استبعدت مصادر مواكبة لزيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى واشنطن ان يكون توقيت بدء المعركة في جرود عرسال مرتبط بشكل او بأخر بزيارة رئيس الحكومة الى واشنطن، مشيرة الى انه عندما تم تحديد البيت الابيض موعد للرئيس الحريري مع الرئيس ترامب لم يتم الاخذ بطبيعة الحال الوضع في جرود عرسال، لذلك لم ترَ المصادر اي ارتباط بين الزيارة والعملية العسكرية معتبرة التوقيت بأنه اتى صدفة.

ورأت المصادر ان ما يجري في جرود عرسال ومنطقة القلمون هو قرار متخذ بشكل واضح من الطرف السوري وبالتنسيق الطبيعي مع «حزب الله» والهجوم على مواقع المسلحين في المنطقة يأتي من الجانب السوري وليس من الجانب اللبناني، والمعركة ليست وليدة ساعتها او مفتعلة بل محضرة منذ مدة لا سيما ان تحذيرات واضحة اتخذت في وقت سابق ولم تصل الى اي نتيجة، فأتت المعركة من اجل الضغط على المسلحين في المنطقة، وترى المصادر ان ما يقوم به الجيش السوري يعكس صورة الاوضاع الميدانية في سوريا حيث يبدو انه اصبح اكثر ارتياحا لوضعه العسكري فأراد تطهير حدوده الشرقية مع لبنان من المسلحين بالتعاون مع «حزب الله».

واكدت المصادر ان لدى الجيش اللبناني غطاء سياسي كامل وغير مشروط من قبل القيادة السياسية وعلى رأسها رئيس الجمهورية ولديه صلاحية اتخاذ ما تراه القيادة مناسبا في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة، واشادت المصادر بالدور الذي يقوم به الجيش وحزمه وعدم تساهله مع اي مرتكب، مشيرة الى انه رفع جهوزيته واحكم الطوق بشكل تام على كامل مداخل بلدة عرسال لمنع تسلل اي مسلح بهدف حماية المدنيين داخل البلدة، وهو نجح بذلك.

واستبعدت المصادر قيام اي عملية ارهابية من الممكن ان تستهدف مواطنين لبنانيين انتقاما لما يجري في جرود عرسال، وأبدت المصادر ارتياحها الشديد للتدابير الامنية المتخذة من قبل القوى الامنية كافة للحفاظ على امن واستقرار البلد، وتوقعت ان ما يحصل في منطقة جرود عرسال ومحيطها سيبقى محصورا هناك.

اما رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري فأكد ان الاوضاع الامنية مستقرة داخل البلدة وهذا ما كنا نتوقعه كما قال، نافيا حصول اي تداعيات داخل عرسال، مشددا ان مخيمات النازحين الموجودة في المناطق المأهولة لم تشهد اي اشكال بل لازم جميع النازحين مخيماتهم وهم يرفضون التدخل فيما يجري في الجرود حفاظا على امنهم ومخيماتهم ولادراكهم خطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة. معتبرا انه رغم الحذر والخوف والقلق من قبل الاهالي فهم يمارسون حياتهم الطبيعية مع العلم ان اصحاب الاراضي والمقالع القريبة من الجرود يلازمون بلدتهم منذ ايام مع الحديث عن التحضير للمعركة.

وأبدى الحجيري ثقته الكبيرة بالتدابير التي يقوم بها الجيش اللبناني من خلال الحواجز التي يقيمها منعا لأي ثغرة امنية قد يتم استغلالها من قبل المسلحين للتسلل داخل عرسال، مؤكدا وقوف الاهالي الى جانب الجيش اللبناني الحامي لامن واستقرار البلد.