج الواقعية السياسية وذلك سينعكس ايضا على العلاقة مع حزب الله حيث رجحت الاوساط السياسية بان الامور بين تيار المستقبل وحزب الله تتجه الى التقارب وليس الى التباعد.
 

 اقرار الموازنة.... قريبا  


على صعيد متصل، قالت مصادر سياسية للديار بأن رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان منكب على تحضير تقريره الشامل حول الموازنة ليرفعه لاحقا الى الرئيس نبيه بري ليصار الى تحديد جلسة لدرس الموازنة بعد ان تكون الحكومة قد عملت على ارسال مشروع قانون قطع الحساب. واشارت هذه المصادر الى وجود اقتراح قيد الدرس يقوم به وزير المالية بدرسه مع رئيس الحكومة لمعالجة مشكلة قطع الحساب من اجل اقرار الموازنة.
 

 اقتراحات قوانين لتعديل السلسلة


في موازاة ذلك, علمت الديار ان هناك امكانية لتعديل قانون السلسلة عبر قيام نواب بتقديم اقتراحات قوانين حيث يتم التشاور حاليا بين مختلف الكتل النيابية لتقيدم هذه الاقتراحات التي ستتمحور على الارجح حول هذه النقاط:
1- الغاء الازدواجية الضريبية في المهن الحرة
2- الغاء الضريبة المفروضة على الكحول لوجود اتفاقية بين لبنان واوروبا تمنع فرض ضرائب على الكحول
3- عدم تنظيم صندوق التعاضد للقضاة نظرا لاستقلالية القضاة 
4- تقديم الزيادة لشهداء ومعاقي الجيش دفعة واحدة 
5- تعديل على المادة 30 المتعلقة بالاساتذة
6-  اضافة كلمة تعليمية على المادة 9 بحيث تصبح «القانون يعطي درجتين لحملة الاجازة الجامعية والتعليمية».
وبعد تحضير هذه الاقتراحات يصار الى تقديمها للامانة العامة للمجلس النيابي ليصار الى تحضير جلسة تشريعية من قبل رئيس مجلس النواب وهيئة المجلس فتدرج في جدول اعمالها هذه الاقتراحات الهادفة الى تعديل قانون السلسلة. ومن المرجح ان يصار الى تحديد هذه الجلسة بعد عيد الاضحى لبحث اقتراحات قوانين مقدمة من قبل عدة نواب.

 

 

الجمهورية :

فيما دخلت معركة الجيش لتحريرِ جرود رأس بعلبك والقاع من إرهابيّي «داعش» في ربع الساعة الأخير بعد إنجاز تحرير جرود القاع وبقاء بعض الجيوب في «الرأس»، كانت تدور في مجلس النواب مناقشة نيابية للحكومة توسّلَ بعضُ المتكلّمين فيها الإشادةَ بإنجازات الجيش ليخطبَ ودَّ الناخبين على رغم مسافة التسعة أشهر من موعد الانتخابات، فيما هاجَم البعض الآخر الحكومة للغاية نفسِها من دون أن يَطرح الثقة، لاستحالةِ الدخول في تغييرٍ حكوميّ في هذه العجالة.

ولم يحجب غبار معركة الجرود وتسارُع الإنجازات التي يحقّقها الجيش اللبناني، الاهتمامَ عن متابعة الملفات الداخلية وفي مقدّمها الملفات المعيشية والاقتصادية، في ضوء بدءِ تطبيق قانون سلسلة الرتب والرواتب وقانون الضرائب بَعد نشرهما في «الجريدة الرسمية» في ملحقٍ خاص.

وتجلّت أولى مفاعيل هذا التطبيق في تمديد الدوام الرسمي للموظفين حتى الساعة الثالثة والنصف يومياً، وانعكاساً سريعاً في غلاء أسعار السلع، في وقتٍ استطاع حزب الكتائب جمعَ ثمانيةِ تواقيع حتى الآن للطعنِ بقانون الضرائب أمام المجلس الدستوري. ويبقى هذا الطعن في حاجة الى توقيع نائبَين أبدَت اوساط الحزب تفاؤلَها بتأمينهما في ضوء الاتصالات المستمرة.

