سَطع فجر جرود رأس بعلبك والقاع بهمّةِ سواعد أبطال الجيش اللبناني، وتَحقَّق النصر الذي انتظرَه الأهالي بعد أيام على بدءِ المعركة، وتكلّلت التلال المحرّرة بالعَلم اللبناني وعَلم الجيش، بعدما تعمَّدت بدماء عددٍ من الشهداء الذين افتدوا الأرضَ في سبيل طردِ الإرهاب التكفيري الذي لا يزال بيدِه رفاقُ السلاح ممّن خُطِفوا في آب 2014 ويَنتظر أهاليهم كشفَ مصيرِهم المجهول. وقد احتفلت القاع ورأس بعلبك والقرى المجاورة بإنتصار الجيش ودحر الإرهاب.
 

تابعَ الجيش اللبناني المعركة التي بدأها منذ يوم السبت لينهيَ خلالها وجودَ تنظيم «داعش» في الجرود ويضيّق الخناقَ عليهم في بقعةٍ لا تزيد عن 20 كلم2 لجهة الحدود اللبنانية السورية، بعدما حرَّر 100 كلم2، وانهارَ عناصر التنظيم أمام ضرباتِ الجيش والقصفِ المدفعي والصاروخي الكثيف، إضافةً إلى التكتيك المعتمَد الذي بدأ بسياسة القضمِ، لينهيَ فيها وجود الإرهاب في الجرود، ويُبعِد الخوفَ الذي سيطر على المنطقة لسنوات.

نصرُ اليوم الرابع من المعركة بدأ صباحاً بقصفٍ مدفعيّ وصاروخيّ كثيف على مواقع «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع، مترافقاً مع تحليقٍ لمروحيات الجيش في أجواء الجرود تمهيداً لبدءِ المرحلة الأخيرة من المعركة، بعدها وَقعت اشتباكات مباشرة بين عناصر الجيش اللبناني والإرهابيين في منطقة رأس الكف تَمكّنَ الجيش خلالها من السيطرة عليها، بعدها واصَل الجيش تقدّمَه وسيطرَ على مرتفعات راس ضليل، الضمانه، القويشه، قراني، شعبات القويشه، شعبات الكف الغربيه، ومراح صفا الكف، ثمّ تابع تقدّمه في اتّجاه منطقة الكف حيث سيطر عليها، وهي الموقع الاستراتيجي الذي كان بحوزة تنظيم «داعش».

وبالتزامن كانت وحدات الهندسة في الجيش تعمل على تفجير المفخّخات والنَسفيات التي خلّفها عناصر تنظيم «داعش» في راس الكف.

وأعلنَت قيادة الجيش في بيان أنّ وحدات الجيش القتالية نفّذت، وتحت غطاء جوّي ومدفعي مكثّف، المرحلة الثالثة من عملية «فجر الجرود» ضدّ ما تبَقّى من تنظيم «داعش» الإرهابي في جرود القاع، وذلك على محورَين رئيسيَين، حيث تمكّنَت في نهاية هذا النهار من تحقيق هدفِها وهو إحكام السيطرة على كامل البقعة الشمالية لجبهة القتال حتى الحدود اللبنانية - السورية، والتي تضمّ: تلّة خلف (1546)، رأس الكف (1643)، رأس ضليل الضمانة (1464)، قراني شعبات الإويشل (1500)، المدقر (1612)، مراح درب العرب (1400)، قراني خربة حورتة (1621)، مراح الدوار (1455)، الدكانة (1494)، وبذلك بلغَت المساحة التي حرّرها الجيش بتاريخ اليوم نحو 20 كلم2، وبالتالي بلغت المساحة المحرّرة منذ بدء معركة فجر الجرود وعمليات تضييق الطوق نحو 100 كلم2 من أصل 120 كلم2. وأسفرَت العمليات عن تدمير 9 مراكز عائدة لهم، تحتوي على مغاور وأنفاق وخنادق اتّصال وتحصينات وأسلحة وذخائر وأعتدة عسكرية مختلفة.

وتُواصل الفرَقُ المختصة في فوج الهندسة في الجيش تفتيشَ البقعِ المحرّرة وتنظيفَها من الألغام والنسفيات والأجسام المشبوهة، إضافة الى شَقِّ طرقات جديدة، فيما تستعدّ الوحدات القتالية لتنفيذ المرحلة المقبلة وفقاً للخطة المرسومة».

وخلال عملية مسحِ الألغام وتفجيرها انفجرَت عبوة ناسفة في محلّة وادي الخشن في جرود عرسال، ما أدّى إلى استشهاد عسكري وإصابة أربعة بجروح نُقلوا على أثرها بطوّافة عسكرية إلى مستشفيات بيروت للمعالجة.

ونَعت قيادة الجيش العريفَ الشهيد عباس كمال جعفر، وهو من مواليد 19/3/1983- صور. مدِّدت خدماته كمجند في الجيش اعتباراً من 28/10/2008 ثمّ نقِل إلى الخدمة الفعلية بتاريخ 26/12/2009. حائز تنويه العماد قائد الجيش وتهنئته ثلاث مرّات، وتهنئة وزير الداخلية مرّة واحدة. متأهّل من دون أولاد.

إلى ذلك، غصَّ منزل الشهيدين في الجيش الرقيب باسم موسى في برقايل وعثمان شديد في الكويخات بالمعزّين من شخصيات سياسية، أمنية، اقتصادية، دينية، اجتماعية ووفود شعبية.

ونوَّه المعزّون بدور الجيش والعمليات البطولية التي يقوم بها لدحرِ الإرهاب، وبدور أبناءِ عكّار الذين لم يبخلوا يوماً في تقديم دمائهم الزكية من أجل لبنان، موجِّهين التحيّة إلى قائد الجيش.