أجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري محادثات مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب تناولت الاوضاع في لبنان وسبل مساعدته لمواجهة ازمة النزوح السوري والنهوض بالوضع الاقتصادي ودعم الجيش اللبناني وآخر مستجدات الاوضاع في المنطقة العربية.


وكان الرئيس الحريري قد وصل عند الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم بتوقيت واشنطن التاسعة ليلا بتوقيت بيروت الى البيت الابيض حيث استقبله الرئيس الاميركي عند المدخل الرئيسي وتوجها فورا الى المكتب البيضاوي وعقدا اجتماعا ثنائيا استهله الرئيس ترامب بالترحيب بالرئيس الحريري وقال: انه لشرف عظيم ان نستقبل رئيس الوزراء سعد الحريري اليوم وقد شاهدنا التقدم الكبير في لبنان وهذا امر ليس سهلا في الوقت التي يحارب فيه على جبهات عدة، وقد طور العلاقات بشكل حقيقي، العلاقات مع ممثلينا ومعي .سيدي الرئيس انه لشرف استضافتك في المكتب البيضاوي. ورد الرئيس الحريري فقال: انه لشرف ان نكون هنا معك سيدي الرئيس ومسرورون للتاكيد على ان شراكتنا في محاربة داعش وكل انواع الارهاب مستمرة ونامل ان تستمر هذه الشراكة لما فيه خير المنطقة.وامل ان نتحدث بشكل اوسع عن هذه الامور.

اجتماع موسع

ثم عقد اجتماع موسع حضره الرئيس الرئيسان ترامب والحريري وشارك فيه عن الجانب اللبناني الوزير جبران باسيل، القائمة بأعمال السفارة اللبنانية في واشنطن كارلا جزار، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، السيد نادر الحريري والمستشارة آمال مدللي، وعن الجانب الاميركي وزير الخزانة الاميركية ستيفن منوشين مدير مكتب الرئيس ترامب راينس برياباس، مستشار الامن القومي الجنرال ماك ماستر ومستشار الرئيس الاميركي جاريد كوشنير، مدير مجلس الاقتصاد الوطني غاري كوهن، السفيرة الاميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد وعدد من كبار مساعدي ومستشاري الرئيس ترامب، وتم خلاله مناقشة مختلف المواضيع المطروحة على بساط البحث بشكل تفصيلي.

موتمر صحافي مشترك

بعد ذلك عقد الرئيسان ترامب والحريري مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله الرئيس الاميركي بالقول: "يشرفني أن أرحب برئيس وزراء لبنان سعد الحريري في البيت الأبيض، وقد انتهينا للتو من حديث بناء ومكثف عن التحديات والفرص التي تواجه لبنان وجيرانه. فلبنان على الخط الأمامي في محاربة داعش والقاعدة وحزب الله. والشعب اللبناني من جميع الطوائف يعمل سويا، وأنتم تعلمون ذلك، وقد بحثنا مطولا المحافظة على أمان وازدهار الشعب اللبناني الذي يحب بلده ويود المحافظة على ازدهاره وأمنه".

وأضاف: "دولة الرئيس، أود أن أهنئكم وأشجعكم على صمودكم في هذا المكان. ان الروابط التي تجمع بين لبنان وأميركا تعود إلى أكثر من قرن، فهي علاقات طويلة الأمد، تعود الى العام 1860، حين أسس الأميركيون الجامعة الأميركية في بيروت. والآن وبعد أكثر من مائة وخمسين عاما، ومع استمرار الدعم الأميركي، تستمر الجامعة بتثقيف وتعليم أجيال من القادة في المنطقة. كما تسعى أميركا ولبنان اليوم أيضا إلى تعزيز العلاقات فيما بينهما بطرق عديد من ضمنها استمرار العمل على السلام المتبادل. والجيش اللبناني قد حقق في السنوات الأخيرة إنجازات عظيمة أيضا. وعندما حاول "داعش" اقتحام شمال لبنان انتصر الجيش اللبناني عليه، ومنذ ذلك الوقت استمر الجيش بالمحاربة لحماية حدوده ومنع "داعش" وإرهابيين آخرين عديدين من الدخول إلى لبنان".

