من الحسرات الكبرى لواقع المسلمين إعلامياً وعملانياً أن الكون مشغول مع المسلمين انفسهم بسلبيات الواقع الاسلامي( ندوات، فضائيات جمعيات فئات.).. بحيث لا يرى المسلم وغيره إلا الصورة القاتمة الحالكة في الساحة الاسلامية ولا يبرّز عن الاسلام والملسمين إلا الامور السوداء من خلافات ونزاعات وفتن وتكفير من هنا وإهدار دم وكرامات وأعراض من هناك فكأننا نعيش شريعة الغاب لا شريعة رب الارباب.

فلو عدنا إلى جوهر الاسلام ومظهره وسيرته وصورته لوجدنا الاسلام غير ذلك البتة.

فالاخلاق في الاسلام هي قلبه وروحه هي كالرأس من الجسد لا بل الراس والجسد فلها الموقع الاول والمحدد الاساس لفلاح المسلم في الدنيا والآخره وهي الشرط اللازم لبناء الشخصية الايمانية فكلما كان المسلم يتمتع بالخلق الحسن كان ذلك دالة على إيمانه الفعلي ومن كان له فاقداً كان للإيمان الفعلي فاقد ففي الحديث عن "الإمام الباقر (ع) ان أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ."

وعليه فالاخلاق الاسلامية ليست وسيلة فقط وليست غاية فقط بل هي الوسيلة والغاية هي التي تنطلق من القلب عقيدة وليست حالة تذبذبية تميل مع رياح المزاج والمصلحة أو الحالة أو الظرف... " لعن الله ذا الوجهين وذا اللسانين" .

أخلاقنا عقيدة تمطر كلمة طيبة باللسان ، وطيبة وحناناً ورحمة بالقلب، واستقامةوعدلاً واتزانا في السلوك...

وهذا الكلام مؤسّس بحديث رسول الله (ص) (:إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق...) فالاخلاق هي الرسول والرسالة " قال تعالى وإنك لعلى خلق عظيم" .

واتصور ان نبينا محمد (ص) كان الافضل خلق الله  وسيد الانبياء والرسل كونه افضل اخلاقاً وعليه إن أردنا أن نكون خير أمة أخرجت للناس علينا أن  نكون خير أمة تعيش الاخلاق قولاً وفعلاً وحركة وسلوكاً في كل مجالات الحياة.

 

                                                    بقلم الشيخ حسان رطيل