إنظروا بماذا يعتقد هذا المسلم اللبناني ويوجد في العالم الإسلامي مثله بالملايين يعتقد بأن المسلم حرام أن يأمن لأحد من الخلق إلا إذا كان من دينه إلا إذا تبع دينه ويستدل على عقيدته بالقرآن الكريم حيث يقول الله تعالى فيه 
{ وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبع دينكم } 
وهذا كلام المسلم اللبناني ونصه  حرفيا الذي نشره في الفايسبوك 

[ كلامك غلط يا شيخ الإنتماء للإسلام أهم مليون مرة من الإنتماء للعشيرة أو البلدة أو الوطن بأمر من الله ( لا تأمنوا إلا لمن تبع دينك ) ولم يقل لمن تبع وطنك وقال إنما المؤمنون إخوة ولم يقل إن اللبنانيين أخوة ]
 انتهى كلامه .

أصدقائي الأعزاء أحيطكم علماً بأنه لا يوجد عالم دين في الأرض يفسر الآية بهذا التفسير ؛ وإن من يقرأ الآية ضمن سياقها الكامل يعلم علما يقينيا بأن الله تعالى يكشف في هذه الآية  عن طائفة من طوائف اليهود كانت تقول لليهود 

{ وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ  - ( فقال الله لرسوله محمد ) - قُلْ - لهذه الطائفة اليهودية -  إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ }  

هذا ما يفيده سياق الآية إفادة يقينية في غاية الوضوح وبإجماع المفسرين .
وأكثر من ذلك فإن الله تعالى مدح وأثنى على طائفة من اليهود ومن المسيحيين ووصفهم بأهل الأمانة بقوله تعالى 
{  وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ }
 يعني إن أهل الكتاب يهود ومسيحيين فيهم أهل أمانة وفيهم أهل خيانة وبالتأكيد إن أهل الإسلام كذلك الأمر فيهم أهل أمانة وفيهم أهل خيانة 
 فالأمم والشعوب تتشابه تشابها عظيما بالصفات الأخلاقية سواء كانت ديانتها صحيحة أم خاطئة وهذا الأمر لا يريد أن يعرفه الإسلاميون المتحجرون المتعصبون عميان البصيرة في فهم الإسلام .
بل اليوم في عصرنا الحديث إن المسلمين يثقون في غير المسلمين تجاريا  أكثر من ثقتهم بالمسلمين إن المسلم يثق بالأوروبي والأميركي تجاريا أكثر مما يثق بالمسلم الشرقي للأسف !!!!!!!!!!
وكثير من المسلمين اللبنانيين لا يؤمنون بالوطن لبنان لأنهم لا يؤمنون بقداسة العقد الإجتماعي الذي أبرمه اللبنانيون وتعاهدوا معاهدة أن يعيشوا بمقتضاها على مسافة لبنان التي حددتها القوى الدولية الكبرى في ظل دولة قائمة على دستور وقانون وانظمة ومؤسسات ؛ لا يؤمنون بهذا الوطن ولا بشرعية هذه  الدولة لأنهم لا يعرفون قداسة العقد الإجتماعي ولا قداسة العهد والمعاهدة القائمة  بين اللبنانيين ؛ إنهم يريدون أن يفرضوا فهمهم للإسلام بوسائل القوة والإكراه والغلبة ليكون لبنان إمارة في دولة الخلافة الإسلامية أي دولة الخليفة الذي يحكم بما أنزل الله والمعترض على أي موقف من مواقفه وعلى أية ممارسة من ممارساته هو معترض على الله ومصيره بالتأكيد الإعدام بوصفه عدو الله !?
نعوذ بالله من هذه الدولة ومن الخلافة والخليفة والإمارة والوالي وولي الأمر  ومن شرور هذا الفهم للدين الإسلامي ونتضرع إلى الله تعالى أن لا تتكرر تجربة هذه الدولة وهذه العقلية الجهنمية التي حكمت العالم الإسلامي 14 قرنا أذاقته كل أنواع الفظائع باسم الإسلام