وتابع: إن الولايات المتحدة والجيش الأميركي فخوران بالمساعدة في هذه الحرب، وسنستمر في ذلك، وبمساعدة أميركا تستطيع أن تضمن أن الجيش اللبناني سيكون المدافع الوحيد الذي يحتاجه لبنان وهو قوة محاربة قوية وفعالة جدا وأن صمود الشعب اللبناني يأتي من الداخل. وأن حزب الله يمثل تهديدا للدولة اللبنانية والشعب اللبناني والمنطقة بأكملها، وأن هذه المجموعة تستمر في زيادة عتادها العسكري مما يعزز خطر النزاع مع إسرائيل. وبدعم من إيران تستمر هذه المجموعة بتعزيز وتقوية المأساة الإنسانية في سوريا. وحزب الله يظهر نفسه على أنه مدافع عن مصالح اللبنانيين، لكن من الواضح أنه ينفذ مصلحته الشخصية ومصلحة داعمه إيران.

وقال: "لقد كررت عدة مرات أنه على الشرق الأوسط أن يتحمل مسؤوليته في مساعدة النازحين السوريين حتى عودتهم إلى ديارهم وإعادة بناء بلدهم، وأن الشعب اللبناني قد قاد هذه الحملة من خلال استضافته أكبر عدد من النازحين من أقرب دولة في المنطقة، وأود أن أوجه الشكر. لرئيس الوزراء اللبناني وللشعب اللبناني لاستضافته كل هذا العدد من النازحين من داعش ومن نظام الأسد ومن داعميه أيضا. وأود أن أتعهد وأؤكد دعمنا المستمر للبنان".

وأضاف: "منذ بدء الأزمة السورية ساعدت أميركا لبنان في دعم واستضافة النازحين السوريين بالمياه والطعام والمأوى والضمان والمساعدة الطبية، وإنني أتعهد أن أدعم الاحتياجات الإنسانية للنازحين السوريين، وبقاءهم قرب دولتهم. والولايات المتحدة مسرورة وفخورة للوقوف مع من لديهم الشجاعة لمواجهة الإرهاب، ويتحملون المسؤولية في منطقتهم. إن صمود الشعب اللبناني في وجه الإرهاب والحرب عظيم، وإنني أحيي المواطنين في لبنان الذين يعملون لضمان مستقبل وأمان وازدهار وسلام لأولادهم".

الرئيس الحريري

من جهته، قال الرئيس الحريري: "تشرفت وسررت بعقد لقاء جيد جداً مع الرئيس ترامب. وإنني أقدر أيضا قيادة أميركا للعالم اليوم. لقد بحثنا الوضع في منطقتنا والجهود التي نبذلها في لبنان من أجل حماية استقرارنا السياسي والاقتصادي بالتزامن مع محاربة الإرهاب. وقد شكرت الرئيس ترامب على دعمه للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، إضافة إلى دعمه لليونيفيل للمحافظة على السلام والاستقرار على حدودنا الجنوبية، حيث تلتزم حكومتنا بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 إضافة إلى جميع قرارات المجلس. لقد بحثنا أيضاً الضغوط التي يتعرض لها لبنان نتيجة وجود مليون ونصف مليون نازح سوري على الأراضي اللبنانية. وقد أطلعت الرئيس ترامب على رؤية حكومتي في التعامل مع هذه الأزمة، بدعم من المجتمع الدولي. كما بحثنا أيضاً الآفاق الاقتصادية في لبنان وجهود حكومتنا لدفع النمو اقتصادي الشامل مع التركيز على خلق فرص عمل".

وأضاف: "هنا أود أن أشكر الرئيس ترامب والولايات المتحدة الأميركية على دعمهم للشعب اللبناني الذي يسعى للحفاظ على بلدنا كمثال للاعتدال والحوار والعيش المشترك والحكم الديمقراطي في منطقتنا".

حوار

ثم سئل الرئيس الحريري: ما رأيك بما يحصل بين السعودية وقطر؟ وهل لقطر أثر في موضوع الإرهاب؟ وهل تتمنى أن يزيد الرئيس ترامب الضغط على هذا التحالف؟

أجاب: أعتقد أن هناك جهدا يقوده الكويتيون، وهم أنجزوا بعض التقدم. ونحن نرى أن الحوار هو أفضل طريقة لتحسين وتطوير العلاقة بين السعودية وقطر. كما أنني أعتقد أن الولايات المتحدة تستطيع المساعدة في حل هذه المسألة في الخليج.

