صفقة الصفقات تتم اليوم بين الاطراف الارهابية برعاية وطنية

 

الديار :

مع عودة عدد من جثامين شهداء المقاومة الى ارضهم وذويهم، يكون انتصار معركة الجرود قد اكتسب بُعدا جديدا وقيمة مضافة، في انتظار ان يكتمل عقد الانجاز النوعي باستعادة الاسرى، تطبيقا للمرحلة الثانية من اتفاق ترحيل ارهابيي «النصرة» وعائلاتهم الى ادلب.
وهكذا، أثبتت المقاومة مرة اخرى ان المعايير الاخلاقية والانسانية لديها لا تقل أهمية عن الاعتبارات العسكرية والميدانية، وبالتالي فهي لا تترك اسراها وشهداءها بحوزة العدو، تماما كما لا تترك الارض والكرامة تحت احتلاله، سواء كان اسرائيليا ام تكفيريا.
وبعد نجاح المرحلة الاولى من تطبيق اتفاق الترحيل بإتمام التبادل بين خمسة من شهداء الحزب وتسعة قتلى من «جبهة النصرة»، اضافة الى اطلاق ميادة عيوش التي كانت تجمع الاموال للجبهة.. تتجه الانظار نحو المرحلة الأدق التي تبدأ صباح اليوم والمتعلقة بانسحاب مقاتلي «النصرة» المحاصرين الى ادلب في مقابل الافراج عن اسرى المقاومة.
وانجاز الجزء الاول من الاتفاق، من دون ان تعترضه أخطاء او عراقيل مستعصية، أعطى اشارة واضحة الى ان مجمل «سلة» بنود الانسحاب باتت مختمرة وناضجة، وبالتالي يُفترض ان يتواصل تنفيذها وفق المسار المُعد لها، وإن استغرقت بعض الوقت لاسباب لوجستية وتقنية تتصل بالعدد الكبير للمسلحين الراغبين في المغادرة، وما يتطلبه ذلك من تدقيق في الاسماء والسجلات وتنسيق مع السلطات السورية، علما ان «الاعلام الحربي» أفاد ان عدد المسلحين وافراد عائلاتهم الذين سيخرجون يُقدر بـ 9 آلاف، فيما قدّرت مصادر أخرى ان يكون اكبر من ذلك.
وكان «الامن العام» بقيادة اللواء عباس ابراهيم قد اشرف امس على كل تفاصيل عملية تبادل الجثامين التي نُقلت بداية الى مقر اللواء التاسع في الجيش اللبناني في اللبوة، حيث تولت الهيئة الصحية الاسلامية نقل شهداء المقاومة حسن علي شريف، جهجاه محمد جعفر، مصطفى المقدم، أحمد الحاج حسن، وقاسم العجمي، فيما تولى الصليب الاحمر اللبناني ارسال جثث «النصرة» الى وادي حميد. 
وتجدر الاشارة الى ان رفات احد الشهداء الخمسة كان موجوداً لدى سرايا أهل الشام. 
وأكد اللواء ابراهيم في حديث تلفزيوني ان ما حصل ليس صفقة بل اتفاق سمح بخروج عناصر «النصرة» سالمين بعد محاصرتهم في بقعة محددة وكان لا بد لهم في المقابل من ان يدفعوا اثمانا. وأوضح ان الاتفاق سيتحدث عن نفسه والسرية مطلوبة وهي اساس نجاح العمل الذي نقوم به. ولفت الانتباه الى ان اطلاق سراح ميادة علوش منفصل عن اتفاق التبادل، مشيرا الى ان لديها وضع يسمح باطلاق سراحها وهي طلبت ان تغادر مع المغادرين. وأوضح انه جرى في بداية التفاوض طرح موضوع اخراج مطلوبين من عين الحلوة لكنه مرفوض من قبلنا بالشروط التي طرحت لانها تمس السيادة اللبنانية، وهناك اسماء مطلوب خروجها يستحيل ان نوافق عليها.
وترافق «تحرير» جثامين الشهداء مع احتفالات شعبية في البقاع الشمالي، خصوصا في بلدتي اللبوة ويونين اللتين احتشد فيهما المواطنون لاستقبال موكب «العائدين» والقاء التحية عليه، بعدما أدوا واجبهم في حماية لبنان والدفاع عنه حتى الاستشهاد.


 الجيش .. و«داعش» 


