هل يعتبر حزب الله الضابط سامر حنا قتيلا أو شهيدا ؟
 

مع كل حادثة قتال أو معركة يخوضها حزب الله في الحرب السورية أو في المناطق التي تداعى إليها القتال جراء هذه الحرب، تقع معارك إعلامية وتنظم حملات إلكترونية حول توصيفات لمقاتلي الحزب الذين يسقطون بنيران هذه المعارك.
وعندما تصف المواقع الإلكترونية ضحايا حزب الله بالقتلى، ينزعج جمهور وبيئة هذا الحزب وتستنفر قياداته وتعتبر الأمر إهانة لتضحيات مقاتليه.
وبغض النظر عن التوصيفات الدينية وبالأخص الشيعية والإسلامية لمفهوم الشهادة أو ما يسمى القتل في سبيل الله والذي يعتبر كلمة القتل أو القتلى غير مهينة على الإطلاق بل وردت آيات قرآنية عن النبي تصف نهاية النبي إما بالموت أو القتل ( أو إن مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم )، بغض النظر عن كل هذا، تبرز أنانية حزب الله وتكبره على اللبنانيين وإزدواجية المعايير التي يتبناها.

إقرأ أيضا : الجيش اللبناني في حمأة الصراع حول دوره وهويته
فجمهور حزب الله الذي يطالب قنوات المستقبل وال MTV  بوصف قتلاه بالشهداء هو نفسه الجمهور الذي يعتبر رفيق الحريري قتيلا وجبران تويني قتيلا ومن سقط من كتاب ونخب في قوى 14 آذار قتلى.
والعجيب بل المضحك أن جمهور حزب الله يتهم إسرائيل بقتل هذه النخب لكنه بالوقت نفسه لا يصفهم بالشهداء وفوق كل هذا يأتي نفس هذا الجمهور ليطالب جمهور هذه النخب والوسائل الإعلامية التابعة له بإحترام قتلى حزب الله.
فلماذا لا يحترم هذا الجمهور نخب 14 آذار ورفيق الحريري الذين سقطوا دفاعا عن لبنان وقتلتهم إسرائيل كما يدعي هذا الجمهور؟ ولماذا لا يصفهم بالشهداء ؟
المنطق يقول أن حزب الله وجمهوره لم يترك أي مساحة أو مبرر للدفاع عنه أو تبني خياراته بسبب الأسلوب المتكبر والمزدوج الذي يمارسه, فهل يعتبر مثلا الضابط سامر حنا قتيلا أو شهيدا ؟
والأفظع من كل هذا أن نفس هذا الجمهور هو من رفض إطلاق صفة شهيد على ضحايا التفجير الإرهابي في الملهى الليلي بتركيا في رأس السنة على الرغم من أن داعش تبنت الهجوم ونظموا حملات إعلامية إستنكارية للموضوع.
فعندما تقتل داعش أو النصرة عناصر من حزب الله، يريد الحزب من اللبنانيين أن يصفهم بالشهداء أما ضحايا باقي اللبنانيين فهم قتلى وليسوا شهداء بحسب توصيفات الحزب.
ليس غريبا على بيئة وجمهور  حزب الله هذه الإزدواجية والأدبيات، فهم يتبنون ثقافة " قتلانا إلى الجنة وقتلاهم إلى النار ".
ومن رفع هذا الشعار ، لم ينتبه ولم يستفزه حتى كلمة " قتلانا " وإعتبرها عادية.