لم ينبُس مقاوم واحد بكلمة واحدة تُثير شُبهة حول السلوك الروسي في جنوب سوريا، وما تقوم به روسيا من دورٍ فاعل في تأمين سلامة اسرائيل وأمنها
 

أولاً: الروس في سوريا

منذ أن زحف الروس إلى بلاد الشام بأساطيلهم وصواريخهم وطائراتهم، مُؤازرةً للنظام الأسدي في دمشق، لم تغب عن بالهم لحظة، ومنذ أكثر من عامين، ضرورة التنسيق التام مع إسرائيل، فقد قام رئيس وزرائها نتنياهو بزيارة موسكو في حينها، وخرج راضياً عن التواجد الروسي "المُريب" على أرض سوريا، بعد أن طمأنه القيصر بوتين بأنّ أمن إسرائيل وسلامتها فوق كلّ اعتبار، وتبع ذلك تنسيقٌ روسي أميركي تام، بحيث لا تتصادم القوتان العُظميان على أرض العرب، طالما أنّ هذه الأرض أضحت نهباً لهما بفضل الأنظمة تارةً، وفضل الجماعات "الجهادية" تارة أخرى.

إقرأ أيضا : داعش يلغم معالم أثرية في إحدى المدن السورية

ثانياً: تعايش تيار المقاومة والممانعة مع الروس

انتظر تيار المقاومة والممانعة عامين كاملين، قبل أن يشهد بأُمّ العين الحضور الروسي-الأميركي على حدود سوريا الجنوبية بما يحفظ سلامة الكيان الإسرائيلي "الغاصب". ومع ذلك لم ينبُس مقاوم واحد بكلمة واحدة تُثير شُبهة حول السلوك الروسي في جنوب سوريا، وما تقوم به روسيا من دورٍ فاعل في تأمين سلامة اسرائيل وأمنها، بعد أن أكملت فضائلها بتثبيت أركان النظام الأسدي، إنّما هو من قبيل الورم الحميد، وكل ما يفعله بوتين حسنٌ، وحسنٌ جداً، ولا فرق عندئذٍ بين العبد الصالح وفرعون. خطب عُدي بن زياد الايادي فقال في خطبته:" أقول لكم ما قال العبدُ الصالح لقومه: (ما أُريكُم إلاّ ما أرى وما أهديكم إلاّ سبيل الرشاد)؛ فقالوا له: إنّ هذا ليس من قول العبد الصالح، إنّما هو من قول فرعون؛ فقال: من قاله فقد أحسن!"
ما يقوله أو يفعلُه بوتين فقد أحسن!

إقرأ أيضا : الإتفاق النووي نحو الموت الدماغي؟!