جبهة الجرود

وعلى صعيد عملية فجر الجرود في رأس بعلبك والقاع أكّدت مصادر عسكرية لـ»الجمهورية» أنّ «قوّة «داعش» انهارت ولم يعد هناك سوى بعض البقع التي تحتاج الى بعض الوقت»، مشدّدةً على أنّ «الجيش الذي حضَّر هجوماً برّياً وجوّياً محكماً وحشَد الآلاف من جنوده لم يكن ينتظر هذا الانهيار السريع وتقهقُر صفوف «داعش»، لكنّه كان مستعدّاً لكلّ الاحتمالات، وما حصَل يؤكّد أنّ الجيش لا يخاف المواجهة، ويقاتل لحماية كلّ لبنان وقادر على تحقيق الانتصارات وحماية الحدود والداخل».

ولفتَت المصادر العسكرية الى أنّ «الجيش سينكبُّ على تنظيف الجرود من الألغام ومخلّفات «داعش»، وسيَستكمل تحرير الـ 20 كيلومتراً مربّعاً من بقايا «داعش» بعدما حرَّر 100 كلم2، ولن يبقى أيّ بقعة للإرهابيين».

وأوضَحت أنّ «القرار السياسي الممنوح للجيش وتعاطُف اللبنانيين والدعم الدولي أمورٌ ساهمَت في تحقيق النصر»، لافتةً الى أنّ «ساعة إعلان الانتصار النهائي باتت قريبة جداً، لكنّ هذا النصر لا يكتمل قبل معرفة مصير العسكريين».

وكانت وحدات الجيش قد نفّذت، ومنذ فجر أمس، وتحت غطاء جوّي ومدفعي مكثّف، المرحلة الثالثة من عملية «فجر الجرود» على محورَين رئيسيّين، حيث تمكّنت في نهاية النهار من تحقيق هدفِها وهو إحكام السيطرة على كلّ البقعة الشمالية لجبهة القتال حتى الحدود اللبنانية - السورية، والتي تضمّ: تلة خلف (1546)، رأس الكف (1643)، رأس ضليل الضمانة (1464)، قراني شعبات الإويشل (1500)، المدقر (1612)، مراح درب العرب (1400)، قراني خربة حورتة (1621)، مراح الدوار (1455)، الدكانة (1494)، وبذلك بلغت المساحة التي حرّرها الجيش أمس نحو 20 كلم2، وبلغت المساحة المحرّرة منذ بدء معركة فجر الجرود وعمليات تضييق الطوق نحو 100 كلم2 من أصل 120 كلم2.

واستُشهد خلال العمليات العسكرية أحد العسكريين وأصيبَ أربعةٌ آخرون نتيجة انفجار نسفيةٍ مفخّخة، فيما أسفرَت هذه العمليات عن تدمير 9 مراكز للإرهابيين تحتوي على مغاور وأنفاق وخنادق اتّصال وتحصينات وأسلحة وذخائر وأعتدة عسكرية مختلفة.

من جهته، أعلنَ مدير التوجيه في الجيش العميد علي قانصو في مؤتمر صحافي عَقده في اليرزة، أن «لا موقوفين أو أسرى من «داعش» لدى الجيش، ولا معلومات حتى الآن عن العسكريين المخطوفين». وقال: «ليس هناك مدة زمنية معيّنة لانتهاء العملية العسكرية في الجرود، وعند الوصول الى الحدود اللبنانية السورية بحسب الخرائط الموجودة لدينا نتوقّف».

عون

وأكّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «أنّ لبنان سينتصر على الإرهاب وينظّف أراضيَه من أيّ وجود إرهابي، وأنّ الساعات القليلة المقبلة ستحمل النصرَ المنتظر».