اما في ما خص الجرود المحتلة في محيط القاع وراس بعلبك، فان الجيش اللبناني يواصل استعداداته لاطلاق معركة تحريرها من ارهابيي «داعش»، وفق توقيته وبناء على ساعته، من دون ان يكون معنيا بكل الاجتهادات والتقديرات التي تكثر في هذه الايام.
وأبلغ مصدر عسكري رفيع المستوى «الديار» ان الثابتة الوحيدة، وسط الكم الكبير من التحليلات والاستنتاجات المتداولة، هو ان الجيش سيخوض حتما عملية عسكرية ضد «داعش» في جرود راس بعلبك والقاع، ما لم يقرر هذا التنظيم الارهابي الانسحاب، سواء من طرف واحد او من خلال التفاوض.
وأكد المصدر ان الكشف عن مصير العسكريين المخطوفين لدى «داعش» هو امر اساسي بالنسبة الى الجيش، وليس قابلا للتفاوض، بل ان اي مفاوضات مفترضة حول انسحاب «داعش» من جرود القاع وراس بعلبك يجب ان تكون مسبوقة بتوضيح مصير العسكريين، وبعدها يمكن ان يبدأ البحث في كيفية خروج العناصر الارهابية من الجرود.
ولفت المصدر الانتباه الى ان اي تفاوض، مباشر او غير مباشر، في خصوص انسحاب مجموعات «داعش» من الجرود لم يحصل بعد، وحتى الآن لا أحد يفاوض الجيش وليس هناك من وسيط، وبالتالي فان القيادة العسكرية تتصرف على اساس ان المعركة واقعة حُكما.
ويكشف المصدر عن ان الجيش انجز وضع الخطة الميدانية للهجوم المرتقب، وهو ينكب حاليا على استكمال الجهوزية المطلوبة لتنفيذ الخطة، من عتاد وعديد واستطلاع ومسائل لوجستية، مشيرا الى ان توقيت المباشرة في المعركة مرتبط بالانتهاء من التحضيرات العملانية، والجيش سيعلن رسميا عن بدء المعركة عندما يُطلقها.
ويؤكد المصدر العسكري قدرة الجيش على تحرير جرود القاع وراس بعلبك من الارهابيين، بقواه الذاتية، لافتا الانتباه الى ان العقد السياسية التي كانت تقيد حركته في السابق قد فككت.
ويشير المصدر الى انه سبق للجيش في الماضي ان استولى على بعض مواقع الارهابيين في الجرود، وكانت التجربة ناجحة، إلا انها لم تُستكمل حينها بسبب الحسابات السياسية، لافتا الانتباه الى ان الظروف تغيرت والمرحلة الحالية مختلفة عن تلك السابقة. 
ويشدد المصدر على ان الوضع في جرود القاع وراس بعلبك لن يبقى كما هو حاليا، وليس مسموحا ان يستمر وجود جيب «داعش» في تلك المنطقة بعد تحرير جرود عرسال من «النصرة»، وبالتالي فان هذه البؤرة يجب ان تزول.
ويضيف المصدر : الجيش يستكمل استعداداته لخوض المعركة من دون ان ينتظر شيئا او ان يراهن على تفاوض، أما إذا استفقنا فجأة على رحيل ارهابيي «داعش» وحدهم، فان سبب المواجهة يكون قد انتفى تلقائيا.


 احباط اغتيالات 


على صعيد آخر، وفي اطار الحرب الاستباقية التي تخوضها الاجهزة الامنية ضد الخلايا التكفيرية، تمكن جهاز «أمن الدولة» خلال الايام الماضية من توقيف مجموعة ارهابية تضم ثلاثة اشخاص فلسطينيين، عُرفت بمجموعة المقدسي كونها كانت تتستر بكشاف المقدسي في مخيم عين الحلوة، فيما جرى الافراج عن اثنين آخرين تم توقيفهما أيضا، بعدما ثبت انه لا علاقة لهما بالارهاب.
وفي المعلومات ان أحد الموقوفين ويدعى «ع.خ.» اعترف خلال التحقيق معه بأنه كان مكلفا اغتيال مسؤولين في حركة فتح في مخيم عين الحلوة. وتبين ان عضوا آخر في المجموعة كان يتلطى بـ «عصبة الانصار» لكنه يتبع عمليا لجماعة الارهابي بلال بدر، وكان يبادر عند وقوع اشتباكات في المخيم الى ارتداء قناع واطلاق النار عشوائيا.
اما العضو الثالث في الخلية الارهابية فقد تبين ان والده هو مسؤول كبير في احد التنظيمات التكفيرية. 
وفي معلومات «الديار» ان عناصر الخلية التكفيرية خرجوا فرادى من «عين الحلوة»، بفارق زمني بين الواحد والآخر، ثم التقوا جميعا على ضفاف نهر قعقعية الجسر في الجنوب، حيث انقضت عليهم قوة من «امن الدولة»، بعدما تمت مراقبة خط سيرهم من المخيم الى النهر.
وعُلم ان شخصين آخرين يشكلان جزءا من المجموعة التي ضُبطت، لكنهما لا يزالان متواريين في داخل «عين الحلوة».
وأظهر التنسيق بين الاجهزة الامنية اللبنانية ان اثنين من الموقوفين كانا مطلوبين ايضا من قبل مخابرات الجيش التي تملك ملفا عن كل منهما، وكذلك الامر بالنسبة الى «الامن العام».
وقال رئيس جهاز «امن الدولة» اللواء طوني صليبا لـ «الديار» ان المجموعة الموقوفة كانت تنطوي على خطورة عالية، موضحا ان بعض عناصرها متورط في هجمات على الجيش. 
واشار صليبا الى ان أحد الموقوفين اعترف بأنه كان يخطط لاغتيال مسؤولين في حركة فتح في داخل «عين الحلوة»، ضمن سياق الصراع بين فتح والتكفيريين في المخيم

 

الجمهورية :

على وقعِ التحضير لمعركة تحرير جرود رأس بعلبك والقاع، انتهى أمس تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق بين «حزب الله» و«جبهة النصرة»، حيث تبادلا تسليم الجثامين، فيما أعلنَ الحزب أنّ تنفيذ المرحلة الثانية من هذا الإتفاق تبدأ صباح اليوم بخروج مسلّحي «النصرة» وعائلاتهم الذين يقدَّر عددهم بنحو 9 آلاف شخص مقابل الإفراج عن أسرى «حزب الله» لديها. وفي هذا الصَدد أكّدت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» أمس، أنّ الجانب اللبناني المفاوض قد تفاجَأ بعدد النازحين الموجودين في عرسال والذين يرغبون بالعودة إلى سوريا ضمن الصفقة، إذ تَراوَح بين 8 و10 آلاف نازح». ولفتَت إلى أنّ من شأن هذا الأمر أن يبَطّئ حركة المغادرة، وسط توقّعات بأن تشهد الأيام المقبلة تزايداً في عدد النازحين الراغبين في مغادرة عرسال إلى قرى القلمون أو مناطق سوريّة أخرى.

إنتهَت المرحلة الأولى من الاتّفاق بين «حزب الله» وجبهة «النصرة» بتسليم الجثامين برعاية المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، على أن يُستكمل الإتفاق وفق المراحل التالية تباعاً.

