تسارعت التقديرات والتحقيقات بعد المداهمات التي أجراها الجيش اللبناني في بعض مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال، الجمعة في 30 حزيران. وقد أظهرت التحقيقات الأوليّة، أن هذه المخيمات تضم أعداداً كبيرة من مقاتلي تنظيم داعش وجبهة النصرة.

وتؤكد مصادر عسكرية أن العملية إستباقية، وقد حمت لبنان من عمليات انتحارية كانت التنظيمات، لاسيما داعش، تعد لتنفيذها في لبنان. وفي وقت تحدث البعض عن العثور على عبوة كيميائية أو مواد تستخدم لتحضير قنبلة كيميائية وتنفيذ هجوم كيميائي في لبنان، نفى الجيش ذلك، مشيراً إلى أن المواد التي عثر عليها هي نيترات تستخدم في إعداد العبوات الناسفة.

في مقابل هذه الأجواء، يعتبر العراسلة أن الوضع في البلدة طبيعي، وهم تعودوا في السابق على هذه المداهمات. وبعد انتهاء عمليات الدهم، عادت الحياة إلى طبيعتها في البلدة. ويطلب أهل عرسال استتباب الأمن في بلدتهم وجرودها، ليتمكنوا من العيش بهدوء. وهم يعتبرون أن حل الأزمة في بلدتهم أصبح مرتبطاً بحل الأزمة السورية ككل، إذا لم يتم إيجاد مخرج لإخراج المسلحين من الجرود.

وهناك من سجّل بعض الاعتراضات على كيفية تعاطي العسكريين مع المدنيين، حين تم طرحهم أرضاً، وتكبيل أيديهم. ويسجل هؤلاء اعتراضاتهم على طريقة المداهمات والتفتيش. وفي المقابل، هناك من يعتبر أن الوضع قد يفرض ذلك، خصوصاً أن الجيش تعرض لاعتداء، وفق مصادر عسكرية، حين فجر أحد الانتحاريين نفسه بعدد من العسكريين.

وتركزت المداهمات في مخيمين أساسيين، وفي نقاط أساسية ذات دلالة. فمخيم القارية يقع في وادي الحصن شرق عرسال باتجاه سوريا. وهو أول المواقع التي خسرها الجيش اللبناني في اشتباكات عرسال، في العام 2014. وهو الموقع الأول الذي دخله تنظيم داعش وأسر فيه العسكريين اللبنانيين. لذلك، فإن المصادر العسكرية تؤكد أن معظم قاطني هذا المخيم، وهم من بلدة قارة السورية، أعلنوا مبايعتهم تنظيم داعش، وفيه عدد من مسؤولي التنظيم.

أما مخيم النور فيقع على طريق الجمالة ومنطقة الجفر، وأنشأه الشيخ مصطفى الحجيري الملقب بأبو طاقية. لذلك، يعتبر البعض أن المخيم يضم قياديين في جبهة النصرة ويحوي بعض عائلاتهم. وتلفت المصادر إلى أن هناك صعوبة في الفصل بين المدنيين والمسلحين، لاسيما أن عدداً كبيراً من المدنيين هم من عوائل المسلحين. وهناك صعوبة في فصل مسلحي النصرة عن مسلحي داعش والمسلحين الآخرين. بالتالي، فإن هدف العملية كان إيصال رسالة أساسية بأنه ممنوع على المخيمات أن تشكل مقراً او مستقراً للمسلحين في حال إندلاع أي معركة.

لذلك، فإن هذه المعركة تهدف إلى إبعاد المخيمات عن أي احتمال للتصعيد، لاسيما أن ما حصل أثبت التقديرات العسكرية بأن تنظيم داعش يريد الاستمرار في التلاعب بأمن هذه المنطقة، واختراق أكثر من مخيم، لاسيما لجهة وادي حميد. وهذا ما ستتم مواجهته في الأيام المقبلة. 

الغاية الأساسية من عملية الأحد التمهيد للمعركة الأساسية. بالتالي، على المسلحين الذين لا يريدون الانخراط في المعركة مغادرة هذه المنطقة إلى الداخل السوري، مقابل غض النظر عنهم إذا غادروا بعد القاء سلاحهم، على أن تتم تسوية أوضاعهم من جانب النظام السوري، وكذلك الأمر بالنسبة إلى اللاجئين. أما من يبقى فسيكون ضالعاً في المعركة العسكرية التي يتم التحضير لها لحسم الوضع في تلك المنطقة.