مجموعة الدعم

ونوَّهت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان بجهودِ الجيش في محاربة الإرهاب وحماية سلامةِ وأمن الاراضي اللبنانية. وتقدّم أعضاؤها بأحرّ التعازي إلى شهداء الجيش وتمنّوا الشفاءَ العاجل للجرحى. وأكّدوا «دعمهم القويّ وبالإجماع للجيش اللبناني بصفته المدافعَ عن لبنان». ودعوا «إلى استمرار الدعم الدولي بغية تقويةِ قدرات الجيش اللبناني أكثر».

وقد حضَرت معركة الجرود في المواقف الرئاسية والمداخلات النيابية في جلسة الاستماع الى الحكومة التي انعقدت أمس في مجلس النواب، حيث أجمع المتكلّمون على دعمِ الجيش في معركته ضدّ الإرهاب.

وحيّا رئيس الحكومة سعد الحريري في مستهلّ الجلسة الجيشَ اللبناني قيادةً وضبّاطاً وجنوداً، وقال: «أنحني أمام استشهاد الأبطال وأمام تضحيات أهالي العسكريين المخطوفين الذين ننتظر معهم الكشفَ عن مصير أبنائهم».

وأضاف: «الإنجاز الذي يكتبه الجيش بدماء أبطاله هو أغلى الإنجازات علينا جميعاً وهو العنوان العريض لقرار محاربة الإرهاب».

«المردة» في معراب

وعلى خط العلاقة بين «القوات اللبنانية» وتيار «المردة»، وبعد سلسلة زيارات قام بها ممثّلون عن «القوات» الى بنشعي، زار الوزير السابق يوسف سعادة معراب، والتقى رئيس «القوات» سمير جعجع في حضور ممثّل «القوات» في اللجنة المشتركة بين الحزبَين طوني الشدياق.
‫وعرَض المجتمعون لمسار العلاقة بينهما وتطوّرِها، بالإضافة الى البحث في أبرز المواضيع السياسيّة.

وعلمت «الجمهورية» أنه لم يتمّ البحث خلال الاجتماع في موضوع لقاءِ جعجع ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، كذلك لم يجرِ الحديث عن موضوع التحالف الانتخابي بين «القوات» و«المردة».

«القوات»

وقالت مصادر «القوات» لـ«الجمهورية» إنّ زيارة سعادة إلى معراب «تأتي في سياق التنسيق المتبادل بين «القوات» و«المردة» في ظِلِّ رغبة مشتركة في طيِّ الصفحة الخلافية الماضية والتأسيسِ لعلاقة يُصار فيها إلى تحييد الملفّات الخلافية أو تعطيل تأثيرها على علاقتهما المشتركة، رغم الخلاف على عناوين كبرى تبدأ بالمسألة السورية ولا تنتهي بالعلاقة مع «حزب الله».

واعتبَرت المصادر «أنّ ما تَحقّق بين الطرفين حتى الآن مهمّ جدّاً لجهة إقفال مساحات الخلاف والتوتّر والتشنّج وعزلِ القضايا الخلافية، إلى درجةِ أنّ ملفّاً بحجم التنسيق مع سوريا بين موقف «القوات» الرافض بشدّةٍ وصرامة أيَّ تطبيع من هذا النوع، وموقف «المردة» المؤيّد العلاقة مع النظام، لم يؤثّر على التواصل بينهما».

وذكّرَت المصادر أنّه «كان قد سبق زيارة سعادة لمعراب زيارةُ نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني والوزير ملحم رياشي لفرنجية، وإقامةُ منسّقية «القوات» في زغرتا احتفالَها السنوي في إهدن، في خطوةٍ فريدة من نوعِها جَمعت حشداً «قواتياً» كبيراً، في دليل إلى عودة العلاقة وتقبّلِ الآخر في إطار التعدّدية السياسية».

وأكّدت المصادر «أنّ الإرادة المشتركة بالانفتاح والتعاون والتنسيق لا تعني بالضرورة التحالفَ الانتخابي، إنّما فتح الخياراتِ على شتّى الاحتمالات، حيث إنّ التحالف، في حال حصوله، لن يعود مصطنَعاً وغيرَ قابل للترجمة في ظلّ الانفتاح القائم، كما أنّ عدم التحالف لن يعيد العلاقة إلى مراحلها السابقة، فيما يجب الإقرار بأنّ ما تَحقّق حتى الآن غيرُ مسبوق في العلاقة بين الطرفين».