وقد تَسلّم «حزب الله» أمس جثامين خمسة من شهدائه، فيما تسلّمت «النصرة» 9 جثامين من عناصرها، إضافةً إلى ميّادة علوش وابنِها والتي كانت موقوفة لدى القضاء اللبناني بسبب دعمِها ونقلِها موادّ تموينية لـ»النصرة» في الجرود.

برّي

وإذ أكّد مرجع سياسي «أنّ ما حصل في جرود عرسال كان إنجازاً كبيراً يفوق الوصف، إلّا أنه لا يكتمل إلّا بإنهاء الجرود، وهنا نستطيع القول إنّنا دخلنا في عرس النصر الحقيقي على الإرهاب»، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره: «إنّ ما جرى في الجرود إنجاز كبير جداً، وصار في مراحله النهائية.

ولكن هذا لا يعني أنّ الخطر زالَ بكامله، خصوصاً مع بقاء إرهابيّي «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع، والذين يتمركزون في مساحة تزيد أكثر من ضعفين عن منطقة «النصرة»، وهذا في رأيي يجب أن يُستكمل بتحرير تلك المنطقة، وأفترض أنّ دور الجيش في معركة جرود رأس بعلبك سيكون أكبر».

وأضاف: «منطقة «النصرة» جغرافيّاً تضاريسُها أصعب بكثير من منطقة رأس بعلبك، إضافةً إلى وجود لاجئين بالقرب منها، وكذلك عرسال التي كانوا يتحكّمون بها، ما يعني أنّ الخطر الأكبر قد زال، وكان الخطر يتمثّل بدخول إرهابيين إلى مخيّمات النازحين أو إلى عرسال، هنا تصعب عملية إخراجهم، لكنّ المعركة في جرود رأس بعلبك أسهل.

إنّني أخالف الرأي القائل بأن لا إجماع على ما حصل، معارضة البعض تؤكّد القاعدة، فالاستثناء يؤكّد القاعدة، موقف هؤلاء من دخول «حزب الله» في الحرب السورية لا يزال نفسه لم يتغيّر قبل حرب الجرود، ولن يتغيّر الآن، نحن في صدد أرضٍ لبنانية محتلّة ينبغي تحريرها، وهذا ما حصل».

سكّرية

وتمنّى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب الوليد سكّرية عبر «الجمهورية» أن «تعالج مسألة خروج عناصر «داعش» عبر مفاوضات لتوفير خسائر ودم، لكن المشكلة إلى أين سيذهب هؤلاء العناصر، إذ لا ملاذ آمناً لهم، خلافاً لـ«النصرة» التي لديها في الأساس ملاذٌ آمِن في إدلب». ورأى «أنّ الحلّ يكون بفتح طريق لهم للرحيل إلى البادية السورية في اتّجاه منطقة دير الزور، لكن السؤال: هل سيقبَلون بهذه الطريقة؟

وما هي الضمانات؟ إذ سيمرّون في مناطق يسيطر عليها الجيش السوري. ثمّ هناك عسكريون لبنانيون ومِن مصلحتنا استعادتُهم أحياء، أمّا إذا كانوا قد استُشهدوا فلنستعِد جثامينهم على الأقلّ، إذاً، من المصلحة التفاوضُ إذا كانت «داعش» قادرة على التفاوض، إنّما معروف عنها أنّها لا تفاوض».

وقال سكّرية «إنّ في إبعاد «داعش» من جرد رأس بعلبك والقاع راحةً اقتصادية وأمنية للبنان، فتصبح القرى آمنة، ويعود الناس إلى أراضيهم الزراعية واستثماراتهم، ويعيد الجيش قسماً كبيراً من قوّته إلى الداخل ليستخدمَها في مناطق أخرى، ويكون لبنان قد اقتلع غدّةً سرطانية من أرضه، وتخفُّ نظرة فريق من اللبنانيين إلى هذا التنظيم على أنّ مسلّحيه ثوّار يقاتلون النظام السوري.

ومع الانتهاء من المسلحين ستُشكَّل مقدّمة لبدء عودة النازحين، ويجب أن تفتح الباب جدّياً أمام الحكومة اللبنانية لمعالجة الموضوع بمسؤولية وليس عن طريق النكاية بالنظام السوري».

مفتي الجمهورية

من جهةٍ ثانية، بَرز موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان كتأكيد على احتضان المرجعيات السنّية للجيش، إذ أعرَب دريان عن «ثقتِنا بالجيش اللبناني وبالقوى الأمنية التي تحافظ على أمن الوطن والمواطنين»،

وقال دريان من عكّار: «لقد ضحّى الجيش كثيراً من أجل أمنِنا وقدّم الشهداء وحقّق الإنجازات الاستباقية في دفعِ الإرهاب عن وطننا لبنان، وعلينا جميعاً أن نلتفّ حول المؤسسة العسكرية وندعو الدولة دائماً إلى أن تزوّد هذا الجيش كلّ عتادٍ ممكن ليقوم بدوره كاملاً، وهو يقوم، في حفظِ الأمن».

وأضاف: «إنّنا ومن حكمِ موقعنا نقول لأهل عرسال وللمقيمين فيها من النازحين السوريين إنّ أمنَكم من أمن اللبنانيين جميعاً، ولا يَحفظ الأمنَ في عرسال إلّا الجيش اللبناني حصراً، ولا نريد من أحد أن يُزايد على الجيش في هذا الموضوع. عرسال وأهل عرسال أمانة في أعناقنا وأمانة في أعناق الجيش وجميع اللبنانيين الأوفياء».

