لا تزال بلدتا القاع ورأس بعلبك تنتظران تحديد الجيش اللبناني ساعة صفر إطلاق المعركة ضد تنظيم داعش. التحضيرات العسكرية واللوجستية والخطط اللازمة قد أنجزت، وفق مصادر عسكرية، لافتة الى أن النتائج ستكون مضمونة، وما يجري هو تعزيز الخطوط الدفاعية الخلفية والأمامية للجيش لمنع أي تسلل للإرهابيين الى الداخل اللبناني. يصرّ الجيش اللبناني على ضرورة توخّي الدقة في نقل الأخبار والتوقعات عن المعركة، لأن كثرة التداول بها في الإعلام، تضر في المعنى العسكري ولا تنفع. لذلك، يفضّل الجيش عدم الانصياع وراء تحليلات ووضع خطط وهمية، معتبراً أن القرار يرتبط به فحسب.

تؤكد مصادر عسكرية رفيعة، قدرة الجيش على هزيمة التنظيم ودفعه الى الانسحاب من الأراضي اللبنانية الى داخل سوريا، وتنفي نفياً قاطعاً أن الجيش سيعمل على التنسيق مع الجيش السوري أو حزب الله لخوض هذه المعركة، معتبرة أن هذا الكلام يهدف الى التشويش على الهدف الأساسي الذي يريد الجيش تحقيقه. هذا الكلام يأتي ردّاً على الكلام الذي يستند الى تحليلات عسكرية، بأن الجيش لن يكون قادراً على حسم المعركة، من دون التنسيق مع الجيش السوري وحزب الله، وذلك ليس بسبب كثرة عدد المقاتلين الذين تغيب أي احصائيات دقيقة بشأن عددهم، إنما التقديرات تشير إلى أنهم بين 400 و600 مقاتل. والسبب الأهم هو المساحة الواسعة التي يسيطرون عليها، والتي تمنحهم قدرة على المناورة والحركة.لذلك، لا بد من تطويقهم من الجهة السورية من قبل الجيش السوري.

لكن الجيش اللبناني يعتبر أنه يسيطر بالنار على مختلف الطرق والمعابر الحيوية التي يسلكها داعش في تحركاته العسكرية. وهذه نقطة إيجابية. في المقابل، هناك من يعتبر أن الواقع الجغرافي والعسكري والميداني، سيفرض تنسيقاً بين الجيشين اللبناني السوري وحزب الله، لأن تنظيم دتعش يسيطر على مناطق متداخلة بين سوريا ولبنان. وإذا ما أرادت طائرة سورية توجيه ضربات جوية لمواقع التنظيم، فإن ذلك يفرض تنسيقاً بين الجيشين، إذ يجب إعلام الجيش اللبناني بذلك. كذلك الأمر بالنسبة إلى القصف الذي سيطلقه الجيش اللبناني في اتجاه مواقع التنظيم، يجب أن يعلم به الجيش السوري في الجهة المقابلة. وحتى في حالات حصول التقدم الميداني، فإن الطرف المتقدم يجب أن يُعلم الطرف الآخر بذلك، كي لا يحصل التحام غير مقصود بينهما. ويعتبر البعض أن التنسيق بين الجيشين قد بدأ، ولكن ليس ضمن غرفة عمليات مشتركة، بل عبر ضابطي ارتباط من الجيشين. وهذا ما تفرضه الوقائع الميدانية.

من جهة أخرى، تكشف المصادر أن الاجتماع الذي عُقد بعد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع بين الرئيس ميشال عون واللواء عباس إبراهيم، تركز على مسألتين أساسيتين، الأولى العمل على إخراج تنظيم داعش من الأراضي اللبنانية إلى الداخل السوري عبر مفاوضات غير مباشرة بدأها إبراهيم، تتخلل كشف مصير العسكريين المخطوفين، والثانية تتعلق بزيارة قد يجريها إبراهيم إلى دمشق، للتنسيق الأمني والعسكري وفي ملف اللاجئين مستقبلاً.

وتتحدث المصادر عن بدء المعارك دفعة واحدة، من المحاور اللبنانية والسورية كلها، إذ سيبدأ الجيش هجومه من الجهة الغربية، فيما الجيش السوري من الجهة الشرقية، وحزب الله من الجهة الجنوبية. وبعد السيطرة على تلك المناطق وطرد داعش منها، فإن الجيش السوري وحزب الله سيسيطران على المناطق الشرقية بكاملها لجهة الشمال والجنوب، فيما الجيش اللبناني سيعزز مواقعه داخل الأراضي اللبنانية وعلى خطوط متقدمة من الجهة الغربية شمالاً وجنوباً لوصل مراكزه العسكرية بمراكزه في جرود عرسال.