تنسيق عوني ـ قوّاتي

في سياق آخر، علمت «الجمهورية» أنّ لقاءً عقِد في مقرّ «التيار الوطني الحر» بعد ظهر أمس في سن الفيل، ضمَّ رئيس «التيار» الوزير جبران باسيل والرياشي والنائب ابراهيم كنعان، وذلك في سياق تفعيل التنسيق حول الملفات المطروحة والتي ستُطرح في الأيام المقبلة، من تعيينات وبنودٍ أخرى. ويأتي اللقاء بعد اجتماعهم أخيراً في منزل باسيل في اللقلوق.

وإذ تكتّمَ الطرفان على مضمون اللقاء، ما أوحى بالجدّية، أكّدت مصادرُهما لـ»الجمهورية» أنّ «الأجواء إيجابية والنقاش صريح وشفّاف وينطلق من ضرورة تأكيد التفاهم السياسي أوّلاً كأساس لانطلاقة جديدة تستكمل ما بدأ مع «إعلان النيّات» و»تفاهم معراب». وعُلِم أنّ لقاءات أخرى ستُعقد في الأيام المقبلة.

جلسة المناقشة

من جهةٍ ثانية، تميّزت غالبية المداخلات النيابية في جلسة المناقشة بنزعةٍ انتخابية، حيث إنّ غالبية المتكلمين حرصوا على إبراز مواهبهم الخطابية واستخدامِ تعابير دعائية يَعتقدون أنّها تُلمّع صوَرهم الباهتة امام الناخبين، علّهم يُغيّرون في المزاج الشعبي العام الناقم على هذه الطبقة النيابية التي مدّدت لنفسها ثلاث مرّات تحت ذرائع واهية.

واللافت أنّ المتداخلين انتقدوا الحكومة ولاموها واتّهموها بالتقصير والفشل، ولكنّهم لم يصلوا إلى حدِّ طرحِ الثقة بها، باستثناء النائب انطوان زهرا الذي لامسَ هذا الأمرَ بقوله: «الثقة معدومة اليوم ولم تستحقّها الحكومة بعد، وكلُّ ما يُطرح في التداول محلّ تشكيك».

فالجلسة كانت مخصّصة لمناقشة الحكومة ومساءَلتِها، لكنّ بعض المداخلات بدأت كأنّها «ضربٌ في ميت» فيما «ضربُ الميت حرام». وتَحاشى المتداخلون طرحَ الثقة بالحكومة لإدراكهم مسبَقاً أنّ هذا الامر ممنوع لدى «أولياء الشأن»، ولأنّ البلاد لا تتحمّل الدخول في تغييرٍ حكومي صعبٍ حصولُه، ما قد يضعها تحت سلطةِ حكومة تصريف اعمال، فيما هي على ابواب الانتخابات النيابية المقرّرة في أيار المقبل، وقد وجَد بعض هؤلاء المتداخلين ضالّتَهم في الإشادة والتنويه بالجيش اللبناني لخوضِه معركة تحرير جرود رأس بعلبك والقاع من الارهاب «الداعشي»، معتقدين أنّ التقرّبَ من المؤسسة العسكرية والتودّد لها يقرّبهم من الناخبين ويخفي عجزَهم وفشَلهم في تحقيق ما وعَدوا اللبنانيين به منذ العام 2009 من إنجازات مقابل الوكالة التي منحوهم إياها.