«القوات اللبنانية»

وإلى ذلك، كشفَت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية» أنّ وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي سيَجول بدءاً من صباح اليوم، يرافقه مرشّح «القوات» في بعلبك-الهرمل أنطوان حبشي، على عرسال ورأس بعلبك، فيبدأ جولتَه من عرسال ويكون له فيها محطّات عدّة، ومن ثمّ ينتقل إلى رأس بعلبك ومنها إلى القاع، و«ذلك في جولةٍ ترمي إلى تأكيد وقوفِ «القوات» إلى جانب الجيش في دفاعه عن الحدود والسيادة الوطنية، كذلك إلى جانب الأهالي في صمودهم في تلك المناطق الحدودية على رغمِ التحدّيات العسكرية والأمنية، في مؤشّرٍ واضح على تعلّقِهم بأرضهم وتشكيلِهم البيئة الحاضنة للجيش والشرعية في الدفاع عنهم وعن لبنان».

وأكّدت المصادر نفسُها «أنّ «القوات» تَعتبر الحدود سياجَ الوطن وضرورة أن تكون باستلام الشرعية اللبنانية حصراً، وضبطُها يمنع عبور الفِتن والقلاقل إلى لبنان، وإنّ جولة بو عاصي تأتي تجسيداً لرؤية «القوات» الوطنية وتعبيراً عن وقوفِها إلى جانب شعبها على الحدود وفي الداخل، وتشديداً على دور الجيش اللبناني عشيّة عيدِه».

لا مجلس وزراء

وعلى المستوى الحكومي قالت مصادر معنية بالترتيبات الخاصة بإعداد جدول أعمال مجلس الوزراء لـ«الجمهورية» إنّ القرار النهائي الخاص بتحديد موعد الجلسة يَنتظر عودةَ الرئيس سعد الحريري من الخارج، بعدما مدَّدها عقب انتهاءِ زيارته إلى واشنطن، التي دامت إلى الجمعة الماضي. ولفتَت هذه المصادر إلى أنّ الحديث عن قضايا ستُثار في الجلسة من خارج جدول الأعمال، فيه استباقٌ للأمور.

فإلى التقرير الذي سيقدّمه رئيس الحكومة عن نتائج زيارته لواشنطن وما أنجَزه قياساً على ما كان يتوقّعه منها، من الواضح أنّ هناك قضايا وملفّات يحتاج حسمُها أن تكون على طاولة المجلس، سواء من ضمن الجدول أو من خارجه.

وأبرزُها الملف المتّصل بتقرير دائرة المناقصات في شأن بواخر الكهرباء، بالإضافة إلى تردّدات العملية العسكرية في تلال عرسال وفليطا انطلاقاً مِن المواقف المتباينة في شأنها».

تعيينات إعلامية

أمّا في شأن التعيينات في تلفزيون لبنان، فيبدو أنّها تنتظر عودةَ وزير الإعلام من شهر العسل، إضافةً إلى أنّ ما هو مطروح من أسماء لم «يَستوِ» بعد لإدراجها على جدول الأعمال. وعلمت «الجمهورية» أنّ وزير الإعلام اقترَب من إنجاز سلّة تعيينات ومناقلات في وزارة الإعلام ستُواكب انطلاقة الإدارة الجديدة في الإعلام الرسمي وتحديداً في «الوكالة الوطنية للإعلام» والتلفزيون، وأنّ عملية شدِّ حبالٍ تجري في الكواليس حول بعض المواقع، على رغم أنّ بعضَها محسوم.

الانتخابات الفرعية

وعلى صعيد آخَر، أثيرَت لدى مستويات سياسية مسألةُ التأخير في إجراء الانتخابات النيابية الفرعية لملءِ المقاعد الشاغرة في دائرتَي كسروان وطرابلس، واستغربَت مراجع مسؤولة هذا التأخيرَ، مبديةً خشيتَها من أن يكون متعمّداً، علماً أن ليس هناك ما يبرّر هذا التعمُّد، لأنّ كلّ القوى السياسية المعنية بهذه الانتخابات قد عبّرت عن استعدادها الكامل لإنجاز هذا الاستحقاق، ولا توجد أيّ عوائق لا سياسية ولا غير سياسية ولا مناطقية تَحول دونَه.

وأكّدت هذه المراجع أنّها تسمع بين الحين والآخر ما يمكِن اعتباره مماطلةً في هذا الاستحقاق لناحيةِ التذرّعِ بأمور تقنية، وكذلك بتعيين هيئة الإشراف على الانتخابات، وهو أمرٌ يفترض أن يتمّ في أسرع وقتٍ ممكن، علماً أنّ المراجعات التي نقوم بها لدى الدوائر المختصّة في وزارة الداخلية تؤكّد أنّ كلّ الإجراءات التقنية واللوجستية والتحضيرية لهذا الاستحقاق، من تحديد أقلام الاقتراع وغيرها، أصبَحت شِبه منجَزة حتى لا نقول منجَزة بكاملها.

وتوجّهت المراجع نفسُها إلى المعنيين بهذا الموضوع قائلةً: لا يجوز أبداً تجاهلُ هذا الاستحقاق، فالتجاهل هنا يعني المسَّ بالدستور، إذ إنّ هناك ثلاثة مقاعد نيابية ينبغي ملؤها، والدستور يتحدّث في إحدى موادّه عن ملئها في فترة محدّدة، وبالتالي عدم إجراء هذا الأمر يعني أنّ هناك مخالفةً واضحة للدستور، وهذا لن يكون مقبولاً على الإطلاق. فالمطلوب هو التعجيل وليس المماطلة والتعطيل.