بعد ذلك سئل الرئيس ترامب: ما هو موقفكم من العقوبات الشديدة التي أقرها الكونغرس مؤخرا على حزب الله؟ وما هو رأيك بشأن دور الحزب في سوريا؟

أجاب: سأعلن عن موقفي خلال الساعات الأربع والعشرين التالية، وسنرى ما سيحصل بالتحديد وسأعقد اجتماعات مع خبرائي ومع ممثلين عسكريين لنأخذ هذا القرار في وقت قريب جدا. كذلك سأتحدث بشأن دور حزب الله في سوريا.

وسئل الرئيس الحريري: بماذا ترد الحكومة اللبنانية على الكونغرس الأميركي بشأن العقوبات بحث حزب الله؟

أجاب: نحن لطالما تعاونا في أي موضوع حين تفرض علينا عقوبات. ونحن نقوم بعدة اتصالات وستكون لدي عدة جولات في الكونغرس لكي نتمكن من التوصل إلى تفاهم بشأن هذه العقوبات.

وسئل الرئيس ترامب: كيف يمكن للولايات المتحدة مساعدة لبنان في التعامل مع هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين؟ وهل هناك من طريقة لتسهيل عودة النازحين إلى بلادهم؟

أجاب: نعم نحن نساعد، وأحد أوجه هذه المساعدة هي محاربة داعش والتخلص منه. نعرف أن الجنرالات لا يحبون الكلام، ولكن التقينا وتحدثنا البارحة معهم عن النجاحات العظيمة التي أنجزوها ضد داعش . وقد حققنا تقدما كبيرا في الأشهر الأربعة أو الخمسة الأخيرة،

بالمقارنة مع ما سبق وقامت به الإدارة السابقة خلال ثماني سنوات. لذلك علينا أن نرى ما سيحصل، لكني أستطيع أن أؤكد لكم أننا أنجزنا تقدما كبيرا في محاربة داعش في سوريا وفي العراق وفي أماكن عديدة أخرى، وجيشنا هو قوة كبيرة. وكما تعلمون، تركت للقادة على الأرض حرية القيام بما يجب. في السابق كان عليهم التواصل دوما مع البيت الأبيض والتحدث مع أشخاص لا يتمتعون بالخبرة ، وربما هؤلاء لم يكونوا يعرفون أي شيء عن البلاد التي يعمل فيها هذا الجيش. أما أنا فقد سمحت للقادة العسكريين إتخاذ ما عليهم القيام به، وقد أنجزنا خططا عظيمة وحققنا إنجازات كبيرة بحق داعش في سوريا والعراق.

كذلك سئل الرئيس ترامب: ما رأيكم ببقاء بشار الأسد في سوريا؟

فأجاب: لست من المعجبين بالأسد، وأنا أؤكد ذلك لكم. ويمكنكم أن تعرفوا أنني لست من المعجبين به حين قررت إطلاق صواريخ التوماهوك. وأنا متأكد من أن ما قام به بالنسبة إلى سوريا والإنسانية أمر فظيع ومخيف وأنا كررت ذلك منذ وقت طويل. أنا لست شخصا سيقف ويترك الأسد ينفذ بما قام به، لقد نفذ بذلك عدة مرات خلال عهد الرئيس أوباما، وأنا أرى أنه كان يجب على أوباما أن يتخطى الخطوط الحمر، لأن أمورا فظيعة حصلت ضد الإنسانية من ضمنها استخدام الغاز والقتل، وهذا كان يوما سيئا لأميركا ولسوريا. بل إنني أقول أكثر من ذلك، لو كان الرئيس أوباما قد تخطى الخط الأحمر وقام بما يجب في عهده لما كانت روسيا أو إيران قد وصلتا إلى ما وصلتا إليه اليوم في سوريا.

ثم سئل الرئيس الحريري: حكي كثيرا عن خفض ميزانية الدعم الأميركي للبنان. بعد اللقاءات التي أجريتموها، هل أنتم مطمئنون لاستمرار هذا الدعم وخصوصا للجيش اللبناني؟

فأجاب: نحن مطمئنون إن شاء الله، وكان هناك حوار صريح مع فخامة الرئيس، وإن شاء الله الدعم سيستمر كما كان عليه في السابق للجيش والقوى الأمنية، وهذا الأمر متروك للجيشين اللبناني والأميركي للتقرير بشأن أنواع الأسلحة والتدريبات التي يحتاجونها.

كلمة في السجل الذهبي

وكان الرئيس الحريري قد دون الكلمة التالية في السجل الذهبي للبيت الابيض:

اللقاء مع الرئيس دونالد ترامب كان شرفا عظيما لتقدير قيادته وقيادة الولايات المتحدة في العالم.