وسألَ بعض المراقبين عن جدوى مناقشةِ الحكومة طالما ليس مسموحاً إسقاطها، فيما الجميع يَعلم أنّها لم تُنجز أيّ شيء ملموس حتى الآن، فهي لا جميلَ لها في إقرار سلسلة الرتب والرواتب التي كانت تعسّ منذ أكثر من 5 سنوات، وهي أيضاً لم تقوَ حتى على مكافحة ارتفاع الأسعار الذي بدأ إثر إقرارها في مجلس النواب، وإنّ الإنجاز الوحيد لهذه الحكومة هو إقرار قانون الانتخاب الجديد الذي سُمّي «أفضل الممكن» ولم يكن القانون المنشود الذي يحقّق عدالة التمثيل وشموليتَه، والبعض يقول أن لا جميلَ للحكومة فيه لأنه أقِرّ بقوّة التوافقات والتسويات التي حصَلت بين القوى السياسية، فكانت هي في تعاطيها مع هذا القانون مسيَّرةً وليست مخيَّرة.

وفي اعتقاد مراقبين أنّ الجلسات النيابية المقبلة التي ستُخصَّص لمناقشة الحكومة لن تخدم إلّا النواب أنفسَهم، حيث سيحاولون الاستفادةَ من مداخلاتهم المنقولة تلفزيونياً بغية استمالةِ الناخبين لتأمين الفوز في الانتخابات المقبلة.

ولم تخرج جلسة أمس عن سياقها المضبوط، فتحدّث الحريري في مستهلّها عن إنجازات حكومته، ولفتَ الى «أنّها استطاعت في وقتٍ قصير تحقيقَ الكثير. إذ اتّخَذت أكثر من 1260 قراراً، وأوفت بمعظم ما تعهّدت به»، وشدّد على «أنّها مستمرّة لتحقيق المزيد، خصوصاً في قطاعَي الاتصالات والكهرباء».

وتركّزَت معظم المداخلات النيابية على ملفّ الكهرباء والبواخر والملفات الحياتية والانتخابات الفرعية، وقد اختتم الحريري الجلسة التي رفَعها بري إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى، بكلمةٍ ردَّ فيها على المداخلات النيابية، فشدَّد على أنّ «ما يحصل في الجرود هو أكبر ثقةٍ بدور الحكومة والدولة والجيش».

وقال «إنّ البلد لديه حالياً طاقة إنتاج بمعدّل 1500 ميغاوات وهو بحاجة إلى 3000 ميغاوات، والحكومة لديها خطة على 3 مراحل للكهرباء، المرحلة الطارئة تتطلّب تأمينَ كهرباء للحدّ من العجز القائم، وتحفيض كلفة الفاتورة على المواطن تتطلّب استئجار الطاقة بأيّ وسيلة ومَن لديه اقتراح بديل للاستئجار نحن مستعدّون لدرسه.

وبعد 3 سنوات سيتمّ استخدام الغاز في الطاقة لتخفيض كلفة الإنتاج، ونحن فعلياً متأخّرون. اليوم نأتي بكهرباء بـ 14 و 16 سنتاً، وبعض الأماكن نصل إلى 19 سنتاً، واليوم إذا أخذنا التكلفة التي ينتقدها الجميع فهي 13 سنتاً عبر البواخر».

 

 

اللواء :