صفعة قوية

من جهةٍ ثانية، وجَّه البطريرك الماروني صفعةً قوية إلى مشروع سلسلة الرتب والرواتب من خلال موقفٍ لافِت أطلقَه أمس، رفضَ فيه زيادةَ رواتب الأساتذة في التعليم الخاص بناءً على ما تنصُّ عليه سلسلة الرتب والرواتب، لئلّا تضطرّ إدارات المدارس إلى زيادة أقساطِها، ممّا يضطرّ الأهل إلى سحبِ أولادهم من هذه المدارس، وتُرغَم هذه الأخيرة إمّا على الإقفال وإمّا على صرفِ العديد من الأساتذة والموظفين وحِرمانهم من فرَصِ العمل».

وطالبَ الدولة بأن تتحمّل المسؤولية في تأمينِ دفعِ هذه الزيادات على الرواتب، وحمَّلها مسؤولية الربطِ بين «القطاع الخاص والقطاع العام من غير حقّ». ووصَف السلسلة بأنّها «أتت مرهِقةً ومجحِفة بحقّ بعض الفئات من الشعب وفقاً لمطالبها».

وقد زاد موقفُ البطريرك هذا من علامات الاستفهام في شأن الموقف الذي سيتّخذه رئيس الجمهورية حيال إمكان إعادة قانون السلسلة إلى المجلس ليعاود النظر فيه.

 

 

اللواء :

بنجاح، وباشراف رسمي، انطلقت أمس عملية تبادل الجثامين والاسرى بين حزب الله وجبهة النصرة، على ان تستكمل في الأيام القليلة المقبلة، بعدما اتسعت مروحة الراغبين بمغادرة الأراضي اللبنانية، مع المعلومات عن ان صفقة الترحيل، ستشمل عدداً من المسجونين الإسلاميين في سجن رومية، فضلاً عن إطلاق ميادة عيوش وابنها، والتي كانت أوقفت باعتبارها ناشطة تعمل لمصلحة جمع الأموال لجبهة النصرة.
واشرف على العملية المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي أكّد «ان جميع المسلحين وعائلاتهم، بمن فيهم أبو مالك التلي سيخرجون من جرود عرسال عن طريق البر، واضعاً بذلك حداً للمعلومات التي تحدثت عن احتمال انتقال التلي وعائلته إلى تركيا من مطار بيروت.
وكشف «اللواء» إبراهيم ان لا تفاوض رسمياً لإخراج مطلوبين من جنيسات غير لبنانية من مخيم عين الحلوة، في إطار صفقة التبادل، لأن قرار الدولة أن لا تفاوض البتة حول خروج هؤلاء.
وفي ما يتعلق بـ«تنظيم داعش»، أشار مصدر لبناني رفيع لـ«اللواء» ان هذا الموضوع غير مشمول بالمفاوضات، وهو مرتبط بمرحلة ما بعد انتهاء ملف «النصرة» والتبادل، الذي سيستغرق أيام، بعدما سجّل أكثر من 8000 شخص اسماءهم لمغادرة جرود عرسال ومحيطها، بعد «الضربة التي منيت بها جبهة النصرة».
مجلس الوزراء
ومع عودة الرئيس سعد الحريري، والوفد المرافق إلى بيروت، تستأنف الحركة السياسية اليوم، سواء في ما خصّ التحضير لعيد الجيش غداً، أو الاعداد لجلسة مجلس الوزراء الأربعاء.
ورجّح مصدر وزاري في اتصال مع «اللواء» ان تعقد الجلسة في السراي الكبير.
وسيتطرق الرئيسان ميشال عون والحريري إلى الجلسة، في ضوء نتائج زيارة واشنطن، وما حققه الوفد اللبناني، لجهة حصر ذيول العقوبات الأميركية، وعدم تأثيرها على المصارف اللبنانية، وحركة التجار اللبنانيين، بما في ذلك المؤسسات والشركات ذات المنفعة العامة، والمؤسسات الاستشفائية والتعليمية.
وفي هذا الإطار، توقعت مصادر سياسية، مقربة من حزب الله ان يُبادر وزيرا حزب الله محمّد فنيش وحسين الحاج حسن إلى طرح «ما يوصف بموقف الوفد اللبناني غير المشرف في واشنطن»، والذي تصفه المصادر بأنه «خروج عن البيان الوزاري ومفاهيم العيش المشترك».
عيد الجيش
وغداً، يحتفل لبنان بعيد الجيش في الاول من آب في ثكنة الفياضية حيث سيعيد قائد الجيش في أمر اليوم التأكيد على مواجهة الإرهاب، واستعادة العسكريين المختطفين لدى داعش، فضلاً عن الالتزام بالقرار 1701.
وأمس بدأ الرئيس عون تحضير خطابه الذي سيلقيه خلال الاحتفال العسكري بتخريج دفعة جديدة من الضباط في الكلية الحربية (225 ضابطاً)، والذي سيتضمن بالتأكيد مقاطع حول ما جرى في جرود عرسال، سواء لجهة تحريرها من مسلحي جبهة «النصرة» والاتفاق الذي بدأ تنفيذه أمس لسحب باقي المسلحين وتسليم الجثمامين، او لجهة ما يمكن ان يكون عليه الموقف الرئاسي بالنسبة لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع من مسلحي «داعش»، وهي المعركة التي يفترض ان يتولاها الجيش اللبناني.
واللافت في احتفال الفياضية غداً، هو حضور الرؤساء الثلاثة مع قائد الجيش العماد جوزف عون، بعد غياب ثلاث سنوات بفعل الشغور الرئاسي، بما يعزز الموقف الموحد حيال الجيش في معركته لمواجهة الارهاب وحفظ الامن والاستقرار.
وقالت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية لـ «اللواء» ان الثابت في كلمة الرئيس عون هو التأكيد على دور الجيش والقوى الامنية الاخرى في المحافظة على الاستقرار الامني، والاشادة بما حققه في مكافحة الارهاب سواء من خلال المواجهات المباشرة مع المسلحين او من خلال العمليات الاستباقية التي نفذت.
واشارت الى ان عون سيتناول التطورات الاخيرة على الحدود اللبنانية – السورية، ويؤكد على اهمية تحرير الارض من الارهابيين، وعلى جهوزية الجيش ودوره في استعادة السيادة اللبنانية على كل شبر من الارض، كما انه سيعرض لاهمية تضامن اللبنانيين في هذه المرحلة، والتفافهم حول مؤسساتهم الامنية والدستورية والثقة الدولية المتجددة بلبنان من استعادة المؤسسات الدستورية لمسؤولياتها في الحفاظ على البلاد، وسينبه ايضا الى المخاطر التي تحدق بلبنان والتي تتطلب وعياً وعدم الدخول في خلافات جانبية، تصرف الانظار عما هو أهم.
اتفاق التبادل
وتابع الرئيس عون خلال اليومين الماضيين تفاصيل الاتفاق حول انسحاب مسلحي «النصرة» من ما تبقى من جرود عرسال، والتقى لهذا الغرض اللواء ابراهيم الذي تولى التفاوض مع الجهات المعنية بالاتفاق قبل أن يتوجه عصراً إلى البقاع لمتابعة تفاصيل المرحلة الاولى من تنفيذ الاتفاق.
واكدت مصادر رسمية مطلعة ان الرئيس عون يتعاطى مع الملف من منطلق وطني عام، وليس من منطلق التفاصيل الداخلية الضيقة، ربما يؤدي الى مردود ايجابي عام على منطقة البقاع الشمالي، وعلى البلد ككل..
وافاد الاعلام الحربي لحزب الله ان المرحلة الاولى من صفقة التبادل بين الحزب وجبهة النصرة برعاية الامن العام نفذت، عبر «تجميع جثث قتلى النصرة وعددهم تسعة سلموا للأمن العام، مقابل رفات 5 من حزب الله قضوا في معارك الجرود».
وحسب الاعلام الحربي، يتوقع ان تتم اليوم المرحلة الثانية، وتقضي بترحيل مسلحي «النصرة» وعائلاتهم، وآلاف النازحين الراغبين بالمغادرة من وادي حميّد في عرسال، على ثماني دفعات بحيث يترافق وصول كل دفعة الى أدلب السورية اطلاق «النصرة» سراح اسير من حزب الله، وكان عددهم في الاصل خمسة كانوا اسروا في اوقات سابقة من العام 2015، واضيف اليهم خلال اليومين الماضيين ثلاثة مقاتلين من الحزب ضلوا الطريق في جرود عرسال فوقعوا في قبضة «النصرة».
وعلمت «اللواء» ان مسلحي «النصرة» حاولوا عبر وساطة الامن العام اللبناني، اجراء صفقة جديدة مع الحزب خارج اطار اتفاق وقف اطلاق النار، لكن الحزب ابلغ هؤلاء اصراره على ان يكون الثلاثة من ضمن الاتفاق، والا فإن سيعتبر الثلاثة شهداء ويواصل معركة تحرير الجرود.
وقدر «الاعلام الحربي» عدد اللذين سيتم ترحيلهم من جرود عرسال بنحو 9 آلاف شخص بينهم على الاقل نحو 120 مسلحاً والباقي من النازحين.
وكشف حزب الله ان الشهداء الخمسة الذين تمت استعادة جثامينهم هم: حسن علي شريف، جهجاه محمّد جعفر، مصطفى المقدم، احمد الحاج حسن وقاسم العجمي، والاخيرين سيتم تشييعهما اليوم في الاوزاعي».
واعلن الاعلام الحربي التابع للحزب ان مقاتليه عثروا امس على الملالة العسكرية التابعة للجيش وهي من نوع M113 والتي استولت عليها «النصرة» في معركة عرسال آب 2014، ورفع على الآلية صورة العقيد نور الدين الجمل قائد الكتيبة 83 والذي استشهد اثناء هذه المعركة، تحية تكريم له.

