لا يزال وصول حزب الله والقوات الحليفة له إلى وصل الحدود العراقية السورية وفتح معابر في ما بين البلدين، محلّ اهتمام لدى المتابعين والمراقبين، خصوصاً في ظل الحديث الأميركي عن خط أحمر في وجه إيران وحلفائها من التمركز في شرق سوريا، أو بتأمين الخط الإستراتيجي من إيران إلى لبنان. يقول حزب الله إن هذا الخط أصبح ثابتاً وأمراً واقعاً. البحث الآن يتخطى مسألة فتح هذه الطريق إلى تثبيتها وتوسيعها والبحث في المرحلة التالية.

لا يخفي حزب الله ارتياحه للتطورات الحاصلة في سوريا، يقول إن النظام انتصر، ويعتبر أن مقاتليه أصبحوا يمتلكون خبرات قتالية جديدة في قتال البادية والصحراء. ويتحدث حزب الله عن أن القرار الإيراني الذي صدر بالدخول إلى البادية، ارتكز على مجموعة عوامل، أبرزها تيقّن إيران من أن واشنطن لا تمتلك أي مبادرة عسكرية في سوريا، ولأنها لا تريد الإصطدام مع الروس، بل استمرار التواصل معهم. بالتالي، فإن أي تدخل أميركي لقطع الطريق، كان سيصطدم بردّ روسي، وهذا ما لا تريده واشنطن. بمعنى آخر، يمكن القول إن الوصول الإيراني إلى الحدود العراقية السورية وربطها ببعضها البعض، نجح استناداً إلى التفاهمات الأميركية الروسية في ما يتعلق بالسياسة الدولية بشأن سوريا.

أما للوضع الميداني فحكاية أخرى بالنسبة إلى حزب الله، وتعتبر مصادره أن لا أحد يدافع عن الصحراء إلا البدو، وبما أن هذه المنطقة خالية، فكان هناك يقين لدى الحزب بأن كل فصائل المعارضة، بما في ذلك تنظيم داعش، ليست قادرة على القتال والدفاع عن الصحراء. وعلى هذا الأساس أحرز حزب الله التقدم، واستطاع تحقيق ما يريد تحقيقه.

أصبح الخطّ مفتوحاً ومؤمّناً بعمق خمسين كيلومتراً عرضاً من شمال معبر التنف إلى جنوب مدينة البوكمال، وفق ما يؤكد الحزب، مشيراً إلى أن السيطرة هي سيطرة عسكرية تامة مع تأمين كل الخطوط المحيطة والخلفية لها. ويتم الآن شق طريق وتعبيده وتتم الآن عملية تزفيت الطريق.

وفق تقديرات الحزب، فإن مسألة المعارك في شرق سوريا أصبحت من الماضي. هناك أمر واقع على الجميع أن يتعاطى معه، ولا يمكن للأميركيين وغيرهم بالاستناد إلى الضربات الجوية، أن يغيروا المعادلة. في المقابل، هناك من يعتبر أن الحزب لا يسقط من حساباته حصول أي تطورات عسكرية، وهو يدرس كل احتمالات الردّ عليها.

لا تخفي مصادر متابعة إمكانية حصول ضربة معينة لحزب الله ولحلفاء إيران في سوريا، بعد تخطي كل الخطوط الحمر في سوريا. في مقابل ذلك التخوف، هناك من يردد أن الروس نشروا قوات عسكرية في السويداء لمنع أي ضربة قد يوجّهها الإسرائيلي أو الأميركي إلى محور المقاومة. هذا التخوف يتركز على الوضع في الجنوب السوري، إذ إن هناك من يتوقع اندلاع معركة على الجبهة الممتدة من درعا إلى القنيطرة بعد انتهاء اجتماع آستانة، لاسيما أن الجبهة الجنوبية لم توافق على المشاركة في هذا الاجتماع، ولكن الأكيد أن المعركة لن تكون محلية بل لها بعد إقليمي ودولي. وهي معركة أساسية. ويشدد حزب الله على أنه يريد إمساك الأرض قبل الدخول في أي مفاوضات.