دخلت «معركة الجرود» في يومها الرابع مرحلة الحسم، وسط اهتمام أميركي ومتابعة قيادة المنطقة الوسطى وغرفة العمليات المركزية في تامبا بولاية فلوريدا لإنجازات الجيش اللبناني الميدانية، والنجاح في إدارة عمليات «فجر الجرود» واهتمام سياسي واعلامي وعسكري أوروبي، نظراً للانعكاسات الإيجابية لهذه الخطوة على الأوضاع القلقة في دول الاتحاد الأوروبي.
وعلى وقع هذه المعركة المتقدمة، والتي حققت إنجازات مشهودة في جرود القاع، جعلت الأهالي يستعدون للاحتفال «بالنصر القريب» على الإرهاب، تمكنت الحكومة على لسان رئيسها سعد الحريري من تجاوز قطوع بعض الحملات النيابية، لا سيما من النائب انطوان زهرا، الذي اعتبر ان الثقة بالحكومة معدومة، وبكل فرد منها، فضلاً عن حملة النائب حسن فضل الله على ما وصفه عن ديون متراكمة لصالح وزارة الاتصالات، وهدر في العقارات التي تستأجرها الدولة، وعن هبة من وزارة الطاقة لجمعية ستة مليارت ليرة سنوياً الخ..
وأكد الرئيس سعد الحريري في جردة الحساب الحكومي التي قدمها ان الحكومة أقرّت ما يقرب من 18 عنواناً وإصدار 1268 قراراً و518 مرسوماً وإحالة 32 مشروع قانون إلى المجلس النيابي والعمل على تحسين شبكة الطرقات، وإقرار الموازنة عن العام 2017 واحالتها إلى المجلس النيابي وإقرار قانون للانتخابات النيابية الذي صدر في 1/6/2017.
يترأس الرئيس الحريري عند السادسة من مساء اليوم في السراي الكبير اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة تطبيق قانون الانتخابات النيابية.
ورأى ان التعاون مع السلطة التشريعية اثمر الكثير من القضايا التي كانت عالقة لسنوات طويلة ومنها قانون الانتخاب وسلسلة الرتب والرواتب، مؤكداً اننا سنعمل على اجراء الانتخابات النيابية وفق القانون الجديد.
ولم يكتف الحريري بسرد الإنجازات التي اوجزها في 18 عنواناً، بل ردّ بشكل تفصيلي على مداخلات النواب، واضعاً النقاط على الحروف، من ملف الاتصالات إلى المباني الحكومية والكهرباء، حيث أشار إلى ان الدولة دفعت حتى الآن 30 مليار دولار لدعم الكهرباء، واعداً بتأمين التيار الكهربائي 24 على 24 ساعة، مؤكداً حرصه على القضاء في معرض الرد على إقالة رئيس مجلس شورى الدولة السابق القاضي شكري صادر، مشدداً على ان هذا عهد جديد وسيكون هناك تعيينات وتشكيلات وتغيير.
وفي ملف التفاوض مع جبهة «النصرة» شدّد الحريري على انه لم يخرج لبناني واحد أو أجنبي محكوم من السجون اللبنانية، كاشفاً بأن لائحة سلمت للجانب اللبناني المفاوض فيها 23 اسماً رفضت كل الأسماء باستثناء ثلاثة غير محكومين وغير لبنانيين.
وفي موضوع الفساد تمنى على النواب قول الأمور بأسمائها، حتى ولو كان هناك وزراء من تيّار «المستقبل»، مؤكداً ان شاطئ الرملة البيضاء للناس.
وعلى صعيد آخر، علمت «اللواء» ان التحضيرات قطعت شوطاً لزيارة يقوم بها رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط إلى الرئيس الحريري.
ولم يشأ مصدر نيابي مطلع على أجواء الاتصالات ان يكشف موعد اللقاء، لكنه أكّد انه بات قريباً.
وانتهت جلسة مناقشة الحكومة في يوم واحد، بعدما كانت مخصصة ليومين، ورفعها الرئيس نبيه برّي، بعد ان استمع النواب إلى ردّ رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على مداخلاتهم واسئلتهم الصباحية والمسائية، على وعد بعقد جلسات أخرى تشريعية ومساءلة بعد عيد الأضحى.