 

الاخبار :

أيام قليلة، وينطلق الجيش اللبناني بعملية تحرير جرود رأس بعلبك وبلدة القاع التي يحتلّها تنظيم «داعش» على السلسلة الشرقية بين لبنان وسوريا، في استكمالٍ لما قامت به المقاومة خلال الأيام العشرة الأخيرة عبر العملية العسكرية الخاطفة التي أدت إلى استسلام «جبهة النصرة» في جرود عرسال، وبدء تنفيذ تسوية خروج مسلّحيها إلى إدلب.

خلال الأيام الماضية، بدا واضحاً وجود قرار سياسي وتشجيعٍ من رئيس الجمهورية ميشال عون لتنفيذ الجيش عملية حاسمة ضد إرهابيي «داعش» في السلسلة الشرقية. وهذا الغطاء السياسي الداخلي يتبعه غطاء دولي من كلا المحورين المتصارعين في المنطقة، في إطار «مكافحة الإرهاب» والمساهمة في القضاء على التنظيم الإرهابي. أما في الميدان، فقد قام الجيش خلال الأيام الماضية بجهدٍ حثيث في التحضير لشنّ العملية العسكرية، وإنهاء «كابوس» إرهابيي «داعش» وتهديدهم للأمن اللبناني والسوري بالسيارات المفخخة والانتحاريين، انطلاقاً من البقعة التي يحتلونها في السلسلة الشرقية. ويمكن القول إن تحضيرات الميدان شارفت على النهاية، من إعداد القوات البرية اللازمة إلى أسلحة المدفعية وراجمات الصواريخ، فضلاً عن عمليات الاستطلاع الجوّي والبرّي، بالإضافة إلى الخطط الحربية التي من المؤكّد أن سلاح الطيران سيؤدّي دوراً مهمّاً فيها.


