نشرت مجلّة ناشونال إنترست الأميركية تقريرًا حول مشروع الموازنة الذي أعدّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب والذي يضع لبنان في خطر، وناقش في التقرير هاردن لانغ كبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي ونائب رئيس الأمن القومي فيكرام سينج مخاطر قرارت ترامب لمكافحة حزب الله وتداعياتها الكارثيّة على لبنان.
 

وقال الكاتبان: "في زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط، كان لدى ترامب موضوع محوري مهيمن وهو أنّه حان الوقت للتغلّب على إيران والمجموعات التي تدعمها في المنطقة باعتبار أنّ سلوك إيران في المنطقة يزعزع الإستقرار، والسؤال هو ما الطريقة الأفضل لاحتواء التصرفات الإيرانية الضارة كدعم بعض الجماعات؟".

ورأى الكاتبان أنّ "ترامب يريد حلولاً عسكرية سهلة وسريعة وغير واقعية ولا مكان أوضح من لبنان، حيثُ إقترح ترامب تخفيض الميزانية، ما ينذر بخفض الدعم الأميركي للمؤسسة العسكرية. وقالا إنّ صرامة ترامب بمواجهة حزب الله ومحاولة فتح معركة معه، ستؤدّي لقطع تمويل العسكري الغربي للجيش اللبناني والإستثمارات في لبنان.

كذلك فالمخطّط الأوّلي للبنتاغون هو هزيمة "داعش"، ولكن هناك مطالبات لتوسيع العمليات لاستهداف مجموعات أخرى بمن فيهم "حزب الله". وفي السعودية، حدّد ترامب "حزب الله" من بين المجموعات التي يصبّ اهتمامه عليها. أمّا الإستخبارات المركزيّة الأميركية فقد عيّنت الضابط مايكل دي أندريا المعروف بـ"أمير الظلام" رئيسًا للعمليات ضد إيران وهو كان مسؤولاً عن عملية اغتيال القائد عماد مغنية عام 2008.

لكن إذا عدنا إلى الواقع، يرى الكاتبان أنّ "حزب الله" مجموعة خطيرة، ولكنّه قوة كبيرة في الساحة السياسية اللبنانية، والحكومة اللبنانية أتت بدعم منه بعد عامين من الفراغ لانتخاب رئيس. كذلك فالجهود لنزع سلاح الحزب وفقًا للقرار الأممي 1701 لم تصل إلى المستوى المطلوب.

ولفت الكاتبان إلى أنّه لا يمكن قطع الحزب من الجسم السياسي اللبناني من دون رمي البلد بصراع مفتوح، وقالا: "زرنا لبنان مؤخرًا، ونعتقد أنّ نهجًا مختلفًا عن مخطّط ترامب يُمكن أن يكون له تأثير إيجابي:

-تقضي الخطوة الأولى بعدم وضع عقوبات أميركية جديدة. وهنا يقول الكاتبان: "يعمل الكونغرس على تشريعات جديدة لفرض عقوبات على حزب الله. ويخشى كثيرون في لبنان، حتّى معارضي الحزب من أنّ جولة العقوبات المقبلة ستكون لها مخاطر جديّة على الإقتصاد اللبناني عبر جعل البنوك الدولية مترددة في إقامة أعمال مع المصارف اللبنانية. والإقتصاد اللبناني يُعاني أصلاً من إنهيار القطاع السياحي وتدفّق أكثر من مليون نازح سوري. وعلى الولايات المتحدة أن تعمل بشكل وثيق لضمان تنفيذ المصارف اللبنانية العقوبات القائمة بفعالية، وأن تبقى تراقبها".

-الخطوة الثانية بحسب الكاتبين هي ألا تقطع إدارة ترامب الدعم للجيش اللبناني: فقد قامت إدارتا الرئيسين السابقين جورج بوش وباراك أوباما بعمل مهم من أجل الجيش اللبناني وهو الآن من أكثر المؤسسات العامّة التي تحظى بالثقة في لبنان. ولكن على ما يبدو فإنّ ترامب سيقتطع من الدعم العسكري والأمني بنسبة 80% للبنان. وسيشكّل هذا الإقتطاع ضررًا في ضوء القرار السعودي بوقف هبة بـ4 مليارات دولار كانت مقرّرة للبنان، وذلك لاتهام الجيش بالعمل مع الحزب لكنّ ضباط أميركيين يدحضون هذه المزاعم، إذ قالوا إنّه بالرغم من وجود تعاون مع الحزب، لكن هذا الأمر لا يؤثّر على إستقلال المؤسسة العسكرية. ويخشى القادة العسكريون الأميركيون من أنّه إذا أوقفت الولايات المتحدة مساعداتها للجيش، فتكون بذلك تقدّم لبنان إلى إيران.

-الخطوة الثالثة برأي الكاتبين إستمرار واشنطن بتقديم المساعدات للنازحين السوريين في لبنان. فميزانية ترامب تنصّ على خفض المساعدات لبرامج النازحين حول العالم، لكنّ قطع المساعدات للبنان سيكون له تأثير مدمّر على إستقرار بلد أصبح ربع سكانه من النازحين السوريين. ويخشى مسؤولون لبنانيون من أن ينحى بعض النازحين الى التطرّف، كما فعل بعض من الجالية الفلسطينية من قبل. كما أنّ قطع المساعدات الجارية سيسرّع من عملية التطرّف".

وختم الكاتبان بالقول إنّ "حزب الله" هو أكبر قوة لإيران واحتواء تأثيره أمر جوهري لأي موقف حازم تجاه إيران. ولكن هذا يتطلّب نهجًا شاملاً يشمل عقوبات فعّالة مع إستمرار دعم الجيش البناني ليحافظ على إستقرار لبنان.

 

 

(nationalinterest - لبنان 24)