ولم يكن اختصار الرئيس برّي للجلسة بسبب قلة عدد النواب الراغبين بالكلام (22 نائباً على مدى 7 ساعات)، أو لأنها لم تخرج عن سقف التفاهم السياسي، واتسمت بهدوء أقرب إلى البرودة، بل لأن جو البلاد مرشّح لأن يحمل الساعات المقبلة بشائر النصر المنتظر على الإرهاب، بحسب ما أبلغ الرئيس ميشال عون ذلك إلى السيناتور الفرنسي جان ماري بوكيل، استنادا إلى النتائج التي حققها الجيش اللبناني حتى الآن في معركة «فجر الجرود» لتحرير جرود القاع ورأس بعلبك من تنظيم «داعش» الإرهابي، والذي بات محاصرا في بعقة جغرافية لا تتجاوز الـ20 كيلومترا مربعا.
وبحسب ما أعلنت قيادة الجيش في ملخص عملياتها أمس، فإن المرحلة الثالثة من عملية «فجر الجرود»، تمكنت في نهاية هذا النهار من تحقيق هدفها وهو احكام السيطرة على كامل البقعة الشمالية لجهة القتال حتى الحدود اللبنانية – السورية، والتي تضم تلة خلف، ورأس الكف ورأس خليل الضمانة، بالإضافة إلى تلال ومرتفعات أخرى، وبذلك بلغت المساحة التي حررها الجيش أمس حوالى 20 كيلومتراً مربعاً، بحيث بلغت إجمالي المساحة المحررة منذ بدء المعركة وعمليات تضييق الطوق نحو مائة كيلومتر مربع من أصل 120 كيلومترا.
واستشهد خلال العمليات العسكرية أحد العسكريين (عباس كمال جعفر) واصيب أربعة آخرين نتيجة انفجار نسفية مفخخة في جرود عرسال، فيما أسفرت هذه العمليات عن تدمير 9 مراكز عائدة لمسلحي «داعش؛ تحتوي على مغاور وانفاق وخنادق اتصال وتحصينات واسلحة وذخائر واعتدة عسكرية مختلفة.
وأعلنت القيادة ان الفرق المختصة في فوج الهندسة في الجيش تواصل تفتيش البقع المحررة وتنظيفها من الألغام والنسفيات والاجسام المشبوهة، بالإضافة إلى شق طرقات جديدة، فيما تستعد الوحدات القتالية لتنفيذ المرحلة المقبلة وفقا للخطة المرسومة.
وأوضح مدير التوجيه في قيادة الجيش العميد علي قانصوه، في مؤتمره الصحفي اليومي ان قتالا عنيفا دار أمس في مرتفع الكف، والذي يعتبر من أهم المراكز التي سيطر عليها الجيش واصعبها، وسقط لداعش عدد كبير من القتلى، رافضا عرض صور الجثث لدى الجيش أو توزيعها احتراما لقانون حقوق الإنسان، مشيرا إلى ان القيادة لا تملك رقما دقيقا لعدد مقاتلي تنظيم داعش بعد بدء العملية العسكرية نتيجة فرار العناصر وسقوط قتلى.
ونفى العميد قانصوه ان تكون هناك مُـدّة زمنية معينة لانتهاء العملية العسكرية في الجرود لكنه قال انه عند الوصول إلى الحدود اللبنانية – السورية بحسب الخرائط الموجودة لدينا نتوقف.
وأكّد انه لا موقوفين أو اسرى من داعش لدى الجيش، ولا معلومات حتى الآن عن العسكريين المخطوفين، مشيرا الىانه إذا انتهت المعركة ولم يعرف شيء عنهم فحينها لكل حادث حديث.
مجلس الوزراء
إلى ذلك، يلتئم مجلس الوزراء في جلسة عادية غدا الخميس في المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في بيت الدين، وعلى جدول أعماله 47 بندا، يتصل معظمها بنقل اعتمادات مالية (28 بنداً) حسب ما اشارت «اللواء؛ أمس، بالإضافة إلى 7 بنود سفر.
اما البنود الباقية فاللافت فيها ان الجلسة ستكون جلسة كهرباء بامتياز، باعتبار ان الجدول يتضمن 3 بنود كهربائية، تتضمن:
عرض وزارة الطاقة والمياه لدفتر شروط جديد لاستقدام معامل لتوليد الكهرباء والذي سيرد لاحقاً من وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، بالإضافة إلى عرض وزارة الطاقة مشروع استقدام محطات استيراد الغاز الطبيعي المسال إلى بنود FSRU المؤجل من جلسة 17/8/2017، وعرض وزارة الطاقة والمياه مستخرجات المخطط التوجيهي لنقل الكهرباء والموافقة على مشروع قانون البرنامج المقترح والذي يمتد من العام 2017 إلى العام 2023 (البنود 34 و37 و38).