 

 

وفيما تتكتّم المصادر العسكرية عن الموعد المحدّد لبدء العملية، مع تأكيدها أن انطلاقها لن يكون بعيداً عن موعد الاحتفال بعيد الجيش، إلّا أن كل المؤشرات تدلّ على اقترابها مع إكمال الجيش تحضيراته للقضاء على حوالى 700 إرهابي من «داعش»، بحسب تقديرات المؤسسة العسكرية. وبحسب عمليات الاستطلاع، يسيطر «داعش» على مساحة تقدّر بحوالى 200 كلم مربّع من الأراضي اللبنانية والسورية، في جغرافيا صعبة للغاية تتميّز بالمغاور والتلال العالية والأودية. ويسيطر التنظيم على حوالى 32 موقعاً مشرفاً في الجرود، غالبيتها محصّنة تحصيناً ممتازاً، إمّا طبيعيّاً أو جراء التحضير الذي اعتمده التنظيم لسنوات، في انتظار هكذا نوعٍ من المعارك. وفيما يقلّل كثيرون من شأن العملية في محاولة لكسر معنويات الجيش، إلّا أن المعركة لن تكون سهلة، وخصوصاً أن أي وساطة غير موجودة اليوم مع «الدواعش»، الذين يدركون أن الخيارين الوحيدين المتاحين هما إما الموت أو الاستسلام للجيش اللبناني أو السوري أو حزب الله. ومن هذا المنطلق، لا تضع المصادر العسكرية أفقاً زمنياً معيّناً للعملية، إذ إن الجغرافيا معقّدة وهناك مسلكان بريّان فقط تجاهها، وعناصر «داعش» خبروا المغاور وتضاريس المنطقة على مدى السنوات الماضية، ما قد يحتّم على الجيش القيام بعمليات إنزال جويّة «خلف خطوط العدو». وبحسب المعلومات، فإن عملية «الإطباق» التي نفذت الأسبوع الماضي ضدّ مسلحي «النصرة»، حيث انقضّ رجال الجيش السوري والمقاومة على «النصرة» من الشرق والجنوب، وقام الجيش اللبناني بتشكيل درع لعرسال من الغرب، سيعاد تنفيذها في المعركة ضد «الدواعش». لن يكون الجيش اللبناني وحيداً في المعركة. فالمساحة التي يحتلها تنظيم «داعش» متوزعة على جانبي الحدود (نحو 60 في المئة داخل الأراضي السورية، ونحو 40 في المئة داخل الأراضي اللبنانية). وفتح جهة ضد الإرهابيين من قبل الجيش السوري وحزب الله داخل الأراضي السورية (من الشرق والشمال)، في الوقت الذي ينقضّ فيه الجيش اللبناني على الإرهابيين من الجهة الغربية، سيشتت مسلّحي التنظيم، ويخفف العبء عن الأطراف الثلاثة (الجيشان السوري واللبناني وحزب الله). وانخراط السوريين والمقاومة في المعركة، يبدو أمراً «إلزامياً». فتقدُّم الجيش اللبناني في الجرود سيدفع «داعش» إلى التراجع شرقاً، باتجاه مناطق سيطرة الجيش السوري الذي لن يقف مكتوف الأيدي.
وأمس، تُوّجت العملية العسكرية الخاطفة التي قادتها المقاومة لتحرير جرود عرسال من عصابات «جبهة النصرة» خلال الأيام الماضية، بتنفيذ المرحلة الأولى من تسوية خروج إرهابيي «الجبهة» إلى إدلب وتسلّم حزب الله جثامين خمسة من شهدائه. يومٌ طويلٌ بين جرود عرسال ومقرّ اللواء التاسع في الجيش اللبناني في اللبوة، انتهى على «خير» بتحقيق الأهداف المرسومة له من قبل المقاومة ورعاية جهاز الأمن العام، على رغم بعض الصعوبات اللوجستية، أبرزها البحث عن 3 جثامين لشهداء من حزب الله دفنتهم «النصرة» سابقاً في الجرود التي باتت اليوم تحت سيطرة المقاومة.
في تفاصيل العملية التي رعاها الأمن العام اللبناني، تسلّمت «النصرة» تسعة من جثامين مسلّحيها، كان حزب الله يحتفظ بها، بالإضافة إلى المدعوّة ميادة عيوش وابنها، وهي موقوفة في سجن رومية لدورها في نقل أموال لـ«النصرة» وعلى الأرجح زوجة أحد مسؤولي «الجبهة»، ولم يصدر بحقّها أي حكم قضائي في لبنان بعد. في المقابل، تسلّم حزب الله جثامين خمسة من شهدائه، اثنان منهم سقطا في المعارك الأخيرة، هما: أحمد الحاج حسن وقاسم عجمي، وثلاثة جثامين لشهداء دفنت «النصرة» اثنين منهم في جرود عرسال، وجثمان ثالث لشهيد تحتفظ به جماعة مقرّبة من «سرايا أهل الشام». وفيما كان من المفترض أن تنتهي عملية التبادل باكراً، تأخر تحضير «النصرة» لجثامين الشهداء الذين دفنوا في مناطق كانت تسيطر عليها «النصرة» وخسرتها أخيراً، ما اضطر الأمن العام إلى نقل وسيط/ دليل إلى الجرود لمساعدة المقاومة على اكتشاف مكان دفن الجثمانين في منطقة وادي الخيل، ولاحقاً انتظار فحوصات الحمض النووي للتعرف إليهما، قبل استكمال عملية التسليم. أما الجثمان الثالث، فجرى العثور عليه حوالى الساعة السادسة مساءً، وبعد التأكد من «الحمض النووي»، سلكت جثث «النصرة» طريقاً فرعياً إلى مدخل عرسال، ثم إلى وادي حميد.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من العملية، من المتوقع أن تبدأ اليوم المرحلة الثانية لتسلّم المقاومة 8 من أسراها لدى «النصرة»، خمسة منهم أسروا في ريف حلب الشمالي، وثلاثة ضلّوا طريقهم خلال المعارك الأخيرة، في مقابل نقل حوالى 9000 مقيم في المخيّمات في عرسال، من ضمنهم مئات مسلحي «النصرة» إلى الداخل السوري، وصولاً إلى إدلب. وبحسب المعلومات، فإن عدداً كبيراً من الباصات بدأت تتجمّع منذ بعد ظهر أمس في منطقة فليطا من الناحية السورية، على أن تقوم بنقل الراغبين بالخروج من عرسال مع مسلحي النصرة إلى إدلب عبر بلدة فليطا. واعتماد فليطا اختير من ثلاثة احتمالات، أوّلاً لنقل الراغبين بالخروج عبر المصنع، ثمّ من دمشق إلى إدلب، أو عبر القصير ــ حمص، ثم حماه وإدلب، إلّا أن العدد الكبير للباصات وصعوبة حماية القافلة ورفض السلطات اللبنانية عبور مسلّحي «النصرة» بأسلحتهم الفردية داخل الأراضي اللبنانية، حتّم اختيار فليطا، مع إصرار المدعو أبو مالك التلي «أمير النصرة» في الجرود على احتفاظه ومقاتليه بسلاحهم الفردي، ومطالبته بباصات محجوبة الرؤية. كذلك فإن مسلحي «سرايا أهل الشام» سينتقل جزءٌ منهم إلى القلمون وآخرون إلى منطقة الرحيبة، إلّا أن الأولوية الآن بالنسبة إلى المفاوضين هي إخراج «النصرة» أولاً.
وعلى طريق إدلب في ريف حماه الشمالي قرب بلدة سلحب، سيقوم الجيش السوري بتفتيش الخارجين وتسجيل أسمائهم في لوائح اسمية، كجزء من التسوية التي وافقت عليها السلطات السورية، قبل انتقالهم إلى إدلب.

 

 

البلد :

بدأ امس تنفيذ صفقة التبادل بين »حزب الله » وجبهة »النصرة« االرهابية برعاية االمن العام اللبناني«، وتم نقل الجثامين التسعة ل�«النصرة« من مقر اللواء التاسع في اللبوة الى مستشفى البتول في الهرمل حيث سيتم مبادلتها ب�5 جثامين لخمسة شهداء من »حزب الله« قضوا في معارك جرود عرسال. في المقابل بلغ عدد المسجلين اسماءهم من مسلحين ومدنيين للخروج من جرود عرسال الى الهرمل ّ ر االنتهاء من الصفقة ألسباب لوجستية والتي يتوقع 9000 مما أخ ان تنتهي خالل ايام كما تردد امس. في المقابل كثف الجيش اللبناني استعدادته لخوض معركة تحرير جرود رأس بعلبك من داعش االرهابي. ّ عددا من مقاتلي حزب الله الذين خاضوا ً ، وصل موكب يضم ومساء المعارك في جرود عرسال الى بلدة اللبوة. وكان االعالم الحربي أكد أن موكب شهداء حزب الله المتجه من وادي حميد والذي يحوي رفات الشهيدين احمد الحاج حسن وقاسم عجمي وصل الى مقر اللواء التاسع، فيما رفات الشهيد الخامس موجودة لدى جهة اخرى غير جبهة النصرة ويجري العمل على استالمها واجراء الفحوص الالزمة لتحديد هويتها. وأشارت معلومات صحافية الى أن األمن العام اللبناني سلم جبهة النصرة إمرأة تدعى ميادة علوش وابنها في وادي حميد. واستعدت بلدات بعلبك منذ ساعات العصر األولى الستقبال جثامين شهداء حزب الله بما يليق بهم. أما في المقلب الشمالي من الجرود، فتتجه األنظار إلى مناطق وجود »داعش« في رأس بعلبك والقاع، حيث استكمل الجيش امس تعزيزاته وتحصيناته للمعركة المرتقب أن يطلقها في المرحلة المقبلة، في وقت بقيت الحياة اليومية تسير بشكل طبيعي في البلدتين. ولفت وزير الدفاع يعقوب الصراف في كلمة خالل افتتاح »مهرجان الوفاء« في الكرة الطائرة الى أنه »من اآلن حتى شهر على أبعد تقدير، أبشركم باالنتصار القريب«، مضيفا: »ال انتصار من دون الجيش الذي أفتخر بكل جندي ورتيب وضابط فيه، واألهم هو فخري بقائد الجيش«. في المقابل افادت معلومات صحافية، ان خالل ايام قليلة يبدأ الجيش اللبناني معركة تحرير جرود القاع ورأس بعلبك من ارهابيي »داعش« بعد تحرير المقاومة جرود عرسال وانهاء وجود »النصرة« وملحقاتها فيها. وكشفت مصادر امنية ان الجيش بات على جهوزية كاملة تمهيدا لمعركة تحرير جرود رأس بعلبك والقاع، وانه بعد ان ارسل تعزيزات كبيرة الى المنطقة يقوم في االيام االخيرة وبشكل يومي باستهداف مواقع وتحركات االرهابيين في هذه الجرود بقصف مدفعي وصاروخي. وقالت ان تحديد ساعة الصفر للمعركة يعود لقيادة الجيش ولكن ً ، وربما بعد عيد المعطيات الميدانية تؤشر الى انها ستبدأ قريبا . ً الجيش الذي يصادف غدا واوضحت المصادر ان هذه المعركة المنتظرة ستلي تنفيذ اتفاق جرود عرسال، على ان يليها انتشار الجيش في الجرود الشرقية من عرسال الى القاع.