وخلا جدول الأعمال من اي اشارة إلى تعيينات جديدة، لا في محافظة الجبل، ولا في محافظة البقاع، ولا حتى في تلفزيون لبنان، إلا انه تضمن بنداً عادياً يتعلق بتعيين رئيس مجلس الخدمة المدنية رئيساً لإدارة التفتيش المركزي بالوكالة وتعيين رئيس إدارة التفتيش المركزي رئيساً لمجلس الخدمة المدنية بالوكالة لمدة سنة.
ونفت مصادر وزارية وجود أي تعديلات على جدول الأعمال، لكنها قالت ان الاحتلال يبقى وارداً في طرح مواضيع من خارج الجدول، مثل مصير الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان.
على أن المجلس سيوجه تحية إلى الجيش البطل في معركته ضد الإرهابيين. ولفتت إلى أن نقاشا سيتركز على بنود الكهرباء وماهية دفتر الشروط لاستقدام معامل توليد الكهرباء كما تلك التي تم ارجاؤها من الجلسة الماضية في ما خص هذه البنود .
وعلم أن الرئيس عون سيعقد لقاءات في قصر بيت الدين قبل وبعد جلسة مجلس الوزراء .
عرض وزارة الطاقة والمياه لدفتر شروط جديد لاستقدام معامل لتوليد الكهرباء والذي سيرد لاحقاً من وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، بالإضافة إلى عرض وزارة الطاقة مشروع استقدام محطات استيراد الغاز الطبيعي السال إلى بنود FSRU المؤجل من جلسة 17/8/2017، وعرض وزارة اطاقة والمياه مستخرجات المخطط التوجيهي لنقل الكهرباء والموافقة على مشروع قانون البرنامج المقترح والذي يمتد من العام 2017 إلى العام 2023 (البنود 34 و37 و38).
وخلا جدول الأعمال من اي اشارة إلى تعيينات جديدة، لا في محافظة الجبل، ولا في محافظة البقاع، ولا حتى في تلفزيون لبنان، إلا انه تضمن بنداً عادياً يتعلق بتعيين رئيس مجلس الخدمة المدنية رئيساً لإدارة التفتيش المركزي بالوكالة وتعيين رئيس إدارة التفتيش المركزي رئيساً لمجلس الخدمة المدنية بالوكالة لمدة سنة.
ونفت مصادر وزارية وجود أي تعديلات على جدول الأعمال، لكنها قالت ان الاحتلال يبقى وارداً في طرح مواضيع من خارج الجودل، مثل مصير الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان.
على أن المجلس سيوجه تحية إلى الجيش البطل في معركته ضد الإرهابيين. ولفتت إلى أن نقاشا سيتركز على بنود الكهرباء وماهية دفتر الشروط لاستقدام معامل توليد الكهرباء كما تلك التي تم ارجاؤها من الجلسة الماضية في ما خص هذه البنود .
وعلم أن الرئيس عون سيعقد لقاءات في قصر بيت الدين قبل وبعد جلسة مجلس الوزراء .
وعشية الجلسة، عقد اجتماع تنسيقي بين الوزيرين جبران باسيل وملحم رياشي في حضور رئيس لجنة المال النائب إبراهيم كنعان، تناول العلاقة بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، ومواضيع تتصل بالاقتراحات النيابية التي ستقدم لإدخال تعديلات على قانوني سلسلة الرتب والرواتب والإيرادات المالية لها.

 

الاخبار :

أبلغت مصادر عسكرية «الأخبار» أن قيادة الجيش أجرت تقييماً للأيام الثلاثة الأولى من معركة إنهاء وجود تنظيم «داعش» الإرهابي في جرود رأس بعلبك والقاع، وتوصلت إلى خلاصات، منها: أولاً: النجاح، في وقت قياسي، في طرد إرهابيي «داعش» من غالبية الأراضي اللبنانية، والضغط عليهم للانتقال إلى الأراضي السورية، وتشتيت قدراتهم التنسيقية على الأرض.

ثانياً، محاصرة بقية المجموعات في جيب مفتوح على الأراضي السورية، لكن فيه خصوصية على صعيد التضاريس والكهوف والطرق الفرعية، ما سيجبر القوات المهاجم<